أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - عندما تحدث برهان غليون عن الولاء و البراء














المزيد.....

عندما تحدث برهان غليون عن الولاء و البراء


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5244 - 2016 / 8 / 4 - 15:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


"ما يجري في المشرق العربي و في سورية خصوصا" شيء غير مسبوق , لم يترك شعب في التاريخ لمصيره كما حدث مع الشعب السوري , دون أن تأتي الأساطيل أو البوارج أو قاذفات ال ب - 52 لتنقذ الضحايا .. خلافا للثورات الانكليزية و الفرنسية و الروسية و الأمريكية و الصينية , و آلاف الثورات المهزومة من فجر التاريخ و حتى يومنا , لم يأت أحد لإنقاذ الضحايا , و لأن هذا غير مسبوق البتة في تاريخ ثورات العالم و الشعوب كما نرى , و لأن السياسة قد أصبحت فجأة لا مبدئية و لا أخلاقية على عكس ما كانت عليه دائما منذ وجدت البشرية و منذ ظهر أول حاكم و أول جنرال و شرطي على هذه الأرض , لهذا السبب بالذات فإن أدوات التحليل التقليدية للصراعات السياسية لا تكفي هنا , لأن ما يجري ليس سياسيا بالمعنى الشائع أو المعروف , بل مؤامرة , أو استمرار للحروب الصليبية أو حتى قبل ذلك بكثير ... يذكرنا الدكتور غليون أن أوروبا كانت في بربريتها خاضعة للهيمنة الفكرية و السياسية و العسكرية لإمبراطوريات الشرق , لكن القضية لم تكن فقط "احتلالا" سياسيا أو عسكريا , فهذا الشرق شكل منذ أقدم العصور مهدا لحضارة كونية , مما يعني أن حدودها لم تقتصر على أرضنا , لا أعرف هل يقصد الدكتور غليون هنا عالم الجن أم يقصد كواكب و مجرات أخرى ... و يؤكد لنا الدكتور غليون أن هذه الحضارة قد أدت إلى التقريب بين , أو توحيد , أنماط سلوك و أفكار أفرادها , لتصب أخيرا في بوتقة الإسلام , من حمورابي حتى الاسكندر و أباطرة روما انتهاءا بسليمان القانوني , كان كل هؤلاء تجليات لشيء واحد يسميه الدكتور غليون بسبب ضيق الوقت بالمشرق و يعتبر أن الإسلام هو تجليه الأخير على هذه الأرض , أما الغرب فلم تقم له أي قائمة إلا على أشلاء المدنيات الأخرى , و لهذا فهو في حرب شعواء دائمة ضدنا , ضد ذلك المشرق , و ضد الإسلام , حرب تأخذ شكل مؤامرات لا تنتهي .. و يؤكد الدكتور غليون , أن تلك الحرب أو المؤامرة ما تزال مستمرة ... لكن المؤامرة ليست جديدة كما قد يعتقد البعض , إنها قديمة جدا , فعندما ضرب الحجاج مكة و استباح المدينة جرى ذلك بتآمر صريح من امبراطور الروم الذي لم يهب لنجدة الثوار ليوقف المجزرة , و استمر تآمر امبراطور الروم و ملك الأحباش و غيرهم من ملوك الفرنجة و هم يتفرجون على أفواج الثوار المتتالية من خوارج و زيديين و قدريين و جهميين و متنبئين و طامعين بالحكم دون أن يهبوا لنجدتهم تحقيقا لشعارات الكنيسة المعروفة , و ربما كانت المؤامرة أقدم حتى , فلم يهب أبرهة الحبشي مثلا لمساعدة شعراء الصعاليك و لا امرئ القيس ضد خصومهم , متآمرون !!! .. من الواضح أن احتلال الشرق للغرب ليس حربا و لا مؤامرة عند الدكتور غليون , بل تحضيرا للغرب عند إخواننا العلمانيين , أو خلاصا روحانيا للغرب عند إخواننا المسلمين , الذي هو بالمناسبة نفس ما يقوله المستشرقون على الجهة المقابلة عن احتلال الغرب للشرق ... يذكرني كلام الدكتور غليون أستاذ علم الاجتماع السياسي و مدير مركز دراسات الشرق المعاصر في جامعة السوربون بكلام دكتورنا هاني السباعي الذي اعترض على وصف ما تعرض له الزنادقة على يد "دولة الخلافة" "بالاضطهاد" , "فاضطهاد المهدي للزنادقة هو جهاد شرعي , و عنف المهدي مع الزنادقة من باب قوله تعالى "و ليجدوا فيكم غلظة" ... عندما نقمع الآخرين فهم ليسوا ضحايا , و عندما يقمعنا الآخرون فهم ظلمة و طغاة ... و التاريخ ليس إلا سلسة طويلة من المؤامرات , كل تراجع و هزيمة تعرضنا لها حتى اليوم , بما في ذلك هزائم الثورة السورية , كان نتيجة هذه المؤامرات , سقوط بغداد كان سببه ابن العلقمي و سقوط خلافة بني عثمان كان نتيجة تآمر كمال أتاتورك و يهود الدونمة , طبعا بغض النظر عن أن الخلافة العباسية و بعدها العثمانية كانتا قد أصبحتا دولا ضعيفة مريضة عاجزة عن الدفاع عن نفسها , رجل الشرق المريض و رجل أوروبا المريض , قبل سقوطها بوقت طويل , و بغض النظر عن أن المفترض أن إرادة الله فوق الجميع , فوق إرادة أتاتورك أو ابن العلمقي , أو باراك أوباما ... و ها نحن اليوم أمام حرب كونية جديدة على مجتمعاتنا , التي يرى أستاذنا أن الإسلام هو هويتها أو مركزها أو جوهرها الخ , ما يجري اليوم ليس نأيا بالنفس من جانب كبار هذا العالم بل أكبر تدخل يريد استبدال الدول القائمة بميليشات و عشائر و طوائف و حشود .. نحن أمة واحدة , أما تقسيمنا طوائف و عشائر فهو , كالعادة , مؤامرة علينا .. و أخيرا نصل إلى جوهر المؤامرة و حقيقتها : إنها تهدف لمنع ظهور قيادة جديدة فاعلة , يسميها بالقيادة التاريخية التي تتجاوز فكرة شخص أو أشخاص يتخذون القرار إلى شخص أو أشخاص يرون الواقع بشكل صحيح و يحددون الأهداف و الوسائل الصحيحة , ناصر أو صدام أو أسد حقيقي بدلا من المزيف , أين أنت أيها المخلص ؟؟! ... فعلا دكتورنا العزيز , إننا نفكر تقريبا بنفس الطريقة , نحن "موحدون" جدا في وعينا و تفكيرنا و سلوكنا و نظرتنا لأنفسنا و "الآخر" و انتظارنا , الذي طال لكنه لم يمت , للمخلص أو للفوهرر القادم , ما قلته يا سيدي ليس إلا درسا بليغا في الولاء و البراء , لا فض فوك ...



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مقدمة كتاب السيكولوجيا الجماهيرية للفاشية لفيلهلم رايتش
- عندما برأ ابن تيمية بشار الأسد
- إلى الأخت عبير النحاس : الأخت التي قدمت أول شهيد من أجل سوري ...
- الزحف المقدس
- تعليق على مقال ياسين الحاج صالح : سورية في العالم , العالم ف ...
- الشتيمة في الثورة السورية
- انتصار الثورة المضادة
- إسلامية إسلامية لا شرقية و لا غربية
- حوار مع مقال أسعد أبو خليل الأخير , عن إسرائيل الأخرى , و ال ...
- تعقيب مهم على تعقيب الرفيق الماركسي يوسف الحبال
- عندما خطب نصر الله
- مواطنون لا أقليات
- عشرة نقاط عن المقاومة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأورو ...
- الفصام المعاصر للهوية * الإسلامية
- لا دولة ديكتاتورية علمانية أو دينية ! بل مجتمع حر دون دولة ! ...
- الخميني و -أولوية الروح- لمكسيم رودنسون
- الكذب
- تسقط مكونات الشعب السوري , تسقط طوائف الشعب السوري , يسقط ال ...
- أسطورة الفاتح أو المنتصر - ماكسيم رودونسون
- رسالة مفتوحة إلى الرفاق الاشتراكيين الأممين * - 27 سبتمبر 19 ...


المزيد.....




- الإليزيه يعلن استدعاء السفير لدى الجزائر و-طرد 12 موظفا- في ...
- المغرب يواجه الجفاف: انخفاض حاد في محصول القمح بنسبة 43% مقا ...
- كيف رد نتنياهو ونجله دعوة ماكرون إلى إقامة دولة فلسطينية؟
- أمير الكويت ورقصة العرضة في استقبال السيسي
- الرئيس اللبناني: نسعى إلى -حصر السلاح بيد الدولة- هذا العام ...
- مشاركة عزاء للرفيقتين رؤى وأشرقت داود بوفاة والدتهما
- ويتكوف: الاتفاق بشروط الولايات المتحدة يعني وقف إيران تخصيب ...
- ترامب: مزارعونا هم ضحايا الحرب التجارية مع الصين
- مصر.. أزمة سوهاج تتصاعد والنيابة تحقق في تسريب فيديو المسؤول ...
- نائب رئيس لجنة الدفاع والأمن الروسية يزور الجزائر


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - مازن كم الماز - عندما تحدث برهان غليون عن الولاء و البراء