فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5256 - 2016 / 8 / 16 - 19:54
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يمر نظام الملالي المستبدين في إيران بواحدة من أسوء المراحل التي واجهته منذ تأسيسه، خصوصا من حيث تصاعد الرفض و المقاومة ضده على مختلف الاصعدة وهو مادعاه الى تصعيد ممارساته القمعية و حملاته الدموية بمواصلة الاعدامات بلا هوادة ضد أبناء الشعب الايراني و قواه الوطنية بحيث صارت إيران بسبب من ذلك الدولة الاولى في تنفيذ أحکام الاعدامات في العالم.
الازمات و المشاکل التي تحاصر ملالي إيران من کل جانب و تٶرقهم و تقض من مضجعهم، تدفعهم الى أوضاع جنونية أحيانا بحيث يفقدون صوابهم و رشدهم عندما لايأبهون لأبسط المبادئ و القيم و الاعتبارات الانسانية فيقومون بإرتکاب إنتهاکات فظيعة و يستمرون في سياستهم المشبوهة بالتصدي لنضال الشعب الايراني من أجل الحرية و الديمقراطية بأساليب بالغة القسوة و الوحشية و العنف.
هذا النظام وفي خضم تنفيذه لحملات إعدامات على خلفية سياسية ـ طائفية، وفي غمرة تصاعد السخط و الغضب الدولي من ممارساته الاجرامية هذه، جاء نشر الملف الصوتي من قبل مکتب رجل الدين الراحل المنتظري، والخاص بتوضيح عدم مشروعية تلك الجريمة النکراء بإعدام 30 ألف سجين سياسي من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق في صيف عام 1988، والذي قام النظام بتنفيذه بدم بارد و لم تتم محاسبته و إدانته دوليا، فإن نشر هذا الملف الصوتي في هذا الوقت بالذات مسألة ذات أهمية خاصة لإنها تعکس الماهية و المحتوى اللاإنساني لهذا النظام و حقيقة عدم إلتزامه بأبسط القيم و المعايير الانسانية وإنه من العار على المجتمع الدولي أن لايلتفت الى هذا المستمسك المهم الذي يدين قادة و مسٶولي نظام الملالي و يثبت حقيقة إنهم قد قاموا بإرتکاب جريمة ضد الانسانية.
العواصم الاوربية التي تجتاحها حاليا تجمعات إحتجاجية لأبناء الجاليات الايرانية المقيمة فيها و التي تندد بالاعدامات الجماعیة واستمرار القمع وانتهاكات حقوق الإنسان وكذلك إحياء ذكرى 28 عاما على مجزرة تصفیة عشرات الآلاف من السجناء السياسيين عام 1988 التي تمت على يد لجنة الموت التي تشكلت بأوامر من المرشد الراحل، لايجب على المجتمع الدولي صم آذانه عنها ذلك إن هٶلاء المحتجون يجسدون مواقف الشعب الايراني بکل صدق و بمنتهى الشفافية، وإن هذا النظام الذي يترنح حاليا بسبب من أزماته و مشاکله التي تعصف به و تصيبه بالدوار، لايجب أبدا ترکه مجددا و السماح له بإلتقاط أنفاسه مرة أخرى، فذلك ماسيدعوه للقيام بالمزيد و المزيد من الجرائم و الانتهاکات وهو مايعني موافقة ضمنية للمجتمع الدولي على ذلك، ولذلك فإن الوقت قد حان من أجل إتخاذ موقف دولي صارم من هذا النظام و ردعه و عدم السماح له بالمزيد من التمادي.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟