|
سيبقى لبنان شوكة في حلق الغزاة .. وموطناّ للحرية
جريس الهامس
الحوار المتمدن-العدد: 1405 - 2005 / 12 / 20 - 11:30
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
لم يكن كلكامش مخطئا مع رفيقه أنكيدو عندما راحا يبحثان عن الخلود الذي يهزم الموت والحقيقة التى تهزم الباطل ولم يجدا في كل الأرض المعلومة اّنذاك سوى لبنان حاضنا لشجرة الخلود وحاميا للحقيقة ... وبقي لبنان كماهو عبر اّلاف السنين مر جميع غزاة الأرض وطغاتها على أرضه ورحلوا خائبين بعد أن سجلوا خيبتهم وأسماء قادتهم وملوكهم على صخرة نهر الكلب شمال بيروت من الحثيين إلى الاشوريين إلى البابليين إلى فراعنة مصر إلى العثمانيين إلى إبراهيم باشا إلى غورو .. كلهم رحلوا تاركين أسماءهم على تلك الصخرة الخالدة الغازي الوحيد والطاغية الوحيد الذي رفض قبول الإنسحاب بشرف والإعتراف بالخطيئة إذا لم نقل بالهزيمة أمام إرادة شعب لبنان العظيم في الإستقلال والحرية هو النظام الأسدي الذي مازال يحلم بالعودة لإحتلال لبنان وإذلال شعبه أكثر مما فعل خلال ثلاثين عاما من احتلاله الهمجي الفريد في التاريخ .. العدو الصهيونى غزا لبنان وهزم كجميع الغزاة الذين سبقوه واعترف بالهزيمة وانسحب مثلهم .. لكن النظام الأسدى ما زال هو هو يعيش في كهوف الديكتاتورية النازية الجديدة ولا يخرج منها إلا إلى القبر دون أن يعلم أن قبور طغاة عصرنا ستكون دارسة بأقدام الشعوب المستعبدة لمحوها من ذاكرة الأجيال القادمة لأنها خارج التاريخ البشري كله .. ولوعلّم الطاغية حافظ الأسد وريثه حب قراءة التاريخ الذي لم يقرأه هو عوضا عن تدريبه على استعباد الشعب في سورية ولبنان ونهبه وتجويعة وترويضه بواسطة جيش المخابرات الذي يضم سبعة عشر فرعا للجلادين ... لكان هذا الوريث التعيس أكثر حظا بالحياة حتى على المستوى الشخصى ... إن هذا ماجناه أبوك عليك حتى وصلت إلى الهاوية لقد صوّر لك أن لبنان مزرعة خاصة لك ولأعيان الطائفة والعشيرة لاينازعك أحد عليها بعد إذلال شعبه وقتل أو نفي أو اعتقال أحراره وشراء معظم صحافته وأقلامه وسياسييه وتركيب دولته وجيشه وأمنه /، رئيس الجمهورية إلى أصغر حارس لخدمة صاحب المزرعة ووكلاوْه في عنجر أو بيروت أو دمشق وعلى رأسهم عبد الحليم خدام الخادم الأمين للباب العالي والمسوْول الأول عن كل ماحدث في لبنان وسورية ( ولو استدرك النهاية موْخرا ليفر إلى باريس ليعيش في قصر أوناسيس الذي اشتراه من عرق جبينه وشطارته ...؟ ) وصولا إلى غازي كنعان وخليفته رستم غزالى ... فلماذا خرجت وجيشك من لبنان مذعورا قبل الموعد المقر بالقرار 1559 بعشرين يوما ... ؟ ألهذا الحد تخاف على مصير الكرسي بعد رفع الحماية الأمريكية عن نظامك ؟؟ مازالت الجارة إسرائيل حريصة أشد الحرص على بقائك وبقاء نظامك الأضمن لها على جبهة الجولان التى أبقاها والدك وأنت اّمنة للعدو الصهيوني منذ عام 1973 حتى الاّن لم تطلق رصاصة واحدة منها ورحتم تحاربون بواسطة اللبنانيين والفلسطينيين على أرض غيركم .. لقد دمرتم لبنان ولم تدمروا شعبه تاجرتم بالقضية الفلسطينية ومزقتم وحدة مقاومتها لكنكم لم تدمروا الشعب الفلسطيني الذي يعرف انتزاع حقوقه المشروعة فى وطنه دون وصاية نظام تحمي وجوده اسرائيل على المكشوف ...؟ - لم يعد لبنان اليوم مزرعة لكم يا طغاة ( القرداحة ) لقد انتفضت العنقاء من تحت الرماد لتعيد التاريخ إلى مساره الطبيعي أولا ولتعلم طغاة دمشق أن يكتبوا اسمهم بين أسماء جميع الغزاة على صخرة نهر الكلب ويعترفوا بهزيمتهم أمام هذا البلد الصغير وينسحبوا مع كل ذيولهم وكل شراشيبهم المافياوية المخابراتية إلى غير رجعة قبل فوات الأوان .. كما لن تفيدكم جميع الجرائم وقوائم الإغتيال التي تعدونها في الظلام ضد أحرار لبنان الذي يدافع عن حريته واستقلاله بالكلمة والحق وأنتم وأتباعكم من حزب الله الطائفي وبقايا أتباعكم الفلسطينيين بعد أن فقدوا مبرر وجود السلاح بأيديهم داخل الدولة - دولة داخل دولة - ولاعلاقة لهم بتحرير فلسطين إن لبنان الحضارة والإنسانية لايستحق أن يعامل بهذه الهمجية وهذه الجرائم التى يندى جبين البشرية بها خجلا التى نفذتها المخابرات الأسدية ضد خير ة الوطنيين والأقلام الحرة فى لبنان بدءا باغتيال كمال جنبلاط وسليم اللوزي ورياض طه وسعد صايل وحسن خالد وبشير الجميل ورينيه معوض وحسين مروة وغيرهم وصولا إلى الاّن بدءا بمحاولة اغتيال مروان حمادة إلى إغتيال رفيق الحريري ورفاقه إلى اغتيال سمير قصير وجورج حاوي ومحاولة اغتيال مي شدياق وصولا إلى اغتيال قائد انتفاضة 14 اّذار جبران التويني الذي أطلقت عليه في مقالى السابق بجدارة لقب ( ميرابو ثورة 14 اّذار ) السلمية... لبنان ملجأ الأحرار منذ أقدم العصور كان يحميهم من الخوف ويكفيهم من الجوع .... لن أعود إلى التاريخ البعيد البعيد لأن الأمثلة كثيرة ومتشعبة أكتفي ببعض الأمثلة : فبعد كارثة كربلاء وبطش الأمويين لم يجد الفارون من المجزرة أفضل من لبنان يلجأون إليه ( جبل عامل والجنوب) وفي عهد عبد الملك بن مروان لم يجد المتمردون على دفع الجزية العبودية للدولة إلاجبل لبنان يلجأون إليه ولم تستطع جيوش الأمويين أحتلال الجبل حتى اضطر عبد الملك توقيع معاهدة مع الذين أطلق عليهم يومها ( المردة ) تقضي باعفائهم من الجزية مقابل عدم الإعتداء على جيشه وفي عصرنا في عهد الديكتاتوريات العسكريةالمتعاقبة خصوصا في سورية والعراق ومصرلم يجد الكتاب والصحافيون والمناضلون من جميع الأطياف السياسية ملجأ لهم سوى لبنان الذي احتضنهم وحماهم ووفر لهم العيش الكريم والصحيفة التي تنشر لهم اّراءهم رغم كل صخب وغضب وتاّمر الديكتاتوريات العربية على هذا البلد الصغير الذي يزعجهم وجوده بين غابة الوحوش المفترسة المعادية لأبسط حقوق الإنسان وحرية الكلمة .... ولم تنشر أية صحيفة عربية بيانات واّراء المعارضة السورية . بينما نشرت صحافة لبنان وفي طليعتها صحيفة الشهداء - النهار - الكثير من تصريحات وبيانات المعارضة ورموزها الوطنية سيبقى لبنان نافذة الحرية والديمقراطية سيبقى رئة للمضطهدين وملجأ ولو تطاولوا عليه ونتفوا في لحيته بعد أن تمددوا على أرضه واستطابوا البقاء فيه... ولن يعود للقيد والوصاية ثانية وسيقى المنافس الرئيسي لإسرائيل في المنطقة على جميع الأصعدة لذلك كانت ومازالت أولى الدول التى دعمت الوصاية الأسدية على لبنان وفشلت وفشل معها النظام الذي كرسته وكشفه الوطنيون اللبنانيون وعلى رأسهم المناضل جورج حاوي الذي فضح جريمة التواطوْ الأسدي - الإسرائيلي حول لبنان قبل أن تمتد يد الجريمة والغدر لإغتياله بأيام قليلة وسيبقى الحضارة والثقافة والحرية والفكر والأدب والفن والجوكندة الخالدة بريشة جبران خليل جبران وقلم جبران التوينى وأماني كل الشرفاء في المشرق العربي والعالم
#جريس_الهامس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لن يكسر قلم جبران التويني ولن يحجب نور النهار
-
الموْسسة العسكرية السورية بيت الأمس واليوم - الحلقة التاسعة
-
حلاّق دمشق .. وتنابل السلطان
-
في الليلة الظلماء ينبلج البدر
-
موْتمر حمص وإعلان الميثاق الوطني والجبهة الوطنية _ عام 1953
-
إعلان حمص خطوة ثابتة وصادقة في طريق الألف ميل
-
المطلوب من الرئيس شيراك .. الإعتذار من الشعب السوري واللبنان
...
-
الوجه الشا حب والخطاب الكالح
-
بلهوانيات أسدية في الوقت الضائع
-
الهمجيات الثلاث وتقرير ميليس
-
قراءة أولية لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي
-
كنعان الصندوق الأسود في حطام المافيا الأسدية المنهارة ...؟؟
-
انتحار المافيا الأسدية ...؟؟؟
-
الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم ..- 8 -
-
الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم ...- 7
-
من هوالقاتل الحقيقي للشهيدة : هدى أبو عسلي ...؟؟
-
الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم ..- 6 النضال الشع
...
-
الرتيلاء الأسدية .. في اّخر أيامها
-
الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم . -5 ..- الإنقلاب
...
-
الموْسسة العسكرية السورية بين الأمس واليوم .. - 4 - الإنقلاب
...
المزيد.....
-
الجمهوري أرنولد شوارزنيجر يعلن دعمه للديمقراطية كامالا هاريس
...
-
وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل
-
كوريا الشمالية: تصرفات الولايات المتحدة أكبر خطر على الأمن ا
...
-
شاهد.. ترامب يصل إلى ولاية ويسكونسن على متن شاحنة قمامة
-
-حزب الله- ينفذ 32 عملية ضد إسرائيل في أقل من 24 ساعة
-
بريطانيا وفرنسا وألمانيا تدعو إلى التجديد العاجل للخدمات الم
...
-
وسائل إعلام: تقدم في المفاوضات حول وقف إطلاق النار بين إسرائ
...
-
وفد روسي يصل الجزائر في زيارة عمل (صور)
-
إعصار كونغ-ري يقترب من تايوان والسلطات تجلي عشرات الآلاف وسط
...
-
ما هي ملامح الدبلوماسية الأميركية المستقبلية في الشرق الأوسط
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|