أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيثم بن محمد شطورو - الفردوس المفقود المأمول















المزيد.....

الفردوس المفقود المأمول


هيثم بن محمد شطورو

الحوار المتمدن-العدد: 5251 - 2016 / 8 / 11 - 09:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


عندما التـقي بامرأة جميلة و انيقة لا اعرف لماذا يسبح قلبي و عقلي برب الوجود و كأني اراه في رؤيته و احسه في التـذاذي بجمال وجهها و قدها الممشوق...
اسطورة آدم. الخطيئة الاصلية. كان في الجنة. فجأة جرثومة الوعي تـنبثـق. النزعة نحو التعالي. اول ما صدمه عـريه التام فغطى نفسه، فاللباس ثـقافة مناقضة للحالة الاولى الاصلية. جرثومة الوعي ادخلت فيه مرضا ابديا هو ما يسمى بالنفس البشرية. احتـقار للنفس ككائن جنساني بل احتـقار لكائنه الحيواني الذي كان صافيا قبل ان تصيـبه لعنة الوعي. اقـتطف التفاحة ليأكلها.
جرثومة الوعي احدثت التمزق الناتج عن تـناقض اصبح يتلبسه ابديا. التعالي الذاتي بما هو ما هو في جوهره سوى الله بما هو مجرد و عـقل. الوعي من خلال مضمونه ذاك يرى نفسه نزوعا الى الله.
التعالي يرفض الحيوانية من جنس و عدوان و الاكل بما هو التذاذ جنسي و تدمير عدواني في نفس الوقت.
اسطورة آدم او الخطيئة الاصلية الواردة في الكتب المقدسة الثلاثة ( التوراة، الإنجيل، القرآن) و التي هي في اصلها تركيـبة او تأليف لعناصر من الاساطير البابلية ( اساطير الاولين). يمكننا النظر اليها من حيث كونها حدث تاريخي وقع و انتهى ميثولوجيا، و يمكننا النظر اليها كحدث رمزي ابدي في الوعي البشري. دليل ذلك تلذذ الوعي الديني و الفلسفي بها. في الاخير " مضمون كل من الفلسفة و الدين واحد" مثلما قال الفيلسوف الالماني "هيغل".
ضمن السياق التاريخي الميثولوجي فربما نلمح شبه تطابق بين الاسطورة الدينية و نظرية داروين في كتابه الضخم "النشوء و الارتـقاء". يقول "داروين" عالم البيولوجيا الانكليزي في القرن التاسع عشر، ان الانسان اصله قرد (و مسخناهم قردة و خنازير) من نوع "الشامبنزي"، إلا ان هناك حلقة مفقودة بين اعلى انواع القردة و ادنى انواع الانسان. الداروينية الحديثة تـقر بمبدأ القـفزة البيولوجية.. قرد ما تمكن من القـفز بيولوجيا نحو المرحلة الانسانية مثلما قال نجيب محفوظ في آخر سطر من روايته الفلسفية "ثرثرة فوق النيل".. " اصل المشكلة مهارة قرد"..
الاسطورة لا تحدثـنا عن حياة آدم ما قبل "وسوسة الشيطان بأكل التـفاحة" و الذي لا يمكن ان يكون إلا مبعوثا الاهيا ليحبك وجود هذا المرض الضروري في الوجود ليرى الله نفسه كوعي ناشئ و متطور و متحرك. ما فائدة كون صامت اصم لا يشكر الله و يحمده؟ لذلك وجب ان يكون ابليس ليلعب ادواره في حبك المسرحية الوجودية العظمى و التي يكون بطلها هو هذا الوعي الشقي المريض الابدي الذي هو ما يسمى الإنسان..
يا الاهي كم هي رائعة هذه الصورة و كم هي بليغة لتعرب عن جوهر القلق الانساني و جوهر ماساته الابدية. الاسطورة تـقر انه كان موجودا و لكن دون تحديد او توصيف لتلك المرحلة. مرحلة ما قبل التـفاحة.. التفاحة هي كذلك تلك الساقطة من الشجرة و التي من خلالها بدأت الفيزياء الحديثة عن طريق "نيوتن" الانكليزي. التـفاحة الاخيرة ستـشكل اسطورة جديدة ابعد من اسطورة الجاذبية و انما هي اسطورة العلم..
حين نتكلم عن الانسان فإننا نتحدث عن وعي و تاريخ وعي و حضارة. كما ان الفردوس المفقود هو خالد باعتباره مفتـقرا للوعي و ركيزة كل وعي هي الوعي بالتـناهي اي الموت. الفردوس المفقود هو الوعي المفقود. مرض الوعي المفقود. الفردوس المفقود هو حالة الصحة الوجودية المفقودة الخالية من الوعي بما ان الوعي شقي و ما هو إلا تمزق داخلي رهيب....
البحوث العلمية ( المقصود بالعلمية ليس الاقرار المبدئي بصحتها و انما القائمة على الملاحظة و الاستـنـتاج ثم ادخل منهج الاحتمالات ثم ادخل منهج الافتراضات) في البيولوجيا حاولت ارجاع الوعي الى تراكم مادي معين. ارجع البعض نـشوء الوعي الى تـثاقـل المخ حين اكتـشف الانسان النار او طريقة ايقاد النار عبر احتكاك اغصان جافة من النبات، فأصبح يأكل كميات مضاعفة من اللحم الطازج بدل النيئ الذي كان.. لكن بماذا اكتـشف النار؟ لماذا لم يكتـشفه القرد و الخنزير بما ان هذين النوعين هما الاقرب بيولوجيا و برمجة من الإنسان؟ الم تكن هناك اذن آلية معينة في التـفكير مكنته من استغلال النار لشوي اللحم و تلك العملية مازالت الى اليوم تكتسي سحرا و نكهة خاصة و لذة عميقة فنحن نجر في ذهننا تاريخ الانسانية برمته دون ان نعلم.( هل يستوي اللذين يعلمون و اللذين لا يعلمون؟)...
ذهب البعض الآخر من العلماء الى ان المخ البشري هو مجموعة من مراكز الخلايا مثل الذاكرة و التخيل و النطق و السمع و الى غير ذلك. اللغة التي ابتدأت تـقليدا لأصوات الطبيعة مكنت من خلق الحروف. حرف "السين" و "الصاد" مثلا تـقليد لصفير الصراصير، و من الحروف كلمات و من الكلمات جمل. تلك اللغة خلقت بما سماه البعض "السائل العصبي" الذي ربط بين مراكز الخلايا تلك و من هنا نشأ التفكير، فاللغة فكر و الفكر لغة.
مشكلة هؤلاء المحزنة او هي في نهاية الامر حدود الذهن البشري، انهم يتغاضون عن آليات التـفكير الاولى المبدئية التي قادت الى هذه المراحل الاولى من نـشوء الوعي.
على اساس هذا السؤال و بعد الاكتـشاف المذهل للبرمجة الوراثية في النصف الثاني من القرن العشرين يقر اغلب علماء اليوم ان الوعي في ذاته هو من ضمن البرمجة الاولية في مخ الانسان. اي مثل برمجة النحل و النمل و سائر الكائنات الحية فهي تسير حسب برنامج و حريتها ضمن خطوطها تلك التي هي اقصى امكاناتها.
برمجة الانسان ان يكون واعيا و مفكرا. بهذا فقط يكون انسانا. و بالتالي بمنطق السببية او بطبيعة العقل الذي يفكر بواسطة مقولات قبلية، و التي من ضمنها السببية( مثلما قال الفيلسوف الالماني امانويل كانط)، فان فاعل البرمجة هو الله. الصانع حسب "ابن رشد". المطلق حسب "هيغل"..
و لعله في حضرة "كانط" يجدر ان نقول ان تـقسيم الفلسفات الى مادية و مثالية يتهاوى. الميتافيزيقا ما هي إلا مرحلة عليا من مراحل العقل التي تـفكر انطلاقا من المراحل الدنيا التي هي تباعا المخيلة ثم ادناها الفهم الذي هو تفكير في المحسوس و انطباع عنه حين ينتـقل الى المخيلة يبني صورا متخيلة انطلاقا من الفهم و الميتافيزيقا بما هي تـفكير في الغيب و في الله تتأسس على تلك الصور التي هي بدورها متاسسة على فهم معين للمحسوس. فالله الذي استوى على عرشه ما هي إلا صورة متخيلة ناتجة عن تصور واقعي للجلوس على العرش..
التـفكير في ذاته ليس محسوسا و انما متعالي عن المحسوس. يخلق مفاهيم معينة و التي قد ترتـقي الى التصورات و التي بدورها تكيف المحسوس و تحوله حسب تحديداتها الخاضعة بدورها الى الارادة الشوبنهورية ( العالم تمثل و ارادة) او بلغة اخرى غاية (ارسطيا). هنا بالذات نجد انفسنا كذلك امام الجدل الصاعد و النازل الأفلاطوني لكننا بالاساس (كانطيا)) نجد انفسنا ما وراء المادية و المثالية في التفكير..
اننا هنا امام التـفكير في ذاته. التـفكير بما هو فعل في الطبيعة انطلاقا منها. التـفكير او الوعي بما هو برمجة ما قبلية..
الوعي بما هو تعالي (ترنسندنتالي) الى المجرد، الى الله بما هو عـقل كلي كامل مثلما يستبطنه الوعي الانساني. الوعي كذلك تـفكير انطلاقا من الفاهمة في الطبيعة و فعل في الطبيعة، هو في نفس الوقت تاريخية للوعي يبني تطور تحديداته و تصوراته للطبيعة. هو كذلك في الخط الموازي تطور لتجليات الله في الوعي الانساني انطلاقا من تاريخية تحديداته و تصوراته للطبيعة.. فحتى القبائل المنسية وسط افريقيا لها آلهتها و معبدها من بيت من القـش و كاهن مقرف قائم على حراسة الخضوع اليها و عبادته..
الله هنا متطور و متغير في الوعي الإنساني و ليس له اي وجود خارج الوعي الإنساني اي ان وجوده في ذاته هو في ذاته خلق انساني من حيث كونه في الوعي الانساني و ليس من حيث كونه هو في ذاته كما هو و الذي لا يمكن لنا ان ندركه ابدا...
العقل الانساني دوما مشغول بفكرة الله لانه مشغول بفكرة الموت. الله هو الانهائي و الموت هو الانسان الفاني الذي ستموته انت ذات لحظة تعيسة من حياتك التي تراها بائسة مهما كانت امام حضرة الموت العظيم القاهر لكل غرور و جبروت انساني يتبدى حينها مجرد زيف كزبد البحر الذي لا يفتأ ان ينطفئ ما ان يبلغ غايته في الشاطئ ـ الموت...
بما ان الوعي تعالي نحو المعقول الذي هو الكل الذي هو الله فهو لا يمكن ابدا ان يقبل بموته لأنه من خلال الوعي في ذاته فهو الله كذلك. الله لا يموت اما البيولوجيا او الطبيعة فهي تموت لذلك فهي حقيرة رغم كونها هي المتعة و هي الحاضر الابدي و هي السحر اللذيذ... آآآآآآه.. هذا هو جوهر المشكلة و المأزق و التـناقض و مصدر جميع الشرور.. "اصل المشكلة مهارة قرد" لعنه الله بجرثومة الوعي و التفكير.. هذا الثـقل الذي عرض على الجبال فأبت... و مشكلة الانبياء هي عمق مشكلة الانسانية برمتها مثلما هي مشكلة الفلاسفة.. كذلك الشعراء العظام.. قال "سقراط" بالإلهام، فالشعراء عنده كالكهان و الانبياء وسطاء بين الآلهة و البشر، فهم يتلقون الشعر وحيا من الآلهة من غير وعي..
إلاهي..إلاهي.. الذي هو ملكي.. أنا لكنه هو الله كذلك.. رب الناس اجمعين.... فهل أنا الناس اجمعين كذلك؟؟؟ و من "أنا" التي ارجع كل شيء اليها؟
... و تبقى الرحلة الشاقة و المتأزمة بين الفردوس الاولي الذي كان و الفردوس ألمأمول.. الفردوس الاولي الذي ما ان قذف الله بنوره في صدره، او وسوسة الشيطان بقطف تفاحة المعرفة حتى طرد منه ليعيش مرضه الابدي في الوعي المتعالي.( خليفة الله في الأرض.. الامانة التي رفضتها الجبال و قبلها الانسان....). ذاك الفردوس الذي نـشتاق اليه بما هو لذة ابدية صحية خارج مملكة الرعب للوعي الانساني الشقي المريض.. لذة خارج الذاكرة و التخيل بدون روحنة..
يبقى اذن امل العودة الى الفردوس و لكن عبر مشقة هذا السفر للوعي الذي تـفكر و اشتاق الى الله ليكون الامل في فردوس الله و ليس فردوس الحالة الاولى الخالية من اي ادراك او وعي.. الارتـقاء النهائي الى العقل.. من هنا كذلك كانت جل مضامين الفلسفة العربية الاسلامية التي تؤكد الخلود او الجنة (خلافا للفارابي) بما هي بلوغ للعقلاء فقط او لمن سار في طريق العقل.. اي بما هي نهاية الرحلة في العقل.. تلك الرحلة التي انطلقت من "حي ابن يقظان" من الاندلس ـ اسبانيا ذات الطبيعة الخلابة..
من الفردوس المفقود اللذيذ الى الفردوس المأمول. من لذة الحس و الجنس الخالد الى لذة العقل عبر الصور. فهل هو في نهاية الامر حمل للكائن اللذوي من الحيوانية الى الالوهية و من الجهالة الى العقل؟ ام هل ان مسيرة الروح الكلية و الجزئية ما هي إلا لذة شبقية و روحية في نفس الوقت؟
اليست اللحظات الجنسية الساخنة ما هي إلا انتـفاء للأنا و الذاتية و بالتالي ان يكون مطلقا، و المطلق في ذاته بما هو عدمية للأنا و الذات؟ اليست الرغبة الجنسية بما هي تدمير و اكل و لذة ما هي إلا حياة العقل بماهو مطلق؟
إذن فالخطيئة الاولى ، او اقتطاف تفاحة الجنة من شجرة المعرفة التي هي معرفة الشر و الخير، اللذان هما في الوقت نفسه دعامتا البناءات الأخلاقية و التي من بين تصوراتها في الوعي المريض ان الشر مرادف للغريزة و الخير مرادف للعقل، و الغريزة بما هو متصور الحياة الحيوانية في الانسان و الوعي بما هو الحياة العقلية و العقل بما هو الله، و بالتالي فمأساة الفكرة الالاهية القائمة على تناقضها مع الحيوانية ما هي إلا في نفس الوقت تداعي اصلي لإرادة التمييز الانساني بما هو غير الحيواني و بما هو الاهي ليس بحكم كره الحيوانية و انما بحكم كره الوعي الشقي الذي اعتـقد انه ناتج عن شر متأصل فيه وسوس به له الشيطان الرجيم المقابل للاه الرحيم.( انظر الى هذا التـقابل العجيب في اللغة العربية العظيمة بين لفظين متناقضين متوحدين لا يفصل بينهما إلا نقطة واحدة)..
اليس كل ما حدث و يحدث في تاريخ الوعي الانساني من تفرقة بين الوجود المادي و الروحي إلا نتاج اسطورة الفردوس المفقود و الامل في العودة اليه و لكنه يغدو المأمول؟.. اليس هو في نهاية المطاف نفس الفردوس و ان تحامل الوعي على نفسه بتعلة اللقاء بالعقل الكلي الذي هو الله، و انما الرغبة الاصلية هي فردوس اللذة الأبدية؟
من جهة اخرى. اللذوية الدائمة لهذه الاسطورة. ألا تعني، ان المسالة برمتها في نهاية المطاف ، هي صيرورة الصدمة و الازمة النـفـسية الناتجة عن البلوغ او يقظة اللذة الجنسية عند الانسان؟
هذه اليقظة المرفوضة من قبل الثـنائية لشجرة الخير و الشر. اليس هو الاب بما هو رمز لقمعها و الذي هو في نهاية الامر حزين لبلوغ ابنه او لكبره مما يعني اقـتراب ساعة فنائه. القامع يتحول الى خير بما هو عقل لأنه رافض لللذوية الجنسية التي هي حيوانية مفارقة و مبعدة عن العقل بما هو الله الذي هو الاب في نفس الوقت حسب ما تـتداعى اليه الافكار انطلاقا من التحليل "الفرويدي". اما الشر فهو الام بما هي لذوية منتجة طبيعيا للبدن كطبيعة و بالتالي كرغبات جنسية بما فيها الرغبة في الام بما هي رغبة في العود الى الطبيعة( حنين الى ما قبل مرض الوعي، الذي هو حنين الى الحياة فوق الاشجار كالقردة اسلافنا الاولين حسب التحليل الدارويني).
تكتسي اللذة الجنسية شرها في الاخير من خلال ثـقافة المجتمع. مجتمع لا يرى فيه شرا ينتج انسانا متصالحا مع رغباته و غير متوتر في اتجاه العدوان. فالنفس البشرية متاسسة على دعامتين اساسيتين متصلتين ببعضهما و هما الرغبة الجنسية و العدوان حسب مؤسس علم النفس التحليلي "سيغموند فرويد"، و بالتالي فقمع الجنسانية هو بالضرورة تسريح او رفع للعدوانية التي هي جنسانية في نفس الوقت بما هي لذوية..
من هنا. لنا ان نـتسائل. اليس تكلس العقل و جموده ما هو إلا تكلس للايروس و سجن للذة؟. اليس الاعتراف بصوابية و طبيعية و احقية اللذة الجنسية، ما هي إلا تحرير للعقل لأجل ان يفكر بحرية و ينفلت دوما من كل التحديدات السابقة للوجود؟..
ألا يفترض الوعي بما هو وعي اي بما هو غير ملموس في ذاته اي بكونه روح دوامية الانفلات من كل الاشكال و التحديدات و الإيديولوجيات؟ على هذا المستوى اليس هو في نفس الوقت او بما هو ضل او خط موازي للايروس الذي لا يقف و لا يتحدد و لا ينتهي، بل ربما ان الموت في ذاته هو لحظة ايروسية عظيمة(كل نفس ذائقة الموت.. الذائقة متعلقة باللذوية).
الايروس هو اشمل من الممارسة الجنسية المباشرة و هو عمقها، رغم ان الممارسة من الممكن ان لا تصل الى العمق بحيث تعبر لذويا و حسيا عن لحظة الاتحاد مع الكل بالفناء للأنا و الذاتية و ما يسمى الشخصية. تلك اللحظة التي سماها الوعي المريض بالحيوانية. لكن الايروسية الانسانية تمتد عبر تموجات الذاكرة و التخيل الى ما هو ابعد بكثير. تلك التموجات التي تصير بما هي لحظات جمالية الى تلامس تام مع الجمالي المطلق من خلال الجمالي الجزئي. الحيوان له موسم معين مخصص للجنس الارتعاشي اما الانسان فلا يفك عنه الجنس ابدا. لذلك فهو ايروس اي عالم انساني بأكمله فيه الجمالي و ما هو حق و خير و بالتالي ما هو الله عبر الامتداد الكوني في نقطة جوهرية في ذاك القلب البشري الغريب... ليس من الحمق ان نقر بكونه غريب...
لذلك اتعشق الله في تلك الحسناء الانيقة المغرية المثيرة للذة المدمرة للقلق الابدي الانساني.... فمن قال بحجبها انما قال بحجب نور الله في الوجود الانساني... و حجب نور الله و وجه الله هو الكفر بعينه لانه يحجب عنا شكر الله و حمده و التسبيح بحمده.. اليست كلمة اسلام لا تعني سوى شكر الله؟؟



#هيثم_بن_محمد_شطورو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رئيس الجمهورية التونسية يسحب البساط من الجميع
- الصادقون و الكاذبون
- هل تتجه تونس نحو سلطة الشعب؟
- تركيا نحو الانهيار
- سؤال بسيط: هل انت مؤمن فعلا؟
- -أردوغان- يفلت من العقاب
- أبي الغائب الحاضر و الإمام الغائب
- فتاة -هرقل-
- تقدمية المثقف الستيني
- الرئيس يلعب بالنار
- -العصفورية-. ملحمة العرب المعاصرة
- أقانيم الجهالة بين القديم و الجديد
- الإحتفال المأتم لحركة النهضة التونسية
- أشبال العراق ينتفضون
- هل بالامكان ايجاد اسلام جديد؟
- السلطة الوضيعة
- المفقدود سياسيا في تونس
- النوايا السياسية السيئة
- -القصة الخفية للثورة التونسية-
- كيف نكون الله؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - هيثم بن محمد شطورو - الفردوس المفقود المأمول