أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سامي العباس - قراءة تحت السطح














المزيد.....

قراءة تحت السطح


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 1405 - 2005 / 12 / 20 - 09:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



فجأة و بعد أربعة و عشرين ساعة على تصريح متشدد لوزير خارجية سورية ( الشرع ) , عقد نائبه ( وليد المعلم ) و المستشار الداوودي مؤتمراً صحفيا أعلنا فيه التوصل مع القاضي ميلس على مكان و عدد الضباط السوريين المطلوبين للاستجواب أمام لجنة التحقيق الدولية .
و بعيداً عن عجقة المعلومات و التسريبات التي نضح بها النشاط الدبلوماسي المحموم , الذي كانت دمشق في مركزه طيلة الأيام التي أعقبت خطاب الرئيس بشار الأسد على مدرج جامعة دمشق .. .
و لكي لا يضيّع المحلل السياسي رأسه في المتاهة التي يصنعها تضارب التسريبات, فعليه أن يذهب إلى المجرّيات في المحيط الخارجي لمركز الحدث ( دمشق في هذه الحالة ) ليبني قراءته على ما هو استراتيجي لجهة مفاعيله إذا عثر على شيء منه .
بهذه الطريقة للمقاربة يمكن تفسير ما جرى لعقدة استجواب السوريين من حلحلة , بحدثين لهما طابع استراتيجي و قعا بعيد خطاب الأسد بأيام :
1- صعود بيرتس إلى زعامة حزب العمل الإسرائيلي و التداعيات اللاحقة : انفراط عقد الحكومة الإسرائيلية , و تحديد موعد مبكر لانتخابات كنيست جديد , و انشقاق شارون عن حزب الليكود و تشكيله لحزب جديد .
2- انعقاد مؤتمر الوفاق الوطني العراقي في القاهرة الذي دعت إليه جامعة الدول العربية . و ما تمخض عنه من انفراجات تفتح على إمكانية انتقال العملية السياسية في العراق خطوة حاسمة , بفعل تحول مؤثر في موقف السنة العرب عن دورهم الذي مارسوه بعيد سقوط نظام صدام حسين ( حاضنة العنف على تنوع عناوينه )
في خطاب الأسد فقرة تحتل في البنية السردية للخطاب موقع العقدة الدرامية ( يريدوننا أن نقتل أنفسنا أو يقتلوننا )
و بالمناسبة يمكن اعتبار الخطاب خروجاً ملفتاً للنظر عن النكهة الخشبية المميزة لأدبيات النظام السوري , التي أرساها الأسد الأب قبل عقود و ازدادت جفافاً مع الوقت . هنا الكثير من التلوين العاطفي يشبه رش الخضار البايتة بالماء لغايات تسويقية . و إذا كانت هذه الألاعيب اللغوية لا تنطلي على متسوق محنك فإنها تؤدي و وظيفتها على نحو مقبول في بيئة تسودها الأمية السياسية . إنه خطاب يدخل في منافسة مع المهارات الاستثنائية التي يجيد التفتق عنها حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله اللبناني و يلعبها دائما ً في الشروط الفكرية – النفسية المشابهة .
و لحسن طالع الخطاب جاء تقاطع توقيته مع المتغيرين الإستراتيجيين آنفّي الذكر .
ليضع في حقل رمايته ( بطناً هشة )زادت عتبة خوف الولايات المتحدة الأمريكية و المجتمع الدولي من المخاطر التي أومأ إليها خطاب الأسد على نحو صريح ,بتهديده بنقل الفوضى إلى...
يكفي أن يمارس النظام السوري لعبته - التي تمرن عليها كثيرا في الخمسة سنة الأخيرة ((ممارسة دور الناخب الأول في إسرائيل )) عندما تتناقض اتجاهات الرأي العام الإسرائيلي عشية الانتخابات مع رؤيتة لإدارة الصراع العربي-الإسرائيلي, ( كما تصرف على سبيل المثال يعيد مقتل رابين ) وقطع مسارا كاد أن يسلكه الناخب الإسرائيلي ’ويتكرر الآن بعيد صعود بيرتس إلى قيادة حزب العمل ..وتداعياته - ليلحق أضرارا فادحة في مسرح يمثل كعب أخيل المشروع الأمريكي لدقرطة المنطقة ( اقصد المسرح الفلسطيني )..
بضعة عمليات ناجحة لقتل مدنيين إسرائيليين عشية الانتخابات القادمة, تنفذها فصائل فلسطينية لدمشق (مونة) عليها,هي التي في رأيي المتواضع أكسبت تهديدات الأسد مصداقية, جرى التجاوب معها مرونة ستظل قيد الاستعمال في ملف التحقيق الدولي باغتيال الحريري, على الأقل حتى تمرير قطوع الانتخابات في إسرائيل.
وفي هذا الإطار: سنشهد جولات من التشدد والمرونة في مجرى استخدام الولايات المتحدة الأمريكية ووراءها المجتمع الدولي,لملف التحقيق ( كوسيلة ضغط رئيسية ) على النظام السوري لإجباره على التحول تحت السيطرة إلى الديمقراطية أو الانهيار على الطريقة العراقية..



#سامي_العباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بصدد اعلان دمشق والردود النقدية عليه
- مخرج فانتازي من الفانتازيا العربية
- الاستبداد ودور النخب في اعادة انتاجه
- ذبابة خيل
- تعلبق على مقالة جهاد الزين
- عينان فارغتان ومظلمتان
- ممانعة الديمقراطية
- حزب بلا تاريخ أم مثقل بالتاريخ؟
- ازمة المعارضة اليسارية السورية
- سؤال الديمقراطية
- الانتلجنسيا السورية على المفترق
- ازمة الحداثة -مقاربة للجذور
- مفترق طرق
- قراءة باردة في موضوع ساخن
- محولة للتفكير بصوت عال
- بين نصين مقدسين
- شعر
- التغيير الديمقراطي في سورية
- قراءة في اية
- تحية لفالح عبد الجبار


المزيد.....




- الجمهوري أرنولد شوارزنيجر يعلن دعمه للديمقراطية كامالا هاريس ...
- وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل
- كوريا الشمالية: تصرفات الولايات المتحدة أكبر خطر على الأمن ا ...
- شاهد.. ترامب يصل إلى ولاية ويسكونسن على متن شاحنة قمامة
- -حزب الله- ينفذ 32 عملية ضد إسرائيل في أقل من 24 ساعة
- بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدعو إلى التجديد العاجل للخدمات الم ...
- وسائل إعلام: تقدم في المفاوضات حول وقف إطلاق النار بين إسرائ ...
- وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل (صور)
- إعصار كونغ-ري يقترب من تايوان والسلطات تجلي عشرات الآلاف وسط ...
- ما هي ملامح الدبلوماسية الأميركية المستقبلية في الشرق الأوسط ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سامي العباس - قراءة تحت السطح