أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم علي فنجان - هل من مبارز














المزيد.....

هل من مبارز


قاسم علي فنجان

الحوار المتمدن-العدد: 5240 - 2016 / 7 / 31 - 19:06
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اعتزم هنا أن أثير تساؤلات قد تتوارد إلى كل مراقب للمشهد السياسي, وبالأخص فأن هذه التساؤلات تهم القوى المدنية والتقدمية واليسارية, فمنذ أحداث عام 2003, وهذه القوى في تراجع مستمر, وكأن أفكارهم غريبة عن المجتمع, أو أنها لا تلاؤم طبيعته, أو هكذا بدا لهم, فاكتفوا بحلقات تثقيفية منعزلة هنا وهناك, تظهر على السطح بشكل خجول بين فترة وأخرى, وسرعان ما تندثر, وتكاد تختفي تماما من واقع الأحداث, هذه التيارات اليسارية والمدنية عموما, تطالب في أقصى حالاتها وفي أي محفل يتواجدون به, أو أي مؤتمر تأسيسي يعلنون عنه, تطالب الحكومة والبرلمان بإلغاء المحاصصة الطائفية والقومية, والحكومة هذه وبرلمانها ليستا سوى استبداد طائفي وقومي مسلح, والشكل الطائفي والقومي هما جوهرا وجودهما, ولا يكتسبان جدارة هذا الوجود إلا بهما, وتأمل هذه القوى بأن تحصل على مطاليب كهذه -والتي هي مطاليب وهمية لدى الجانب الآخر- بوسائل شرعية, فتراهم يرددون دائما في المظاهرات كلمة (سلمية, سلمية), حتى أنهم بدئوا بتخدير الجماهير الغاضبة, وأخذ اليساريون والمدنيون في الفترة الأخيرة مواقع رجال الدين, وأصبحوا أفيون الشعب, ولكثرة نشدانهم السلام قاربوا أن يكونوا بوذيين.
سلمية المظاهرات شيء جميل, من منا لا يرغب بذلك, لكن كيف؟ وأنت تعيش داخل مجتمع كله مسلح, والنظام القائم فيه والذي يعمل به يقوم على فصائل ومليشيات مسلحة, من فتاوى رجال الدين الحربية, إلى معارك العشائر الشرسة, لا قوانين تحميك من هؤلاء, إلا إذا انتميت لأحدهم, فهم يتواجدون في كل المدن, بل هم المسيطرون الفعليون عليها, فعندما تخرج إلى الشارع فحتما ستواجهك لافتات مكتوب عليها على سبيل المثال:
سرايا السلام - اللواء الأول, الفوج الثاني.
قوات بدر - اللواء الثالث, الفوج الأول.
عصائب أهل الحق - فوج النخبة.
كتائب حزب الله- كتيبة الكرار.......الخ,
وهناك كما يقول العبادي مئة فصيل مسلح, ولا ننسى البيشمركة والتي أخذت الاعتراف الكامل بأنها ليست مليشيا, وأصبح الداعم الأول لها الناتو, وأيضا الحشد العشائري, والحشد الوطني, والصحوة, وكتائب بابليون للمسيحيين, وأيضا مجاميع مسلحة للتركمان والأيزيدين, وهم أيضا يتناقشون على كيفية أخراج قانون الحرس الوطني, هذا غير الجيش والشرطة, والتي هي بالنتيجة النهائية فصائل مسلحة كما يراها الأمريكيون والإيرانيون, الرعاة الرسميون لهذا الواقع.
أذن الكل مسلح, والكل يطالب بصرف الرواتب لمجموعته, ويطالب بالدعم العسكري, وبأن يعترف بشرعية سلاحه, والحكومة والبرلمان والقضاء هم متكونين من هذا الخليط المسلح, والذي يطالب اليساريون والمدنيون بإسقاطهم بشكل "سلمي", كيف ذلك؟ لا تدري, وأي منطق هذا!.أنها لأساة أن لا ترى هذه القوى الواقع وجها لوجه.
لا يوجد أي جناح مسلح لأي قوة يسارية أو مدنية في العراق, سواء كانت هذه القوة متطرفة أو معتدلة, ذات تاريخ طويل, أو تأسست قبل سنوات, لديها جمهور كبير أو فقط نخبة من المثقفين, تمتلك أموال كثيرة أو تعتمد على تبرعات أعضائها, لديها مقرات عديدة أو لا تملك مقرا واحدا, فسواء كان هذا أم ذاك فهم لا يملكون جناح عسكري, بل أنهم لا يفكرون حتى في تثقيف جمهورهم كيفية الدفاع عن النفس, أو طرح نظرية العنف, والتي هي واجبة الوجود للذي يفكر بالعمل السياسي, سواء كان هنا في العراق أو في فرنسا, عاجلا أم آجلا.
هذه القوى تريد تصدير وعيها ومعرفتها إلى الجماهير, من خلال عقد الاجتماعات الندوات والمؤتمرات التي يقيموها, ليمرروا رؤاهم وأفكارهم عن الشكل البديل للنظام السياسي, لكن كيف ذلك؟ وما هي الإلية لذلك؟ لا تدري! إذا كانت هذه القوى لا تحتل أي موقع لها داخل هذا الصراع الدامي, فكيف ستصدر رؤيتها؟ أو إذا كانت لا تفكر أبدا في إلغاء النقيض السياسي, بل تريد مصاحبته ومشاركته وإصلاحه وتقويمه, وهو الذي يصر على إلغائها وحذفها بكل الطرق والوسائل.
أن الواقع الذي نعيشه هو في حالة فوضى, ((لو أن حقبة من التاريخ طليت بلون رمادي على رمادي لكانت هي هذه الحقبة)) "ماركس", وهذا الواقع كما يقرأه الكثير وما تشير أليه الدلائل متجه لا محالة إلى فوضى أكبر, فهل نستطيع أن نستوعب هذه اللغة, لغة العنف والسلاح, الذي يلوح بها الآخر دائما, ونقوم على الأقل بتوعية الجماهير بأن العنف, هو أحد وسائل النضال, أي نعطيهم استعدادات نفسية, ونكف عن ترديد شعارات (نقد السلاح بسلاح النقد), و(العنف وسيلة غير إنسانية أو حضارية), في الوقت الذي تقاتل فيه فصائل مسلحة على المستوى الإقليمي, وينزل مسلحيها إلى الشارع إذا ما أحست بخطر, والقوى اليسارية والمدنية تردد (لا نريد بغداد أن تكون قندهار), مع أن قندهار لا يحكمها هذا العدد من الفصائل والمليشيات.
أخيرا فبعد اللقاءات التي عقدها المنسق ألأممي للصراع في العراق يان كوبيش مع قادة تيارات الإسلام السياسي أثناء المظاهرات التي قادها التيار الصدري, كان عندما يخرج من اجتماعه مع أحد هذه القيادات يبدي تشاؤمه, وهو لا يريد أن يخفي أن الصراع ممكن أن يأخذ أبعادا أكبر, فكأن كل الذين أجتمع بهم يريدوا أن يوصلوا رسالة لبعضهم البعض مفادها, (نحن موجودون, فهل من مبارز).



#قاسم_علي_فنجان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة الكاريزما وعبادة البطل
- جسد المرأة كهدف للقمع
- الأول من أيار وفخر الصناعة الوطنية
- التيار المدني - إلى الوراء دُر-
- عن ظاهرة المثقفين في العراق
- نحو فهم جديد لوضع المرأة
- حكومة جامعي الغذاء أو اقتصاد الكفاف
- إصلاحات العبادي ووصايا موسى
- الكتلة التاريخية وعقدة يونس
- مثليي الجنس أو ال (كور-غارٌو(
- مناقشة لشؤون عمالية
- الرؤية الآن عن المرأة
- حول التعليم الجامعي
- قانون الأربعين يوما
- ثقب اسود
- إعادة رسم الصورة
- في تجربة النقد
- عمال الصناعة ووهم التفاوض
- العبادي واللبراليين في العراق
- المرحلة الفمية لمجلس النواب


المزيد.....




- سحب الدخان تغطي الضاحية الجنوبية.. والجيش الإسرائيلي يعلن قص ...
- السفير يوسف العتيبة: مقتل الحاخام كوغان هجوم على الإمارات
- النعمة صارت نقمة.. أمطار بعد أشهر من الجفاف تتسبب في انهيارا ...
- لأول مرة منذ صدور مذكرة الاعتقال.. غالانت يتوجه لواشنطن ويلت ...
- فيتسو: الغرب يريد إضعاف روسيا وهذا لا يمكن تحقيقه
- -حزب الله- وتدمير الدبابات الإسرائيلية.. هل يتكرر سيناريو -م ...
- -الروس يستمرون في الانتصار-.. خبير بريطاني يعلق على الوضع في ...
- -حزب الله- ينفذ أكبر عدد من العمليات ضد إسرائيل في يوم واحد ...
- اندلاع حريق بمحرك طائرة ركاب روسية أثناء هبوطها في مطار أنطا ...
- روسيا للغرب.. ضربة صاروخ -أوريشنيك- ستكون بالغة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - قاسم علي فنجان - هل من مبارز