أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم محمد - القصة الإفريقية الشفهية وأهميتها















المزيد.....



القصة الإفريقية الشفهية وأهميتها


ابراهيم محمد

الحوار المتمدن-العدد: 5238 - 2016 / 7 / 30 - 09:51
المحور: الادب والفن
    


القصة الإفريقية الشفهية وأهميتها
إبراهيم محمد
القصص الإفريقية الشفهية مليئة بالغرائب والعجائب والقصة, رائعة من روائع الماضي لا يستخف به ويحتاج القصص الإفريقية الشفهية إلى من ينقله إلى اللغة المكتوبة مع مراعاة قواعد أساسية لكتابة القصة ليرتقي إلى مستوى العالمي حتى يستفيد منه المجتمع العالمي
وهذه القواعد ما هي إلاَّ مقتطَفات من كتبِ ومَقالات كِبار الكُتَّاب في العالَم العربي والغربي أيضًا، وهي من محصِّلة اطِّلاعي، وسوف تشتَمِل هذه المقتطَفاتُ على ألوانٍ متعدِّدة من ألوان الكتابة، وفنونٍ متنوِّعة، ولقد وَدِدتُ أن أنقل لكم خلاصةَ تلك القراءات؛ لعلَّكم تَجِدون فيها ما ينفعكم
وضع "فونجيت"[1] (1922 - 2007م) ثمانِ قواعد أساسيَّة لكتابة القصَّة في كتابة باغومبو*:
تَلاعَبْ بالوقت بطريقةٍ غريبة، حتَّى لا يشعر القارئُ بأن هناك هدرًا للوقت.1
أعطِ القارئَ شخصيَّة واحدة على الأقل، يَرغب في نُصرتها ونجاحها.2
كل شخصية يجب أن تريد شيئًا، حتَّى ولو كان كوبًا من الماء.3
كل جملة يجب أن تؤدِّي دورًا من اثنين: إظهار شخصيَّة، أو تطوير الحَماسة.4
دَع البداية تكون قريبة من النِّهاية ما أمكَن.5
مَهما كانت شخصيَّتُك الرئيسيَّة جميلة وبريئة، كن ساديًّا معها،
دع الأحداث المريعة تعذِّبُها؛ لِيَرى القارئُ كيف ستَتعامل مع هذه المصائب.6
7اكتب لِتُبهج شخصًا واحدًا، يفتح نافذة، أو بممارسة الحبِّ مع العالَم، أن تتكلَّم يعني أن تُصاب قصَّتُك بذات الرِّئة
- 8أعطِ قُرَّاءك أكبر قدرٍ من المعلومات بأقرب فرصة ممكِنة؛ ليتساءل القرَّاء بحماسةٍ، يجب أن يمتلكوا فهمًا كاملاً لما يحدث؛ متى؟ وأين؟ فيمكنهم بذلك إنهاء القصة بأنفسهم، دَع الصراصير تأكل الصفحات القليلةَ الأخيرة
رابط الموضوع:1- وائل عزت معوض قواعد أساسية لكتابة القصة http://www.alukah.net/literature_language/0/36265/#ixzz4Fof تاريخ الإضافة: 26/11/2011 ميلادي - 29/12/1432 هجري 1
نموذج القصة الإفريقية الحكائية:

قصة (بنيك)مع (الضبع)
سبعة أولاد كان أبوهم يبحث لهم العيش عبر الصيد وفي يوم من الأيام غاب أبوهم طلب الأولاد من أمهاتهم أن يعطوهم آلات الصيد الذي كان يصيد به أباهم في الغابة وأعطتهم أمهاتهم تلك آلات فذهبوا للصيد وكان أبوهم ترك إحدى زوجاته حاملا وبعد حين من الزمن شعرت المرأة الحاملة بألم تحت ظفرها
وأخذت الشوكة تشتكه فخرج ولد المسمى (بنيك) تحت ذلك الظفر وأصبح الولد يبحث عن أدوات الصيد الذي تركه أباه فسلموه له فظل يتبع إخوانه الذين ذهبوا للصيد
ولما أدركهم فقالوا من أنت فأجابهم أنا أخوكم(بنيك) فقالوا لا نعرفك فمازالوا ينكرونه حتى أدركهم الليل
فدخلوا بيت (الضبع) فرحبت بهم فأضافتهم في غرفة الأغنام ولما جن الليل بدا الأوسط من الأولاد المسمى (بنيك) يقض الغرفة ليهرب بإخوانه لأنه لا يؤامن الضبع وكلما سمعت (الضبع) السغسغة تقول من يسغسغ في جدران الغرفة فيقول يا أم عامر إن خروفك يدفعني بقرنيه وما ذلك إلا حيلة منه ليهرب إخوانه خارج الغرفة
فتقول له (الضبع) اضربه ويعود بنيك العملية وفي النهاية قض الغرفة و حمل بينك جميع إخوانه خارج الغرفة الاستضافة ولم يترك في تلك الغرفة إلا بنت أم عامر المسمى ب (كسكوري)
ووضع (بنيك) بدل إخوانه الثلاثة جذوع الأشجار المرة وبعد حين من الوقت استيقظت أم عامر تحدد شفرة السكين وقال (بنيك) مالك أيتها (الضبع) فقالت ما حددت شفرة هذا السكين إلا لأقطع به الجزء اليسير من مجداف المراكب واصنع به قصبة التدخين وكان كلامه فارغ عن الحقيقية وبعد حين من الوقت
قامت الضبع فحملت معها السكين وذبحت احد الجذوع الشجرة المرة ظنت انه احد ضيوفها فذاقت شفرة السكين فوجدتها مرة فقالت ما أمر من هذا قد قضى وقتا طويلا في الشمس حتى اتلف الشمس دمه وكذا فعلت بالثانية والثالثة وأما الرابعة هي ابنتها "( كسكوري) فلما ذبحتها وذاقت شقرة السكين قالت إنها لحلوة الدم
فأجابها (بينك) أن التي ذبحتيه ابنتك المسمى (كسكوري) فباتت تحاول ضرب بينك بالعصا في ليل ذي ظلام دامس تضربه ويقول لها بينك لم تصبن يا أم عامر اضربني ها أنا بقرب الباب فتضرب أم عامر ولم تصبه حتى عاد (بنيك) إلى أهله سالما ونجح من مكائد الضبع
هذا الولد يضرب به المثل بأنه ولد ذكي
يقول عبدالله بن إبراهيم العسكر
يبدو أنَّ أهميَّة التاريخ الشفهي واستعماله باعتباره مصدرًا تاريخيًّا، تزداد في الآونة الأخيرة، ويلقى رواجًا في الأوْساط العلميَّة، ولعلَّ ما أخَّر دخول التراث الشَّفهي إلى دائرة التاريخ: أنَّ المؤرِّخين ينظرون إلى ذلك التراث نظرة غير جدية، ويعدونه ضربًا من الفنون الشعبية، التي لا يمكن الرُّكون إليها.
وهذه الورقة سوف تطرق موضوع التُّراث الشَّفَهي من خلال الوُقُوف عند قضايا ثلاث: الأولى: علاقة التُّراث الشفهي بالتاريخ، والثَّانية: أهميَّة المصادر الشفهيَّة، أمَّا القضية الثَّالثة: فهي عن تَحويل الرِّواية الشفهيَّة إلى تاريخ مدوّن، مع أمثلة مختصرة عن واقع التراث الشفهي في كلٍّ من الإمارات العربيَّة المتَّحدة، والمملكة العربيَّة السُّعوديَّة2.
عبدالله بن إبراهيم العسكر أهمية تدوين التاريخ الشفهي
http://www.alukah.net/culture/0/7295/#ixzz4Fpszvyjj
تاريخ الإضافة: 1/9/2009 ميلادي - 11/9/1430 هجري نقلا من: مجلة الدرعية - العددان 40،39
وبدايةً: فإنَّني كلَّما اشتغلتُ بقضيَّة تتعلق بالتراث الشَّفهي، واجهتني مشكلات، منها: تذكّر قول روبرت لوي "RobertLowie": كيف يُمكن للمؤرِّخ أن يخدم نفسَه باعتقادِه أنَّه يحتاج فقط إلى أن يَستجْوِب السكَّان المحلِّيين؛ لكي يتعرَّف على تاريخِهم؟" أو قوله أيضًا: إنَّني لا أستطيع أن أعلِّق أيَّة قيمة تاريخية على الروايات الشفهية، تحت أية ظروف"[1]، ومع هذا فإنَّ تراث الشعوب لا يزال يحمل في طياته الشيء الكثير، مما يمكن معه تلمُّس حقائق، ومعلومات نفيسة لا نَجدها في التَّاريخ المدوَّن، ويجعلنا نحن المؤرِّخين أمام واقع لا نقْبل معه أقوال روبرت لوي على علاتها، ذلك أن كل مأثورة أو حكاية شعبيَّة، وكل تقليد من التقاليد يرجع في أصله إلى بعض الحقائق المحدَّدة في تاريخ الإنسان.

أمَّا ما جعل روبرت لوي، ومن حذا حذوه، يهملون التراث الشفهي، فهي نزعة السيطرة النصّيَّة Textuality على عقول العلماء والباحثين، تلك النزعة التي تجعلنا أيضًا لا نتعامل مع التراث الشفهي، إلاَّ من خلال النصوص المدونة].

ومن هذا المنطلق يمكن أن يتذكَّر المرء أقوال آخرين يُشيدون بأهميَّة التراث الشفهي، كقول فيدر "A. Feder: إنَّ المأثورات يَجب أن تكون مقبولة؛ لأنَّها تستحق الثقة"[3]، وليس هذا كلَّ ما واجهني في مثل هذه البحوث، فقد عانيتُ الكثير في قضيَّة الاصطلاحات وتحديد معانيها، وأحسب أنَّ مردَّ ذلك أنَّ موضوع التراث الشفهي يكتنِفه الغموض، وأن علم التُّراث الشفهي علم تنازعه العلوم - إن صحَّ التعبير - بل هو علم مُشترك بين التاريخ وعلم الاجتماع، والأنثروبولوجيا، والأدب، واللغة، وغيرها من العلوم الإنسانية الأخرى، وحتَّى عندما بدأ يستقلُّ تحت مسمى علم الفولكلور Folklore فإنَّه بقِي غامضًا من حيثُ تحديد المصطلحات والمناهج
عبدالله بن إبراهيم العسكر أهمية تدوين التاريخ الشفهي3
http://www.alukah.net/culture/0/7295/#ixzz4Fpszvyjj
تاريخ الإضافة: 1/9/2009 ميلادي - 11/9/1430 هجري نقلا من: مجلة الدرعية - العددان 40،39
لقد نقل الدكتور نبيل سلامة من قاموس لاروس Larousse، أنَّ التراث الشَّفهي هو: "مجموعة التقاليد من أساطير ووقائع ومعارف ومذاهب وآراء وعادات وممارسات"، أمَّا قاموس روبير فيُعرِّف التراث الشفهي بأنه: "انتقال غير مادي للمذاهب والممارسات الدينية والأخلاقية المتوارثة من عصر إلى آخر بواسطة الكلمة المنطوقة"، ويزداد الأمر تعقيدًا عندما ننظر في التعريفات التي أوردها المشتغلون بهذا العلم، وسيرد شيء من هذا في ثنايا البحث.

رأيت أن أتبنَّى ما يراه المؤرخون من أمثال دانيل ماكول DanielMcCall تجاه قضية المصطلحات، وأختار مصطلح "التُّراث الشفهي" في مجمل صفحات هذا البحث؛ وذلك لسببين:
الأول: أنَّ كثرة المصطلحات للعلم الواحد، أو حتَّى لفروعه، تُعقِّد موضوع البحث وتُشعّب مسالكه، والثاني: أنَّني وجدت أنَّ اصطِلاح التُّراث الشَّفهي أقربُ للتَّاريخ من غيره من الاصطِلاحات الأخرى، من مثل: التراث الشعبي، أو المأثورات الشعبية، أو الفولكلور، وغيرها كثير، وهو ما اختاره والتر أونج Walter. J. Ong، المتخصِّص في الآداب الشفهيَّة، وجملة القَول: إنَّه لا مشاحَّة في الاصطِلاح ما دام يُعبِّر عن المُراد، ومن هنا خطر ببالي سؤالٌ أراهُ مهمًّا في هذا الميْدان، وهو: ما علاقة التُّراث الشَّفهي بالتَّاريخ؟

علاقة التُّراث الشفهي بالتاريخ
إنَّ تخلِّي المؤرِّخين عن المصادِر الشَّفهيَّة قد ترك للمختصِّين في الفولكلور والأنثروبولوجيا الميدان واسعًا، ممَّا جعل تلك المصادِر تنْأى عن بُعدها التاريخي، ولم يعترف المختصُّون في تلك العلوم بأهمية التاريخ في دراسة التراث الشفهي، إلاَّ في مطلع عقْد الخمسينيَّات من القرْن الميلادي الماضي، ولعلَّ السَّبب - كما أسلفت - هو سيْطرة عُلماء الفولكلور على المصادر الشفهيَّة، وكانوا يُطْلِقون على تلك المصادِر اسم الأساطير، والخرافات الوعْظيَّة Didacticlegends، وكانوا يروْنَها تدلُّ على المعنى الفلْسفي والمغزى التَّعليمي، أكثر من كوْنِها تَحمِل أيَّ تفاصيل تاريخيَّة، بل وصل الأمر ببعضِها على التَّصريح بأنَّ المصادر الشفهيَّة لا تَحتوي على حقائق تاريخيَّة4
عبدالله بن إبراهيم العسكر أهمية تدوين التاريخ الشفهي
http://www.alukah.net/culture/0/7295/#ixzz4Fpszvyjj
تاريخ الإضافة: 1/9/2009 ميلادي - 11/9/1430 هجري نقلا من: مجلة الدرعية - العددان 40،39

إنَّ هذه الأقوال وأمثالَها هو ما أخَّر الاستِفادة من التُّراثَ الشَّفهيَّ باعتباره مصدرًا من مصادر التاريخ المُتعدِّدة، ومع هذا لعلِّي لا أُبالغ إذا قلت: إنَّ التُّراث الشَّفهي وثيقُ الصِّلة بالتَّاريخ، ذلك أنَّ الأوَّل يعدُّ مرآة المرْحلة الحضاريَّة التي يعشيها الناس، وهو يُعبّر عن أفكارهم وعواطفهم، كما أنه يصوِّر شيئًا غير يسير من النظم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية السائدة، بل إنَّ بعض الباحثين يعتقد أنَّ التَّاريخ المدوَّن ولد في أحضان التراث الشفهي

إنَّ مكونات التاريخ الشفهي هي مكونات التراث الشعبي، من مثل: الحكايات، والقصص، والسير الشعبية، والأمثال، والحكم، والغناء، والشعر، فهل يمكن والحال هذه أن يتجاهل المؤرِّخ التراث الشَّفهي؟ أظنُّ أنَّ الإجابة عن مثل هذا السؤال هي بالنفي؛ إذ إنَّ المأثورات الشفهيَّة يُمكن أن تعزِّز الثِّقة في بعْضِ النَّواحي التاريخيَّة، مع العِلْم أنَّ بعض العلماء يرى العَكْس هو الصَّحيح؛ إذ يَجب في نظرِهم أن نفحص التُّراث الشَّفهي من منظور التاريخ المدوَّن أو الآثار أو اللغة
لقد ذهب بعض المؤرخين المشتغلين بالتراث الشَّفهي إلى ضرورة التعامل معه بطريقة تختلف عن بقية العلماء المتخصِّصين في علوم أخرى، من هنا قدّم باور W.Bauer تقسيمه للمأثور الشفهي من منظور تاريخي، واقترح تقسيمه إلى قسمين:
الأول: يشمل كل المصادر المعروفة أو الثابتة أو المتغيرة الصحيحة أو المُحرفة، أمَّا الثَّاني: فهي المصادر التي لم يعرف مؤلِّفوها، والتي انتشرت في المجتمع بطريقة غير معروفة من مثل: الحكايات الشعبية، والأساطير، والملاحم، والسيّر، والنَّوادر والأمثال، والأغاني الشَّعبية
ولقد أضاف آخرون الإشاعة، وهي في نظر الباحث قد تحْمِل شيئًا من التاريخ، ولكن شريطة أن تُعززها مصادر تاريخية معروفة، أما الملاحم والسير والنوادر؛ فإنه يحسُن استقصاء وسيلة نقلها، ويُفضّل استبعادها إذا احتوت على تناقضات، أما الأغاني فهي في نظر الكثيرين دعاية مقصودة قد تضر بالتاريخ أكثر مما تنفعه.
لقد كثر المؤرخون المشتغِلون بالتراث الشفهي، ويأتي على رأسهم فاج D.gage، وأليفر R. Oliver اللذان استخدما المأثورات الشفهية؛ باعتبارها مصدرًا تاريخيًّا، ويرى من درس أعمالهما أنهما لم يطورا نظرية أو طريقة للتعامل مع المأثور الشفهي في ميدان التاريخ؛ كما فعل يان فانسينا5 J. Vansina فيما بعد.
عبدالله بن إبراهيم العسكر أهمية تدوين التاريخ الشفهي
http://www.alukah.net/culture/0/7295/#ixzz4Fpszvyjj
تاريخ الإضافة: 1/9/2009 ميلادي - 11/9/1430 هجري نقلا من: مجلة الدرعية - العددان 40،39

لقد عمل يان فانسينا على إبراز القيمة التاريخية للتراث الشفهي، والأنواع الأخرى من التراث الشعبي في كتابه الذائع الصِّيت الموسوم بـ"المأثورات الشفهية، دراسة في المنهجية التاريخية"، الذي صدر في طبعته الفرنسيَّة لأوَّل مرَّة عام 1961م، ثم ظهر في طبعة إنجليزية عام 1965م في شيكاغو، لقد كان كتاب فانسينا مؤثرًا، وظل مرجعًا للمؤرخين المشتغلين بالمصادر الشفهية6

قصة(الزواج ببنت الملك)
قال الملك للحيوانات من استطاع منكم أن يأتيني بخيارات المتواجدة في البادية فقد أذنت له بزواج ابنتي
حاول الحيوانات البادية كلها فلم تستطع إلا الضفدع فانه يغني ويتبعه الخيار وهذا نص غنائه (مانو لانغا بكولا مانو لانغا غوبي تلا مانو لانغا غوبي دغني)فهي مجرد غناء لها الإيقاع الموسيقى الداخلية وقالت الفراشة مستخفا بالضفدع من الضفدع
فراح الفراشة يدعوا الخيار فلم يسر ولما وصل الضفدع بالخيار قال الملك من أتى بهذا الخيار فقال الفراشة أنا فقال الملك لا انه الضفدع فزوج الملك ابنته الضفدع فقالت البنت لماذا لا أتزوج بالرجل الوسيم إلا هذا الضفدع ذو كساء من صديد وقيح كان الضفدع في كل صباح يذهب للصيد فيرجع بكثير من المصطاد ونحوه
وبعدما يرجع إلى البيت يدخل غرفته ويلبس لباسه الضفدعي ويقدم المصطاد إلى زوجته بنت الملك فتأبى أن تطبخه وان طبخته تقدم له ذلك في الموائد الوضيعة عبارة عن ازدراء به
في يوم من الأيام رأت المرأة الأخرى الضفدع في صورته الحقيقي فأخبرت تلك المرأة بنت الملك بان الضفدع جميل للغاية
وعليها أن تخفي كساء الضفدع لتراه في جماله الحقيقي فقامت بنت الملك بحرق جميع كساء الضفدع ولما عاد الضفدع من الصيد فلم يجد كسائه
ثم رأته زوجته بنت الملك في صورته الحقيقي فتعجبت من جماله فأحضرت له الحصير وقدمت له المائدة وعليها الأواني الفضية الحسنة فأبى الضفدع أن يأكل فقال أعطني الأواني الوضيعة المعتادة
الست أنا الضفدع الذي كنت تستخفين بي هل تغيرت
يقول عبد الله بن إبراهيم العسكر عن أهمية المصادر الشفهيَّة
إنَّ الثقافات المعروفة والمدوَّنة كانت في الأصل ثقافات شفهية، فالإلياذة والأوديسة وغيرهما من آثار اليونان كانت في الأصْل شفهيَّة، وكان هوميروس أول مؤرخ شفهي وصلتنا أعماله مدوَّنة، وجاء بعده هيرودوتس Herodotus، وتوكيديدس Thucydides، وهما أوَّل من جمع بين الرواية الشفهية والمدونة، وكان الأول يقوم برحلات كثيرة في آسيا الصُّغْرى والشرق الأدنى؛ يجمع القصص والحكايات حول تاريخ البلاد التي يزورها، وفي العصر المسيحي الأوَّل كان للروايات الشفهية مكانة سامقة، ذلك أن أغلب المسيحيين لم يكونوا ملمِّين بالقراءة، ولذا تبرز الرواية الشفهية في أسفار الإنجيل التي امتد تأليفها على مدى خمس وسبعين سنة، ومثل ذلك يُقال عن أسفار الأبوكريفApocrypha، وفي العصور الوسطى الأوربية لم يكن أمام المؤرخين، إلاَّ الروايات الشفهية مصدرًا لتواريخهم، وكان جل اعتمادهم عليها وعلى مذكراتهم الشخصية أو على شهادة عيان7.

ولهذا السبب يعدّ (كتاب دوميزداي (BomesdayBook)، أوَّل مصدر في تاريخ إنجلترا الاجتماعي والاقتصادي في الفترة النورماندية في عام 1086م، وكانت الروايات التي قُدمت مشافهةً هي عماد هذا الكتاب، ومثل ذلك الأغنية الشعبية القصصية (البالاد)، والشعر الإنجليزي القديم والوسيط، ونشيد رونالد - كلها آداب شفهية، كما استخدم المؤرخون العرب والمسلمون المادة الشفهية بشكلٍ واسع، بل إنَّ قدرًا من التراث العربي المدوَّن، في ميادين علميَّة كثيرة، كان تراثًا شفهيًّا قوامه التداول والرواية الشفهية، وهناك إجْماع على أنَّ جلَّ المحدثين والمؤرِّخين والإخباريِّين والأُدَباء والشُّعراء الأوائل، قد استفادوا من المصادر الشفهيَّة؛ فالبلاذري (ت 298هـ)، والطبري (ت310هـ)، والمسعودي (ت346هـ)، وابن خلدون (ت808هـ)، يأتون على رأس المؤرخين المسلمين الأوائل الذين اعتمدوا بشكلٍ كبير على الروايات الشفهيَّة عند تأليفهم كتبهم، ويكاد الشعر العربي الجاهلي برمته أن يكون شعرًا شفهيًّا نشأ في وسط غنائي8
ويرجع الفضل إلى العلماء المسلمين الذين قنَّنوا قواعد علمية للاستفادة من الروايات الشفهية، أصبحت تلك القواعد فيما بعد علومًا مستقلة مثل: علم الإسناد، وعلم الرجال، وعلم الجرح والتعديل، ومصطلح الحديث، وغير ذلك كثير ، ومع هذا الواقع فإن عددًا من المؤرخين الآن لا يعترِف بالمصادر الشفهية، ويقول مسعود ضاهر: "إن هذه الظاهرة أمام تدوين الكثير من الحقائق التاريخية الجديدة التي يتم اكتشافها في أثناء إجراء المقابلات الشخصية الشفهية"، كما أدى إهمال المؤرخين للتراث الشفهي إلى ترك هذا الميدان للمتخصِّصين في الأنثروبولوجيا والفولكلور، الذين لا يهتمُّون بالماضي، ومن هنا جاءت أغلب أدبيَّات التراث الشفهي المعاصرة ناقصة وغير مقنعة.
أمَّا في العصر الحديث فقد نشطت حركة الاستفادة من المأثور الشفهي في ميدان التاريخ منذ القرْن الثاني عشر الميلادي حتى القرن السادس عشر في أوربا، ونتج عن ذلك كُتب تاريخية كنظام الحوليات، ومؤلَّفات عن تاريخ المدن وتاريخ الأسر الحاكمة، ثم ضعفت الحركة في القرن التاسع عشر، أمَّا في أمريكا فقد استمرَّ الاهتِمام بالتراث الشفهي؛ ذلك لأنَّه يُشكل المصدر شِبْه الوحيد للسُّكَّان المحلِّيِّين والمهاجرين على حدٍّ سواء، وبحلول القرن العشرين الميلادي ازداد الاهتمام بالمأثور الشَّفهي في ميدان التاريخ، ولم يطْلع فجر عقد الستينيات من ذلك القرن إلاَّ وقد برزت حركة علميَّة قويَّة بقيادة يان فانسينا وآخرين من المؤرِّخين والأنثروبولوجيين والفولكلوريين، تدعو إلى اعتِماد المأْثور الشَّفهي مصدرًا من مصادر التاريخ9

إنَّ من يظنُّ أنَّ الروايات الشفهيَّة لا تصلح وثائق ومستندات لدراسة التاريخ، قد يتراجع عن رأيه إذا تذكَّر أغلب الوثائق المدوَّنة كانت في الأصْل روايات شفهية متناقِلة قبل أن تدون، وعلى هذا الأساس فإنَّ الوثائق الشفهيَّة لا تقلُّ أهمِّيَّة عن الوثائق المدوَّنة، ولا تتفوَّق الأخيرة على الأولى، إلاَّ بكوْنِها تخضع لطرُق متعدِّدة للتأكُّد منها، وخلوِّها من التَّزوير، ولكن ليس من الصَّعب أن نضعَ ضوابطَ مُماثِلة لإثبات صحَّة الوثائق الشَّفهية قبل تسْجيلها، بواسطة آلات التَّسجيل أو تدوينها

بل إنَّ المقابلة الشخصية، أو ما يُسميه بعضهم بالتاريخ الحي LifeHistory لأجل تسجيل النص الشفهي توضح أبعادًا نفسية وإنسانية، لا يمكن الوصول إليها من خلال النص المكتوب10
رابط الموضوع: : عبدالله بن إبراهيم العسكر أهمية تدوين التاريخ الشفهي
http://www.alukah.net/culture/0/7295/#ixzz4Fpszvyjj
تاريخ الإضافة: 1/9/2009 ميلادي - 11/9/1430 هجري نقلا من: مجلة الدرعية - العددان 40،39
فالمؤرخ في هذه الحالة يعيش الأحداث التاريخية التي يدرسها عبر بعض المشاركة فيها، أو ممن سمعها من المشاركين فيها، وله إمكانيَّة الحوار المباشر معهم، واستيضاحهم جوانب كثيرة عن الماضي، كما يستفيد المؤرِّخ بطريقةٍ مباشرة من الانطِباع العامِّ الَّذي تركته الأحْداث اللاحقة في نفس الفرد، الذي شارك في صنع الحدث، أو شهِده، أو سمِعه ممَّن شهده، وهذا بدوْرِه يسهم في ضبط الاستنتاجات العلمية التي يتوصَّل إليْها الباحث، وأيضًا عن طريق اكتشاف حقيقة الأهداف التي توخَّاها أولئك الناس من صنع أحداث محددة

إن المصدر المدوَّن ليس سوى حوار الفرد مع ماضيه الشخصي، ولهذا السبب لا يجوز أن نبالغ في إبراز دور الفرد مهما كانت مرتبته الاجتِماعيَّة، كما لا يجوز المبالغة في بناء استنتاجات عامة على أساس آرائه الخاصَّة؛ فالفرد مهْما كانت مرتبته الاجتِماعيَّة لا يمكن أن يكون صانعًا للحدث التاريخي، بل مجرَّد مشارك فيه

والشيء نفسه يمكن أن يقال عن الكثير من الروايات الشفهية، والمأثورات والتقاليد الشعبية، وهي إلى حد ما (أطلال الماضي)، تعرضت للتغيير، والتفكك والتعديل، والحذف والإضافة، ولهذا لا يجب أن ننظر إليْها كحقيقة تاريخية مطلقة، وهذا ما ولَّد لدى بعض المؤرخين مفهومًا مفاده: أنَّ المصدر الشفهي لا يصلح إلاَّ لدراسة المجتمعات التي لم تعرف التَّدوين، ولهذا السبب أيضًا يرفض بعض المؤرِّخين اعتِماد الرواية الشفهيَّة أو المصدر الشَّفهي إلى جانب الوثيقة أو النَّصِّ المدوَّن.

حقيقة الأمر - كما مرَّ معنا - بعكس ذلك، فقد تمَّ استِعْمال المصدر الشفهي في الدول المتطوِّرة، مثل: بريطانيا والولايات المتَّحدة منذ مطلع القَرْن العشرين، بالإضافة إلى أنَّه ينظر إلى الرِّواية الشفهيَّة على أنَّها مكمِّلة للنَّصِّ المدوَّن، ولا تقوم مقامه، وقد ثبت أكثر من مرَّة أنَّ بعض المقابلات الشخصيَّة الشفهيَّة تكشف حقائق تاريخيَّة جديدة تُنشر لأوَّل مرَّة.

إنَّ المصدر الشَّفهي ضرورة علمية لفهم حقائق التَّاريخ، وحقائق التَّاريخ في التَّعريف الحديث هي: كل ما تركه السَّلف من أعمال، ومخطوطات، ووثائق، وتسجيلات، وعادات، وتقاليد، وطقوس دينيَّة، وفنون، وقصص شعبيَّة، وأدوات وآلات متوارثة، وغير ذلك.

ومع أهمِّيَّة التُّراث الشَّفهي المتزايدة، واهتِمام العلماء به، فإنَّ مواقفهم تبدو متفاوتة، ويمكن تبيُّن خمسة مواقف حيال التراث الشفهي وأهميته هي:
1- أن التراث الشفهي قد يحتوي على قدر من الحقيقة والصدق.
2- أنه من المستحيل تبيّن مقدار الحقيقة في التراث الشفهي وتقييمها.
3- أن التراث الشفهي لا يمكن الاعتماد عليه في كتابه التاريخ.
4- أن كل العوامل المؤثرة في مصداقية التراث الشفهي يجب أن تُفحص بعناية.
5- يجب أن يخضعَ التراث الشفهي للفحص الدقيق بواسطة المنهج التاريخي الصارم.

تحويل الرِّواية الشفهية إلى تاريخ مدون
كما قلنا فإنَّ الرواية الشفهية عرضةٌ للتَّغيير والتَّبديل، والإنسان عرضةٌ للنِّسْيان، وقد تخونه الذَّاكرة، أو يخلط بين الأحداث، أو ينحاز لجِهة معيَّنة أو رأْيٍ أو فِكْر يؤمن بهما؛ لِهذا لا بدَّ من دراسة الرَّاوي نفسه، ولا بأس أن نطبِّق على الرُّواة شيئًا يسيرًا من منهج المحدِّثين، ولا بأس أن يقوم المؤرخ بدوْرِ المحقِّق الَّذي يستجْوِب الشُّهود من أجل الوصول إلى الحقيقة، ولهذا يصح أن نقول: إنَّ الرواية الشفهيَّة معرفة تاريخية إذا كان مضمونها يشكل شاهدًا أو دليلاً يبحث عنه المؤرخ؛ لتعليل ما وقع أوْ لتدْعِيم وجهة نظره، وبهذا تصبح الروايات الشفهية مجرد أدلة أو كشوف نفي أو إثبات وجهة نظر معينة

ويقول الدكتور/ ميلاد المقرحي: إنَّ هناك ثلاث قضايا ينبغي اعتمادها عند تحويل الرواية الشفهية إلى رواية مدوّنة:
1- إمكانية تعليم الكثير من الرواية الشفهية في ميدان التاريخ.
2- أن دراسة الماضي من خلال الرواية الشفهية، تشتمل على كل أنواع البحث التاريخي الأخرى، فهي مزيج من الإثارة والرتابة.
3- أن يوضع ما يُجمع من روايات شفهية في متناول المؤرخين؛ لتوسعة دائرة استخدامها، خصوصًا لدى كثيرٍ من المؤرخين الذين يقلِّلون من أهميتها، لا بدَّ من نشرها وجعلها متاحة مثلها مثل التاريخ المدون].

من هنا تتَّضح أهمية أن يقوم المؤرخ بفحص الروايات الشفهية وتقويمها، ومعرفة الدوافع من ورائها، وكذلك طريقة تناقلها، ولعلَّ هذا العمل يقود إلى فحص آخر لا يقل أهمية عن الأول، وهو فحص الحبكة الأسلوبيَّة، والهدف، والخلفيَّة للرَّاوي، كما على المؤرخ أن يفحص كذلك البناء الدَّاخلي والخارجي للرِّواية الشفهيَّة من خلال المنْهج المعروف لدى المؤرِّخين، فإذا تَمَّ كل ذلك بنجاح يمكن عندئذ تدوين الرِّواية الشفهيَّة؛ ومن ثَمَّ تصبح وثيقةً تاريخيَّة، مثلها مثل الوثائق المعروفة.

قد اشتطَّ المؤرِّخون في إيراد شروط كثيرة لتحْويل الرِّواية الشفهيَّة إلى رواية مدوَّنة، وله الحق في ذلك، طالما أنَّ أغلب التُّراث الشَّفهي يحمل في طيَّاته تناقُضات كثيرة مع التاريخ المدوَّن، من ذلك أنَّ أغلب الرِّوايات الشفهيَّة تسودها ثلاثة مفاهيم ثقافيَّة مهمَّة، هي: افتِقارها لمفهوم القياس الزَّمني، وعدم وضوح الفِكْرة التَّاريخية فيها، والثَّالثة النَّظر إلى الماضي بمثاليَّة كبيرة Idealizationofthepast، وهذا كلُّه يشكِّل إحْدى المشكلات التي تواجه البحث في التَّاريخ الشفهِي11.
رابط الموضوع: : عبدالله بن إبراهيم العسكر أهمية تدوين التاريخ الشفهي
http://www.alukah.net/culture/0/7295/#ixzz4Fpszvyjj
تاريخ الإضافة: 1/9/2009 ميلادي - 11/9/1430 هجري نقلا من: مجلة الدرعية - العددان 40،39
وقد قام المؤرِّخون ومعهم بعض عُلماء الإنسانيَّات بدراسة موسَّعة للاستفادة من التراث الشفهيِّ، ولعلَّ فانسينا من أوائلِ مَن انتبه إلى هذا الأمر، وقدَّم دراسة مُمتازة تجمع بين التراث الشفهي ومنهج المؤرخين الصارم، وقد نبَّه لأمرٍ مهِمٍّ، هو خلوُّ المأثورات الشفهيَّة من أي نوع من أنواع التنميط المعروفة Typology، ومع أهمية ما قام به، إلاَّ أنَّه لم يُقدم تنميطًا عامًّا، ولم أعرفْ حتَّى الآن من بَحث في هذا الشَّأن المهم، اللهم إلاّ ما فعله ديفيد هينج في كتابه "التاريخ الشفهي"، وعمله لا يعدُّ تنميطًا بقدْر ما يعد خطوات أوَّلية في التَّعامل مع المادة الشفهية[27]، ولهذا أصبح لزامًا على المؤرِّخين التَّعامل مع أنماط متعددة، وهو ما يرهق المؤرخ، ويستهلك وقته12.
رابط الموضوع: : عبدالله بن إبراهيم العسكر أهمية تدوين التاريخ الشفهي
http://www.alukah.net/culture/0/7295/#ixzz4Fpszvyjj
تاريخ الإضافة: 1/9/2009 ميلادي - 11/9/1430 هجري نقلا من: مجلة الدرعية - العددان 40،39
أمَّا التَّنميط المحدود الذي اقترحه فانسينا عند تعامُله مع الروايات الشفهية الإفريقية، فهو:
1- الصيغ: مثل الألقاب والشعارات، والصيغ التعليمية، والصيغ الدينية.
2- الشعر: مثل الشعر الرَّسْمي، والشعر العام والخاص، والشعر التاريخي، وشعر المديح والهجاء.
3- القوائم: مثل أسماء الأماكن، والأعلام.
4- الحكايات: مثل الحكايات العامَّة، والمحلِّيَّة، والعائلية، والأساطير، والذكريات الشخصية.
5- التعليقات: مثل النَّظر في الرِّواية وهل لها سوابق، وهل هي رواية توضيحية، أم خاصة بالمناسبات العامة أو الخاصة.

وهكذا يتَّضح بِجلاءٍ الفشَل الَّذي أَلَمَّ بفانسينا عند تنميطه للشواهد التاريخية التي جمعها، فعلى الرَّغْم من قوْلِه: إنَّ المأثورات الشفهيَّة تعتمِد على تَجميع دقيق وتَحليل للمعطيات، وكذلك إشاراته المتعدِّدة إلى مصطلح الصيغ النَّمطية، واقتراحه لعدد منها، وأنَّها تدخل في نسيج الشواهد التاريخية، فإنَّه لم يجعلها مرتَّبة ومتَّسقة مع فهرس ستيث نومسون المعروف عند دراسي الفولكلور بـ(MotifIndexofFolklteture)، وهو الفهرس الوحيد للتعامل مع التراث الشفهي.
كما أنَّه لم يهتمَّ بالإسناد والرُّواة بالطَّريقة نفسِها الموْجودة عند عُلماء المُسْلمين

تتألَّف عمليَّة البحْث في مَجال التُّراث الشَّفهي من ثلاث مراحل متتالية، هي:
1- مرحلة جمع المادة من مصادرها الشفهيَّة.
2- تليها مرحلة تصنيف ما تمَّ جَمعه وفهرسته وإيداعه في أرشيف.
3- ثم تأتي بعد ذلك المرْحلة الأخيرة، وهي مرحلة الدراسة والتحليل.

أمَّا جَمع المادَّة الشفهيَّة فيتمُّ بثلاث طرق، وهي:
أ- طريقة الملاحظة Observation.
ب- طريقة المشاركة Participation.
جـ- طريقة المقابلة Intervies.

وكل طريقة من هذه الطرق لها إيجابيَّاتها وسلبياتها، ويستحسن الجمع بينها، كما فعل العالمان الأمريكيان ملمان باري MilmanParry، وألبرت لورد AlbertLord، اللذان قدما نظرية الصياغة الشفهية TheOralFormulaticTheory، وهي نظرية تُعد الآن من أحدث النظريَّات في مجال البحث العلمي المتعلِّق بالتُّراث الشفهي من حيث الجمع والتعامل13
رابط الموضوع: : عبدالله بن إبراهيم العسكر أهمية تدوين التاريخ الشفهي
http://www.alukah.net/culture/0/7295/#ixzz4Fpszvyjj
تاريخ الإضافة: 1/9/2009 ميلادي - 11/9/1430 هجري نقلا من: مجلة الدرعية - العددان 40،39

وعند الوصول إلى هذه المرحلة يرى بعضهم ضرورة تغيير مسمى الرواية الشفهية إلى مسمى التاريخ الشفهي، الذي يُشكِّل الآن فرعًا متناميًا من فروع علم التاريخ، وأحسب أنه يوجد نوعان من التاريخية الشفهية OralHistoriography، وهما: التاريخ الشفهي OralHistory، والرواية الشفهية OralTradition، فالأوَّل فرعٌ من فروع التَّأريخ أصبح فيما بعد علمًا، أمَّا الثاني فيشكل مصدرًا من مصادر التاريخ، ويشمل التقاليد والثقافة الشفهية، وهي التي تنتقل من جيل إلى آخر عن طريق الرواية، وليس عن طريق الكتابة، والتراث الشعبي عنصر من عناصر الثقافة، ولكن لا يمكن عدّ كل تراث شعبي متواترًا مقبولاً ليدخل في مسمى الرواية الشفهية ما لم يكن منتشرًا في المجتمع، ومثل الرواية الشفهية التي هي الذكريات المتعلقة بالماضي، ولكن لا يمكن أن تنتقل من حيِّز الرِّواية الشفهيَّة إلى حيِّز التَّاريخ الشَّفهي ما لم تَكُن متواتِرة، ويؤيِّدُها شيءٌ من التَّاريخ المكتوب.

ولعلَّه من المفيد الاطِّلاع على العمل الجيِّد الَّذي ألَّفه كوللوم ديفز وزملاؤه Cullo,Davis,KathrynBack & KayMaclean بعنوان: "التاريخ الشَّفهي من الشَّريط إلى الورق" OralHistoryfromTapetoType، وفي أرْبعة فصول تحدَّث المؤلِّفون عن: خطوات جَمع التَّاريخ الشَّفهي، وتحْويل الرِّوايات الشفهيَّة إلى تاريخ مدوَّن، ولقاء العامَّة ونشر التَّاريخ الشَّفهي، وأخيرًا إدْراك التَّاريخ الشفهي، إنَّ هذا العمل يُمْكِن تبنِّيه مع تغْيِير طفيف؛ ليصبح مناسبًا لدُول منطقة الخليج العربية

وفي هذا الشَّأْن يُمكن إلْقاء نظرة سريعة على أهمِّ المحاولات العلميَّة لتحْويل التراث الشفهي إلى تاريخ مدون في منطقة الخليج، وسنخْتار المملكة العربية السعوديَّة ودولة الإمارات العربية المتحدة كمَثَلين14
رابط الموضوع: : عبدالله بن إبراهيم العسكر أهمية تدوين التاريخ الشفهي
http://www.alukah.net/culture/0/7295/#ixzz4Fpszvyjj
تاريخ الإضافة: 1/9/2009 ميلادي - 11/9/1430 هجري نقلا من: مجلة الدرعية - العددان 40،39
وبداية، لا بدَّ من التنويه إلى أنَّ استِعْمال التُّراث الشَّفهي باعتباره مصدرًا في دراسة التاريخ في بلدان الخليج العربي حديث العهد؛ إذْ كان معظم المؤرخين والإخباريين يركنون إلى المصادر المدوَّنة، مثلهم مثل نظرائهم في العالَم العربي، ومن المهتمِّين بالتَّاريخ الشفهي في المنطقة: عبدالله صالح المطوع، وفالح حنظل، وعبدالله العثيمين، ولوريمر، ومايلز، وكيلي.

نستطيع أن نعدّ بعض الوثائق المحلية في أوَّل أمرها وثائق شفهية، تم تدوينها، خشية ضياعها أو لأهميتها في مجال الحقوق أو التاريخ المحلي، وقد اختار الدكتور سيد حامد حريز أربع مخطوطات تاريخية، تشكل في ظنِّه أهمَّ الوثائق الشفهية لتاريخ عُمان، والإمارات العربية المتَّحدة، وقد دوّنت في أوقات مختلفة، وهي: "كشف الغمَّة الجامع لأخبار الأمَّة" لسرحان بن سعيد الأزكوي، و"الفتح المبين في سيرة السادة البوسعيديين"، و"الشعاع الشائع بالعنان في ذكر أئمة عمان وما لهم من العدل والشَّان"، وكلاهما لحميد بن محمد بن رزيق، و"الجواهر واللآلي في تاريخ عمان الشمالي"، لعبدالله بن صالح المطوع، والواقع أن اختيار سيد حريز موفق؛ لأن محتويات تلك الوثائق التَّاريخية كانت لوقت قريب مما يتناقله الناس مشافهة، كما أنها أضافت لتاريخ منطقة الخليج المدون حقائق وتفسيرات جديدة.

أمَّا في المملكة العربية السعودية، فيمكن أن نختار عددًا من الكتب تمثل هذا التوجه، ولكنَّنا سنقتصر على أمثلة محدودة من مثل: كتاب "تاريخ ملوك آل سعود"، للأمير سعود بن هذلول آل سعود، وخاصة في الفترة التي عاصَرَها المؤلِّف وكتاب "نبذة تاريخية عن نجد"، لضاري بن فهيد الرشيد، وكتاب "الأمير عبدالله بن عبدالرحمن بن فيصل 1311- 1396هـ"؛ لصلاح الدين المنجد15].

رابط الموضوع: : عبدالله بن إبراهيم العسكر أهمية تدوين التاريخ الشفهي
http://www.alukah.net/culture/0/7295/#ixzz4Fpszvyjj
تاريخ الإضافة: 1/9/2009 ميلادي - 11/9/1430 هجري نقلا من: مجلة الدرعية - العددان 40،39

تدخل ضِمْن الوثائق الشَّفهيَّة المدوَّنة حديثًا، وما قُلْناه عن المخْطوطات السَّابقة يمكن أن يُقال عن هذه الكُتب، فقد أضافتْ شيئًا جديدًا للتاريخ المدوّن لنجد وتاريخ المملكة العربية السعودية.
أمَّا المحاولات العلمية المعاصرة في توظيف الشعر الشعبي الشفهي باعتباره مصدرًا تاريخيًّا فمن أشهرها: بحث لعبدالله العثيمين، وفيه جمع جملة من الأشعار المتداولة لتاريخ المملكة ولكاتِب هذه السطور محاولة في تفسير دعْوة مسيلمة بن حبيب الحنفي، المشهور بمسيلمة الكذاب من منظور أسطوري، وقد توصَّل إلى تفسير جديد للأقوال المنسوبة إلى مسيلمة، وهو خلاف المُعتقد لوقت قريب من أنَّ الأساطير الشفهية لا فائدة منها للتاريخ، ولعلَّ من المفيد في هذا الصَّدد الإشارة إلى أنَّ أوَّل مَن لفت أنظار العلماء إلى أهمية الأساطير في البحوث التاريخية هو ماكول McCall، في دراسته المستفيضة عن الأساطير، وفيها ثبت لكل ذي رأي أهميتها، ثم جاء بعده سير لورانس جوم SirLawranceGomme، وأثبت بطريقة لا لبس فيها أهمية الأساطير في الدارسات التاريخية، ولعل كتابه الموسوم بـ(الفولكلور كعِلْم تاريخي FolkloreasanHistoricalScience خير ما يمكن الرُّكون إليه في هذا الشأن

إنَّ تدوين التُّراث الشفهي واستعماله مصدرًا تاريخيًّا لم يعودا أمرَيْن مطروحَين للنقاش، فقد ثبت لكلِّ مُتابعٍ أهمِّيَّتُهما، ولقد تبنَّت هذا الأمر مؤسَّسات علميَّة وطنيَّة في دول الخليج العربيَّة من مثل: مركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية بالدوحة، ومركز زايد للتراث والتاريخ في مدينة العين، ومركز بحوث التاريخ والتراث الشعبي في جامعة الإمارات العربية المتحدة، ووحْدة التاريخ الشفهي بدارة الملك عبدالعزيز في مدينة الرياض17
رابط الموضوع: : عبدالله بن إبراهيم العسكر أهمية تدوين التاريخ الشفهي
http://www.alukah.net/culture/0/7295/#ixzz4Fpszvyjj
تاريخ الإضافة: 1/9/2009 ميلادي - 11/9/1430 هجري نقلا من: مجلة الدرعية - العددان 40،39

ويُمكنني أن أؤكِّد من منطق المطلع والمُشارك في مشروع رصد وتدوين الروايات الشفهية في المملكة العربية السعودية، أنَّ العمل يقوم على أساس علمي متين، وهو يسير بتؤدة ونجاح، وقد تَمَّ تسجيل أكثر من 10.000 مقابلة، ومن المؤمل عند الانتهاء من المشروع ونشره أن يُصحِّح هذا التراث الشفهي كثيرًا من نقاط الاختلاف أو الغموض في بعض جوانب تاريخ المنطق المدون، وحقيقة أخرى يجب ألا تغْرُب عن أذْهانِنا، وهي أنَّ التراث الشفهي والمحافظة عليه أمران مهمَّان لإبراز الخصوصيَّة الثَّقافية، التي تعدّ من القضايا الرئيسة في حياة الشعوب، وهو أيضًا الأمر الذي فطنت له اليونسكو منذ عام 1984م وأعلنت في خطتها آنذاك ضرورة المحافظة على التراث الشفهي أيًّا كان نوعه، وجعلته من محفزات التنمية الوطنية17
رابط الموضوع: : عبدالله بن إبراهيم العسكر أهمية تدوين التاريخ الشفهي
http://www.alukah.net/culture/0/7295/#ixzz4Fpszvyjj
تاريخ الإضافة: 1/9/2009 ميلادي - 11/9/1430 هجري نقلا من: مجلة الدرعية - العددان 40،39
المراجع
رابط الموضوع:1- وائل عزت معوض قواعد أساسية لكتابة القصة http://www.alukah.net/literature_language/0/36265/#ixzz4Fof تاريخ الإضافة: 26/11/2011 ميلادي - 29/12/1432 هجري
2عبدالله بن إبراهيم العسكر أهمية تدوين التاريخ الشفهي
http://www.alukah.net/culture/0/7295/#ixzz4Fpszvyjj
تاريخ الإضافة: 1/9/2009 ميلادي - 11/9/1430 هجري نقلا من: مجلة الدرعية - العددان 40،39
3نفس المرجع
4نفس المرجع
5نفس المرجع
6نفس المرجع
7نفس المرجع
8نفس المرجع
9نفس المرجع
10نفس المرجع
11نفس المرجع
12نفس المرجع
13نفس المرجع
14نفس المرجع
15نفس المرجع
16نفس المرجع
17نفس المرجع



#ابراهيم_محمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصة الإفريقية الشفهية وميلاد القصة العربية
- المرأة في الأدب العربي الإفريقي في جنوب الصحراء شعراء وسط إف ...
- الأدب العربي الإفريقي في منظور الدكتور يوسو منكيلا
- اثر الثقافة العربية على قبيلة مزغوم في الكاميرون
- الأدب العربي الإفريقي في جنوب الصحراء عالمية الغزل في الشعر ...
- ديوان الحياة
- عندما ينام العقل تستيقظ الوحوش_ دي غويا
- الإنسانية والأخلاق أولاً
- العظّايات الخضر.


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم محمد - القصة الإفريقية الشفهية وأهميتها