|
قاموس الرطانة السياسية (5) : الحوار الوطني الحوار مع الآخر
خلف علي الخلف
الحوار المتمدن-العدد: 1405 - 2005 / 12 / 20 - 09:13
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
لم يقل امرؤ القيس : كلنا ابناء الجمل . لكن هناك من يصر على نسبة هذا القول له اعتباطاً وفي تأويل منفرد الدلالة لشطر البيت (الشعري) سالف الذكر أن امرء القيس كان رائياً وكل شاعر راءٍ وملعون على حد تعبير رامبو (اللوطي الكافر تاجر العبيد) فيبدو ان امرء القيس أراد نسبنا الى الجمل لنكون نحن الـ حْوارْ " بلهجة بادية الشام ونجد " (الذي هو ابن الناقة وليس ابن الجمل) وهنا تناقض دلالي اشتقه امرؤ القيس (منسوبا له هذا القول) ًوسبق به عصر الانساق اللغوية وتالياً الثقافية فقد أراد أمرؤ القيس ان يضعنا بمواجهة ما هو ضدنا (ولا يظن أحد أنه الجمل) ويترك الـ نحن بعيدة عن هذه المواجهة لأننا ونحن أبناء الجمل لا يمكن أن نكون ضد الحوار سواء كان وطنياً أو عابراً للوطنيات وحتى القوميات أو الأديان ، إذن نحن لا يمكن إلا أن نكون مع الحوار لوجود صلة نسب اساسا تربطنا به فهو في حال صحت النسبة (الى الجمل وليس نسبة القول الى امرئ القيس) شقيقنا ونعني هنا الحوار . . وعليه فعلينا أن نتساءل من ضد الحوار ؟! كي " نهرسه " لفظاً ومعنى و يجب أن نفتش جيدأ و لا نترك الأمر يمر دون تمحيص !! وإلا سيبدو الحوار الوطني - كمنتج محلي - فوق حَدُرْ (أسفل بالعربية الفصيحة(معَلّص (واضح جداً : بلهجة الفرات الاوسط) ومكشوف يجب أن نغطيه ونستره . . كما ان الحوار مع الاخر استدراجاً واستتباعاً ومشتقاً من الحوار الوطني ليس إلا حَوْرُ و الحَوْرُ: الرجوع عن الشيء وإِلى الشيء، حارَ إِلى الشيء وعنه حَوْراً ومَحاراً ومَحارَةً وحُؤُورواً: رجع عنه وإِليه؛ هذا ما يدونه لسان العرب وهكذا يبدو الحوار مع الاخر تحقيقا لنبوءة امرئ القيس السالفة التي تجعلنا ننتسب الى الجمل وتاليا الى الحوار. إلا أن البعض لا بد أن يحير في الامر فلا يتبين سواده من بياضه ولا يتبين مسودة الحوار (أو مبيضته) التي هي صحيفة في الحالين وقال الحويدرة : يفدي الصحيفة ناظري فسوادها بسواده ِوبياضها ببياضهِ ونسبة هذا القول الى الحويدرة كنسبة امرئ القيس لنا الى الجمل وهذا القول كما يؤصله الناقد حسن البنا عز الدين أول وعي كتابي . وعلى هذا فدلالة الهبة فجأة للحوار موجودة في تواريخ الاسلاف إلا أن الاختلاط بإذهان البعض كـ أنا (: وغير جائز ذكري في هذا المقام (وارد فنحن نغص بالمسودة (تبع) الحوار والتي كان اسمها صحيفة وهذا أشار اليه امرؤ القيس في مدونة أخرى غير مدونته السالفة . . وهكذا يحار المرء وحارَتِ الغُصَّةُ تَحُورُ: انْحَدَرَتْ كأَنها رجعت من موضعها، وأَحارَها صاحِبُها؛ قال جرير: ونُبِّئْتُ غَسَّانَ ابْنَ واهِصَةِ الخُصى يُلَجْلِجُ مِنِّي مُضْغَةً لا يُحِـيرُهـا. و يقال: حارَ بعدما كارَ. والحَوْرُ: النقصان بعد الزيادة لأَنه رجوع من حال إِلى حال. وفي الحديث: نعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ؛ وأَصله من نقض العمامة بعد لفها، والحُورُ الهلاك وكل ذلك في النقصان والرجوع. والحَوْرُ: ما تحت الكَوْرِ من العمامة لأَنه رجوع عن تكويرها؛ وكلَّمته فما رَجَعَ إِلَيَّ حَوَاراً وحِواراً ومُحاوَرَةً وحَوِيراً ومَحُورَة، بضم الحاء، بوزن مَشُورَة أَي جواباً. وهكذا يبدو من هنا مشتق الحوار الوطني والاستقاق تالياً مشقة ايضاً نعم فهو عناء ومشقة لانه حوار ويلزمه طاقة تصرف حريرات فما بالك إذا كان مع الاخرون (مع إن موضع الاخرون هو الجر دائما والسحل كما يحدث في كل براري ديارنا) الذين لا يعبدون ما نعبد ولا نعبد ما يعبدون ولهم دين ولنا دين وهكذا فنحن في حوارنا معهم لا نحار عليهم جواباً وأَحارَ عليه جوابه: ردَّه. وأَحَرْتُ له جواباً وما أَحارَ بكلمة، والاسم من المُحاوَرَةِ الحَوِيرُ، تقول: سمعت حَوِيرَهما وحِوَارَهما. إلا أنا رغم هذا ولأننا الحوار نفسه (ألسنا ابناء الجمل) فنحن ندعوهم للمحاورة والمُحاوَرَة: المجاوبة. والتَّحاوُرُ: التجاوب؛ وتقول: كلَّمته فما أَحار إِليَّ جواباً وما رجع إِليَّ خَوِيراً ولا حَوِيرَةً ولا مَحُورَةً ولا حِوَاراً أَي ما ردَّ جواباً. واستحاره أَي استنطقه. والمُحاوَرَةُ: مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة، وقد حاوره. والمَحُورَةُ: من المُحاوَرةِ مصدر كالمَشُورَةِ من المُشاوَرَة رغم أن من نريد أن نحاوره لا نشاوره في الامر ولا نحظره كي نحاوره بل نكتفي بأن نحاور انفسنا عنه. ولا ننسى أن امرء القيس في شطر بيته المذكور (هي مقولة لكن لم ينسب لامرء القيس سوى الشعر واليوم خمر وغداً أمر) قد اقر ضمناً بفحولتنا لأننا حوار: ابناء الجمل وليس الناقة وقد أنف امرؤ القيس من القول أننا ابناء الناقة لان المرأة لا ينسب لها عند العرب لأنها she والناقة هي : shecamel رغم إن العرب تمجد الـ she إذا كانت حوراء خصوصاً إذا جمعت الى هذا الحَور البياض في لون البشرة وليس العين إذ ان الحور يتضمنه . . إذ قيل: الحَوَرُ شِدَّةُ سواد المُقْلَةِ في شدّة بياضها في شدّة بياض الجسد، ولا تكون الأَدْماءُ حَوْراءَ؛ قال الأَزهري: لا تسمى حوراء حتى تكون مع حَوَرِ عينيها بيضاءَ لَوْنِ الجَسَدِ؛ وقيل: الحَوَرُ أَن تسودّ العين كلها مثل أَعين الظباء والبقر، وليس في بني آدم حَوَرٌ، وإِنما قيل للنساء حُورُ العِينِ لأَنهن شبهن بالظباء والبقر. والأَعْرابُ تسمي نساء الأَمصار حَوَارِيَّاتٍ لبياضهن وتباعدهن عن قَشَفِ الأَعراب. والتَّحْوِيرُ: التببيض. وليس فقط كما يظن شيوعاً من أنه حرف الشيء عن موضعه وهو معنى متواضع عليه سلفا وغير مشتق من مقولة امرئ القيس في الحوار الوطني والحوار مع الاخر. ويمكن أن نصل الى الخلاصة فنحن كأبناء للجمل قد اصبحنا حواريون وقال بعضهم: الحَوارِيُّونَ صَفْوَةُ الأَنبياء الذين قد خَلَصُوا لَهُمْ؛ إذن الديناصورات ستأخذ مستقرها الوطني في الحوار (بحكم النسب على الاقل) إن كانت قد غابت عنه وإن كانت قد لاكت الجميع بين أضراسها كبرسيم لا تأكله النوق العصافير وكما يعلم أي عاشق فإن النوق العصافير كانت قطعاً للحوار وإنهاءاً له بل إنها كانت محاولة لتفخيخ العاشق والعشق بل يمكن القول انها تعادل ثيمة الارهاب نعم فقد كانت النوق العصافير من اوائل المحاولات الارهابية التي تسنمت الحوار لقطعه لا لوصله وهنا يمكن اعتبارها من الافكار المفخخة لتفجير الحوار. والحُوَارُ والحِوَارُ، الأَخيرة رديئة عند يعقوب: ولد الناقة من حين يوضع إِلى أَن يفطم ويفصل، فإِذا فصل عن أُمه فهو فصيل، وقيل: هو حُوَارٌ ساعةَ تضعه أُمه خاصة، والجمع أَحْوِرَةٌ وحِيرانٌ فيهما. هاها وصلنا الان الان وليس غداً وفجأة و تلفظ بالانكليزية Suddenly اصبحنا فصيل والفصيل مر آنفاً لكن المعنى المعاصر يلصق كلمة فصيل بثوري دائما إذن الفصيل الثوري هو من شب ونمى ولم يعد مطابقا للحوار فأراد أن يخلق معجزته فجاء عصر لاحق فأُبدل الكلام بكلام واصبح الثوري جهادي و فسره ابن الأَعرابي فقال: هو يوم مَشْؤُوم عليكم كَشُؤْم حُوارِ ناقة ثمود على ثمود. وكي نحاور الاخر لا بد من محاور (حتى لو كان حضوره عبرنا أو عبر ظلنا الوارف) هل نحاور خبط عشواء من تصب تمته ومن تخطئ لا ابا لك يعمر فيسأم على ما أورد جار امرؤ القيس في مدونة نافرة جعلت الدنيا محورها والمِحْوَرُ: الحديدة التي تجمع بين الخُطَّافِ والبَكَرَةِ، وهي أَيضاً الخشبة التي تجمع المَحَالَةَ. لكن أليس هناك من يسال متساذجاً أو متخابثاً ما الغاية من الحوار والحالة كهذه ؟!! وكن العرب قاطبة ومن لف لفها لا تحار جواباً يمكن لنا أن نجد : حَوَّرَ الخُبْزَةَ تَحْوِيراً: هَيَّأَها وأَدارها ليضعها في المَلَّةِ. وحَوَّرَ عَيْنَ الدابة: حَجِّرَ حولها بِكَيٍّ وذلك من داء يصيبها. . إذن هذا هو هدفنا من الحوار مع الاخر أن نضعه في الملة أو نستخدم الكي من داء الآخرية (والاخرية على اشتقاق مصادر جهادية هو الكفر حتى لو كان من الملة) ولا يغدو مستغرباً عندها أن يبرز الديناصورات كنجوم للحوار الوطني وتاليا معززين مقولة امرؤ القيس في تبيان أن الحوار بدون هادي مضل وبعض العرب يسمي النجم الذي يقال له المُشْتَري: الأَحْوَرَ. والحَوَرُ: أَحد النجوم الثلاثة التي تَتْبَعُ بنات نَعْشٍ، وقيل: هو الثالث من بنات نعش الكبرى اللاصق بالنعش. فلتحاور نجومنا التي بزغت (ولا تخص هذه الديناصورات وحدهم) هؤلاء (وعائدة الى الآخرين المجرورين) ولنقدهم الى المحار. والمَحارَةُ: الخُطُّ والنَّاحِيَةُ. والمَحارَةُ: مرجع الكتف. وكما هو معروف مرجع البشت هو الكتف فلنحاورهم إذن وتعلو اصواتنا حتى تبان المحارة و والمَحارَةُ: باطن الحنك. والمَحارَةُ: مَنْسِمُ البعير. وهكذا فأنا و(حسن الحارثي الذي غطى الحوار خائفاً عليه من بردٍ يصبه) نبتسم نبتسم لكننا حائرين ويلزمها الرفع هنا لكننا دائماً نخفض جناح الذل لكل صوت عال وتستغل هي خفضنا لجناح الذل لتتلبسنا (أي الحيرة) وهي ليست الموضع المعروف في بادية الشام بل هي من التبدد وفلانٌ حائِرٌ بائِرٌ: هذا قد يكون من الهلاك ومن الكَسادِ. والحائر: الراجع من حال كان عليها إِلى حال دونها، والبائر: الهالك؛ ويقال: حَوَّرَ الله فلاناً أَي خيبه ورَجَعَهُ إِلى النقص. و "احتريتك وما بقى بالعمر شي" وليس أمامنا إلا أن نأكل الحور لاننا كما سندنا مقولتنا بإمرئ القيس فهاهو يستدل متأخراً أن " هااااي تاليتنا " نأكل الحَوَر والحَوَر، بفتح الواو: نبت؛ وهو موجود بكثرة في حوران وحَوْرانُ، بالفتح: موضع بالشام.
#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الطغيان :جبران تويني ليس فصلاً أخير
-
سوريا بعد تقرير ميليس : سلطة ومعارضة (2) هل وصل النظام محطته
...
-
سوريا بعد تقرير ميليس: سلطة ومعارضة -1
-
نيكاراغوا ومنها الخبر الأخير
-
غداً نلتقي: غزة وحماس والسلاح غير المقدس
-
وزيرالتعليم العالي يدمر مستقبلي السياسي
-
سوريا قبل المؤتمر سوريا بعد المؤتمر :الاحزاب والتشكيلات في ا
...
-
سوريا قبل المؤتمر سوريا بعد المؤتمر : الاحزاب والتشكيلات في
...
-
البداية: تفكيك المقدس
-
عصام المحايري حجاً مبروراً
-
أعضاء مجلس الشعب : شرطة مرور
-
نحن ضحايا الفكر -الدركي - سنرفع صوتنا...محتجين
-
دفاعاً عن الرشوة : كي لا يبيع السوري كليته
-
دروس في الاختلاف من ذاكرة مهشمة
-
رغد وعبد الباري وعمي صدام
-
المبادرة السورية لانقاذ مايمكن انقاذه
-
رسائل سورية للعالم والإنقلاب الأبيض
-
السيرة الإباحية لشاعر مكبوت
-
إعلان توبة وطلب غفران
-
أنا سبب هزائم الامة العربية
المزيد.....
-
الجمهوري أرنولد شوارزنيجر يعلن دعمه للديمقراطية كامالا هاريس
...
-
وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل
-
كوريا الشمالية: تصرفات الولايات المتحدة أكبر خطر على الأمن ا
...
-
شاهد.. ترامب يصل إلى ولاية ويسكونسن على متن شاحنة قمامة
-
-حزب الله- ينفذ 32 عملية ضد إسرائيل في أقل من 24 ساعة
-
بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدعو إلى التجديد العاجل للخدمات الم
...
-
وسائل إعلام: تقدم في المفاوضات حول وقف إطلاق النار بين إسرائ
...
-
وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل (صور)
-
إعصار كونغ-ري يقترب من تايوان والسلطات تجلي عشرات الآلاف وسط
...
-
ما هي ملامح الدبلوماسية الأميركية المستقبلية في الشرق الأوسط
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|