أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا يرتدى رئيس الدولة عباءة شيخ الأزهر؟















المزيد.....

لماذا يرتدى رئيس الدولة عباءة شيخ الأزهر؟


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 5251 - 2016 / 8 / 11 - 00:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



هل يوجد فرق بين السيسى ومن سبقوه؟
هل يستطيع السيسى وقف نزيف الاحتقان الدينى؟
تعـدّدتْ لقاءات السيسى مع شيخ الأزهر. وفى تلك اللقاءات فإنّ السيسى استخدم نفس لغة الأصوليين، ونفس الخطاب الرسمى لمشيخة الأزهر، أى الإصرار على اللغة الدينية، ألا يؤكد ذلك أنّ مصر دولة دينية؟ وما الفرق بين رئيس الدولة وشيخ الأزهر، خاصة عندما قال السيسى فى أحد لقاءاته عن المصريين (المسيحيين) ((لهم ما لنا وعليهم ماعلينا)) ولم ينتبه إلى المغالطة فى ذلك التعبير المُـحمّـل بالتناقض ، فلو أنّ الدولة تعترف بمفهوم (المواطنة) وأنّ المصريين (المسيحيين) مصريون بغض النظر عن ديانتهم، تكون النتيجة أنّ تعبير (لهم مالنا وعليهم ماعلينا) لغو فارغ وبلا معنى، وبالتالى يكون هدفه هو تكريس (الطائفية) وذلك بالحديث المُـتكرّر عن (ديانة) أبناء مصر لمجرد أنهم (أقلية) دينية. أما فى الأنظمة التى لا تنظر إلى ديانة مواطنيها، فإنها لا تستخدم ذلك التعبير الفج.
وأعتقد أنه كان الأجدر بالرئيس السيسى أنْ يأمر بتجفيف منابع الاحتقان الدينى بين أبناء الأمة المصرية، حيث أنّ ذلك الاحتقان يتوالى بين أبناء شعبنا لأى سبب ولأتفه سبب، وكأنما هو أشبه بزلزال لا تتوقف توابعه، فما أنْ ينتهى احتقان إلاّ ويتلوه آخر، ويصل الأمر لدرجة تهجير المسيحيين من بيوتهم وقراهم بعد الاعتداء على ممتلكاتهم. إنّ التهجير جريمة أشنع من الاعتداء المادى، فكيف انتقلتْ هذه التفرقة بين أبناء شعب واحد وثقافة قومية واحدة؟ والسؤال بصيغة أخرى : لو أنّ مشاجرة بين مسلم ومسلم أو بين مسيحى ومسيحى، فهل كانت الأمور ستصل لما وصلتْ إليه حاليـًـا؟
إنّ ماحدث فى عهد السيسى سيناريو مـُـتكرّر (منذ أحداث الزاوية الحمراء عام 72وتوابع الزلزال لم تتوقف) والسبب الاعتماد على آليتيْن تبين فشلهما : الحل الأمنى. وسبب فشله أنه يتولى الحدث بعد وقوعه. صحيح أنّ هذا دوره، ولكن المسكوت عنه هو عدم التصدى للأصوليين ومتابعة اجتماعاتهم فى المساجد والزوايا ، بخلاف انتشارهم السرطانى فى الميديا، حيث ينشرون الفكر الأحادى المُعادى لغير المسلمين من الكتب المفروضة عليهم وتأثروا بها، مثل كتب سيد قطب.
الآلية الثانية : الاعتماد على الشيوخ والقساوسة للتهدئة (نظام المصاطب) فتكون تهدئة مؤقتة بينما يظل الرماد تحت النار المشتعلة. وبعد 25يناير2011عندما تم هدم الكنيسة التى تولــّـتْ القوات المسلحة بناءها، فإنّ الأصوليين المسلمين منعوا دخول قوات الأمن، ولم يُسمح لهم بالدخول إلاّ بعد موافقة الشيخ محمد حسان. فهل هناك كارثة أكبر من ذلك مُتمثلة فى الاعتداء ليس على سيادة القانون فقط وإنما الاعتداء على سيادة الدولة نفسها، ولم تتوقف أجهزة الدولة المختلفة لتتساءل : منْ منح هذا الشيخ هذه السلطة وهذا التسلط؟ ولماذا التغاضى عن أفعاله وأحاديثه المؤججة لنار الاحتقان الدينى هو ومن معه من كتائب تدمير الوطن المُنتشرة فى الفضائيات والأرضيات والمساجد والزوايا؟ إنّ الاعتماد على الشيوخ والقساوسة للتهدئة فى حالات الاحتقان الدينى هو أشبه بعلاج مريض السرطان بقرص أسبرين. فإلى متى يستمر هذا العلاج؟ ومَنْ مِنْ مصلحته الانتظار حتى يموت المريض؟
والآن ما جذور الاحتقان الدينى فى مصر؟ إطلالة سريعة على مناهج التعليم وبرامج الإعلام تـُـقـدّم الإجابة. فى التعليم العام (مادة القراءة ) فرض العديد من الآيات القرآنية وعلى الطلبة المسيحيين حفظها لأداء الامتحان فيها فى نهاية العام. وفى مادة (النصوص) فرض العديد من القصائد (حفظ) التى تــُـمجّد فى الحجاب وفى الأزهر، ومقرّرة على التلاميذ مسلمين ومسيحيين. والتيار الدينى اخترق وزارة التعليم، فتقرّر تدريس كتابيْن للشيخ الشعراوى هما كتاب (معجزة القرآن) للصف الثالث الاعدادى وكتاب (الأدلة المادية على وجود الله) للصف الثالث الثانوى، رغم أنّ هذيْن الكتابيْن ضد لغة العلم Science ومع الخرافة، والتلميذ المصرى يُفرض عليه أنْ يتعلم ((يُمنع الذمى من أخذ المعدن والركاز(= الموارد الطبيعية) بدار الإسلام كما يُمنع من الإحياء بها لأنّ الدار للمسلمين وهو دخيل فيها)) (الصف الأول الثانوى الأزهرى– العام الدراسى2014/15) والصدقة تكون لمن يغزو فى سبيل الله ((وهو غاز ذكر فيـُـعطى ولو غنيـًـا إعانة له على الغزو)) (المصدرالسابق- ص364)
أما الإعلام فهو يستضيف الشيوخ الذين يُكفرون المجتمع العصرى ويُروّجون لمقولة الأصوليين عن (المجتمع الجاهلى) لأننا نتشبّه بالأوروبيين المسيحيين الكفرة. ويُحرّضون المشاهدين على عدم تحية المسيحيين وعدم تهنئتهم بأعيادهم وأنّ من يفعل ذلك فهو آثم مصيره نار جهنم. وكانت الكارثة عندما دخل الإعلام الحكومى فى منافسة الإعلام الخاص، فاستعان بنفس الشيوخ، واستضاف من خرجوا من السجون بعد يناير2011رغم اشتراك بعضهم فى جرائم قتل المُختلفين مع أفكارهم (سواء بالفعل أو بالفتوى) وحوّلهم الإعلام إلى أبطال رغم موقفهم المعادى لأبسط حقوق الإنسان. وهكذا يرتكب التوأم المسخ (التعليم والإعلام) جريمة (الاحتقان الدينى) لأنه ظلّ لعدة سنوات يُراكم لظاهرة (طغيان اللغة الدينية) التى تسارعتْ معدلاتها بعد يوليو52خاصة بعد تحويل الأزهر من جامع إلى جامعة وإنشاء محطة إذاعة للقرآن ممولة من جميع المصريين. بل إنّ عبدالناصرعندما أراد إعداد دراسة عن إصلاح الجهاز الإدارى استدعى خبيريْن أمريكييْن فأعدا تقريرًا بعنوان (الإسلام والحكم) كتبا فيه ((إنّ الثقافة الإسلامية من أصلح الأسس للحكم الناجح فى العصر الحديث)) (د. سليمان الطماوى- ثورة يوليو52 بين ثورات العالم- دار الفكرالعربى- عام 64ص161)
الحل لن يكون إلاّ إذا امتلك المسئولون شجاعة مراجعة الذات، هذه المراجعة تــُحتم عليهم البدء فورًا بالنظر إلى جيل الأطفال (بدءًا من الابتدائى) بحيث يجلس التلميذ القبطى المسلم بجوار التلميذ القبطى المسيحى فى حصة (الأخلاق) كبديل لحصة الدين. يتعلم التلاميذ فيها آيات من القرآن ومن الأناجيل التى تحض على حب الأسرة وقيم العطف واحترام الكبير للصغيرإلخ بجانب نماذج من حكماء مصر القديمة مثل حكمة الحكيم آنى لابنه ((إذا دخل عليك إنسان أكبر منك سنـًا عليك أنْ تقف له حتى ولو كنتَ أعلى منه منصبًا))
***



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علم السعودية والدونية القومية
- الحلم بمسرح مصرى عالمى
- هل عرفت الحضارة المصرية المسرح؟
- أبناء الجالية المصرية فى مصر
- العروبيون ومزاعمهم الباطلة
- رخصة فى القرآن يرفضها المسلمون
- ما الحكمة من تشويه النبى إبراهيم ؟
- لماذا يرفض العرب أنْ تحكمهم امرأة ؟
- ما سر الخلاف بين السنة والشيعة حول زواج المتعة؟
- ما سر تشابه الإسلاميين القدامى والمحدثين؟
- هل يمكن التوفيق بين المرجعية الدينية والواقع المتغير؟
- هل يمكن تطبيق الحدود الإسلامية فى العصر الديث ؟
- رد على السيد (تونسى من تامزغا)
- لماذا يقول متعلمونا (أندلس) ولا يقولون إسبانيا ؟
- وقائع ما حدث بين صديقى وصديقته : قصة قصيرة
- الدكتور محمد عنانى وترجماته
- مصطفى سويف : العلم بروح إنسانية
- عداء بنى إسرائيل لمصر
- ما مغزى بيع الامتحانات ؟
- النقد العلمى لتأليف التوراة


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - لماذا يرتدى رئيس الدولة عباءة شيخ الأزهر؟