هل انفجار المكوك كولومبيا بمثابة رسالة ربانية؟

نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 386 - 2003 / 2 / 3 - 05:34
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

في طريق عودته إلى الأرض من الفضاء الخارجي حيث كان المكوك الأمريكي كولومبيا يقوم برحلة عمل استمرت 16 يوما, انفجر المكوك المذكور لدى دخوله الغلاف الجوي للأرض  وظهرت في الصور أجزاءه وهي تتفكك وتشتعل على مرأى من الخبراء الأمريكيين الذين وقفوا عاجزين عن فعل أي شيء يساعد المكوك على النجاة من الكارثة التي أعادت لأذهانهم حادثة المكوك تشالنجر المأساوية. وقد أدى انفجاره لمصرع أفراد الطاقم وهم ستة أمريكيين بالإضافة لرائد الفضاء الإسرائيلي  الكولونيل أيلان رامون, وهو بالمناسبة طيار عسكري إسرائيلي متقاعد كان شارك في الغارة الجوية الإسرائيلية على المفاعل النووي العراقي في تموز 1981.

 

يعتبر مكوك الفضاء الأمريكي كولومبيا من أقدم مركبات الفضاء العاملة في أمريكا, وكان دخل الخدمة قبل 22 سنة,وقام المكوك المذكور بأول رحلة له حول الأرض سنة 1981 وتعتبر الرحلة الأخيرة التي بدأت قبل 16 يوما في السادس عشر من كانون الثاني الماضي , الرحلة رقم 28 للمكوك كولومبيا. وكانت وكالة الطاقة الأمريكية سانا قامت بأجراء تحسينات وعمليات صيانة على جميع مركباتها الفضائية ومنها كولومبيا بعد حادثة انفجار المكوك تشالنجر سنة 1986 الذي أودى بحياة سبعة رواد فضاء أمريكيين أيضا.

 

بعد هذه المصيبة الجديدة التي تحل بأمريكا يحق للمرء أن يسأل ويجيب, هل هذه الكارثة هي رسالة ربانية للأمريكيين والإسرائيليين كي يعودوا عن استكبارهم وحملاتهم العدوانية على العراق وفلسطين؟

 حيث بلغت عدوانيتهم ذروتها واشتدت أكاذيبهم وتوسعوا في العداء والخداع, حتى أصبحوا لا يدرون ماذا يريدون من وراء أكاذيبهم المتجددة والمتكررة, فتارة يريدون شن حرب على العراق لأنه برأيهم لازال يخبأ الأسلحة ويحتفظ بقسم كبير من الصواريخ والمواد البيولوجية والكيماوية, وعندما يؤكد فريق التفتيش الدولي انه لم يعثر على شيء من تلك المواد والأسلحة, يقوم الأمريكان بتعميم رسائل تقول أنهم يظنون وبناء على معلومات استخبارية أن لدى العراق أسلحة مخبأة, لكن معلوماتهم تلك لا تقول ولا تؤشر على مكان تلك الأسلحة وأين هي وفي أي مكان مخبأة. وبعد أن يمل العالم من تلك السخافات والأكاذيب الأمريكية وتشعر أمريكا بحرج موقفها في قضية الحرب على العراق, تقوم الإدارة الأمريكية من رئيسها إلى موظفيها بحملة أضاليل وأكاذيب جديدة, هذه المرة عنوانها ارتباط النظام العراقي بالإرهاب العالمي وشبكة القاعدة بزعامة الشيخ أسامة بن لادن.

كما تقف مع أمريكا بعض الدول الأوروبية التي تعتبر ذيولا أمريكية وأذناب مهمتها ترويج الكذب والخداع والسير مع القافلة الأمريكية المستهترة بكل القيم الإنسانية والمبادئ السلمية العالمية, من اغتصاب حقوق البشر والإنسان في غوانتانامو إلى حقوق الشعوب والدول في أفغانستان والعراق وفلسطين. وهنا يجب على أمريكا أن تراجع نفسها وتحفظ حقوق الأقليات وأصحاب الأصول العربية والمشرقية والإسلامية داخل أمريكا نفسها أولا وذلك قبل أن توزع مواعظ في الديمقراطية وحقوق الإنسان والشعوب على العالم وعلى الشعوب الأخرى.

 

أن انفجار المكوك الفضائي كولومبيا يعتبر بمثابة رسالة حق  ربانية لإدارة الرئيس بوش تطالبه فيها بتحكيم العقل بدلا من تغليب منطق الجهل والاستكبار والاستعلاء, لأن هذا المنطق المستكبر , المتجاهل لمصالح البشرية والكرة الأرضية لن ينفع الناس ولا الإنسانية بل سيجر العالم أجمع للهاوية وسيجلب الدمار والخراب والويلات لكل الدول والشعوب ولمستقبل الوجود البشري على الكرة الأرضية, خاصة إذا ما أخذنا على مجمل الجد تهديدات بوش وباقي فريقه بأنهم سيستخدمون الأسلحة النووية في حربهم على العراق. ومن المحتمل أن تستخدم أمريكا تلك الأسلحة وبعد استخدامها تقول بأن الصواريخ الأمريكية أصابت مخابئ وأنفاق عراقية كان النظام العراقي يخبأ فيها أسلحة نووية وغير ذلك. طبعا هذا وارد ووارد جدا, لأن تصريحات الإدارة الأمريكية تقودنا لهذا الاستنتاج المأساوي والقابل للتصديق وللتطبيق على الأرض بفعل التفوق الأمريكي الهائل عدة وخبرة. لكن يجب أن لا يغيب عن الرئيس الأمريكي ومن معه من طاقمه بأن للأرض قداستها وحرمتها, لذا يجب عليهم عدم إثارة غضب الأرض, فللأرض وللبشرية وللحياة  ربا يحميهم من الخطر المحذق بهم.

ثم مهمة الرئيس بوش ليست مهمة ربانية بل هي أقرب للمهام الشيطانية, وما سمعنا بأن هناك مهاما شيطانية تحمل الخير أو الأمان والسلام للبشر. أما الكولونيل ايلان رامون, الطيار الحربي الإسرائيلي الذي ساهم في قصف منشأة مدنية وعلمية عراقية بالماضي وساهم أيضا في قصف المخيمات الفلسطينية والبلدات اللبنانية, حيث قتل المدنيين ودمر البنية التحتية, هذا الطيار ليس حريصا على العلم المسالم والبحوث السلمية بقدر حرصه على تطوير القدرات الحربية والتقنية لإسرائيل التي تعتبر مع أمريكا بوش من أسوء الدول وأكثرها شرا وخطرا في عالمنا المعاصر.

 

#نضال_حمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات