أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - احنا عايشين في نار يا ريّس














المزيد.....


احنا عايشين في نار يا ريّس


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 5254 - 2016 / 8 / 14 - 19:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أخى المسلم السَّوىّ، شكرًا لسوائك ومحبتك الناسَ، لأنك تُنفّذُ مشيئة الله، وتنفذ وصية الرسول بأن المسلم هو من سلِم الناسُ من لسانه ويده. شكرًا لأنك تُساهمُ فى استقرار المجتمع وأمنه وبنائه. هذا المقالُ ليس لك. فاكتفِ بما قرأتْ، واغتنمْ بقية يومك فيما يُرضى الله ويُطوّر الحياة، بارك اللهُ دينَك ودنياك، وجازاك عنّا وعن مصر من الجزاء أحسنَه.

أخى المسلم المتعصّب، هذا المقالُ لك، وأشكرك إن منحته دقائقَ من يومك المشحون بالتلاعن والعنف والتعب، وإتعاب من حولك.

---

شاهدَ منّا مَن شاهد الجلسةَ التي عقدها د. علي مصيلحي، رئيس اللجنة الاقتصادية بالبرلمان المصري، للاستماع لأقباط قرية "كوم اللوفي" بسمالوط. شاهدنا لوعة المواطن المصري "إبراهيم خلف"، وهو يحاول إخفاء دموعه المكتومة في نبرة صوته الذي يقطر ألمًا ومرارةً وهو يحكي ما قامت به مجموعة ضالة من الإرهابيين أشعلوا النيران في بعض مساكن المسيحيين بالقرية، بعد شائعة تحويل مسكن إلى كنيسة! وكيف كان الأهالي يسارعون باختطاف الأطفال من ألسنة النيران قبل التهامها لأجسادهم، مستعوضين الله في ممتلكاتهم وبيوتهم. ثم ختم كلامه بصرخة مخيفة: "إحنا عايشين في نار يا ريّس!”
وكأننا في عصر ما قبل الدول! وكأننا في مجتمع همجي يحكمه قانون الغَلَبة للأقوى والأكثر عددًا والأكثر تسليحًا والأكثر انفلاتًا من القانون! وكأننا لسنا في مصر صانعة الحضارة أم التاريخ وأم الحضارات!
قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: "انصرْ أخاك ظالمًا أو مظلومًا." فسأله سائلٌ متعجبًا: "أنصرُه مظلومًا، فكيف أنصره ظالًما يا رسول الله؟!" أجاب الرسول: "بأن تردَّه عن ظلمه." ولهذا فأنا مؤمنةٌ تمام الإيمان بأن الانتصار للإسلام يبدأ بردّ الظالمين من المسلمين عن ظلمهم، ونُصره حقوق غير المسلمين في بلادهم.
أخي المسلم السَّويّ، شكرًا لسوائك ومحبتك الناسَ، لأنك تُنفّذُ مشيئة الله، وتنفذ وصية الرسول بأن المسلم هو من سلِم الناسُ من لسانه ويده. شكرًا لأنك تُساهمُ في استقرار المجتمع وأمنه وبنائه. هذا المقالُ ليس لك. فاكتفِ بما قرأتْ، واغتنمْ بقية يومك فيما يُرضى الله ويُطوّر الحياة، بارك اللهُ دينَك ودنياك، وجازاك عنّا وعن مصر من الجزاء أحسنَه.
أخي المسلم المتعصّب هذا المقالُ لك، وأشكرك إن منحته دقائقَ من يومك المشحون بالتلاعن والعنف والتعب، وإتعاب من حولك.
سُئل الشيخ حسّان سؤالا مباشرًا على الهواء: "هل تحب المسيحيين؟" فظلّ يراوغ ويثرثر، فلا قال: “نعم” صريحة، ولا جرؤ أن يقول: “لا" صريحة! وما ضرّه لو قال: "نعم أحبهم كما اوضانا الرسول وتزوج من بناتهم أم ولده إبراهيم، السيدة ماريا القبطية!"؟! ليته قالها فتبرأ نفوسٌ وتوئدُ فتنٌ؟! ولكن، "لا" الموجعةَ، خرجت، وإنْ مستترةً غير منطوقة عبر كل أقواله وأحاديثه. ولا عجبَ، وقد صرّح بها من قبله، ويصرح بها كل يوم الشيخ "ياسر برهامي" مُعلنًا "بُغضه" المسيحيين! نجّانا اللهُ من البغضاء، التي هي كبيرةٌ عند الله الذي أمرنا بالرحمة والمحبة والتآخي. أخي المسلم المتعصب، إن اتّبعتَ منهج أولئك المشايخ الذين يزرعون الفتنة في مصر، فعلى رِسلك! فقط، اعلمْ أنك تعكّر صفوَ نفسك وتخسرُ ميزانك الروحيّ. ولا حيلة لي سوى أن أسوق إليك بعض الأسئلة.
هل تعلم أن مسيحيي "بني سويف" شاركوا المسلمين "تطوّعًّا" في بناء مسجد "أطواب"، في أوائل عام 2012؟ هل سبق وشاهدت مسيحيًّا يجاهر بتناول قدح قهوة في نهار رمضان أمام زملائه في العمل؟ هل تعرف أن أطفال المسيحيين يشاركون أطفالنَا المسلمين في تزيين الشوارع بالورق الملون والفوانيس احتفالاً بشهر رمضان كل عام؟ لماذا؟ لأنهم يحبوننا، بصدق.
أخي المسلم، أخوك المسيحيُّ يحبّك، لأن كتابه يأمره بمحبة الناس كافةً، حتى اللاعنين والطاردين: "أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم." فما بالك بحبه لنا، وما نحن بلاعنين ولا أعداء ولا طاردين لهم من ديارهم ووطنهم؟ ويقول كتابُهم: "إن قال أحدٌ إني أحبُّ اللهَ، وأبغضَ أخاه، فهو كاذبٌ، لأن مَن لا يحبُّ أخاه الذي أبصرَه، كيف يقدر أن يحبَّ اللهَ الذي لا يبصرُه؟" كذلك يأمرنا رسولُنا: "لا يؤمن أحدُكم حتى يُحبَّ لأخيه ما يحبُّ لنفسه." فهل تحب لنفسك أن تعيش غير آمن في دارك وفي وطنك أو أن يُحرق مسجدك وأنت فيه ساجد؟ هل تعلم أن المسيحيَّ يؤمن بمحبة الله للبشر كافة، ولا يكره أحدًا لأننا جميعًا خليقته؟ لذلك لا يكتمل إيمانُ المسيحيّ إلا بمحبته الناس، صنيعة الله. هو، جلَّ جلالُه، وحدَه، سيفصلُ بيننا بالحقِّ يومَ القيامة، فلماذا نجعل من أنفسنا ديّانين على الناس، وكلُّنا خطّائون فقراءُ إلى الله؟!
أخي المسلم الكريم، هل تعلم أن تحضّر الشعوب يُقاس بمستوى معاملة الدولة، والمجتمع، للأقليات الأجنبية الوافدة؟ وهل تعلم أن المسيحيين بمصر ليسوا وافدين، وبالتالي فلا يجوز أن تعتبرهم أقلية (وإن قلّ عددهم عن المسلمين)؛ لأنهم أصحاب بلد أصلاء، ولأن مصر ظلّت قبطية العِرق، مسيحية الديانة ستةَ قرون كاملة حتى دخلها الإسلامُ في القرن السادس؟
وهل تعلم أن جدّك وجَدي كانا مسيحيين، وأسلما في لحظة ما؟ فيكون الفارقُ بيننا وبين المسيحيَّ المصري الراهن؛ أن جدّك وجدي قد اختارا الإسلام دينًا فتحوّلا إليه من المسيحية، بينما جدّ أخيك المسيحيّ اختار أن يظلَّ على عقيدته المسيحية؟ وأنه بهذا أخوك وأخي بالدم والقرابة، وليس فقط بالمواطنة؟ وهل تعلم أن شكسبير قال: "يمكننا عمل الكثير بالحقّ، لكن بالحبّ نفعل أكثر."؟



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طفولةٌ أم جنون أم كفر؟
- على شط القناة: الصمتُ في حرم العمل... عملٌ
- زورق
- على شط القناة: الصمتُ في حرم العمل... عمل
- خنجر في ظهر مصر
- ماذا لو ظهر ابن رشد اليوم؟
- الشيخ كريمة وخفّة ظِل المصريين
- جميلةٌ من صبايا مصر
- ماذا تفعل لو كنت البابا؟
- فاتحةُ القرآن، والصلاةُ الربانية
- كل سنة وأنت طيب يا أبا زيد
- جيشُ مصرَ شعبُ مصرَ
- البجعة
- قلادتك
- الماكينة بتطلع قماش!
- وكرُ الأشرار
- المسجد النبوي .... هل غادرَ الإرهابُ من مُتردَّم؟
- هل احترام حقوق الأقباط عداءٌ للإسلام؟
- شيءٌ من العبث لن يفسد العالم
- حقلُ الألغام


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - احنا عايشين في نار يا ريّس