الانتخابات المحليه: ديمقراطيه كذابه

عطا مناع

الحوار المتمدن-العدد: 5248 - 2016 / 8 / 8 - 15:05
المحور: المجتمع المدني
    

بقلم : عطا مناع
لا بد من التأكيد أن ممارسة الديمقراطيه في البلدان العربيه تقتصر على صندوق الاقتراع الذي ما كان في يوم من الايام حراً، صندوق مكبل بالفتاوى والرشاوى والعشائرئه التي قضت على البعد السياسي لاي حراك ديمقراطي ولو كان مجزوء.
انتخابات قوامها الزيت والسكر وفتاوى التحليل والتحريم وبضعة قروش لن تقدم للمواطن سوى المزيد من القهر، انتخابات تعكس الحاله الاستعراضيه وعرض العضلات للقوى السياسيه التي تعتبر المواطن اخر همومها ستؤسس للمزيد من الطحن لعظام الشعب الذي صدق اللعبه وانخرظ فيها دون أية معرفه مسبقه لابسط المفاهيم الديمقراطيه من الناحية العمليه.
لقد خاض الشعب الفلسطيني اربعة دورات انتخابيه ما بين تشريعيه ومحليه، صفقنا ختى تقفعت ايدينا واحتفالنا بديمقراطيه انزلت علينا بالبراشوت وفي صباح اليوم التالي "عادت ريما لعادتها القديمه" حيث الازمه المستعصيه التي تعجز عن التعامل مع كيس النفايات وقطعان الجرذان التي اجتاحت عالمنا بشكل غير مسبوق.
ان شعبنا الفلسطيني كجزء لا يتجزء من الشعوب العربيه تواق لممارسة الديمقراطيه ولو بحدها الادنى ، ديمقراطيه توفر له الحد الادنى من الكرامه التي تقلص الفجوه بين شرائح المجتمع حيث التحالف ما بين السياسي والاقتصادي وبعض النخب التي وجدت ضالتها في ثقاقة التكسب والانصياع القوانين المرحلة الجديده.
اختلف مع الذين ينادون بانتخابات الحسم السياسي، لانه وبكل بساطه ممارسه الديمقراطية الحره بحاجة لشعب حر، وشعبنا الفلسطيني يتعرض للبطش والتجويع والتهميش وللانفسام حصة كبيره لما وصل له شعبنا من تردي، ولذلك لست معنياً بان تحسم حركة فتح أو حماس صناديق الاقتراع ولست مهتماً ان تقدمت الجبهه الشعبه في هذا الموقع أو ذاك لان النتائج لن تقضي على ثقافة العقم التي طالتنا حتى النخاع.
قد يعتقد البعض وخاصة" بيضة القبان" الذين ما خرجوا عن كونهم ديكورا مبهماً لديمقراطيتنا الكذابه أن عدم المشاركه في الانتخابات ستترك الملعب لقوى الانقسام ومن يدور في فلكها، ولكن التجربة اثبتت انعدام الوزن لهذه القوى ليس لانها غير فعاله ولكن لطبيعة المرحله التي اتخذت من نفي الاخر عنواناً لها.
اعرف تمام المعرفه ان الخوض في هذه القضايا كمن يمشي في حقل الغام لانعدام الحلول، فالعلاج في هذه الحاله ليس نظرياً لغياب الشق الثاني من المعادله الا وهو الممارسة العمليه التي تجسد الفكر الذي يمثل تطلعات الغالبية العظمى من الشعب المكبل بلقمة عيشه والذي يساق الى الانتخابات بسيارات الاجرة وسيارات نقل الاسمت، وطالما ان نخبة الشعب وعلى اختلاف تلاوينها تدور في نفس الفلك، سنجر الى الانتخابات رغم انوفنا خفاظاً على لقمة عيشنا وسراب احلام بدخول الجنه واستناداً لوعود فتاوى تتقاطع مع المنهج الداعشي الذي أتى على كل شيء ليصل الى الاجنة في أرحام امهاتهم.

#عطا_مناع (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات