الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا.

نور الدين بازين

الحوار المتمدن-العدد: 1405 - 2005 / 12 / 20 - 09:19
المحور: الطب , والعلوم
    

اعتماد الشراكة كمنهج أساسي من أجل الوقاية من أمراض الإيدز والسل والملاريا وعلاجها.
المغرب يعتقل 2.200 من البغايا من خلال حملة واسعة حققت نسبة 122% من الهدف المنشود لها.
أمراض الإيدز والسل والملاريا تتسبب في وفاة أكثر من ستة ملايين شخص كل عام.
مليون طفل في العالم فقدوا عائليهم بسبب الإيدز.

يعتبر الإيدز والسل والملاريا من الأمراض التي يمكن الوقاية منها ن كما أنه يمكن علاجها بصورة فعالة، ومع ذلك فإنها تتسبب في وفاة أكثر من ستة ملايين شخص كل عام، ومن المعروف أن العبئ الذي تتكبده الدول النامية من جراء مكافحة هذه الأمراض يصل على ثلاثين ضعفا مقارنة بالدول ذات الدخول المرتفعة، الأمر الذي ينتج عنه حدوث خسائر اقتصادية فادحة وانحلال اجتماعي وعدم استقرار سياسي، واستجابة لهذه التحديات العائلة، تم تأسيس الصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا في عام 2002.
والصندوق العالمي هو مؤسسة خاصة الهدف منها جمع وتوزيع الموارد الإضافية للوقاية من أمراض الإيدز والسل والملاريا وعلاجها، ويعتمد على التخطيط والملكية المحلية لضمان توجيه المصادر الجديدة إلى البرامج الموضوعة على قائمة الجهود الدولية المبذولة، وتهدف طريقة الاعتماد على النتائج في تقديم المنح، بحيث يتم توزيع المنح بصورة متزايدة بالاعتماد على مقاييس التقدم، إلى ضمان استغلال الاعتمادات المالية بكفاءة، وذلك للنهوض بالعمليات التي أتت بنتائج ملموسة، كما يعتبر الصندوق هيئة مستقلة يديرها مجلس دولي يتألف من ممثلي الحكومات المانحة والمستفيدة والمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص بما فيها مؤسسات العمال والمؤسسات الخيرية والمجتمعات المعنية، كما يشارك في عضوية الصندوق بحكم وظائفهم، ممثلين من منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة مرض الإيدز والبنك الدولي الذي يضطلع بدور أمين الصندوق العالمي، يرأس مجلسه رئيس اللجنة الوطنية لمرض الإيدز والعدوى بفيروسه في باربدوس.
بالاعتماد على موارد الصندوق العالمي، تستطيع البرامج المحلية المصادق عليها أن تدعم الارتقاء بعملية علاج مرض الإيدز بشكل غير مسبوق، ومن المتوقع أن يصل عدد الأشخاص المتلقين للعلاج باستخدام مضادات الفيروسات إلى نحو 1.8 مليون شخص في غضون الخمس سنوات المقبلة، وستتمكن الدول من توسيع خدمات التوعية وإجراء الاختبارات التطوعية(vct) لتغطي 62 مليون شخص، ومن المتوقع أن يتلقى حوالي مليون طفل من الأطفال الذين فقدوا عائليهم بسبب مرض الإيدز، الدعم المناسب من خلال توفير الخدمات الطبية والتعليم والرعاية الاجتماعية، كما سيتم توفير السبل العلاجية الناجحة لحوالي خمسة ملايين شخص من المصابين بمرض السل المعدي من خلال استراتيجية dots ( استراتيجية علاج السل المعترف بها دوليا)، وفي غضون نفس الفترة، سيقوم الصندوق العالمي بالمساعدة في تمويل 264 مليون طريقة علاجية للملاريا باستخدام الأدوية المركبة القائمة على الأرتيميسينين إضافة إلى توزيع 109 مليون ناموسية معالجة بمبيد حشري للحد من انتشار الملاريا.
ومن أمثلة البرامج المعترف بها مايلي: بناء مركز دائم لمكافحة الملاريا في صنعاء باليمن، لتكون بمثابة مؤسسة لأنشطة مكافحة مرض الملاريا على المستوى الإقليمي والمحلين، وتدريب المئات من أفراد الأمن القومي وحراس السجون في الجزائر على كيفية الوقاية من فيروس الإيدز وزيادة أعداد العيادات الطبية في جميع أنحاء بنغلاديش وتزويدها بالأجهزة اللازمة لتوفير الخدمات التشخيصية والعلاجية لمرض السل.
وقد خطى المغرب خطوات شجاعة عندما قام بتنفيذ حملة اتصالات واسعة النطاق لزيادة الوعي لدى الشعب المغربي فيما يخص مشكلة الإيدز، وقد انتشرت الحملة التي حظيت بتأثير بالغ على نطاق واسع، حيث تم استخدام كل القنوات المتاحة بما فيها أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية واللوحات الإعلامية التي انتشرت في جميع أنحاء المملكة، كما كانت الحملة بمثابة الأساس الذي قامت عليه الوثيقة الوطنية الذي تعهدت بمقتضاها كل المنافذ الإعلامية بمساندة ودعم كل الجهود التي تبذلها وزارة الصحة وكل من صار على دربها في المعركة ضد مرض الإيدز، وإلى جانب مبادرة التوعية الشعبية القائمة على استخدام وسائل الإعلام، كانت هناك جهود اتصال أخرى حرى تنفيذها، وبهذا تمت توعية أكثر من 350.000 شخص في بيوت الشباب والمدارس الثانوية والجامعات وملاجئ النساء والمصانع ودور الأيتام والمجاورات والأماكن العامة والجمعيات من خلال الجهود المبذولة على المستوى المحلي، كما عملت المنظمات المشاركة على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الشباب والنساء، ليس فقط في المراكز الحضرية إنما في البيئات الريفية أيضا وعلى مستويات الأقاليم والمناطق ووصلت إلى المجتمعات المنعزلة تماما ، وقد تم تزويد الأنشطة التعليمية بمواد تعليمية مبكرة، وتم أيضا توزيع عدد كبير من الأوقية الذكرية.
وقد لاقت حملة التوعية هذه دعما سياسيا هائلا مما جعلها واحدة من أكثر الحملات نجاحا في الشرق الأوسط وخاصة بعد أن ارتبطت بالسياق الاجتماعي والديني والمحرمات المقترنة بانتشار العلاقات الجنسية غير المشروعة في المنطقة، كما تم اعتقال 2.200 من البغايا من خلال حملة واسعة حققت نسبة نجاح تصل إلى 122% من الهدف المنشود لها.
وقد ارتكز الصندوق العالمي في إنشائه على مجموعة من المبادئ الهامة التي توجه كافة العمليات بدءا من الإشراف وانتهاء بتقديم المنح:
• يعمل هذا الصندوق كهيئة تمويلية وليست تنفيذية.
• توفير المصادر المالية الإضافية وزيادتها.
• دعم البرامج التي تعكس الملكية القومية.
• العمل بطريقة متوازنة في إطار المناطق المختلفة والأمراض والتدخلات.
• إتباع اتجاه متكامل ومتوازن لوقاية والعلاج.
• تقييم العروض من خلال عمليات المراجعة المستقلة.
• العمل بشفافية وبشكل خاضع للمسائلة وإجراء عمليات تقديم بطريقة مبسطة وسريعة ومبتكرة.
وإذا أعددنا نظرة عامة حول التمويلات، سنجد حتى هذه اللحظة خمس دورات من التمويل، تبدأ بتصديق مجلس الصندوق للعروض المقبولة التي تم تقديمها في أبريل 2002 و يناير 2003 ويونيو2004 وسبتمبر2005، ومن خلالها قام الصندوق بالتصديق على مبلغ 4.5 مليار دولار أمريكي، لما يقرب من حوالي350 منحة في 128 دولة بما في ذلك أحدث المنح التي تم التصديق عليها لتمويل المرحلة الثانية ،وذلك لتغطية الفترة مابين السنة الثالثة إلى الخامسة في مدة هذه المنح، وكذلك تم التوقيع في 13 ديسمبر2005 على اتفاقيات المنح لحوالي 93% من المنح التي تم التصديق عليها،ثم أعقب ذلك بتوزيع مبلغ1.8مليار دولار أمريكي على المستفيدين من القطاع العام والخاص في 127دولة.
وتجدر الإشارة أن 50 دولة والجهات المانحة الدولية قد تعهدوا، بالإضافة إلى المتبرعين من المؤسسات الرئيسية والقطاع الخاص بتقديم 8.6 مليار دولار أمريكي على مدار ثمانية أعوام ( أو لمدة غير محدودة ) لإنشاء واستدامة الصندوق العالمي، ولذلك قرر مجلس إدارة الصندوق العالمي في عام 2005 العمل بطريقة التمويل التي تعتمد على الإمداد المالي الدوري من أجل الوصول إلى جهات المانحة بطريقة أكثر فعالية، والتنبؤ بشكل أكثر بالموارد المتاحة في السنوات القادمة.
ويشير حجم احتياجات موارد الصندوق العالمي إلى وجوب حشد معظم المبالغ من القطاع العام بما فيها المبالغ التي يتم الحصول عليها من الجهات المانحة الجديدة والمساهمات الإضافية التي تعهدت بها الدول المتقدمة من قبل، وعلاوة على ذلك، يجب أن تتناسب نسبة ازدياد التمويل والقيادة المحلية بين الدول المتقدمة مع نسبة تزايد نظام التمويل العالمي الجديد، كما يجب أن يعمل الصندوق العالمي جنبا إلى جنب مع الحكومات المانحة والمتبرعين من القطاع الخاص من اجل إيجاد مصادر التمويل الجديدة والمبتكرة، وسيكون تجديد البرامج الفعالة أمرا بالغ الأهمية، حيث سيؤدي إلى إحراز تقدم ملموس في المعركة الشرسة الدائرة لمكافحة أمراض الإيدز والسل والملاريا وضمان توفير نظام ثابت يعمل على إتاحة أدوية الإنقاذ للأشخاص الذين يتلقون العلاج، وإذا كان الصندوق العالمي يلزم جميع الأطراف المعنية بالتزامات غير مسبوقة، فإن ذلك ينبع من المسؤولية الدولية الملقاة على عاتقه.

#نور_الدين_بازين (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات