أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين الجوهرى - الضربه القاسمه التى أدّت الى تدهور فكر المسلمين وأحوالهم














المزيد.....

الضربه القاسمه التى أدّت الى تدهور فكر المسلمين وأحوالهم


حسين الجوهرى
باحث

(Hussein Elgohary)


الحوار المتمدن-العدد: 5241 - 2016 / 8 / 1 - 20:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



خدعونا وأخفوا عنا ما حدث!!
الضربه القاسمه التى أدّت الى تدهور فكر المسلمين وأحوالهم.
حسين الجوهرى.............
--------------------------------------------------------------------
منذ حوالى ألف سنه أجتمع فقهاء الاسلام وأعلنوا تَعْليق العمل بقانون "السبب والنتيجه" وذلك لتعارضه مع احكام المشيئه الألهيه. من وقتها يقوم كل ما علمته, ومازالت تعلمه, كافة المؤسسات الدينيه الاسلاميه لأتباعها على الالتزام بهذا القرار.
ذلك فى حين أن الحقيقه هى أن قانون السبب والنتيجه هو الركيزه الاساسيه والوحيده لادراك "كل" القواعد التى تسير, منها وعليها وبها, الحياه. وبالتالى فقد كان قرار التعليق هذا بمثابة أخراج القطار عن مساره الطبيعى فوق القضبان.
مايلى, وباختصار, هى ملابسات وظروف و تَبِعات هذا الحدث.
المكان هو بغداد عاصمة الخلافه العباسيه. الزمان كان عقب وفاة الخليفه المامون قبيل مطلع الالفيه الماضيه. دامت خلافة المأمون حوالى 20 سنه سبقها أمارته لولاية خاراسان لمدة 10 سنوات. اشتهر المأمون منذ نشأته بولعه بالعلم وبالمعرفه. فى مطلع عهده بالسلطه التفّ حوله بعض المشتغلين بالعلم. وكان هؤلاء العلماء متهمون دوما بالزندقه والألحاد من قبل رجال الدين. اسبغ عليهم المأمون حمايته من الفقهاء وشيد لهم جامعه (بيت الحكمه) ومكتبه. بدأ العلماء نشاطهم بنفض الغبار وترجمة التراث العلمى لليونانيين والذى كان الرومانيون قد أهملوه بِصِفةٍ شبه كامله طيلة عهدهم. كانت أوامر المأمون للعلماء "أجتهدوا حتى ولو خالف النَصْ". كانت فلسفة المامون ان النصوص هى كلماتٌ تحتمل الأختلاف والتاويل حَسْبا لمتغيرات الازمنه والأمكنه. ومن ثمّ يكون الاصوب والأسلم هو تغليب ما هو قائم على الأدلّة والبراهين.
أبلى العلماء فى ظرف الثلاثون عاما التى حماهم فيها المامون بلاء منقطع النظير. هناك اليوم اجماع بين مؤرّخى العلوم بان انجازات هذه الفتره تشكّل الارضيه (الفرشه) لكل ما حققه الغرب المسيحى في القرون التى تلت. فى حقبتهم روّضت مجموعة العلماء مفهوم "الصفر". حدّدوه بل وميّزوه واصبح اساسا بُنيت عليه علوم الرياضه والطبيعه (الضوء) والكيمياء والفلك. هذا بالاضافه الى خطى مميزه فى علم التشريح و سائر المعارف الطبيه. أثبتوا نظريا أن الأرض كرويه وحددوا ابعادها بدقة بالغه.
أغار كل ذلك صدور فقهاء الدين والذين أحسوا بأفول نجمهم وفقد سيطرتهم. فلما مات المأمون (وهناك قرائن يصعب دحضها بأنه قُتِلَ مسموما) وخلفه المعتصم بالله قرر الفقهاء, وحتى لا تتكرر الماساه التى كادت أن تودى بمصالحهم, اغلاق الباب, بالضبه والمفتاح, وذلك بتعليق العمل بقانون السبب والنتيجه بحجة تعارضه مع أحكام المشيئه الالهيه. تلى ذلك أغلاق الجامعه وتشتيت العلماء. نجحوا فى وأد الصحوه فى مهدها. حلّ الكساد الفكرى (والٌأقتصادى بالتبعيّه وبالضروره) ووقعت ظلمه على عقول المسلمين, اينما عاشوا, وحتى لحظتنا الراهنه.
ومن وقت تعليق العمل بقانون السبب والنتيجه, وحتى الان, لم يجد أغلب اهل الفكر والعلم المسلمون, والعرب منهم على وجه الخصوص, بدا من الأنزلاق فى منحدر التوفيق والتلفيق والى حد التزوير. النتيجه هى أمما اسلاميه, بكل أنواعها ومذاهبها, قابعة فى اسفل درجات حضارة الانسان. وأخذا بالاسباب, وفقط بالاسباب, تمكّنت شعوب أخرى وكثيره من أنتاج الادوات والسيطرة على تطويرها مشيّدين كيانات تتمتّع بالرفاهيه والاستقلال والحريه. أما نحن فنعيش متعثرون وتابعون وغاضبون وفى أعماق العديد من سلبيات أخرى. سِمَةٌ واحده يتحلّى بها معظم افراد هذه المجتمعات المتقدمه وذلك رغما عن تباين مناخها وتاريخها وأديانها وتركيباتها السكانيه. هذه الصفه هى الالتزام بالقاعده الذهبيه "أعمل للآخرين كما تحب أن يعملوا لك". هذا الالتزام هو الصمغ والمونه التى تربط بين اللبنات, اى افراد المجتمع, مُنْتِجةً أبنية صلبه قادره على تحقيق الآمال والرغبات الجماعيه.
------------------------
الخلاصه: هاهى حقبة الزمن 1400 سنه أمام أعيننا. ظلمة معرفية حالكه فيما عدا نفطه (30 سنه) مضيئه التى رفعت فيها الغمامه عن العقول (أجتهدوا حتى ولو خالف النص). فهل بعد هذا نحتاج الى أثبات آخر او دليل على اصل علتنا ومنبت دائنا؟



#حسين_الجوهرى (هاشتاغ)       Hussein_Elgohary#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نتدارك سقطاتنا, التى لم تتوقف, فى المساله الاسرائيليه.
- الى كل باحث عما يمكّنه من ان يصير ممسكا بعجلة القياده فى كل ...
- بمناسبة التحركات الأخيره للتقارب من أسرائيل (يا عالم اسمعو و ...
- تعاليمنا المغلوطه.
- تركيا من الداخل...مقارنه بيننا (نحن المسلمين ناطقى العربيه) ...
- العامل الأساسى فى الشأن التركى الحالى
- -الهباب- الذى نحويه طوعا فى ادمغتنا.
- وليكن فى علم زملائى -العلمانيين-.
- أزدراء الأديان وحرية التعبير والخط الفاصل بينهما.
- مصر المستهدفه
- قصة الأنسان, النسخه المُعَدَّله العقلانيه.......... الكشف ال ...
- عريظة أتهام صادره من الشعب ..( ضد )..من سلبوا عقوله وفككوا ل ...
- نظرية -مقومات حياة الأنسان الأربعه والحقائق الغائبه-...... ا ...
- رُمْحٌ فى قلب محظور.....وخيبيتنا اللى ما خابهاش حد.
- كيف نفذوا الى عقولنا فى طفولتنا وعاثوا فيها فسادا.
- سؤال المليار جنيه (بل وأكثر بكثير) وأجابته الشافيه.
- لانهائية الزمان والمكان....الأثبات الذى يقوض فرضية -الخلق-.
- مربط الفرس فى المسأله المصريه.
- قصتنا وقصة الأديان -السماويه- فى سطور.
- السيسى...... -5 سنوات أقرأ وأبحث للتأكد من حسن أختيارى لدينى ...


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسين الجوهرى - الضربه القاسمه التى أدّت الى تدهور فكر المسلمين وأحوالهم