أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جوزف قزي - تفسير غير اسلامي للقرآن















المزيد.....


تفسير غير اسلامي للقرآن


جوزف قزي

الحوار المتمدن-العدد: 5244 - 2016 / 8 / 4 - 15:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


جاء القرآنُ يصدّق التّوراة والإنجيل 1 ، ممّا يعني أنّ القرآنَ يُجيز لنا، لفهمِه فهماً صحيحاً، أن نبحثَ، ولكن بفطنةٍ واحترام، عمّا فيه من التوراة والإنجيل. بل وكأنّه يوجب علينا قراءتَه على ضوء التوراة والإنجيل قراءةً، أقلّ ما يُقال فيها، إنّها ليست قراءةً إسلاميّةً مألوفة. وهذا هو الجديد في هذا البحث. ومحمّد نفسه، يقول عن نفسه، إنّه هو أيضاً، جاء يصدّق التوراةَ والإنجيل2 ، ويُصدِّق مَن جاء قبله من المرسَلين3 .
ويتوجّب علينا، بالتالي، الاستناد إلى تفاسير التوراة والإنجيل وشروحات الآباء واللاّهوتيِّين طوال سبعة قرون، أي إلى حين ظهور الإسلام. فهنا أيضاً حدث تطوّرٌ كبيرٌ، حتّى بات من المحتّم علينا المقاربة، ليس بين القرآن والبيبليا فحسب، بل وأيضاً بين القرآن وتفاسير الكنيسة للبيبليا، والكتابات البيبليّة المنحولة، المعروفة في القرون الخمسة الأولى للكنيسة.
هذه المقاربةُ بين القرآن والمراجع المسيحيّة، لا تحوز على رضى المسلمين؛ لأنَّ التوراة والإنجيل، اللّذين تعتمد عليهما الكنيسة، هما، في نظر المسلمين، "مُحرَّفَين"؛ وبسبب هذا "التحريف" حدث تحريفٌ وتبديلٌ للعقيدة المسيحيّة الأساسيّة، وإفسادٌ للدين القويم، وإخفاءٌ لوجه المسيح الحقيقي. وقد أشار القرآن إلى هذا "التحريف"، مراراً4 ؛ وكذلك قال المسلمون فيما بعد5 .
ستّة مجامع مسكونيّة عقدتْها الكنيسةُ حتّى ظهور الإسلام في أوائل القرن السابع6 . هذه المجامع أوضحت العقيدة. حدّدت المسائل. عيّنتِ البدع. اتّخذتْ مواقف. سنّت شرائع. ضبطت السلوك... هذه كلّها كانت قبل الإسلام وفي عصر نشأة الإسلام.
وكذلك أيضاً أناجيل ورسائل كثيرة، منها ما هو رسمي قانوني، ومنها ما هو منحول مزيَّف. وقد كانت رائجةً في ذلك العصر وفي تلك البيئة. أخذ القرآن عنها، وتأثّر بها تأثيراً بيِّناً. ونجد لها فيه آثاراً بيّنة وتعاليمَ كثيرة. والمسلمون، عادةً، يشيرون إلى هذه الفروقات بين ما هو رسميّ قانونيّ من الأناجيل، وما هو منحول محرَّف منها، ليتّهموا الكنيسة بـ"التّحريف" والتزوير والتبديل في العقيدة المسيحيّة.
ومع هذا، لا يسعنا في فهمِنا للقرآن، وبخاصَّةٍ القرآن المكّيّ، إلاّ الرجوع إلى هذه المعطيات البيبليّة والكنسيِّة واللآهوتيَّة والآبائيّة، لنفهم ونشرحَ ونفسّرَ معاني الآيات القرآنيّة وأبعادَها، إنطلاقاً من مصادرها وعصرها ومجتمعها وبيئتها، واستناداً إليها.
لهذا سنقول، ونردِّد قولَنا : وحدَه اللاّهوتيُّ، العالِمُ، العارِفُ بالكتب المقدّسة وتفاسيرها، الرسميِّ منها والمنحول، المتعمِّقُ بتاريخ الكنيسة، وبمختلَفِ البدع والشيع، المطّلِعُ على تعاليم الآباء، وعلى العادات والتقاليد، والمجامع الكنسيّة، المسكونيّة والمحليّة، العالِمُ بالمعتقدات وتطوّراتها، وباللّغات التي وُضعتْ فيها... وحدَه، له الحقّ، ويملك مقدرةَ الغوص في فهم آيات القرآن فهماً علميّاً تاريخيّاً صحيحاً.
لقد "نزل" القرآنُ في بيئةٍ دينيّةٍ معروفة. العلماء واللاّهوتِيُّون وحدَهم يعرفون كيفَ البحثِ في هذه البيئة الدينيّة. والقرآن يعترف لهم بهذا الفضل. فهم، بحَسَبه،"الرّاسخون في العلم" 7، و"الذين أُوتُوا العلم"8 ، و"أُولُو العلم"(٣/٨)، و"مَن عندَه عِلمُ الكتاب" (١٣/٤٣؛ ٢٧/٤٠)..
ثمّ يدعو القرآنُ النبيَّ محمّداً إلى أن يذهب إلى هؤلاء الرّاسخين في العلم، ويستشيرَهم في أمورٍ لا علمَ له بها، أو هو يشكُّ فيها. قال : "إنْ كنتَ (يا محمّد) في شَكٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إلَيكَ، فَاسْألِ الذِينَ يَقْرَأونَ الكِتَابَ مِن قَبلِكَ" (١٠/٩٤). والمسلمون أيضاً، إنْ كانوا في شكٍّ من تعاليمَ محمّدٍ، عليهم أن يسألوا أُولي العلم من أهل الكتاب : "فَاسْألُوا أهلَ الذِّكْرِ إنْ كُنتُم لا تَعلَمون" (١٦/٤٣؛ ٢١/٧).
فلماذا لا يذهب المسلمون إلى حيثُ يجدون الجوابَ الصحيح؟! لماذا لا يُزيلونَ الشكَّ عن عقولهم ليتأكّدوا ويطمئنّوا بأن لا جواب شافٍ إلاّ عندَ "مَن عنده علم الكتاب"؟ لماذا، حتّى يتأكّد قارئو القرآن ممّا يبحثون عنه، لا يقومون بمقارنة علميّة، تاريخيّة، لاهوتيّة، بيبليّة، جدّيّة بين القرآن ومعطيات البيبليا والتاريخ والتعاليم المسيحيّة؟!!.
غير أنّه لا يجب علينا أن ننتظر، من عمليّة المقارنة هذه، نقلاً حرفيّاً، أو استشهاداتٍ كاملةً. مع أنّ بعضها واضح جدًّا؛ والقرآن نفسُه يُشير إلى ذلك. فهو القائل: "مَثَلُهُم في التَّورَاة" 9، و"مَثَلُهم في الإنجيل"10 . وهو القائل: "ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذِّكر: إنّ الأرضَ يرثها عبادي الصالحون" (٢١/١٠٥). يقابله قول المزمور المشار إليه: "والأبرار يرثون الأرضَ ويسكنونها إلى الأبد"11 .
ولكن، مع هذه المقاربة الواضحة، لن نذهبَ بعيداً في الاستنتاج. فهناك تقارب يعود إلى الصدفة. وهناك ما يعود إلى الذاكرة. وهناك أيضاً مناخٌ عام يشترك فيه سكّان البيئة الواحدة. وهناك ما هو وليد المقاربات اللّغويّة واللّفظيّة فقط. كما هناك كلمات، وإنْ متشابهة في اللّفظ، قد يكون لها معان مختلفة، وحتّى متناقضة، بين لغة ولغة، أو بين لهجة ولهجة، أو أيضاً بين قبيلة وأخرى.
وحذَرُنا هذا في مكانه، لأنَّنا نقومُ بمحاولةٍ جريئةٍ، دقيقةٍ، وخطيرةِ النتائج. لم يقم بها أحدٌ من المفسّرين المسلمين من قَبْل؛ ولن يقومَ بها أحدٌ فيما بعد؛ إذ هي غير جائزة لهم، بل محذورة عليهم؛ لأنّها تطالُ الإيمانَ بمصدر القرآن الإلهي...
ونحن، إذ نتجرّأ على هذا التفسير، نستلهم القرآنَ نفسَه. وهو القائل: "ولا تُجَادِلُوا أهْلَ الكِتَابِ إلاَّ بالَّتِي هِيَ أحْسَنُ. وَقُولوا: آمَنّا بالذي أُنزِلَ إلَينا وأُنْزِلَ إليكم" (٢٩/٤٦). هذا يعني أنّه يحقّ لنا، يهوداً كنّا أم مسيحيّين أم نصارى 12 أم مسلمين، معالجة ما أُنزِلَ على المسلمين، كما يحقّ لنا أن نعالجَ ما أُنزِلَ على اليهود والمسيحيّين.
هذه الدّعوة تعتبرُ، في ما تعتبر، أنّ القرآن هو من تراث أهل الكتاب جميعهم. وهو واضح في قوله: "قل: يَا أهلَ الكتاب! لستم على شيءٍ حتّى تُقيموا التوراةَ والإنجيلَ ومَا أُنزِلَ إليكم من ربِّكم (أي القرآن)" (٣/٦٨). لكأنّ القرآنَ يخصّ اليهودَ والنّصارى والمسيحيّين، كما يخصّ المسلمين. لهذا يحقّ لليهود والنَّصارى والمسيحيِّين البحثُ فيه، وشرحُه، وتفسيرُه، وتأويلُه، وتأوينُه، وتقديمُه للنّاس من منطلقاتهم اللاّهوتيّة، البيبليّة، الكنسيّة، العلميّة والتاريخيّة.
نكرّرُ قولَنا : إنّنا نبحث في القرآن، لا لأنّه كتاب يخصّ المسلمين وحدَهم، أو هم القيّمون عليه فحسب، بل لأنّه كتاب، كما يشهد القرآن نفسُه على نفسه، أُعطي للنّاسِ أجمعِين. ومن حيث هو كذلك، يتحتّم على النّاس جميعِهم أن يبحثوا فيه، ويُخضعوه للعقل ومصادره الإلهيّة والتاريخيّة.
هدفنا في بحثنا، إذاً، واضح: قراءةُ القرآن على نور مصادره، والحكمُ عليه انطلاقاً من معطيات العلم والتاريخ.
ومنهجيّتنا أيضاً واضحة : قراءة القرآن من جديد، قراءةً غيرَ إسلاميّة، سورةً فسورة، وآيةً فآية. متّخذين منها الأقدم في النّزول13.مقارِبين ومقارِنين بينها وبين معطيات البيبليا والتاريخ والمراجع الدينيّة الكنسيّة والآبائيّة المعاصرة له.
إلاّ أنّ منهجيّة المفسرين المسلمين، سنّةً وشيعةً، الأقدمين والمعاصرين14، وقد نظرنا فيها جميعها تقريباً، تختلف، أساساً، عن منهجيّتنا. لقد اعتمد المسلمون في تفاسيرهم على ما به يؤمنون، مثل أنّ القرآن مُنزَلٌ من عند اللّه، بلغته وأسلوبه وحروفه. فهو بهذا، معجزة إلهيّة مدى الدّهور. وهو، بالتالي، لا يمكن أن يكون له مصدرٌ آخر غير اللّه... ولهذا يجدون فيه العلوم الإلهيّة والإنسانيّة والعلميّة كلّها. فيه العلوم كلّها، والحلول كلّها. ولا يستطيع إنسٌ أو جانّ الإتيان بمثله15.
مع هذا، فنحن في منهجيّتنا هذه، لن نوفّرَ التفاسيرَ الإسلاميّة الأساسيّة، ولا كتب الأحاديث والسّيَر النّبويّة. فهذه تشكّل مرجعاً أساسيّاً للبحث. وكذلك أيضاً يشكّل الكتاب المقدّس، في عهدَيه القديم والجديد، مرجعاً أساسيًّا آخر -نسمّيه هنا "البيبليا" لئلاّ تختلط لفظة "كتاب" بينه وبين القرآن-. كما نعود إلى بعضِ آباء الكنيسة، السريانيّة منها، بنوع خاص؛ وإلى تاريخ الكنيسة؛ والشيع النّصرانيّة، والكتب المنحولة، وأبحاث الباحثين في القرآن والعلوم الكنسيّة سواء بسواء.
أشرنا، في منهجيّة بحثنا، إلى البدء بأقدم السوَر؛ ولكن هذا ما لا يتّفق عليه اثنان. وإنّما المتَّفَق عليه بين الجميع هو أنّ الموضوعَ الأقدم في دعوة محمّد كان ثورتَه على أغنياء مكّة، واهتمامه البالغ باليتامى والمساكين والفقراء وأبناء السبيل، وقد كان هو منهم. هذا هو موضوع دعوة محمّد، وبداية رسالته. ولم يعاندْه أهلُ مكّة إلاّ بسببِ ذلك، أي ليس بسببِ تبشيره بإلهٍ جديدٍ أو دينٍ جديد، كما يقول المسلمون ومعظم كتب السيرة النبويّة والتاريخ الإسلامي.
وعليه ستكون منهجيّتنا في معالجة السّور كالتالي :
١ . إثبات نصّ السورة مع تفسير ما استعجم من ألفاظها وما عسر من معانيها، في قلب النصّ، وبين هلالَين (...).
٢ . تقسيم السورة بحسب موضوعاتها، مع عناوين لها لتيسير فهمها.
٣ . إثبات مراجع الكلمات والتعابير، وذكر المكرَّر منها في القرآن، وتعيين مراجعها في البيبليا والمصادر الكنسيّة وغيرها.
٤ . تبيان الموضوع الأساسي للسورة، وإثبات المعنى العام، وذكر "أسباب النزول".
٥ . أمّا الرَّقم الذي فوق إسم السورة فهو المرجَّح قِدَمُه لدى المفسِّرين، والرَّقم الذي تحته فهو رقمها في المصحف العثماني المتداول.
٦ . ونبدأ بالفاتحة (١)، لا لأنّها هي الأُولَى في"النزول"، فهي مختلف عليها في ما بين المفسِّرين؛ بل لأنّها هي الأَولَى، هي البداية، والفاتحة؛ وتحتوي على عناصر عديدة مشتركة بينها وبين سائر السّوَر، وتشكّل أساساً لها، كما هي أساس الصلاة والعبادة. ويعرفها معظم النّاس. وهي في بداية المصحف العثماني المتداول.
٧ . وأخيراً، سوف نستشهد بسور القرآن وآياته، كما يلي: ٢/١٢؛ أي بذكر رقم السورة ، من دون ذكر اسمها، / ثمّ رقم الآية؛ وهو غير مقبول لدى الكتَبَة المسلمين؛ ولكنّنا نقوم به اختصاراً، لا امتهاناً؛ وقد يكون معظم الاستشهادات بالقرآن في صميم النّص؛ بخلاف المراجع الأخرى التي ستكون في حقل الحواشي.
❊❊❊
ومرّة أخرى، وليست الأخيرة، التي فيها نبيّن حقَّنا في البحث في القرآن، لأنّه، أي القرآن، هو من تراث البشريّة كلّها، وأُعطي لها كلِّها، وكان من أجلها. ولا يحقّ لأحدٍ أن يتجاهلَه، أو أن يتبرّأ منه، أو أن يعفي نفسَه من النّظر في تعاليمه... كما لا يحقّ لأحدٍ أن يمنعنا عمّا نحن عازمون عليه في توضيح ما يجب توضيحه في مسائل الإيمان والخلاص والمصير.
------------------------------------------------------------------------------------------
1- والقرآن "هو الحقّ مصدِّقاً لما معهم" (٢/٩١). "نزّله على قلبك... مصدِّقاً لما بين يدَيه هدى" (٢/٩٧). "و... تصديقَ الذي بين يدَيه وتفصيلَ الكتاب، لا ريبَ فيه، من ربِّ العالَمين"(١٠/٣٧). و أيضاً: ١٢/١١١؛ ٢/٨٩ و١٠١؛ ٦/٩٢؛ ٤٦/١٢؛ ٢/٤١ و٩١ و٩٧؛ ٣/٣؛ ٤/٤٧؛ ٥/٤٨؛ ٣٥/٣١؛ ٤٦/٣٠؛ ٦١/٦...
2- "ثمّ جاءكم رسول مصدّق لما معكم" (٣/٨١).
3- و"جاء بالحقّ وصدَّق المرسلين" (٣٧/٣٧).
4 - جاء في القرآن : "يحرّفون الكَلِمَ عن مواضعه" (٥/١٣و٤١؛ ٤/٤٦؛ ٢/٧٥). وجاء أيضاً: "يا أهلَ الكتاب! قد جاءكم رسولُنا يبيّن لكم كثيراً ممّا كنتم تُخفون من الكتاب" (٥/١٥).
5- والحقيقة إنّ الذين "يحرّفون"، بحسب القرآن، هم اليهود لا النّصارى. ويقول المسلمون: إنّ المسؤول عن تحريف المسيحيّة هي الكنيسة والمجامع المسكونيّة التي انساقت وراء القديس بولس ومجمع نيقيا اللذين حرّفا وبدّلا في تعاليم المسيح. راجع كتاب "إنزعوا قناعَ بولس عن وجه المسيح"، بيروت ١٩٩٥، وردَّنا عليه، بعنوان: "نَزَعنا القناع"، نِسْبَيْه ١٩٩٧.
6- المجمع الرّسولي سنة ٤٩-٥٠؛ مجمع نيقيا ٣٢٥؛ مجمع القسطنطينيّة الأوّل ٣٨١؛ مجمع أفسس ٤٣١؛ مجمع خلقيدونيا ٤٥١؛ مجمع القسطنطينيّة الثاني ٥٥٣. ناهيك عن مجامع محلّيّة عديدة.
7- جاء في القرآن: "هو الذي أنزَل عليك الكتاب. منه آياتٌ محكماتٌ هنّ أمُّ الكتاب، وأُخَرُ متشابهاتٌ... وما يعلمُ تأويلَه إلاّ اللّهُ. والرّاسخون في العلم يقولون: آمنّا به. كلٌّ من عند ربِّنا. وما يذَّكَّرُ إلاّ أولو الألباب" (٣/٧). وجاء فيه أيضاً: "ولكن الرّاسخون في العلم منهم (أي من أهل الكتاب)، والمؤمنون يؤمنون بما أُنزِلَ إليكَ، وما أُنزِلَ من قَبلكَ، والمُقيمون الصلاة، والمؤتون الزَّكاة، والمؤمنون باللّه واليوم الآخِر. أولئك سنؤتيهم أجراً عظيماً" (٤/١٦٢).
8- جاء في القرآن: "قال الذين أوتوا العلمَ: إنّ الخزي اليومَ والسوء على الكافرين" (١٦/٢٧). وقال: "إنّ الذين أوتوا العلم من قَبْلِهِ إذا يُتلى عليهم يخرّون للأذقان سجّداً" (١٧/١٠٧). وقال: "وليعلمِ الذين أوتوا العلم إنّه الحقُّ من ربِّكَ، فيؤمنوا به" (٢٢/٥٤). وقال: "بل هو آياتٌ بيّناتٌ في صدور الذين أوتوا العلم" (٢٩/٤٩). وقال: "ويرى الذين أوتوا العلم الذي أنزل إليك من ربّك هو الحق" (٣٤/٦). وقال: "يرفع اللّهُ الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات" (٥٨/١١).. إلخ.
9-أنظر دانيال ٤/٩-١٨؛ حزقيال ١٧/٢٣؛ ٣١/٦؛ مزمور ١٠٤/١٢.
10- أنظر متّى ١٣/٣١-٣٢؛ مرقس ٤/٣٠-٣٢؛ لوقا ١٣/١٨-١٩.
11- مزمور ٣٧/٢٩. أنظر أيضاً: مز ٣٧/١١؛ ومتّى ٥/٤:"أمّا الوضعاء فيرثون الأرض".
12- منذ الآن يجب أن نميّز بين "المسيحيّة" و"النّصرانيّة". فالقرآن لم يعرف إلاّ "النّصرانيّة"، فاستعمل لفظة "النّصارى" ١٤ مرّة، ولفظة "نصرانيّاً" مرّة واحدة. ويذكرُهم مع اليهود والصابئين (٢/٦٢؛ ٥/٦٩؛ ٢٢/١٧)، وفي جدال مع اليهود حول من يستحقّ الجنّة (٢/١١١ و١١٣ مرّتين، و١٣٥؛ ٥/٩١٨)، وحول دعوة محمّد (٢/١٢٠). أو أيضاً من هو الأقرب إلى المسلمين (٥/٨٢ و٥١).. إلخ. عقيدة هؤلاء "النّصارى" في المسيح معتدلة، "مقتصدة" (٥/٦٦)، فهم "أمّة وسط" (٢/١٤٣) بين اليهود الظالمين بحقّ عيسى، الذي ليس هو، في نظرهم، إلاّ شخصاً عاديّا، وبين "المسيحيّين" الذين "يغلون" فيه، ويعتبرونه إلهاً أو ابناً للّه (٥/١١٧ و٧٢ و٧٤ و٧٥؛ ٤/٧١)... فالنّصارى، إذاً، هم يهودٌ- متنصّرون، يعتقدون بالمسيح نبيّاً مرسَلاً من عند اللّه، تماماً كما هو حاله في القرآن. بهذا، فهم لا يختلفون عن المسلمين في شيء. بل هم أنفسهم المسلمون؛ والمسلمون هم أنفسهم النّصارى العرب. فكلا الإسلام والنّصرانيّة، في نهاية الأمر، واحد في إيمانه، وكتابه، وشريعته... راجع كتاب "قسّ ونبيّ"، وكتاب "نظرة مسيحيّة في الإسلام"، من سلسلتَي: الحقيقة الصعبة، والأديان السرّيّة.
13- بحسب ما توصّل إليه بلاشير مستنداً إلى السيوطي ونولدكه وغيرهما.
𧷲-. الطبري (ت ٣١٠هـ/٩٢٣م)، جامع البيان في تفسير القرآن؛ ٢. البغوي (ت ٥١٦/١١٢٢)، معالم التنزيل؛ ٣. الزمخشري (ت ٥٣٨/١١٤٤)، ألكشّاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل؛ ٤. ابن عربي (ت ٥٤٣/١١٤٨)، أحكام القرآن؛ ٥. الطُّبَرسي (ت ٥٤٨/١١٥٣)، مجمع البيان لعلوم القرآن؛ ٦. فخر الدين الرازي (ت ٦٠٦/١٢٠٩)، مفاتيح الغيب؛ ٧. أبو عبداللّه القرطبي (ت ٦٧١/١٢٧٢)، ألجامع لأحكام القرآن، والمبيّن لما تضمّنه من السنّة وأحكام الفرقان؛ ٨. البيضاوي (ت ٦٨٥/١٢٨٦)، أنوار التنزيل وأسرار التأويل؛ ٩. أبو البركات النسفي الحنفي (ت ٧١٠/١٣١٠)، مدارك التنزيل وحقائق التأويل؛ ١٠. نظام الدين النّيسابوري (ت ٧٢٨/١٣٢٧)، غرائب القرآن ورغائب الفرقان؛ ١١. أبو الحسن علي الخازن (ت ٧٤١/١٣٤٠)، أللّباب في معاني التنزيل؛ ١٢. ابو حيّان الأندلسي (ت ٧٤٥/١٣٤٤)، البحر المحيط؛ ١٣. أبو الفداء إسماعيل بن كَثِير (ت ٧٧٤/١٣٧٢)، تفسير القرآن العظيم؛ ١٤. الفيروزابادي (ت ٨١٧/١٤١٤)، تنوير المقياس في تفسير ابن عبّاس؛ ١٥. جلال الدين ألمحلّي (ت ٨٦٤/١٤٥٩)، تفسير الجلالَين؛ ١٦. جلال الدين ألسيوطي (ت ٩١١/١٥٠٥)، تفسير الجلالَين؛ ١٧. محمّد الشَّوكاني (ت ١٢٥٠/١٨٤٣)، فتح القدير؛ ١٨. محمود الألوسي (ت ١٢٧١/١٨٥٤)، روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني؛ ١٩. ألطباطبائي (ت ١٣٠٠/١٨٨٢)، ألميزان في تفسير القرآن؛ ٢٠. ألإمام الشيخ محمّد عبده (ت ١٣٢٣/١٩٠٥)، تفسير جزء عمّ؛ ٢١. القاسمي (ت ١٣٣٣/١٩١٤)، محاسن التنزيل؛ ٢٢. ألسيّد محمّد رشيد رضا (ت ١٣٥٤/١٩٣٥)، تفسير المنار؛ ٢٣. طنطاوي جوهري (ت ١٣٥٨/١٩٤٠)، ألجواهر في تفسير القرآن الكريم؛ ٢٤. محمّد مصطفى ألمراغي (ت ١٣٦٢/١٩٤٥)، تفسير المراغي؛ ٢٥. سيّد قطب، (ت ١٣٨٦/١٩٦٦م)، في ظلال القرآن؛ ٢٦. الشيخ محمّد حسين فضل اللّه، من وحي القرآن.
15- ١٧/٨٨؛ أنظر أيضاً: ٤٦/٢٩؛ ٧٢/١.



#جوزف_قزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هذه قصّتي مع الموت والحياة
- ليس الاسلام دينا ولا دولة


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جوزف قزي - تفسير غير اسلامي للقرآن