رابح عبد القادر فطيمي
كاتب وشاعر
(Rabah Fatimi)
الحوار المتمدن-العدد: 5246 - 2016 / 8 / 6 - 21:09
المحور:
الصحافة والاعلام
لم نشر بعد الى المرض الذي أحدث النزيف في جسمنا السياسي والثقافي ولاقتصادي وحتى لأمني والعسكري ،لازلنا في الحقيقة نركض الى حد لاعياء بدون أن نقترب الى مكامن المرض ولو شبرا واحدا .الخطب السياسية ملأت لأفاق ضجيجا وصخبا .يشعر المواطن بذلك حلت جميع مشاكله الى ان تبين فيما بعد كل ذلك الصخب ،كلام يولد كلام ومسئول يذهب ومسئول يأتي ،ونودع عقد ،وعقد آخر ياتي كئيب كسابقيه ،وتتكرر الخطب والوعود نفسها بلا حياء وبلا خجل الى أن زاد الشيئ عن حده كما يقال .كنت أشعر منذ زمن طويل بتقزز وأنا اراقب هذه السياسيات .وأنّ هناك شيئا سوف يحدث وتوسعت مداركي من طفل وتقلبت في مراحل عمري وسنوات هجرتي الى ان فقدت لأمل من أنّ هناك يوما جديدا سوف يأتي ,وتأكدت انّ شيئا سوف يحدث في أوطاننا ولا خير في هذا المسار ، وزدت يقينا أن لا بدّ لهذه "الطنجرة البخارية " سوف تنفجر في وجوه أصحابها .الا انه جاء ذلك اليوم الذي انفجرت الطنجرة أول منفجرت في الجزائر ،كان يمكن جدا أن لا ينفجر الوضع في تسعينيات القرن الماضي ولا نضيع سنوات من الحلم كان يمكننا أن نبني وطن قوي يشبه رجالاته الا ان ذلك لم يحدث .ثلاثة عشر سنة بالضبط ومرة أخرى توجه رصاصة الرحمة لبغداد ،كان يمكن لصدام حسين وهو قادر كمثقف وسياسي ان يفتح حوار مع شعبه لتفادى كل تلك الخسارة .كل هذا الذي حدث كان منتظرا لكن للأسف نرجسية حاكم تغلبت على ارادة أمة فتحولت أوطاننا الى ملعب كبير لا مكان لنا فيه ولذلك هاجرنا أوطاننا باكرا لنبرئ الى الله ، ممارسة العمل السياسي والثقافي في اوطاننا صفر على صفر وأحزاب صفر على صفر .والنتيجة بهذه الطريقة ولو بعد عقود صفر على صفر ..كما هي العراق ملعب تدار فيه الحروب ،اليوم دمشق ملعب واسع تصفي فيه الحسابات الى آخر مليم .الكل يطالب بمظلمته .هل كان يمكننا أن نتفادى هذه الحرب في دمشق وبتالي كل هذه الخسارة ؟الجواب نعم كان يمكن ان نفوت الفرصة على الكل ونخرج بسوريا سالمة قوية مقتدرة .الا أنّ القيادة في سوريا ألفت النرجسية والغاء الرأي لآخر وإعدامه بلأصل وفضلت المواجهة بسياسة ساذجة بخطابها المألوف شعبنا طيب وبكرة يفيق ويرجع لحضن الوطن وكأن هذا الشعب المسكين روبوت وليس انسان من عقل وروح لكنه فعلا لم تكن تدرك مدى لاحتقان الشعبي وذلك لاحتقان اذا لم يوصل السوري الى حمل السلاح فقد أوصله الى بلاد المهجر وهو نوع آخر من لاحتجاج على القرف البعثي الذي لم يتب ولازال مستمرا.
#رابح_عبد_القادر_فطيمي (هاشتاغ)
Rabah_Fatimi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟