أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الدولة الاستبدادية والمؤسسات الكهنوتية















المزيد.....


الدولة الاستبدادية والمؤسسات الكهنوتية


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5254 - 2016 / 8 / 14 - 15:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



ماذا يحدث لو أنّ دولة (إسلامية) احتلــّـتْ مصر؟
وهل انضمّ المصريون (المسيحيون) للجيش البريطانى؟
أصدر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية بيانه الختامى لمؤتمره رقم 26 لسنة 2016 بعنوان (دور المؤسسات الدينية فى مواجهة التحديات - الواقع والمأمول) فكيف نظر أعضاء هذا المجلس الكهنوتى للواقع ؟ وما رؤيتهم لمستقبل مصر؟ أو (المأمول) وفق صياغتهم ؟ كتبوا فى البند رقم7 ((إعادة دراسة كل ما يتصل بالنصوص المُـتعلــّـقة بغير المسلمين، بحيث تــُـفهم وتــُـقـدّم فى إطارها الإسلامى الصحيح)) (نقلا عن د. محمد مختار جمعة- وزير الأوقاف - أهرام27مايو2016)
وهذا البند السابع (بخلاف باقى البنود) كاشف وفاضح لما يـُـعشـّـش فى رؤوس أعضاء ذلك المجلس الكهنوتى ، الذين يعتقدون أنهم ما يزالون يعيشون فى عصور الظلمات ، تلك العصور التى رفضتْ تطبيق مبدأ (المواطنة) وأصرّتْ على أنْ يكون الانتماء (للدين) وليس (للوطن) وكما حدث فى الماضى السحيق ، فإنّ أعضاء الكهنوت الإسلامى يرون أنه يصلح للعصرالحديث.
إنّ إصرار أعضاء المجلس الأعلى للشئون الإسلامية على ((دراسة كل ما يتصل بغير المسلمين فى إطار (الإسلام الصحيح) معناه عدم الاعتراف بمبدأ (المواطنة) من خلال التدخل فى شئون غير المسلمين لمجرد أنهم ليسوا من ديانة (الأغلبية الدينية) التى تــُـمثــّـلها (الدولة) وأجهزتها، وكأنّ (غير المسلمين) غرباء وافدون من (وطن) آخر. فلماذا يتدخل هذا المجلس الكهنوتى الإسلامى فى شئون غير المسلمين ؟ وما مغزى ذلك ؟ وهل هذا (التدخل) هو الذى سيـُـحقـّـق الهدف (المأمول) فى نظر أعضاء الكهنوت الإسلامى ؟ وهل هذا الهدف هو الذى سيـُـحقـّـق (مواجهة التحديات) ؟ كما جاء فى عنوان المؤتمر؟
كما أنّ أعضاء هذا الكهنوت الإسلامى وقعوا فى مُـغالطة فاضحة عندما كتبوا أنّ ما يخص غير المسلمين يجب أنْ يكون فى إطار (الإسلام الصحيح) ولو أنهم درسوا تاريخ الإسلام - منذ نشأته حتى لحظتنا البائسة - لعلموا وتأكــّـدوا من أنه لو فيه مليار مسلم، فمعنى ذلك يـُــقابله (مليار إسلام) وليس هذا من تخريجات الذات الدارسة، إنما من واقع تجارب الشعوب ومن خلال الدراسات الميدانية (الامبيريقية) وهوالأمر الذى انتبه إليه طه حسين عندما انتقد واضعى دستور سنة1923وركــّـزعلى المادة149التى نصّـت على ((الإسلام دين الدولة)) فرغم أنها جاءتْ فى (ذيل) مواد الدستور، ورغم أنها لم تنص على (الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع) كما فعل السادات وزبانيته من القانونيين، رغم ذلك فإنّ طه حسين كتب ((لستُ أرضى عن هذا الدستور الرضا كله. ففيه نقص وفيه تشويه وفيه نصوص لابد من تغييرها)) ثم هاجم الذين صاغوا مواد الدستور بسبب المادة 149 وببصيرته الرحبة انتقد هذا النص. ومـَـنْ يقرأ ما كتبه سنة1927(اليوم) يـُـدرك أنه كان يستشرف المستقبل المظلم الذى نعيشه الآن. حيث ذهب إلى أنّ النص فى الدستورعلى أنّ الإسلام دين الدولة ((مصدر فرقة. لا نقول بين المسلمين وغير المسلمين (فقط) وإنما نقول إنه مصدر فرقة بين المسلمين أنفسهم، فهم لم يفهموه على وجه واحد. وأنّ النص على دين للدولة يتناقض مع حرية الاعتقاد. لأنّ معنى ذلك أنّ الدولة مكلــّـفة أنْ تمحو حرية الرأى محوًا فى كل ما من شأنه أنْ يمس الإسلام من قريب أو من بعيد، سواء أصدر ذلك عن مسلم أو عن غير مسلم. ومعنى ذلك أنّ الدولة مُـكلــّـفة بحكم الدستور أنْ تسمع ما يقوله الشيوخ فى هذا الباب. فإذا أعلن أحد رأيـًـا أو ألــّـف كتابـًـا أو نشر فصلا أو اتخذ زيـًـا، ورأى الشيوخ فى هذا مخالفة للدين ونبـّـهوا الحكومة إلى ذلك، فعلى الحكومة بحكم الدستور أنْ تسمع لهم وتــُـعاقب من يخالف الدين أو يمسه)) وفى هجومه على الأصوليين (فى زمنه) ذكر أنهم ((كتبوا يطلبون ألاّ يصدر الدستور، لأنّ المسلمين ليسوا فى حاجة إلى دستور وضعى ومعهم كتاب الله وسنة رسوله. وذهب بعضهم إلى أنْ طلب من لجنة الدستور أنْ تنص على أنّ المسلم لا يـُـكلــّـف بالقيام بالواجبات الوطنية، إذا كانت هذه الواجبات مُـعارضة للإسلام، وفسّـروا ذلك بأنّ المسلم (المصرى) يجب أنْ يكون فى حلٍ من رفض الخدمة العسكرية، حين يـُـكــّـلف بالوقوف فى وجه أمة مسلمة، كالأمة التركية مثلا)) (مجلة الحديث- عدد أمشير/ فبراير1927- وأعاد نشره فى كتابه "من بعيد"- عام1932)
فما الذى حدث بعد هذا التاريخ (1927) ووقتنا الراهن؟ ولماذا كان التردى وليس التطور؟ ولماذا لم يمسك أحد الراية من طه حسين ليواصل مسيرة التحضر؟ ولماذا يخشى المتعلمون الكبار المحسوبون على الثقافة المصرية السائدة من باحثين وشعراء..إلخ نقد دستور السادات ومن تبعه؟ ولماذا يتجاهلون الجذر الخبيث الذى نشأ فى مصر عندما أصدر عبد الناصر قرار إنشاء المجلس الأعلى للشئون الإسلامية؟ وكيف لم ينتبهوا إلى (موسوعة ناصر للفقه الإسلامى) الصادرة عام1962؟ ولماذا لم يتوقــّـفوا أمام مغزى إنشاء (مدينة البعوث الإسلامية)؟ أو مغزى إنشاء (محطة إذاعة القرآن) وهى من تمويل الموازنة العامة للدولة، أى من تمويل كل المصريين (مسلمين وغير مسلمين)؟ فهل يجرؤ (مصرى/ مسيحى) ويـُـطالب بإنشاء (محطة إذاعة للأناجيل)؟ وإذا حدث ذلك المطلب الخيالى المُـفترض، فما رد فعل المتعلمين المصريين الكبار من المسلمين؟ ورغم أنّ قائد فرقة محطة إذاعة (صوت العرب) المُـذيع الشهير (أحمد سعيد) المُـروّج للعروبة، إلاّ أنه (ياللعجب) قال للإسلامى (محمد أبوالفتوح) ((عليك أنْ تضرب على وتر الإسلام وليس العروبة)) (الناصرية والإسلام- إعداد عبدالحليم قنديل- مركزإعلام الوطن العربى- صاعد-عام1991- ص374) وحتى بيان 30مارس1968الذى صدر بعد كارثة يونيو67كان مؤسسًـا على مرجعية دينية حيث قال فيه عبدالناصر((سوف ننتصر كما انتصرنا. ولعلّ إرادة الحق فوق كل إرادة لأنها جزء من إرادة الله)) واللغة الدينية عند عبدالناصر- مثله مثل كل الذين وظــّـفوا الدين لأغراض السياسة- تلك اللغة عبـّـرعنها كثيرًا فى خطبه وكمثال على ذلك قال فى افتتاح مجلس الأمة (24/3/1970) ((إننا نقبل مشيئة الله فيما نحن به من آلام. ولكننا نثق ثقة كاملة فى مشيئة العدل الإلهى)) وفى خطاب عيد العمال (أول مايو69) قال ((وما رميتَ إذا رميتَ لكن الله رمى)) ولماذا لم يتوقف أحد أمام قرار عبد الناصر بحل جمعية البهائيين (المُـنحرفة) كما جاء فى نص القرار ((وإهداء دارهم بالعباسية وأموالهم إلى الجمعية العامة لتحفيظ القرآن))
من تلك النماذج (القليلة جدًا وغيرها كثير فى مكتبتى) يبرز السؤال المسكوت عنه : أليس طغيان اللغة الدينية استفحل بعد يوليو1952؟ وأنّ ما حدث من قرارت وإنشاء مؤسسات دينية لا تختلف عن حلم الإخوان المسلمين، وهو المعنى الذى عبـّـرعنه العروبى/ الناصرى/ الإسلامى الكبير (عبدالحليم قنديل) فكتب ((البرلمان الإسلامى الذى حلم به عبد الناصر ليس صيغة متواضعة، إنها أكثر تقدمًـا من صيغ محدودة طرحها إسلاميون من طراز حسن البنا)) (المصدر السابق- ص63)
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التطبيق العملى للإيمان بالحضارلة المصرية
- هل عرفت مصر القديمة ألعاب القوى؟
- هل سيدخل غير المسلمين الجنة ؟
- هل كان زويل سيحقق طموحه العلمى لو بقى فى مصر؟
- ما هدف عودة الخلافة الاسلامية ؟
- لماذا يرتدى رئيس الدولة عباءة شيخ الأزهر؟
- علم السعودية والدونية القومية
- الحلم بمسرح مصرى عالمى
- هل عرفت الحضارة المصرية المسرح؟
- أبناء الجالية المصرية فى مصر
- العروبيون ومزاعمهم الباطلة
- رخصة فى القرآن يرفضها المسلمون
- ما الحكمة من تشويه النبى إبراهيم ؟
- لماذا يرفض العرب أنْ تحكمهم امرأة ؟
- ما سر الخلاف بين السنة والشيعة حول زواج المتعة؟
- ما سر تشابه الإسلاميين القدامى والمحدثين؟
- هل يمكن التوفيق بين المرجعية الدينية والواقع المتغير؟
- هل يمكن تطبيق الحدود الإسلامية فى العصر الديث ؟
- رد على السيد (تونسى من تامزغا)
- لماذا يقول متعلمونا (أندلس) ولا يقولون إسبانيا ؟


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - الدولة الاستبدادية والمؤسسات الكهنوتية