طارق المهدوي
الحوار المتمدن-العدد: 5255 - 2016 / 8 / 15 - 21:15
المحور:
الادارة و الاقتصاد
لماذا يدعو رجال أعمال العالم لمقاطعة مصر؟
طارق المهدوي
المشهد الواقعي الأول:-
رجل أعمال أجنبي عادي متخصص في أحد المجالات يتلقى على بريده الإلكتروني عرضاً منمقاً للتعاون الثنائي في مجاله من شخص مصري يصف نفسه بأنه رجل أعمال متخصص في ذات المجال، فيستعلم الأجنبي من المصري عن تفاصيل عرضه ويتبادلان الحوار الإلكتروني حول تلك التفاصيل التي سرعان ما يدرك الأجنبي عيوبها سواء من حيث الجودة أو السعر أو الضمانات أو ظروف العمل أو خلافه، مما يضطره لوقف حواره الإلكتروني مع المصري الذي يستمر من جانب واحد ولعدة أيام تالية في إرسال مراسلاته حول بعض تفاصيل عرضه المرفوض من الجانب الآخر!!.
المشهد الواقعي الثاني:-
يجمع المصري الحوار الإلكتروني في مرحلتيه التبادلية المنتهية بالفشل ثم الأحادية الجانب عبر تعبئته في اسطوانات مدمجة مع طباعته على أوراق ويتوجه به مع طاقم من المحامين الفاسدين إلى المحكمة الاقتصادية المختصة، ليرفع دعوى قضائية مطالباً فيها بإثبات تعاقده حول التعاون الثنائي مع رجل الأعمال الأجنبي الذي يدعي عليه أنه منحه وعداً بالتعاقد استناداً إلى ما في يده من اسطوانات وأوراق، ويملي على المحكمة بنوداً توافق هواه باعتبارها بنود التعاقد الذي حصل على وعد بتوقيعه من رجل الأعمال الأجنبي فتوافقه المحكمة على طلبه وتثبت وجود تعاقد بين الطرفين على تلك البنود!!.
المشهد الواقعي الثالث:-
يجد رجل الأعمال الأجنبي نفسه فجأةً وبدون أية مقدمات ملزماً بتنفيذ بنود "وهمية" لتعاقد "وهمي" تحت طائلة شروط جزائية "وهمية" يترتب على مخالفتها أحكاماً فرعية تصدر ضده بغرامات وتعويضات ومصادرات، في حلقة جهنمية من الاستنزاف المستمر لصالح النصاب المصري المدعوم قضائياً لا تنتهي سوى بإشهار إفلاس رجل الأعمال الأجنبي وخروجه نهائياً من السوق، وكأنه بموجب الحكم القضائي المبني على واقعة نصب واحتيال تكرارية في مصر المعاصرة قد أصبح أباً لأبناء لم يسبق له الاقتراب أصلاً من أمهم!!.
المشهد الواقعي الرابع:-
يتسع نطاق المشاورات المتبادلة بين رجال الأعمال في مختلف المجالات على امتداد العالم للدعوة إلى مقاطعة أية عروض رسمية أو أهلية تصلهم من مصر تحاشياً لسمومها القاتلة!!.
طارق المهدوي
#طارق_المهدوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟