|
شباب الاحتجاجات السلمية و مؤتمرهم العتيد !
مهند البراك
الحوار المتمدن-العدد: 5241 - 2016 / 8 / 1 - 21:05
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
بعد احتجاجات لتجمعات شبابية متنوعة حملت مطالب مشاق الحياة اليومية و آلامها، التي ووجهت بالرصاص الحي اثر تزايد حشودها المنطلقة من تحت نصب الحرية في بغداد عام 2011 ـ اضافة الى مظاهرات المحافظات ـ، و تسببت بسقوط العشرات من الشهداء الشباب مضرجين بدمائهم الطاهرة . . انطلقت الاحتجاجات مجدداً في تموز 2015 اثر تزايد صعوبات حياة المواطن الطبيعية في بلاده بسبب البطالة و انقطاع الكهرباء في حر فضيع و انقطاع الدخل و الاجور في اجواء تئنّ من الارهاب الذي لايتوقف، بدأت بها اوساط عمالية لعدد من القطاعات، واخرى ووجهت بالرصاص في البصرة و سقط اثرها الشاب منتظر الحلفي شهيداً، بعد بدء مطالبها بتغيير بناء الحكم، و هاجمت مقرات الاحزاب المسؤولة بالحجارة . . و كانت الإستجابة لها من القطاعات المختلفة في البلاد سريعاً و كثيفاً و تحوّلت الى انتفاضة شعبية حمتها القوى الامنية الوطنية ، حملت شعار " بإسم الدين باكونا الحرامية " الذي استقطب اوسع جماهير الشباب بسنتهم و شيعتهم، و بكل اديانهم و قومياتهم، في اجواء صعّدت فيها المرجعية العليا للسيستاني مطالبتها للحكم بالاصلاح الجاد و معاقبة الفاسدين، و وعد فيها رئيس الوزراء الجديد بفتح صفحة جديدة لذلك . . و تحرّكت وجوه الاحتجاجات استجابة للجماهير ولدعوة رئيس الوزراء للاصلاح . . تحرّكت على رؤوساء الكتل المتنفذة بمرور الوقت، و لم يستجب منها فعلياً الاّ قيادة التيار الصدري و قائده السيد الصدر . . بعد تأييد و استجابة المرجعية الشيعية العليا للسيد السيستاني لمطالب شباب الاحتجاجات . . ولابد من القول ان الاحتجاجات الشبابية المتواصلة بديمومتها، قد خلقت اجواءً سادت في المجتمع و رفعت وعيه، دعت و تدعو لدعم القوات المسلحة العراقية في حربها ضد داعش الاجرامية و تدعو للاصلاح و تغيير معادلة الحكم التحاصصي الى ان يكون قائماً على اساس المواطنة و الكفاءة و محاربة الفساد و الفاسدين دعماً لجبهة الحرب و من اجل خير الشعب بكل مكوّناته، و قد استطاعت ان تحقق اكبر تحرّك جماهيري سلمي معارض ملتزم بالدستور . من جانب آخر، حققت حركة الاحتجاجات ديمقراطية فعلية في التعامل بين اطرافها بعيداً عن حدود و صرامة تنظيم حزبي، رغم هفوات و اخطاء صغيرة نسبياً تقع هنا و هناك في اجواء تتربص بها كتل متنفذة مالياً و عنفياً . . لتحقق اوسع تحرّك جماهيري في العراق منذ عقود طويلة. لقد حققت اوسع الفعاليات الشبابية بالبلاد المطالبة بالحقوق الأساسية من اجل حرية الفرد و العيش كريم، بتجمعات متنوعة الأسماء لعبت في نشاطاتها مواقع التواصل الإجتماعي دوراً فعّالاً في التعريف و التحريك و نشر الفعاليات بالصورة و الصوت و لعبت فيها القوى الديمقراطية و الشيوعية و العلمانية المتنوعة ثم الإسلامية المتنورة، لعبت ادواراً رائدة و خاصة اليسارية التي لعبت بصمودها و مواصلتها رغم شحّ المواقف و الظروف . . و لقد ضمّت حركة الإحتجاجات الشبابية السلمية، الطلبة و العمال و اصحاب المهن و الخريجين و المثقفين و تمددت لتشمل الفلاحين و عددا من وجوه العشائر المتزايدين، و ايقظت و شجّعت على تجمّع المطالبين و اتحاداتهم كما يحصل في مجلات العمال و دعوة الاتحاد العام للجمعيات الفلاحية قبل ايام للاحتجاجات التي شملت عدة محافظات . . و بالرغم من انه من الطبيعي لها كفعالية جماهيرية كبرى، ان تضم تجمعات متنوعة تتراوح بين التطرف و التعقّل و بين الأحلام و الممكن، الاّ انها تسير و تناضل موحدة الصفوف حتى صارت قوة اعلامية بارزة في كشف الفساد و النواقص و تأييد النجاحات، و شكّلت معارضة سلمية واعية منظمة ضد الفساد و المحاصصة و من اجل الدولة المدنية دولة التكنوقراط و المواطنة ، استطاعت تغيير عدد من ابرز رجال الحكم القائم، و صارت مكوّناً شعبياً لايمكن اغفاله في مسيرة البلاد السياسية العرجاء القائمة، و قوة اعلامية شعبية بارزة للتأييد المنقطع النظير للجيش و للقوى الأمنية الحكومية و الحشد و العشائر و البيشمركة في انتصاراتهم الكبيرة على داعش . . و اضافت تقاليد جديدة للحياة السياسية برفعها الوعي الجماهيري، الذي كان في سبات صنعته الحروب و الارهاب و الصراع الطائفي من قوى متنوعة داخلية و خارجية، حتى شكّلت اوسع حركة جماهيرية منظمة دون وصاية من حزب او حكومة او جهة خارجية، حركة شملت كل العراق و بقيت بغداد العاصمة محرّكاَ اساسياً و مثالاً يقتدى لأسباب متعددة، منها مافرض عليها من حصار اعلامي و (امني) مبالغ به . . وبعد ان عقدت اجتماعات متواصلة بين اطرافها، و موسعات في المحافظات، توجتها الآن بمؤتمرها الشبابي الأول الذي عكس بروز اجيال شبابية جديدة ممن يمكن تأهيلهم لمواقع الحكم لروحهم الوطنية الخلاقة، و وقف المؤتمر على التذكير بابطالها الذين استشهدوا و اعتقلوا و عذّبوا و اختطفوا و ضاعت اخبارهم الى الآن، و هي مصممة على المواصلة و على رفع درجات تنظيمها و حركتها التي صارت جزءاً من الواقع السياسي و بوصلة للإصلاح و التغيير، و صارت تشكّل اليوم مايشبه البرلمان الشعبي العلني، استناداً الى احكام الدستور . . على صعيد آخر، يرى خبراء و سياسيون ان الاحتجاجات الشبابية التي نجحت حتى الآن في تكوين كيان شعبي كبير عابر للطوائف و التكوينات العراقية، بالجهود الصعبة لمشاركيه و وجوهه و مثابرتهم و تضحياتهم، في الظروف الشاقة التي تعيشها البلاد . . عليها ان تضع خطة للعمل تتناول الامور الاكثر ملموسية و تأثير للتحرك في سبيل تحقيق الاهداف المنشودة بالملموس . . والاّ فقد يصيبها الملل و الوهن و تنفض مجاميع شبابية عنها(*) ، بسبب طول الجهود بلا نتائج ملموسة، الأمر الذي تراهن عليه كتل متنفذة لاتخفي ذلك !!
1/ 8 / 2016 ، مهند البراك ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ (*) مجاميع قد لاتجلس و تقبع في بيوتها، و انما تلجأ الى اساليب اخرى قد تكون ضارة بالحركة ليست غريبة عن اذهان الناشطين المدنيين و اليساريين .
#مهند_البراك (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لا للمحاصصة، لا لإنفراد حزب بالحكم
-
ماذا يريد المالكي ؟؟
-
من اجل استمرار الانتصار !
-
انتصار الفلوجة رمزٌ للتلاحم الوطني !
-
عراقنا الى اين الآن ؟؟
-
من الذي يحكم الآن ؟
-
هل هو تصدّع في التحالف الحاكم ؟
-
عن قرار المرجعية بالغاء خطبتها السياسية
-
الى متى الميليشيات المسلحة ؟؟
-
في افلاس الدولة و مايجري
-
القضية الكردية و العراق المستقر
-
هل القضاء و النزاهة معطّلان و كيف ؟؟
-
الغاء المحاصصة لايعني الإنفراد بالسلطة
-
لماذا التهجّم على نساء العراق الآن ؟؟
-
الشباب و الإصلاح و مواجهة داعش
-
لا سبيل الاّ تواصل الإحتجاج !
-
الإحتجاجات . . ما المطلوب الآن ؟
-
الإصلاح بين الواقع و الآمال !
-
بقاء المالكي بمنصبه ضرر على الاصلاح !
-
حشد ضد داعش و حشد ضد الفساد !!
المزيد.....
-
ترامب يوجه هجوما لاذعا للزميل جيم أكوستا والأخير يرد
-
تحرك ضد جنرال أمريكي منتقد لترامب.. إليكم ما أمر به وزير الد
...
-
بوتين: سيادة أوكرانيا تقترب من الصفر ولولا دعم الغرب لها لان
...
-
أين وصلت التحقيقات بعد عام من مقتل الطفلة هند رجب؟
-
الهند.. مصرع 15 شخصا على الأقل نتيجة التدافع في أكبر مهرجان
...
-
تحطم مقاتلة -إف-35- أمريكية في ألاسكا ونجاة طيارها (فيديو)
-
الاستيقاظ المتكرر أثناء الحلم قد يكون علامة مبكرة لمرض خطير
...
-
عشرات القتلى والجرحى في تدافع خلال مهرجان ديني شمال الهند
-
فيديو محمد بن سلمان يعزي أبناء الأمير محمد بن فهد يثير تفاعل
...
-
-عندما يريد شيئًا.. فإنه يحدث-.. تحليل خطة ترامب في غزة وخيا
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|