عمر الانسان وتباطؤ الزمن - تفسير مبسط لمثالين في نظريتي النسبية الخاصة والعامة

رائف أمير اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 5239 - 2016 / 7 / 30 - 21:09
المحور: الطب , والعلوم
    

لاشك ان نظريتا النسبية الخاصة والنسبية العامة للعالم العظيم اينشتين قد أحدثتا انقلابا في الفكر العلمي الفيزيائي في فهم هندسة الكون وهندسة الحركة فيه بعدما أحدثتا انقلابا في مفاهيم عديدة منها ربط الزمان والمكان بمفهوم واحد فاعل هو الزمكان واطلاق ان سرعة الضوء هي اعلى سرعة في الوجود وان الجاذبية هي انحناء للزمكان. فتداعى لهذا الانقلاب الفكر الانساني برمته ومنه النظر من جديد الى حياة الانسان وعمره في العلاقة مع الظواهر الفيزيائية بعدما أشرك الانسان كراصد وككتلة مادية تخضع لها في أمثلة شروحات النظريتين.
وبما انني كنت أحد المتسائلين لفترة طويلة في : ماعلاقة عمر انسان بداخل مركبة تقترب من سرعة الضوء؟ ... ماتأثير السرعة تلك على العمليات الحيوية في جسمه كي يطول عمره بالنسبة لانسان آخر على الارض (ثابت الحركة نسبيا) ؟ و ماعلاقة عمره بالجاذبية كي يطول كلما زادت؟ فقد وجدت من الضرورة أن أكتب تفسيري المبسط للعلاقة بين عمر الانسان ومفهوم تباطؤ الزمن بعد أن فهمتها ، لما وجدت ان أغلب من فهموا النسبية من (الوسط العام) لايفهمونه لأن كل الامثلة المتداولة في شروحات النسبية لم تتطرق الى هذا الجانب ( مايجري بداخل الانسان تحت تأثير تلك الظواهر الفيزيائية) رغم انني ترددت في البداية من الكتابة لكون ان مسألة التفسير(الربط مع الجانب الاحيائي) لاتتطلب سوى أسطرا قليلة تضاف الى تلك الامثلة مثلما سأورد التفسيرفي آخر المثاليين التاليين:
1- بموجب النظرية النسبية الخاصة فأن الزمن يتباطأ بازدياد السرعة الى الحد الذي يتوقف عند سرعة الضوء، فمثلا يسافر شخص في مركبة فضائية سرعتها 95% من سرعة الضوء ( حوالي 285000 كم/ثانية) لمدة 7 سنوات ليجد بعد عودته ان تلك المدة عادلت زمن قدره 20سنة قد مر على كوكب الارض الذي انطلق منه.
وبشرح فيزيائي مبسط نفترض ساعتين قد صممتا بنفس الشكل... (بندول) من لوحين تتردد بينهما كرة ذهابا وايابا وكل ذهاب يستغرق ثانية واحدة وكذلك للإياب. نضع أحدهما(ثابتة) في مكان على كوكب الأرض بينما نضع الآخرى على مركبة فضائية تنطلق بسرعة قريبة من سرعة الضوء (وحتى اية سرعة). في الساعة المتحركة مع المركبة سنجد ان الكرة المرتدة من احد اللوحين ستضطر ان تلحق باللوح الآخر الذي غير مكانه تبعا لسرعة المركبة وكذلك الحال عند الرجوع مما يعني زيادة مسافر السير أو مسافة الثانية أو زيادة مدة الثانية وبمعنى آخر تباطؤ الزمن بالنسبة لمسافة السير او مسافة الثانية او مدتها في قياس الساعة التي بقيت ثابتة على الارض.
لكن ماذا يعني بالنسبة لمثال للشخص (الانسان أو أي كائن حي آخر)؟؟
يعني ان كل المركبات الكيميائية وأجزاؤها من ذرات أو جسيمات دون ذرية لجسم الكائن الحي ستخضع لهذه الظاهرة وستقطع (ثواني أطول) عند انطلاقها من مكان الى آخر بداخل جسم الكائن الحي المتحرك مع المركبة مقارنة (بطول الثواني) لنفس المركبات وأجزاؤها في جسم كائن حي آخر بقي ثابتا على الارض. وطبعا الأرض ستكون هنا هي الثابت الذي تنسب اليه سكون او حركة الجسمين.
2- تعتبر النسبية العامة ان الجاذبية بين الاجرام السماوية أو أي جسمين في الكون ماهي الا انحناء في الزمكان وبذلك فان الزمن سيتباطأ بازدياد الانحناء. وكمثال على ذلك فأن قضاء مدة سنتين لشخص من عمره وهو يدور بداخل مركبة فضائية انطلقت من الارض حول افق الحدث لثقب أسود تعادل خمسين سنة لشخص آخر على الأرض. ولكي لا اورد مثال يزيد التعقيد في الفهم(عدا انه ليس بيت قصيد شرحنا) فلنتخيل اربعة ابعاد أحدهما الزمن بين الشمس والارض لكنها معوجة مما يزيدها طولا ... أي يزيد طول الزمن كلما زاد الاعوجاج.
اذن ... تفسير المثال هنا هو أن المركبات الكيميائية أو أجزاؤها بداخل جسم الكائن الحي لاتتحرك بشكل مستقيم عندما تتأثر بجاذبية ... وانما تسلك طريقا معوجا يكون أكثر طولا كلما زادت الجاذبية (زيادة الاعوجاج).فيتشابه الحال كما في المثال الأول من مقارنة(مسافة الثانية) بين جسمين حيين لكن هذه المرة بين مكان شديد الجاذبية (الثقب الاسود) وآخر اقل شدة هو الارض.
30-7-2016

#رائف_أمير_اسماعيل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات