حسين التميمي
الحوار المتمدن-العدد: 1404 - 2005 / 12 / 19 - 05:08
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بدءا يكون البدء ، وبدءا يكون العراق .. هذا الكائن الجميل الذي أبرز هويته في صبيحة يوم العراق الجديد ،يوم الخامس عشر من كانون الأول ، العراق بحلته الأبهى والأجمل ، العراق الذي ارتدى أجمل حلة ، وذهب الى مركز انتخابه كي يقرر مصيره .. على الجانبين كانت ثمة حسناوات ولا حسناوات ومنهن من يخطب وده ويتغزل بقامته الرشيقة الممشوقة منذ أكثر من ستة آلاف عام ، بينما هو لم يعبأ بكل المغريات ، وبكل التهديدات ومضى مرفوع الهامة الى حيث يكون تقرير مصيره بعيدا عن كل الأهواء وبعيدا عن كل المغريات ، لذا لا يكون غريبا أنني عشقت هذا الكائن الجميل الذي يدعى عراق ، هذا الكائن .. وفي يوم عرسه وضع في بطن الصندوق غرسه الأجمل ، وهو غير قلق ، ولن يطيل الفكر في الليالي القادمة فيما اذا كان الوليد بنت أو ولد ، ولن يقلق على لون الوليد وعرقه وطائفته ، فمادام الغرس جميلا ومشروعا فكل ما سـيأتي به رحم الديمقراطية .. جميل ورائع ، فالزواج أكثر شرعية هذه المرة من كل الزيجات التي حدثت بعد الانتصار على الغاصب الذي زيف كل الأشياء لعقود مضت ، وأثبتت كل التجارب بأنه عنين شرير امتلك الحاضر الذي صار اليوم ماض ، ولم يستطع أن يمتلك المستقبل الذي يحدث (الآن) رغم أنفه .. فيا لها من حكمة لم يعها الطاغية ووعاها الشعب رغم التجهيل والخراب الذي أصابه ، فأي شعب هذا ؟ وأي يوم هذا ؟ لي أمنية .. أن يطلق على يوم 15/12/2005 يوم العراق ، فهو اليوم الفصل بين الماضي والمستقبل ، ويحق لنا كعراقيين أن نحتفل كل عام بهذا اليوم الذي لا يشبهه أي يوم في تاريخنا .
#حسين_التميمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟