|
المسلمون وثقافة الاديان الاخرى
صباح ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5245 - 2016 / 8 / 5 - 14:02
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يصل عدد المسلمين في العالم الى اكثر من مليار و نصف انسان مسلم ، منتشرين في شعوب مختلفة و متوزعين على حضارات و بلدان كثيرة في بقاع العالم شرقها و غربها . اغلب الشعوب الاسلامية متدنية الثقافة . ثقافة المسلم و حبه للاطلاع و القراءة و تثقيف الذات تهبط في ادنى مستوياتها عند عامة الناس من الشعوب الاسلامية . نستثني المثقفين والجامعيين و الاساتذة منهم . لكن كلامنا ينحصر في عامة الشعب المسلم من المليار و النصف من الذين يملئون الكرة الارضية وبلدانها . تلك الشعوب التي يعم فيها الامية والجهل والتي لا تعرف شيئا عن دينها الاسلامي اولا، و تجهل بشكل كامل عقائد بقية الاديان السماوية و الارضية ثانيا . وهذه الامة الجاهلة تشكل نسبة كبيرة جدا من تلك الشعوب الاسلامية التي تعد نفوسها بمئات الملايين من البشر الجاهل. تنحصر المعلومات التي يتلقفها عامة الشعب من غير المثقفين عن الاديان مما يسمعونه من شيوخ المساجد من كان يرتاد المساجد منهم ويستمع لخطب الشيوخ ، او من المحاضرات والندوات التلفزيونية . وما يحشى به ادمغة وعقول المسلمين المستمعين لهم هو ما يروق للشيخ ان يفرغ ما في جعبته للناس من معلومات اجتهد في قرائتها او درسها من اساتذته . المبدأ العام الذي يسير عليه كافة رجال الدين و الشيوخ هو ما تعلمه من القرآن و الاحاديث ، فهذه هي المصادر التي يثقف منها . وهذه فيها نصوص بعضها تدعو بالمعاملة و المجادلة الحسنة و غيرها تحض على كراهية الاخر و الحب في الله والبغض في الله ، اي كل من يُعتبَر غير مسلم فهو كافر يستحق ان يتعامل معه المسلم بالكره والبغضاء في الله . اما المتشددون منهم و المغسولة ادمغتهم بالحقد و السموم وامراض الكراهية ، فهلاء يعتبرون كل من هوغير مسلم شيطانا رجيما يستحق الموت عدوا للاسلام ولايجوز السلام عليه ولا التعامل معه . لكن الحاجة الى غير المسلم في الحياة اجبرت المسلم المتشدد والمتطرف ان يخفي حقده اثناء التعامل مع غير المسلمين و الاجانب و يستفيد من خبراتهم و صناعاتهم و حضارة الاخرين و ثقافاتهم ليستمر في الحياة ، فيتعامل معهم برياء كاذب و يخفي كراهيته لمصلحته هو او مصلحة الدولة او المجتمع . بنظر المسلمين المتطرفين ان الاسلام نسخ كل الاديان والكتب السماوية السابقة لأن اصحابها مثل اليهود والمسيحيين قد حرفوا كتبهم التي قال عنها القرآن انها هدى و نور . وليس لهم من دليل على هذا الادعاء المتوارث من جيل الى جيل الا ما جاء في القرآن ان الاقدمين حرفوا الكلم عن مواضعه و هذا لا يعني قطعا ان النصوص في الكتب محرفة، انما كان اليهود يقرؤون التوراة و يفسرونها لمحمد بطريقة محرّفة . فاتهموا بالتحريف ، وطبل رجال الدين و زومروا لهذا و فسروه على مزاجهم بأن التوراة والانجيل محرفة ، وهم كاذبون . لا يملكون دليلا واحدامن الكتب الاصلية (الغير محرفة) ليحتكموا لها ، لكن افواههم الكبيرة تتسع لكل ماهو كاذب . ان كانت التوراة والانجيل هي كتب الله المقدسة التي قال عنها القرآن فيها هدى و نور ، فلماذا يستطيع الله ان يحفظ القرآن فقط من التحريف و لا يتمكن من حفظ التوراة والانجيل ذات الهدى و النور ؟ يدعي المسلمون انهم وحدهم يحتكرون الحقيقة المطلقة ، وكل ما يقوله غيرهم فهو بعيد عن الحق لانهم كفرة و من المغضوب عليهم ومن الضالين ، ويصفهم بهذه الصفات في كل صلاة . المسلم يعتقد انه وحده من يقول الحق لأنه مؤمن بوحدانية الله و برسوله و بكتبه ، ولكنه لا يدري اين تلك الكتب التي يعتبرها غير محرفة المسلمون يدينون بدين الحق وهم خير امة اخرجت للناس بالرغم ان 72 فرقة من المسلمين مصيرهم الى نار جهنم بشهادة محمد نبي الاسلام ، فاي حق هذا واي اسلام يؤمنون به مصير اصحابه الى سعير جهنم وبئس المهاد ؟ جميع الاديان يعتبرها المسلمون اديان منسوخة و اصحابها ضالين و كفرة او مشركين لأنهم رفضوا الاعتراف بنبوة محمد اسوة بأعمامه و اهله المقربين في مكة ويؤمنون تحت تضليل شيوخهم ان كتبهم محرفة ، وكل الاديان غير مقبولة عند الله عدى الاسلام ، (ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين). هذه النظرية و التثقيف بها من قبل شيوخ المسلمين و منظريهم وعدم تشغيل العقول و دراسة كتب الاديان الاخرى و الاطلاع على عقائدهم ، تقود عامة المسلمين الى الجهل و الضلال و الكراهية للاخر الغير مسلم . فلابد من القراءة و التثقيف والاطلاع لمعرفة صحة الاديان الاخرى من عدمها وعدم الاعتماد على اكاذيب و تلفيقات شيوخ الاسلام الذين ينهلون من مصدر واحد فقط . لا يجوز ان تقاس صحة الاديان الاخرى بمسطرة القرآن او الحديث ، و الاسلام جاء بعد مئات السنين من انتشار المسيحية و اكثر من الفي سنة بعد اليهودية . يقول القرآن : (لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا ولو شاء الله لجعلكم امة واحدة ) ( فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) ؟ فلماذا لا يؤخذ بهذا النص و يكفّر الاخرون مخالفين نص القرآن ؟
#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القرآن - بقلم محمد
-
اسماء وردت في القرآن
-
لماذا يعود المسيح و ليس محمد في آخر الزمان ؟
-
هل ظهر المسيح الدجال
-
احب قريبك مثل نفسك
-
ملاحظات عن شهر رمضان
-
ذكريات مسيحي في رمضان ايام زمان
-
في الاسلام العقل ام النقل ؟
-
لمحات من السيرة النبوية والتراث الاسلامي
-
مصير الارض و الشمس حسب التنبؤات الفيزيائية
-
الفيزياء الحديثة -3-
-
الفيزياء الحديثة -2-
-
الفيزياء الحديثة -1-
-
مسيحي يرد على تسائلات مسلم مشكك بالمسيحية
-
الدول الاسلامية و التخلف الحضاري
-
ما الذي يجري في العراق ؟
-
العراق دولة يقودها اللصوص
-
الدولة الدينية والدولة المدنية عند المفكّرفرج فودة
-
اختلاف معنى الروح في القرآن
-
رسالة الى الكاتبة فاطمة ناعوت
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|