رحلة إلى الشمال : الفنيدق : أسى دفين

عبد الله عنتار
كاتب وباحث مغربي، من مواليد سنة 1991 . باحث دكتوراه في علم الاجتماع .

الحوار المتمدن-العدد: 5249 - 2016 / 8 / 9 - 18:38
المحور: الادب والفن
    

وصلت إلى مدينة الفنيدق في أقصى الشمال المغربي عصرا، كانت السيارة التي نقلتنا تخيط الجبال، ظل هاجسي على الدوام هو رؤية مدينة سبتة المحتلة للمرة الأولى في حياتي، كلما بدا لي تجمع سكاني في البعيد، إلا وأقول إنها سبتة المحتلة، لكن عندما انحرف صاحب السيارة يمينا وطفا رجل من القوات المساعدة إلى جانب دورية الدرك الملكي، بالإضافة إلى أفارقة عائدين من باب سبتة صوب جبل موسى حتى لاح تجمع سكاني يحاذي البحر، إنه ceuta سبتة المحتلة .
ظلت مدينة الفنيدق مأوى الملاحين والعابرين، تعج بالسلع المهربة، ويعد هاجس سكان المدينة والتجار الوافدين هو التجارة، والملفت أن شاطئها شبه فارغ، وغير مرمل، وأقيمت عدة حواجز صخرية للحيلولة دون وصول مياه البحر للمساكن، لا يسعني أن احتفظ بشيء سوى جودة صبيب الأنترنت في هذه المدينة، وطقس الغروب الجنائزي الذي يخيم على المدينة في المساء كامرأة ثكلى هرب الاسبان باعز ما لديها . سكنا في حي كنديشة في أقصى جنوب المدينة في منزل جميل، والملفت أن هذا الإسم برتغالي في حقيقته اشتق من عائشة قنديشة، تلك المرأة المغربية الفذة والمقاومة التي حيرت الجنود البرتغاليين إبان احتلالهم للثغور المغربية في القرن 16 . غير أن الوعي الجمعي المغربي تجنى كثيرا على هذه البطلة وحاول اسطرتها مرادفا اياها بالخوف والرعب .

عبد الله عنتار، مارتيل شمال المغرب، 02 غشت 2016

#عبد_الله_عنتار (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل