أشرف عبد القادر
الحوار المتمدن-العدد: 1403 - 2005 / 12 / 18 - 11:21
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مثقف شريف آخر – وبالتأكيد لن يكون الأخير – تطاله فتوى إرهاب المتأسلمين هو الأستاذ والباحث الكبير سعيد لكحل الذي نتمتع بقراءة تحليلاته العميقة للحركات السلفية المغربية ، فقيه الإرهاب الذي أصدر فتوى بتكفيره وقتله هو المدعو "أبي جهاد المغربي" (رئيس العصابة المسماة "الجماعة الإسلامية للتوحيد والجهاد") في مارس الماضي أصدر رئيس "النهضة" التونسية راشد الغنوشي فتوى نسب فيها إلى الأستاذ العفيف تهمة باطلة بتأليف كتاب "المجهول في حياة الرسول" الذي وقعه د. المقريزي زاعماً أن د. المقريزي هو العفيف الأخضر. ومعروف أن المس بذات رسول الله صلي الله عليه وسلم موجب للقتل حسب أحكام الفقه الإسلامي. وهكذا أصدر الغنوشي فتوى بقتله، وبعد ذلك أصدرت جماعة إسلامية فتوى بقتل الأستاذ سيد القمني إذا لم يتوقف عن الكتابة ويتبرأ مما كتب. والغريب أن وزير الداخلية اتهم المفكر المصري بأنه هو الذي كتب الفتوى ضد نفسه وأرسلها لنفسه. لكن هذا اتهام باطل لأن الفتوى ضد القمني متماثلة حتى في العبارات مع الفتوى التي وجهها "أبي جهاد المغربي" للأستاذ سعيد لكحل، لكن وزير الداخلية المغربي لم يتهم سعيد لكحل بكتابة فتوى ضد نفسه بل جد واجتهد لإكتشاف الجماعة الإجرامية المتأسلمة التي وجهت له الفتوى . وألقي القبض على عدد كبير من أعضائها. ما أجدر وسائل الإعلام العربية لو كانت بمستوى مهنتها الشريفة أن تعيد في صفحاتها مقتطفات من فتوى أبي جهاد المغربي ضد أخينا سعيد لكحل ومقتطفات من نص جواب سيعد لكحل على فتوى إعدامه. الأولي تقدم في كلمات قليلة فكر الإرهاب المتأسلم، والثانية تقدم في كلمات قليلة فكر الإسلام المستنير والمسالم والمتصالح مع عصره.
الإرهاب المتأسلم يهدننا جميعاً وعلينا جميعاً أن نتضامن مع الأستاذ سعيد لكحل حتى لا يقول كل واحد منا ذات يوم :
"أكلت يوم أكل الثور الأسود".
#أشرف_عبد_القادر (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟