أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - مصطفى محمد مهران - المرشد السياحي : حكاية مهنة تحتضر














المزيد.....

المرشد السياحي : حكاية مهنة تحتضر


مصطفى محمد مهران

الحوار المتمدن-العدد: 5238 - 2016 / 7 / 30 - 02:40
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


ما زلت أتذكر ذلك اليوم الذي توجهت فيه الى وزارة السياحة لاستخراج كارنية الارشاد السياحي ، لقد سهرت حتى الرابعة فجراً ، حيث استطرد فكري الى المستقبل المنتظر ونمت أحتضن الآمال منتشياً بمعنوياتي التى كانت تجوب السماء . لقد تأخرت في النوم وألقيت نظرة علي الوقت فوجدتها الثامنة والنصف - فقد كان عليّ السفر ما يقرب من اربع ساعات من المنيا إلى القاهرة - لم أيأس ووصلت في تمام الثانية ، وهناك قابلني موظف قصير القامة ، أسمر اللون ، أشعث الشعر ، تفوح منه رائحة كريهة ، ويتصبب منه عرق العمل ، وقال لي متجهماً "خلصنا" ، فتوجهت الى المديرة التى بدورها أشارت إليه بقبول أوراقي.
بعد استلامي الكارنية ، لم تكن هناك سياحة ثقافية في مصر ؛ فالقاهرة مليئة بأحداث الشغب ، والأقصر وأسوان يستقبلا الوفود الآتية من القاهرة ، فاضطررت الى العمل بالسياحة الشاطئية ، أقللت أتوبيساً وتوجهت إلى الغردقة ، وفي الطريق استوقف الأتوبيس كميناً للشرطة ، فهبط الركاب جميعاً للتفتيش وبقيت أنا في مقعدي ، صعد إلىِّ أمين الشرطة وخاطبني"منزلتش لية" ، لم أتفوه ببنت كلمة وأشهرت له كارنية النقابة ، فأطل على الكارنية ونظر قائلاً "اتفضل يافندم".
تلك هي المرة الأولى والأخيرة التى أذكر أننى استخدمت فيها فيتو الإنضمام إلى نقابة المرشدين ، فالأحداث السياسية متواترة فمن 25 يناير الى أحداث محمد محمود ، إلى فض رابعة ، وبالون أسوان ، وانقلاب أتوبيس شرم الشيخ ، وكوارث الطائرات المؤخرة ، أضف الى ذلك أحداث سيناء المتتابعة والتي لم تنته بعد.
وفي أثناء ذلك تخللت بعض الطفرات في السياحة الشاطئية ، وخصوصاً في شهور الصيف ، لكن لم تنس الشركات الأجنبية دورها حيال المرشدين ، فاستوردت عمالة أجنبية لا حصر لها فلا قانون رادع ولا مسئوول مانع ، أضف الى ذلك أرباب الواسطة من خريجي الألسن والتربية والتجارة ، فالبلد "واقفة" والبطالة منتشرة ، والعمل بالسياحة أساس المحسوبية ، فدبلوم الواسطة أفضل من أي شهادة تفتقدها.
ونتيجة لذلك ، لم يجد هذا الجيل أمامه سوى السفر ، ومنهم من عمل بمهن حرة ، ومنهم من اكمل دراسته للماجستير للحصول على وظيفة حكومية - جراء قرارات تعيين أرباب الماجستير والدكتوراة - ومنهم من ينتظر، أما عن قدامى المرشدين ؛ فمنهم من باع سيارته ، ومنهم من باع فيلته الخاصة ليأوي الى شقة صغيرة ، بل منهم من أشهر افلاسه.
ولكل مهنة نقابتها ، وعندما يتعرض أرباب المهنة لمحنة تقف نقابتهم لتنبش المشكلة ، وتبحث أسبابها ، وتحرك أبواق الاعلام ، وتطرق أبواب المسئولين ، وتقدم كل الحلول الممكنة للخروج بأبنائها من هذة الأزمة.
وجراء كل تلك الحوادث السابقة ، وما عاناه المرشدين السياحيين طوال أعوام عديدة ، نهضت نقابة المرشدين لتعويض أعضائها عن كم الخسائر الضخمة التى تعرضوا لها ، وأعلنت عن توفير مبلغ مليون جنيه يوزع على أبنائها من المتضررين. وحسبنا أن نعلم عدد المرشدين الذي يفوق 15000 مرشد ، أما عن العاطلين ما بين 13000 الى 14000 مرشد ، أى أن نصيب الفرد من المتضررين حوالى 75 جنيه مصري ، علماً بأن يومية المرشد السياحي الأساسية تساوي أضعاف أضعاف تلك الجنيهات ، كما أن اشتراكات المرشدين وحدها لدى النقابة سنوياً تفوق هذا المبلغ المقدم كدعم منها إبان أكبر أزمة تعرض لها المرشدين السياحين منذ بدء صناعة السياحة في مصر.
جدير بالذكر أن نقابة المرشدين تصرف شهرياً 200 جنيه معاشاً للعضو ، وهناك دراسات ومحاولات لزيادة المعاش حتى يكون 400 جنيه لكن عندما "تستقر أمور البلاد" ، ليكن لسان حال كل مرشد في تلك الأثناء "أليس منكم رجلٌ رشيد".
وختاماً ..
فاننا نناشد المسئولين ووزراء الثقافة والسياحة والاثار بحث أزمة المرشدين السياحيين وتعويضهم التعويض الملائم لمكانتهم عن سنينٍ عجافٍ ، وإنشاء المجلس الأعلى للسياحة لبحث مشاكل السياحة في مصر ومن بينها أزمة المرشدين السياحيين ، فسفراء الوطن أحق بحنوه ولترحموا عزيز قومٍ ذل.
د.مصطفى محمد مهران



#مصطفى_محمد_مهران (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- تعرف على موعد صرف رواتب الموظفين شهر ديسمبر 2024 العراق
- تغطية إعلامية: اليوم الأول من النسخة الأولى لأيام السينما ال ...
- النقابة الحرة للفوسفاط: الامتداد الأصيل للحركة النقابية والع ...
- مركز الفينيق: رفع الحد الأدنى للأجور في الأردن: استثمار في ا ...
- وزارة المالية بالجزائر توضح حقيقة زيادة 15% على رواتب المتقا ...
- اصابة مدير مستشفى كمال عدوان وعدد من العاملين بقصف مسيّرات ا ...
- مراسلنا: إصابة مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية وعدد من ...
- السلطة الشعبوية تعلن الحرب على العمال وحقوقهم النقابية
- سياسات التقشف تشعل غضب العاملين في القطاع الصحي بالأرجنتين
- طريقة التقديم على منحة البطالة في الجزائر 2024 والشروط المطل ...


المزيد.....

- الفصل السادس: من عالم لآخر - من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - مصطفى محمد مهران - المرشد السياحي : حكاية مهنة تحتضر