أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - لا فضيحة في ظهور الفساد كفضيحة















المزيد.....

لا فضيحة في ظهور الفساد كفضيحة


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 5249 - 2016 / 8 / 9 - 11:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قد نكون متأخرين بتناول فضيحة استجواب وزير الدفاع خالد العبيدي وما آل إليه الوضع من نشر الغسيل وظهور رؤوس في قمة السلطة متهمة بالفساد ومن يتصور أنها كانت مفاجأة من العيار الثقيل فهو واهم لان الفساد الذي ضرب اطنابه في كل شبر من مؤسسات الدولة وأصبح إخطبوطاً أطرافة ومجساته تتحرك في كل مكان وقد استفحل وتوسع أكثر فأكثر منذ عهد رئيس الوزراء السابق الذي أعلن أكثر من مرة انه يملك أدلة وملفات حول الفساد والإرهاب إلا انه بقى يراوح في مكانه مما جعل تصريحاته عبارة عن نهج سياسي استباقي للانتقام من معارضيه وخصومه السياسيين ولبقائه في رئاسة الوزراء، وبعد إبعاده ورثَ الفساد حيدر العبادي على الرغم من الجميع يعرف انه احد قادة حزب الدعوة ورفيق لرئيس الوزراء السابق، إلا إن ما شفع لحيدر العبادي إطلاق حملته الإعلانية حول الإصلاح والتغيير، ومنذ ذلك الحين بقى الفساد كما كان بدون أن يمس جوهره إلا في بعض المظاهر والدعوات والإعلام، إذن الفساد في العراق قضية شغلت وتشغل الملايين من جميع المكونات والقوى السياسية الوطنية واهتم بها عشرات السياسيين والمثقفين والكتاب داخل العراق وخارجه وأشار الجميع بأن الفساد هو الوباء الذي يتزامن مع الإرهاب وداعش والميليشيات الطائفية وهو لا يقل خطورة عنهم بل العكس لأنه الشريك الأول والدافع الأساسي في استمرار تردي الأوضاع على جميع الصعد في البلاد، ولم يبخل أي وطني شريف إن كان على مستوى القوى الوطنية والديمقراطية في مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي والتحالف المدني وغيرهم، أو على مستوى الأشخاص إلا وكشف وجه الفساد القبيح وحدد مكانه وطرق المعالجة الموضوعية لكن المعالجات التي اتخذت باءت أكثرها بالفشل لأسباب عديدة في مقدمتها وجود الفاسدين في القمة الذين كلفوا بمحاربة الفساد وكشف الحقائق عنه وعن مسببيه واتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة وعدم التهاون مع أي اسم مهما كبر في المسؤولية أو أي جهة سياسية طائفية، هؤلاء كانوا هم ممن وضعوا العصا في عجلة اتخاذ الإجراءات الصحيحة بما فيها قضية الإصلاح والتغيير على المستوى العام والخاص، وبقت المعالجات دون المستوى المطلوب على الرغم مما أثير حول الفساد من عواصف اعتراضية وكتابات واسعة النطاق واحتجاجات جماهيرية في أكثرية المحافظات بما في ذلك العاصمة بغداد، واليوم وأمام المستجدات في استجواب وزير الدفاع لا بد من العودة قليلاً إلى الوراء وتدقيق ما كتبناه وغيرنا حول الفساد وفضيحة الفاسدين بالأسماء وبالوقائع وليس من الخطأ العودة لعشرات الالاف من التظاهرات والمتظاهرين وهم يهتفون ويطالبون بالقضاء على الفساد، والتفتيش عن أماكن الفساد المالي والإداري في الدولة يجعلنا أن نضع أيدينا على عشرات الأماكن من المؤسسات والوزارات والدوائر ومجالس المحافظات فنجد انه بوجوه مختلفة وبأزياء ملونة وان الفساد مازال سيد الموقف وهو قابع لم يتململ قيد أنملة لا بل العكس فهو ظهر بحلل جديدة واختار طرق غير معروفة، ونحن نلمسه في مناحي الحياة الرسمية ، كما أن أزمته المستفحلة عادت أكثر شدّة وقوة والذي أشعل فتيلها هذه المرة وزير الدفاع وما جاء من اتهامات على لسانه لبعض الأسماء المهمة والذي دفع السلطة القضائية العراقية إلى اتخاذ قرارات منع السفر على البعض من ورد أسمائهم في استجواب وزير الدفاع وقد نشرت قرار المنع " فرانس برس " وجاء على لسان القاضي عبد الستار بيرقدار إن "الهيئة القضائية التحقيقية المُشكلة من قبل مجلس القضاء للتحقيق في ما جاء على لسان وزير الدفاع خلال جلسة استجوابه تقرر منع سفر الأشخاص الذين وردت أسماؤهم على لسان وزير الدفاع خلال جلسة استجوابه أما الأسماء التي وردت على لسان الوزير ولم تكتف السلطة القضائية فهي أعلنت أيضاً تشكيل هيئة تحقيقية قضائية يقع على عاتقها التحقيق في الاتهامات بالفساد وقد نشرت الإعلان شفق نيوز يوم الاحد 7 / 8 / 2016 وأشار بيان السلطة القضائية أن "مجلس القضاء الأعلى قرر تشكيل هيئة تحقيقية قضائية تتولى التحقيق في ما ورد من اتهامات بالفساد خلال جلسة استجواب وزير الدفاع السرّية "
إن الفساد الذي طبل له أثناء الاستجواب لم يكن فضيحة كما صور له فهو معروف ومٌشخص منذ بدايته وليس من الصحيح اعتباره نقطة تحول نحو كشف الحقائق الغائبة كما يحلو للبعض قولها ولجنة النزاهة النيابية أو غيرها من اللجان المعنية بأمور النزاهة على الرغم من ضعفها وضعف إجراءاتها فهي أشارت له وأحالت قسماً منها إلى السلطة القضائية لكن طرق المعالجة التي كانت على عاتق السلطة القضائية والسلطة التنفيذية وفي مقدمتها حكومات المحاصصة الطائفية والتوافقات الحزبية لم تكن بالمستوى المطلوب لا بل كانت أحياناً تغمض عين وتفتح عين للمداهنة والمساومة وفي ما يخص القوى المتنفذة كانت تغلق عينيها على من ينتمون لها طائفياً وحزبياً ولا تُسوف الحقائق فحسب بل تجهد أن تخفيها مما يسهل هروب الفاسدين إلى خارج البلاد بحكم امتلاكهم جنسيات أخرى غير عراقية وهم يسرقون المال العام من فم الشعب الجائع ويحملونه في بنوك ومؤسسات مالية لكي يتم تبيضه بعد ذلك، والأرقام المتواضعة التي أعلنت عنها أصبحت في مهب الريح كما يقال أما القسم الأكبر فقد اختفى بقدرة البعض من اللصوص الحرامية في قمة السلطة ، وهناك من الفاسدين من سَخّر لهم الطرق والأساليب للحصول على حصص من المال الحرام الذين أخفوه واخفوا أنفسهم خلف طائلة الدين والطائفية ، إذن الاستجواب الذي كشف الجزء اليسير جداً لم يكن الشعرة التي قصمت ظهر الفساد لان سرعان ما انبرى بالدفاع عن الفساد والفاسدين أساتذة الدفاع عن جرائم وخروقات دستورية وقانونية بدون أي رادع لضمير وهؤلاء الجوقة التي بدأت منذ اللحظات الأولى كما هو الحال في كل جرائم الفساد تنفخ بأبواقها لتكذب وتفلسف وتموه وتدعي وتتهم أن الوزير كان ساكتً ويطالبون بمحاسبته قبل اللصوص والحرامية والفاسدين كي يخفوا ما نشر من حقائق على الرغم من أن وزير الدفاع قد أجاب على الأسئلة التي وجهتها لجنة النزاهة النيابية وقد ذكر ذلك في بيان لوزارة الدفاع نشر في الفرات نيوز / بغداد يوم 7/8 /2016 وأضاف البيان أن طلال الزوبعي والبعض من الأعضاء استقبل خالد العبيدي الذي أجاب على الأسئلة الخاصة التي وجهت إليه بشأن ما دار في جلسة وإن" وزير الدفاع خالد العبيدي حضر إلى لجنة النزاهة البرلمانية في مجلس النواب، لتثبيت إفادته بما ورد في جلسة الاستجواب" كما كشفت اللجنة أن الوزير قدم اليوم 7/8/2016 " قرصا مدمجا تمت مشاهدته حصرا من قبل لجنة النزاهة النيابية وأعضاء لجنة تقصي الحقائق".. إلى هنا لا نريد الاسترسال في متابعة الأسماء التي تطرق لها خالد العبيدي وهذه الأسماء وغيرها أثير حولها الكثير من الشكوك والاتهامات لكنها بقت بعيدة عن لجان التحقيق ولجنة النزاهة والسلطة القضائية إلا اللهم التصريحات الإعلامية وما تناولته وسائل الإعلام بدون أية إجراءات قانونية وقد تكون قضية الاستجواب والأسماء أيضاً زوبعة في فنجان سرعان ما يلفها الزمن وتطمسها العلاقات وتنهيها القرارات الطائفية مغلفة بيافطات وشعارات المصلحة العامة والوقوف مع القوات المسلحة التي تحارب داعش وتفويت الفرصة على الأعداء، وبهذا قد تنطوي عمليات الفساد والفاسدين كما انطوت تلك القضايا الواضحة التي تخص الفساد المالي والإداري حيث قدم وزير الدفاع أدلة لا تقبل الجدل أشار فيها رئيس اللجنة طلال الزوبعي أثناء تصريح في يوم الأحد 7/8/2016 بالقول أن " العبيدي قدم أدلة تتعلق بالاتهامات التي وجهها للأسماء التي تم ذكرها في جلسة الاستجواب الأخيرة يوم الاثنين الماضي " هل بقى شيء آخر لكي تسوف هذه القضية كما سوفت غيرها أم أن اللجنة التحقيقية ستقوم بواجبها القانوني وتحقق مع من ذكرهم وزير الدفاع وغيرهم وتجعل القانون فوق رؤوس اكبر راس في الحكومة ؟ نعتقد هنا ستكون الفضيحة، فضيحة إذا ما جرى التسويف والمماطلة وليس الفساد لأنه ظل يتغلغل ويتفاعل بدون أية إجراءات قانونية رادعة تجعله يقف متهما وأصحابه أمام العدالة والقانون، أما البريء فالقانون هو الحكم الفاصل وبخاصة إذا كان التحقيق عادلاً وسليماً بدون تدخلات ومحاولات لعدم تطبيق العدالة بشكلها صحيح.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محنة النازحين وفنتازيات الهروب من الواقع والموت
- البحث عن الحجة
- محاولات لطمس الثورة التي أسست الجمهورية العراقية
- الفساد المسؤول الأول عن التفجيرات وجرائم الميليشيات
- التهديدات الإيرانية للإقليم وظاهرة التدخل في الشأن الداخلي
- مستقبل العلاقة بين الحكومة العراقية وحكومة الإقليم
- سِنَنٌ تحتاج إلى تدويل في -ساربسبورك -
- الجهاد الكفائي ومتطوعي الحشد الشعبي المخلصين
- مخاطر التصريحات المتناقضة حول التدخل في شؤون العراق
- حب زمن التداول والتحول
- العنف الحكومي لا يمكن تبريره بالحجج المتكررة
- هل ينزلق العراق نحو هاوية التفكك واللادولة ؟
- تظاهر والاعتصام والاحتجاج حق دستوري ولكن...!
- التظاهر والاعتصام والاحتجاج حق دستوري ولكن...!
- تداعيات ملموسة
- النتائج المتوقعة لبرلمان المحاصصة في العراق
- الدعوة لإعادة تشكيل مفوضية الانتخابات المستقلة
- الإصلاح بين مفهوم التوفيق والحل الجذري الشامل
- استبيان جرح الخاصرة
- التغيير ومخاطر تحيط بالحراك الجماهيري الشعبي


المزيد.....




- هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي ...
- هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
- ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
- محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح ...
- إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
- سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
- الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
- تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف ...
- هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
- نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - لا فضيحة في ظهور الفساد كفضيحة