|
هل السعودية قادرة على علاقات عادية مع اسرائيل؟
كمال آيت بن يوبا
كاتب
(Kamal Ait Ben Yuba)
الحوار المتمدن-العدد: 5241 - 2016 / 8 / 1 - 09:32
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
شعارنا حرية – مساواة – اخوة وجهة نظر تناقلت وسائل إعلام عربية وغيرها خبر زيارة الجنرال السابق في الجيش السعودي أنور عشقي مع رجال أعمال سعوديين و بحضور شخصيات فلسطينية لمدينة جيروزاليم (بالعربية أورشليم أي القدس) و لقائه مع مسؤولين إسرائيليين و أعضاء من الكنيست الإسرائيلي (البرلمان) .(انظر رابط الخبر اسفل المقال) ونُقل عنه تصريحا يقول فيه أن تطبيع العلاقات بين الدول العربية و إسرائيل ستقوده السعودية . اذا كان الخبر صحيحا ، فليس سرا أن الدافع الذي يحركه هو وصول العداوة التقليدية بين السعودية و إيران لنقطة اللاعودة في حرب اليمن التي تقودها السعودية والتي لحد الساعة لم تحسم الامور التي قامت من اجلها و على رأسها تركيع الحوثيين اليمنيين الموالين لايران للتوقيع على اتفاق سلام ينهي اطلاق النار في اليمن وفق المبادرة السعودية و يوقف اطلاق الصواريخ ضد السعودية. السعودية ليست وحدها في هذا المسعى. فقد اعادت تركيا قبيل الانقلاب العسكري الذي شهدته بقليل علاقاتها القديمة مع اسرائيل و هي البلد الاسلامي الذي يقوده حزب العدالة والتنمية الاسلامي التركي . و لاسرائيل اتفاقيات سلام و تمثيل دبلوماسي بسفارات مع دول اسلامية منها مصر و الاردن .و لها علاقات دبلوماسية و مكاتب اتصال فقط بينها و بين الامارات العربية المتحدة .كما كان لها علاقات دبلوماسية بمكاتب اتصال مع المغرب و ربما مع موريتانيا . قبل يومين نقلت وسائل اعلام عربية تصريحات لمسؤول اسرائيلي يقول فيها ان لاسرائيل مع دول الجوار علاقات من تحت الطاولة و من فرق الطاولة .و بهذا يعني ما قلناه .كما نقلت تصريحات لتسيبي ليفني تقول فيها ان هناك فرصة تاريخية لتطبيع العلاقات مع الدول العربية. النشاط الدبلوماسي الاسرائيلي المكثف الاخيريظهر توجها جديدا في السياسة الاسرائيلية الخارجية و تترجمه زيارات بنيامين نتنياهو للعديد من دول القارة السمراء الإفريقية مؤخرا إلى واقع يسجل رغبة اسرائيل في توسيع دائرة مصالحها و علاقاتها بهذه الدول . إن وجود اليهود في مصر القديمة ووجود احفاد لأولئك اليهود الذين فضلوا البقاء في مصر و عدم مجاراة دعوة موسى لهم بضرورة الهجرة نحو سيناء ومنها حيث يوجدون اليوم بفلسطين و أسرائيل شيء مفروغ منه .ومعنى ذلك أن الكثير من اليهود كانوا ولا يزال أحفادهم في كل دول شمال افريقيا في ليبيا و تونس والجزائر و المغرب و في شبه الجزيرة العربية و اليمن وغيرذلك من دول العالم خاصة أروبا . و أولئك اليهود الذين جاؤوا للمغرب و الجزائر و غيرها من اسبانيا هربا من الاضطهاد لم يشكلوا كل اليهود بل كانوا فقط جزءا يسيرا من كل متناثر عبر العالم يسمى الشتات .و إلا فمن أسس دولة إسرائيل إذن ؟ و لمن يفضل الهوية العربية الاسلامية حسب الطبعة المتداولة الآن للاسلام والخارجة من شبه الجزيرة العربية و رغم أن الناحية العلمية الأنثروبولوجية لا تتفق مع هذا ، فإن أصل العرب حسب الثراث الإسلامي الذي يعيده لإسماعيل أحد أبناء إبراهيم أبو اليهود ، هو أصل يهودي .و لأن المسلمين في غالبيتهم يحقدون على اليهود بسبب ثراث يُعلم الكراهية ضد اليهود فكأننا أمام ناس لا يعرفون أنهم يهودا بالنسب لإسماعيل .و إذن نحن أمام ناس يهود يكرهون اليهود أي يكرهون أنفسهم . و لذلك فإن إذابة جبل الجليد من الكراهية بين العرب والإسرائيليين هو في نفس الوقت مصالحة للعرب مع انفسهم حسب الثراث الديني . و إقامة علاقات جديدة خلال هذا القرن من شأنه حل القضية الفلسطينية على أساس الإعتراف بالانتماء فعلا للقرن 21 و عدم تحمل مسؤولية أخطاء الاجداد و ذلك بالرجوع لهذا الثراث و عدم تبنيه .ثم بإصلاح الثراث الديني من جهة و تبني خطة بديلة للوصول لدولة مدنية ديموقراطية في السعودية من جهة اخرى تعترف بالحريات الاساسية وبحقوق السيدات و تلغي الحواجز النفسية بين مواطنيها أولا ثم بين مواطنيها و مواطني دولة إسرائيل ثم بإلغاء عقوبات اتلاف الجسم البشري وتحويل المجتمع السعودي لمجتمع عصري علمي يعيش في القرن 21 فعلا و لا يعيش في القرن 7 الميلادي. زيارة أنور عشقي امواطن السعودي الشجاع صراحة لإسرائيل إذا صح الخبر والتي يمكن إدخالها في إطار اقتصادي أولا وسياسي ثانيا لن تكون سوى في صالح السعودية و العرب وليست بدون مقابل كما علق على ذلك بعض السعوديين .لأن إسرائيل لها بضائع يمكن أن تجد لها سوقا في السعودية و نفس الشيء بالنسبة للسعودية .نفس الشيء بالنسبة للخبرة العلمية لإسرائيل في المجال التكنولوجي الرقمي و النووي و غير ذلك من المجالات الصناعية و العلمية وغيرها . لكن الذي يحسن ان لا ننساه هو ان اسرائل دولة ديموقراطية من الناحية السياسية .و لذلك فان فتح الامال للشعب السعودي بدمقرطة حياته السياسية يمكن لاسرائيل ان تلعب فيه دورا اساسيا طالما ان لها تجربة عمرها اكثر من نصف قرن. نفس الشيء يمكن ان تستفيد منه دول اخرى مثل المغرب و الجزائر و موريتانيا و تونس و غيرهم .و ذلك في اطار التحول الذي تشهده المنطقة و الذي اظهر انه لا يمكن الاستمرار في السلوك القديم و العادات والكراهية القديمة بين الشعوب بناء على تجارب فاشلة للاقدمين بقيت تسيطر على العقول 14 قرنا الى الان.و في نفس الوقت فان احراج اسرائيل بالتطبيع سيدفعها دفعا نحو الاعتراف بالحقوق الاساسية للشعب الفلسطيني وفق القوانين الدولية لحقوق الانسان و ليس وفق قوانين الغزو والاحتلال و فرض سياسة الامر الواقع القديمة التي كانت تنسب خطأ أو عنوة للاسلام و هو منها براء (انظر العهدة العمرية التي بموجبها تم تسليم مدينة اورشليم التي كان يسكنها اليهود والمسيحيون في القرن 7 الميلادي للخليفة عمر بن الخطاب شخصيا) .هذا تاريخ لا يمكن انكاره. فإسرائيل واقع على الارض وليست شبحا على كل حال.و الحكمة والعقل يقتضيان التعامل مع معطيات الارض بجدية و اخذها بعين الاعتبار و ادخالها في الحسبان وليس تجاهلها .لأن التجاهل الذي استمر لاكثر من خمسين سنة عند البعض الى اليوم ماذا أنتج غير المزيد من الضياع والقتل والتخريب دون نتيجة ؟ و لمن ينكر ذلك ليقم بحصيلة الخسائر و الحروب منذ 1948 فقط الى الان. انها سلبية و ليست تساوي حتى صفرا و لم تحقق اي انجاز يذكر غير الحروب ثم البحث عن وقف لاطلاق النار و تحرير الاسرى و انتظار مانحين الى ما لا نهاية لاعادة الاعمار. إن تبني نظرية أبناء إسماعيل أخو إسحاق ابني ابراهيم جد اليهود كمرجعية في الواقع و لو ككذبة يصدقونها يجب ان تؤدي بين جميع دول المنطقة للتعايش والتفاهم والسلام و الازدهار والتقدم وليس للعكس. ام ترى القوم يعتقدون في قرارة انفسهم ان تلك النظرية هي مجرد خدعة و لذلك نرى ما نرى من حروب و تجاوزات وتمزق و ضياع في المنطقة ؟
رابط الخبر http://www.alwatanvoice.com/arabic/news/2016/07/22/949581.html
#كمال_آيت_بن_يوبا (هاشتاغ)
Kamal_Ait_Ben_Yuba#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التعاقد السياسي والحاكم المستمر
-
الاسلام ليس مُلكا و إنما دعوة اخلاقية توحيدية
-
لِحامد عبد الصمد: الاسلام ومحمد لم يكونا إرهابيين
-
إصلاح التقاعد المغربي يوجب أيضا إصلاح المصطلح
-
من المقصود بكلمة بارباروس أو البربراليونانية؟ اجبالة نموذجا
-
مبدأ بوبر و الفكر الديني بإختصار
-
رجاؤنا رفع رواتب الأجهزة الأمنية المغربية
-
(2/1) شمال افريقيا ليست عربية 3 يحق للبربر بناء دولهم الحرة
-
(2/2) شمال افريقيا ليست عربية 3 يحق للبربر بناء دولهم الحرة
-
(2/1) سُهيلة و بورقيبة يصححان رمضان لبعض العالم الإسلامي
-
(2/2) سُهيلة و بورقيبة يصححان رمضان لبعض العالم الإسلامي
-
وضوح علاقات إسرائيل والمغرب أفضل من الضباب
-
شكرا للملكة ميشيل أوباما بزيارة المغرب الرسالة وصلت
-
معارضو الاصلاح الديني في المغرب رجعيون
-
تمور إسرائيلية للمغرب مع كلام عن السلام
-
نتائج البكالوريا المغربية 2016 الأرقام والمعاني
-
وزير التعليم العالي المغربي لم يخلط بين اليهود و الإسرائيليي
...
-
خديجة الريادي الأمازيغية تُسقط مصداقية قناة الميادين دون قصد
-
من يرسم الكاريكاتير لمحمد منذ 14 قرنا إلى اليوم ؟
-
بيان لإتحاد الألوهيين لشمال إفريقيا والشرق الأوسط بشأن حركة
...
المزيد.....
-
السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
-
الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
-
معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
-
طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
-
أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا
...
-
في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
-
طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس
...
-
السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا
...
-
قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
-
لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|