محمد نجيب وهيبي
(Ouhibi Med Najib)
الحوار المتمدن-العدد: 5240 - 2016 / 7 / 31 - 19:15
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
صوّت مجلس النوّاب أمس السبت 30 جويلية 2016 على عدم تجديد الثقة في حكومة النهضة/النداء برئاسة الحبيب الصيد إثر خطاب ناري من رئيس الحكومة المحجوبة عنها الثقة ، وتدخُّلات حماسية من أغلب النوّاب يمينا ويسارا ضدّ تغوّل الفساد ...الخ ، ويبدو للوهلة الاولى أنّ خارطة الاغلبة البرلمانية قد تغيّرت جذريا بين الاستماتة في التصويت لتشكيل حكومة الصيد والدفاع عنها منذ سنتين والاستماتة في التصويت لحجب الثقة عنها اليوم !! ولكنّ الحقيقة منافية لذلك فنفس الاغلبية النيابية للنداء والنهضة التي شكّلت حكومة الصيد بكل حماسة ، صوّتت لحجب الثقة عنها بنفس الحماسة في مسرحية حزبية رديئة الاخراج والنّص موضوعها لا سُلطة للشعب خارج مصلحة مافيات المال التي يُمثّلُها في النهاية أذيال الحكم وسماسرة اليمين السياسي بشقيه الحداثي والمتديّن . وأمّا السيّد الصيد رئيس حكومتنا البطل بِمُبادرته طرح تجديد الثقة في حكومته مع عِلمه المُسبق بنتيجة التصويت "القطعاني " (من قطيع ) وإختياره ذلك الخطاب "الرّاديكالي" الشعبوي بِفرداته وأسلوبه الهجومي ، فلم يُحقِّق أكثر من :
- مُحاولة فرض بطولة زائفة وتوسعة الباب الذي أُخرِجَ منه منَ الحكومة منذ إتفاق زعيمي الحزبين الأغلبيين على الخضوع الكُلي لِمُتطلِّبات مافيات المال .
- رأب الصّدع السُّلطوي الذي عشناه منذ الانفلات السياسي الذي أحدثه الباجي يوم أعلن هذه التي قيل فيما بعد أنّها مبادرة لحكومة وطنية ، حيث أقال الصيد نفسه عبر مجلس النوّاب ليخرج شِقّا من السُّلطة التنفيذية من دائرة التأثير في القرار ويعيد بذلك كُلّ السُّلطة والمبادرة السياسية بما فيها إمكانية حلّ المجلس النيابي بين يدي رئيس الجمهورية وفق منطوق الفصل 88 من الدستور !! وهي أكبر خدمة يُقدّمها السيد رئيس الحكومة "البطل" لأسياده مُهندسي السياسة الدَّولاتية السُّلطوية في تونس .
- إضافة الى أنّه بإستقالته البهلوانية الفخمة ، قد ضخّ داماءا جديدة في مُبادرة رئاسة الجمهورية التي فترت وخبى بريقها ، فإنّه فتح الباب أمام مؤسّسات الحكم للتنصُّل من تفاقم فشلها وعجزها في تسيير شؤون النّاس والدولة ، وسمح لها بإمكانية إعادة إنطلاقة سياسية من نقطة البداية .
- الى جانب قبوله بأن يكون قربانا من أجل إنهاء حالة الارتباك والضُّعف السلطوي ، فإنَّ بطلنا الورقي ، أنقذ رئاسة الجمهورية من مأزق التوجّه بمشروع طلب سحب الثقة من الحكومة للمجلس والخضوع وإن بشكل مؤقّت لتوازنات الأغلبية والأقلية داخل المجلس وبالتّالي إرتهان مرونة مواقفها وتقييد مبادرتها وحركتها الى هذا الحدِّ أو ذاك لتغيّرات الخارطة والمصالح السياسية لِمُمَثّلي شرائح البرجوازية المختلفة .
---
محمد نجيب وهيبي
#محمد_نجيب_وهيبي (هاشتاغ)
Ouhibi_Med_Najib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟