أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - نفلونزا الكراسي-2-















المزيد.....

نفلونزا الكراسي-2-


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 5251 - 2016 / 8 / 11 - 03:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إنفلونزا الكراسي"2"
تتمة لموضوع نفلونزا الكراسي"1" الذي تحدثت فيه عن معضلة التعلق بالكرسي ، ذلك الاختراع العظيم - الذي لا يُعرف بالضبط تاريخ اختراعه ، ولا من هو صانعه – والذي سرعان ما تحول من كومة خشب أو خردة حديد ، إلى حلم يداعب خيال الطامحين الطامعين في جاهه ، وأعني هنا بالضرورة كرسي السلطة ، الذي تطير الرؤس فى سبيله ، أياً كان شكله أو اسمه ، لا يهم اللقب الذي يُضفى عليه وعلى الجالس عليها ، وزيرا كان، أو مديرا ، أو رئيسا أو برلمانيا ، فكلهم في حبه قيس وهو ليلاهم .. كما أنه الشيء الوحيد الذي إستطاع توحيد العرب ، الذين آلوا مند وجدوا ، على ألا يتفقوا، فجمعتهم شبقية الهيام به ، والتفاني في الحافظ عليه، والحرص على توريثه للأولاد كأقصى غاية، ولو كان على حساب مصلحة الوطن والمواطنين ، إلا من رحم ربي ووقاه من اغراءات الكرسي ، ونجاه من جنونه الذي يرفع الأوغاد ، ويعملق الأقزام ، ويدفع السفلة وأهل الحطة والخسة إلى التفاخر والاستعلاء على العباد ، كلما احتلوا واحدا منها في غفلة أو تغافل من الناس، أو بتواطؤ من أصحاب الحال.
فقلهٌ هم أولئك الذين نعموا بالسعادة بعد ترجلهم عن كراسي السلطة ، مقارنة بغيرنا من الأمم ، حيث أضحى من غير المألوف في تجاربنا السياسية العربية والمغربية، أن يغادر المسؤول كرسيه طواعية ، في تداول سلمي للسلطة، وغدا من يُقدم على ذالك، شاذا ، وتثير أقصى حدود الدهشة والاستغراب. مع بعض الاستثناءات في تجارب بعض المناضلين الوطنيين كتنازل الأستاذ محمد بوستة عن كرسي حزب الاستقلال، وتنازل والأستاذ بن سعيد آيت إيدير عن رئاسة المنظمة، وغيرها من الشواهد والأمثلة القليلة جدا في تاريخنا المغربي الحديث ، والتي لا تشكل حوافز إيجابية تغري على ترسيخها كنهج ومثال يحتدى، لأننا لم نمنح التجربتين "البوستوية و "الإيديرية" ما تستحق من تقدير وتثمين وتعظيم، كما لم نحفظ للرجلين في أدبياتنا السياسية قدر شجاعتهما التاريخية ، لاعتقاد عالمنا المريض بأنفلونزا الكراسي، بأن ابتعاد الشخص عن موقع الأضواء وشاشات التلفزات هو ابتعاد عن القلوب والذاكرة والإنصاف ، مع أن الاثنين في منظور العقلاء قد انتقلا بقدر كبير من الشموخ من كراسي الحكم إلى كراسي الحكمة ، ويحضيان عند النبهاء بنفس التقدير والاحترام الذي يحضى به أمثالهم من العظماء بلاد الله المتقدمة التي تحترم مبدأ تناوب السلطة، وطبقت تتداولها السلمي ، والتي عرفت على مدى تاريخها الممتد، العديد من تنازلات حكامها عن كراسي الحكم وتخليهم عنها لمن يستحقها في هدوء مع الاعتراف للسلف الصالح بالتقدير والامتنان ، كما فعل "تشرشل" الذي خرج من الحكم ولم يخرج من وجدان الإنجليز، وكما فعل "ديغول" حين رحل من القصر الجمهوري الفرنسي دون أن يرحل عن ذاكرة الفرنسيين.. وقبلهما عرفت فرنسا وانكلترا تنحي (نابليون الأول) في الرابع من حزيران (يونيو) من عام 1814م بعد هزيمته في معركة ووترلو الشهيرة، وتنازل (شارل العاشر) عن العرش الفرنسي بعدما ثار الشعب الفرنسي ضده عام 1830م واستولي الغاضبون على (دي تيل) ـ مبنى البلدية ـ ليتولى (لافاييت) رئاسة الحكومة المؤقتة، ثم ليعود لويس فيليب (دوق أورليان) لإعتلاء العرش الفرنسي،
ولن تكون انكلترا أقل من مثيلتها الأوروبية فرنسا في هذا الجانب فقد شهدت أشهر هي أيضا تنازل ملكي في التاريخ حين قرر (ادوارد الثامن) ملك انكلترا التنازل عن عرشه عام 1936م لشقيقه الملك جورج والد الملكة (اليزابيت الثانية) بعد أن دام حكمه (11 شهرا فقط)، وبعد أن خيرته الكنيسة الانكليزية والحكومة بين الإحتفاظ بالعرش أو استمرار علاقته بعشيقته الأمريكية المطلقة (الليدي واليس سامبسون) التي أحبها، فاختار (قلبه وما يحب) وترك العرش وبلاده إلي الأبد عام 1936م وأصبح اسمه (دوق وندسور) حتي وفاته عام 1972م.
وفي إسبانيا تنازل (شارل الخامس) – المعروف بتحريم التكلم باللغة العرية في اسبانيا- عن العرش الإسباني عام 1555م، وفي في أمريكا الجنوبية تنازل (سيمون بوليفار) قائد الإستقلال عن كرسي الحكم بعد مطالبته بتوحيد أمريكا اللاتينية، فيما تنازل (قسطنطين) ملك اليونان وهرب مع عائلته إلي روما ثم إلي لندن عام 1967م اثر الإنقلاب العسكري الذي أطاح به. وكذلك تنازل (لويس فيليب) ملك فرنسا عام 1868م، و(غليوم الأول) ملك هولندا عام 1840، و(شارل ألبرت) ملك سردينيا عام 1849م، و(إيزابيلا) ملكة اسبانيا عام 1830م، و(غليوم الثاني) امبراطور ألمانيا عام 1918م بعد خسارته الحرب العالمية الأولي، و(فرديناند) ملك بلغاريا عام 1918، و(قسطنطين) ملك اليونان عام 1922، و(فكتور عمانؤيل الثالث) ملك إيطاليا عام 1946م بعد خسارته الحرب العالمية الثانية، و(ميشيل) ملك رومانيا عام 1948م.
و قبل هؤلاء جميعهم ، فعلها امبراطور روما (ديوقليانوس) عام 305م ، وها هو ديفيد كامرون رئيس الوزراء البريطاني يفعلها بعدهم جميعهم ، ويقدم استقالته ، وما أظن أن القضية ستتوقف هنا ، بل ستستمر مع استتمار يقظة ظمائر هاؤلاء وإيمانهم بالتناوب السلمي والديمقراطي للسلطة ، وخير مثال على ذلك هو خطاب امبراطور اليابان الذي عبر فيه عن رغبته الواضحة في التنازل عن العرش – رغم القيود التي يفرضها عليه منصبه - وإعرابه عن القلق إزاء قدرته على أداء مهامه بشكل كامل ، حيث قال في خطابه :"عندما أنظر إلى عمري الذي تجاوز الثمانين وللتدهور التدريجي في صحتي البدنية رغم تمتعي لحسن الحظ بالصحة في الوقت الراهن، يساورني القلق بشأن الوفاء بواجباتي بصفتي رمزا (للبلاد) وبقصارى الجهد كما ظللت أفعل حتى الآن".
فأين نحن الذين نتناحر على الكراسي والمناصب ونلوي أعناق القوانين والدساتير لنبقى فوقها مدى الحياة ، بل وحتى بعد الموت لو أمكن لأحدنا أن يبقى على الكرسي بعد الوفاة ، لما رفض ذلك ، ولحكم من قبره . فلاشك أن مثل هذه العقليات المتخلفة هي التي تفرز المستبدين والديكتاتورين في البلاد العربية والإسلامية.
حميد طولست [email protected]
مدير جريدة"منتدى سايس" الورقية الجهوية الصادرة من فاس
رئيس نشر "منتدى سايس" الإليكترونية
رئيس نشر جريدة " الأحداث العربية" الوطنية.
عضو مؤسس لجمعية المدونين المغاربة.
عضو المكتب التنفيذي لرابطة الصحافة الإلكترونية.
عضو المكتب التنفيدي للمنتدى المغربي لحقوق الإنسان لجهة فاس مكناس
عضو المكتب التنفيدي لـ "لمرصد الدولي للإعلام وحقوق الأنسان



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انفلونزا الكراسي!!
- المغربي لن يغفر لمن يتخلى عنه و ينحاز لقتلته !!
- متى نصل الى ثقافة الاستقالة...؟؟
- تداعيات انقلاب تركيا على السياسة المغربية !!
- متاهة الانتخابات المقبلة !!
- تداعيات النفايات الإيطالية !!
- الله يخلينا في صباغتنا!!
- أول مراحل المعرفة !!
- تلفزة مقلقة وبرامج مستفزة !!
- جلسة مغرية مع الشيشة المصرية !!
- إقحام الأمازغية في الصراعات السياسية، تزلف أونفاق؟
- سلوكيات أفسدت على رمضان روحانيته وفلسفته !! -2-
- سلوكيات أفسدت على رمضان روحانيته وفلسفته !!
- حوار مع ايقونة العمل الجمعوي الخيري ..
- الخرافة والوعي المجتمعي!!
- انطباعات سياسية !!
- لاعذاب دون يوم القيامة !!
- أصل الأسوة ، وأساس التقليد ، و جوهر السنة ..
- الأخلاق سر بقاء الدول وتفوقها وغلبتها !!
- إحسان رمضاني مغموس بنكهة الانتخابات !


المزيد.....




- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية: قطعا سننتقم من -إسرائيل- ...
- مقتل 42 شخصا في أحد أعنف الاعتداءات الطائفية في باكستان
- ماما جابت بيبي..استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي وتابعو ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن مهاجتمها جنوب الأراضي المح ...
- أغاني للأطفال 24 ساعة .. عبر تردد قناة طيور الجنة الجديد 202 ...
- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - نفلونزا الكراسي-2-