أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد وجاني - -فراقش- السيد الوالي لا تصلح للحناء














المزيد.....

-فراقش- السيد الوالي لا تصلح للحناء


فؤاد وجاني

الحوار المتمدن-العدد: 5238 - 2016 / 7 / 30 - 05:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يبدو أن كُتاب بلاغ وزيريْ ‫‏الداخلية والمالية المشترك والمتخرجون من المدارس العليا الفرنسية لا يُحسنون فن الخطاب السياسي المغربي، وليست لهم دراية بسلوكيات وردود أفعال الشارع المغربي؛ كانت مهمتهم تكحيل القضية فأعموها. لا شك أنهم لا يصلحون للعمل صحبة "‫‏نگافة أعراس" -مع كل التقدير لما تقوم به تلك المرأة من خدمات جليلة للمساعدة في التقليل من العنوسة والعزوبية ليتكاثر النسل، ومعه عدد المبايعين في الضيعة- ، فما بالك العمل بوزارة "سيادة" وأخرى تمر عبرها أموال الدولة، أو بالأحرى تُمرَّر.
أحيانا، يستوجب ستر العورات التي يعلمها الشعب مسبقا، أو لزوم الصمت خجلا منها، فالشعب عارف منذ زمن بعيد، أي منذ جلاء المعمرين والمستعمرين، بالأراضي الواسعة التي استولى عليها المخزن لصالح طبقة بعينها. والشعب مُعايش لنهج السلب منذ محمد الخامس مرورا بالحسن الثاني وأخيه وخاتمهم الملك الحالي، تارة باسم مقتضى المصلحة العامة وأخرى باسم التنمية.
إن الذي يتباهى بعورته أمام الملأ ، إما مجنون سفيه، فاقد للأهلية، مستحق للحَجْر، أو متشبث بالإثم، مُفاخِرٌ بالجريمة. يبدو لي أيضا ولعلي أكون مخطئا، أن المخزنَ نبيهَ الأمس القريب، خبيثَه وداهيتَه أيام الحسن الثاني لم يعد مَرِناً قادرًا على التكيف مع دوائر الشعب والزمان، بل أصبح فاقدا للحس السياسي، مُتجاوَزا بكثير.
بعبارة أخرى، لقد قسم الوزيران المغلوبان على أمرهما بإرادة ملكية –كما هو الشأن في كل مرافق الدولة- الشعبَ إلى صنفين: خدام الدولة ورعاعها، أي أولئك الذين يسهرون على راحة علية القوم، قمة هرم العصابة، المحافظون على النظم التقليدية للحكم وهيبة الحاكم وسطوته، والشعب المستحق للمعاناة، المستثنى من خير الدولة. ذلك الشعب الذي يُستعمل في الحروب ، ويُجَيش عند المسيرات الخضراء والصفراء، وتُجْبى منه الضرائب والأتاوات، وتُنتزع منه أصوات الانتخاب تباهيا أمام العالم بالديموقراطية في المغرب، تماهيا مع بانوراما النظام العالمي الجديد.
جنة المخزن التي يعيش فيها هؤلاء "الخُدام" والذين لا يجدر وصفهم سوى بالسّراق مهما تعالت الصيحات الرسمية بالعلل الواهية والذرائع الزائفة، ليست خالدة، لذلك ينهبون ما تقع عليه أيديهم، فقد استوعبوا دروسا من التاريخ، وأدركوا مما حدث لمن سبقهم في مناصب "خدام الدولة" أنهم لا محالة مطرودون منها غير مأسوف عليهم، ولهم في وزير الداخلية البصري وأعوانه أسوة حسنة، وليس لهم سوى المال الصامت، والجواهر والمعادن، والعقار المسقف منه والمزروع، والمال الناطق من ماشية وزوجات. وهي جنة خالية من الشجر، وليس للعريان فيها مهما نهب من ورق يلزقه على عورته القبيحة.
إن السيد الوالي، المبايع لصاحب المظل والفرس والسلهام رمز التقوى والإمارة، قد حذا حذو سيده، سار على نهجه، فمن نحاسب السيد أم عبده؟ ولو أن العبد الذي لا يفقه شيئا في السياسة كان يُلقب بالجرافة التي جرفت مساكن المئات من المساكين أكثر مما هدمته الزلازل، لأن النزوة الملكية رغبت في أراضيهم في طنجة وتطوان والناظور وعمالة الفحص-أنجرة. وبمنطق الجرافة أثبت الوالي للمخزن أنه يستحق منصبا من المناصب المحجوزة خصيصا لخدامه الأوفياء بما تحمل في طياتها من بقع رفيعة بأثمان زهيدة.
رسالة إلى نكافات المخزن بمعية وزرائه: لا يمكن تجميل العروس القبيحة، فالأسوأ من الفساد محاولة حجبه، و التستر أحيانا كثيرة هو الذي يسبب المتاعب بدلا من الحدث . ربما كان الأبله بنكيران أكثركم حكمة، فقد عمد إلى الصمت، بعد أن سار أمركم من سيء إلى أسوأ إذْ نطق الوزراء بما كتبه الهواة على عجالة وبمزاج سيء. الأوْلى الاحتفاظ بفسادكم وراء الجدران التي نعرفها جميعا. استتروا وقد ابتليتم بسرقتنا، ولَم يبق لنا سوى الاستهزاء الذي يغيظكم.
ختاما، عذرا لكل نگافات الأعراس على الحط بقيمتهن عند تشبيه الوزراء وكتابِهم بهن، فشتان بينهن و نگافات المخزن.






#فؤاد_وجاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هو انفصال بريطانيا أم تشييد لقبر الرأسمالية؟
- أي وجه بقي لملك المغرب بعد الشريط الوثائقي الفرنسي؟
- لماذا وجب على المغرب الابتعاد عن الحلف الخليجي؟
- هل يستقيل الملك؟
- بين الخطاب الشعبي والخطاب الشعبوي في السياسة المغربية الحالي ...
- جوج فرانك وأعلى الهرم
- راعي الماعز المغربي
- بين تكساس وتيقيساس جبالة
- مَتاجر السويد ومَتاجر قضية الصحراء
- من الحركة إلى التنظيم
- الملك والرعية
- خطر السعودية على الانتقال الديموقراطي بالمغرب
- عشرة أسباب لمقاطعة الانتخابات الجماعية القادمة في المغرب
- الموت والديموقراطية
- الضيعة والدولة
- هل المغرب في طريقه نحو الديموقراطية؟
- لماذا يزعج فن الراب السلطة في المغرب
- خطاب الحسد
- شيوخ الخليج العربي: أعداء الديموقراطية وكرامة الإنسان
- قطة الملك الأمريكية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فؤاد وجاني - -فراقش- السيد الوالي لا تصلح للحناء