|
بين التاكتيك والإستراتيجية في التراجع الصحيح
الماركسيون اللينينيون الوحدويون المغاربة
الحوار المتمدن-العدد: 5248 - 2016 / 8 / 8 - 13:35
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
رسالة إلى رفيق
في لحظة الأزمة، يتم التراجع، نتوقف عند بعض محطات جمعتنا أيام الرخاء، "الصديق وقت الضيق، والجيوش المهزومة تتعلم دائما بهمة واجتهاد. ... من التراجع، وأنه لا بد من المهارة في التراجع." كما قال المعلم لينين.
كنا نقول معا سننتصر... لن نتراجع عن حقنا في الوجود، وللتراجع في المفهوم اللينيني معنى أدق وأشمل من أن يكون لحظة انهيار وانكسار، أن نكون أو لا نكون مسألة مصيرية تتطلب منا الحزم، في أيام الرخاء كنا نحلم كثيرا، ليس التراجع هو لحظة غصب تمر مر الكرام، بل هو موقف لينيني صارم، يتخذه الماركسيون اللينينيون وقت الشدة... ومعرفة كيفية التراجع الصحيح مهمة إستراتيجية، وضع لها لينين أسس ممارستها، في وقت الأزمة، في وقت الشدة وقت هجوم العدو وانهزام كل الجيوش الثورية منها والديمقراطية، نتراجع إذن...
معنى التراجع ليس هو الهروب إلى الوراء، بل هو بناء الإستراتيجية تكتيكيا، تحويل التكتيك إستراتيجية مهمة صعبة، فالتراجع الصحيح يعني تحويل التكتيك إستراتجية ثورية من أجل البقاء، من أجل بناء الهجوم الصحيح بثبات وإصرار، جمع القوى الثورية كتلة صلبة متماسكة.
لما يا رفيق إذن هذا التراجع ؟ أمن أجل بناء تكتيك إستراتيجي ؟ أم ممارسة إستراتيجية التكتيك ؟ كلتا الحالتين لا تتطلب الهروب إلى الوراء، وراء الكواليس، إنما التراجع لا بد أن يكون واضحا قائما على أساس البقاء، إذا كان لا بد من التراجع فلا بد لنا جميعا أن نتراجع، فهذا القرار يهمنا جميعا، ففي كل الحروب كما تعرفها الماركسية اللينينية يتم الهجوم والتراجع معا، وكلاهما علم مرهون بتكتيك واستراتيجية الحرب، والمعارك في الحرب الثورية ليس لها أسلوب واحد ووحيد، بل هي أشكال وأساليب فن الحرب المتعددة، فن التكتيك والإستراتيجية باستمرار، وهل يحق لقيادة الحرب أن تترك الجيوش تحارب لوحدها ؟ أم أن الجيوش موكول لها فرز قياداتها باستمرار ؟ إن الفصل بين القيادة والقواعد في علم الحرب اللينيني يعني المساومة، والمساومة في نظر اللينينية علم كذلك لا بد من معرفته، أما المساومة بدون علم اللينينية فهي خيانة، ترك الجيوش من طرف القيادة يعني إسدال الستار عليها، تركها بدون إستراتيجية، ولا يعني ذلك من شيء تكتيك حرب العصابات، ولا إستراتيجية حرب القواعد المتحركة، إنما يعني في هذه الحال خيانة القيادة للقواعد.
لما يا رفيق التراجع في ظل اشتداد أوزار الحرب ؟ أهو تكتيك التراجع الصحيح ؟ أم هو إستراتيجية بناء الهجوم الصحيح ؟ للهجوم قواعد وضوابط تشترك في بنائها القيادة والقواعد جميعها، فلا معنى لحرب تدار دون علم القواعد، لا معنى لقرارات القيادة دون علم القواعد، لكل حرب ناجحة قواعد ديمقراطية، تستوي فيها القيادة والقواعد جميعها في اتخاذ القرار، ديكتاتورية البروليتاريا فقط هي التي تعترف بها اللينينية في مواجهة ديكتاتورية البورجوازية، الحل الوحيد لحل مسألة السلطة لصالح البروليتاريا، أما ديكتاتورية القرار، الإنفراد بالقرار، إنما هي بيروقراطية، والبيروقراطية أسلوب بورجوازي صغير، يتنافى وقواعد الديمقراطية في اتخاذ القرار وبإشراك القواعد التي تنفذه، إن أي قرار خارج هذا الإطار إنما هو سقوط في البيروقراطية، إن أي تراجع خارج علم التراجع الصحيح إنما هو سقوط في الإطاروية، إن قيادة الحرب الثورية لا تقبل التراجع العفوي، وكلما تقدمت الجماهير كلما أصبح ملحا على الماركسيين اللينينيين مضاعفة ممارساتهم العملية العلمية المادية، والتراجع أمام تقدم الجماهير إنما هو خيانة تاريخية.
لما يا رفيق الراجع في ظل تقدم الجماهير ؟ أهو تكتيك التراجع الصحيح ؟ أم هو إستراتيجية بناء الهجوم الصحيح ؟ أعتقد أنه ليس هذا ولا ذاك إنما هو إفراط في اتخاذ القرارات، إنفراد بالقرار، بيروقراطية القرار، قرار لا يهم فقط من اتخذه بل يهم جميع الماركسيين اللينينيين، وهو يهمنا جميعا من ناحية المحاسبة الرفاقية، كل قرار يخل بالتزاماتنا الرفاقية إنما هو معرض للنقد، هذا الأسلوب العلمي لفن تدبير العلاقة بين القيادة والقواعد، هذا المبدأ الأساسي للممارسة الديمقراطية بين الماركسيين اللينينيين، هذا المبدأ الذي يتطلب رد الإعتبار للقواعد ولقيادة القواعد للحرب الثورية، هذا المبدأ الذي يتطلب ممارسة النقد الذاتي أمام القواعد، بينهم جميعهم بشكل متبادل، في العلاقة الرفاقية الصحيحة بينهم، في الأمور التي تهم قيادة الحرب الثورية، في أوقات اشتدادها، بينهم وبين الجماهير، في أوقات تقدم الجماهير، في ممارستهم للنقد الذاتي أمام الجماهير المتقدمة، في أبسط الأمور التي تهم الحرب الثورية، في كل الحالات البسيطة والمعقدة، لبناء قواعد الهجوم الصحيح والتراجع الصحيح، في التكتيك والإستراتيجية، تكتيك التراجع واستراتيجية الهجوم، في كل المهام الثورية اليومية من القيادة إلى القواعد، من القواعد إلى القيادة، لترسيخ العلاقة الصلبة بينهم.
لا أعتقد أن مثل هذا التراجع مبني على علم الماركسية اللينينية، ولا هو تعبير عن فن ممارسة قيادة الحرب الثورية، إن القيادة المركزية أساسية في الحرب الثورية حتى لا تتيه القواعد، والتراجع أمام تقدم القواعد إنما هو مخل لفن إدارة الحرب الثورية، وفصل القيادة عن القواعد إنما هو تعسف على حق القواعد في قيادة الحرب الثورية، والقواعد لكونها عريضة وكبيرة الحجم فهي تملك الحق في اتخاذ القرارات الحاسمة وبالتصويت، التصويت الذي يجري برفع الأيدي علانية في جمع يجمع مجمل أفراد القيادة والقواعد جميعهم، إنما القرار يعود للأغلبية الساحقة للقواعد المتقدمة، فلا القيادة لها قوة القرار إلا بإقناع القواعد بمقترحاتها، التي لا تصبح قرارات ملزمة إلا بطبعها من طرف القواعد التي تنفذها، وتسهر على بلورتها في أرض الواقع، هكذا تكون الديمقراطية وقت الشدة، تكون الديمقراطية أسلوبا حاسما في الأمور التنظيمية بين القيادة والقواعد، أما حل القيادة بدون علم القواعد فهو تعسف، هو انسحاب من داخل نيران الحرب الثورية المشتدة أوزارها، هو انسحاب مقرون بالخيانة التاريخية، هو انكسار وتراجع إلى الوراء، لا علاقة له بفن إدارة الحرب الثورية، إنما هو خيانة بعينها.
القواعد تتقدم يا رفيق، فلا تراجع أمام تقدمها، هي موكول لها محاسبة قياداتها، فرز قياداتها الجديدة، إنهزام قياداتها وانكسارها إنما ذلك لا يعنيها، فهي تتقدم إلى الأمام، إن تقدمها مرهون بتقدم الجماهير، الجماهير اليوم متقدمة أكثر من أي وقت مضى، فلا التراجع العفوي يعفيها في شيء من التقدم، ولا انكسار القيادة أو بعض من القيادة يعنيها، إنما يعنيها هو محاسبة المتراجعين، وهي في صلب المعارك تبدع في إدارة الحرب الثورية، تستجمع كل القوى الثورية، تمركز قراراتها جماعيا، تسير نحو الهدف المنشود، توحيد كل الماركسيين اللينينيين في خط ثوري جديد، الجماهير المبدعة في نضالها الطبقي تسير نحو بناء ديكتاتورية طبقتها الطليعية، الطبقة العاملة قائدة الجماهير، والفلاحون يشكلون جماهير القوى الثورية التي تقودها الطبقة العاملة، وكل الكادحين يتقدمون وراء القيادة الثورية التاريخية للطبقة العاملة.
#الماركسيون_اللينينيون_الوحدويون_المغاربة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
موقع بناء خط أيديولوجي جديد في وحدة الماركسيين اللينينيين ال
...
-
موقع بناء الخط الأيديولوجي في وحدة الماركسيين اللينينيين الم
...
-
موقع حركة التحرر الوطني الثورية في وحدة الماركسيين اللينينيي
...
-
موقع الثورة الصينية في وحدة الماركسيين اللينينيين المغاربة
-
موقع البلشفية في بناء وحدة الماركسيين اللينينيين المغاربة
-
البناء النظري لمفهوم البراكسيس في الممارسة الثورية
-
البناء النظري لمفهوم وحدة الماركسيين اللينينيين المغاربة
-
نداء الماركسيون اللينينيون الوحدويون المغاربة
المزيد.....
-
الشرطة الألمانية تعتقل متظاهرين خلال مسيرة داعمة لغزة ولبنان
...
-
مئات المتظاهرين بهولندا يطالبون باعتقال نتنياهو وغالانت
-
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
الجزء الثاني: « تلفزيون للبيع»
-
عز الدين أباسيدي// لعبة الفساد وفساد اللعبة... ألم يبق هنا و
...
-
في ذكرى تأسيس اتحاد الشباب الشيوعي التونسي: 38 شمعة… تنير در
...
-
حزب الفقراء، في الذكرى 34 لانطلاقته
-
تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب ا
...
-
تيسير خالد : سلطات الاحتلال لم تمارس الاعتقال الإداري بحق ال
...
-
الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|