أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الكريم اوبجا - العمل الجمعوي بالمغرب: الأزمة و البدائل














المزيد.....

العمل الجمعوي بالمغرب: الأزمة و البدائل


عبد الكريم اوبجا

الحوار المتمدن-العدد: 5238 - 2016 / 7 / 29 - 21:11
المحور: المجتمع المدني
    


إن العمل الجمعوي الملتزم، على حد تعبير عبد اللطيف اللعبي، هو إحدى الرئات النقية التي تتنفس منها الثقافة التقدمية والتحررية و قطب من أقطاب المقاومة الثقافية، و يمارس ثقافيا وفكريا على جبهات مختلفة: آداب، فنون، مسرح، سينما، موسيقى، إبداع، و مختلف التعبيرات الثقافية الشعبية المتنورة الأخرى.

غير أن العمل الجمعوي التقدمي بالمغرب يعيش تعثرات و يعرف تراجعا خطيرا جراء محاصرته من طرف الجمعيات المحسوبة على "المخزن" و القوى الأصولية، و بسبب فقدان البوصلة و غياب أرضية ثقافية و فكرية موجهة و ذات بعد استراتيجي.

و قد قسم الباحث طيب العياد تاريخ العمل الجمعوي بالمغرب إلى أربعة مراحل، فيما ارتأينا إضافة مرحلة خامسة لما تشكله من راهنية:

- مرحلة 1914–1955، و عرفت ميلاد أولى الآليات التنظيمية لممارسة العمل الجمعوي بالمغرب خلال فترة الحماية، وشهدت هذه المرحلة تأسيس الحركة الوطنية لأول جمعية وطنية في أكتوبر 1932.

- مرحلة 1956-1975، وقد عرفت ظهور أول نص قانوني لتنظيم الجمعيات بالمغرب، و شهدت هذه المرحلة ميلاد جمعيات وطنية تشتغل في مجال الطفولة والشباب كحركة الطفولة الشعبية والجمعية المغربية لتربية الشبيبة وجمعية الشعلة للتربية والثقافة، و استلهمت روح خطاب حركة التحرر الوطني لكنها عانت من ضعف وسائل العمل والتضييق من طرف السلطات.

- مرحلة 1976-1990، و اتسمت هذه المرحلة باتساع رقعة العمل الجمعوي و انتشار الجمعيات "الإدارية" بهدف محاصرة الجمعيات الثقافية و الحقوقية لليسار و الجمعيات الخيرية و الدعوية لتيارات الإسلام السياسي، مما أثر سلبا و كبح مد الحركة الجمعوية التقدمية.

- مرحلة 1990-2004، حيث برزت جمعيات التنمية المحلية والبيئة ومحاربة الرشوة وحماية المستهلك والدفاع عن الثقافة والهوية الأمازيغية.

- مرحلة 2005 إلى الآن، و عرفت هذه المرحلة إطلاق ما يسمى بـ"المبادرة الوطنية للتنمية البشرية" استجابة لسياسة صندوق النقد الدولي و البنك العالمي التي توصي بتقليص الدولة لنفقاتها في مجال القطاعات الاجتماعية العمومية في أفق خوصصتها و دفع الدولة إلى التشجيع على خلق جمعيات تنموية تشاركها و تنوب عنها في مهمة التنمية المحلية و القروية و الجهوية.

و تمكن المخزن خلال العقد الأول من الألفية الثانية من احتواء أغلب النخب الجمعوية عبر إرشائها و فتح لبعضها المجال للاغتناء من تمويلات المنظمات غير الحكومية الأجنبية، و ذلك مقابل تسويق أوهام التنمية المحلية و إنجاح المبادرات المخزنية من قبيل "المبادرة الوطنية للتنمية البشرية" و "البرنامج التشاركي المغربي" و جمعيات القروض الصغرى و مبادرات التشغيل الذاتي.

و الحاصل أن واقع "التنمية المعاقة" و حجم التفقير و التهميش و الإقصاء الاجتماعي لم يفسح المجال للمخزن بجمعياته التنموية للنفاذ بجلده من هبات اجتماعية و شعبية في المناطق المهمشة (طاطا 2005، بوعرفة 2006، إفني 2006، صفرو 2007...)، قبل أن يؤدي ذلك إلى خلق تراكم نوعي أفرز الدينامية الشعبية التي أطلقتها حركة 20 فبراير إبان الربيع الديمقراطي في 2011.

كما اتسم العقد الثاني من الألفية الثانية بتعميق سياسات التقشف العالمي و المحلي مما ينذر بتقلص و جفاف منابع التمويلات الأجنبية و المحلية للمشاريع التنموية الوهمية، و هو الوضع الذي سيؤدي لا محالة إلى أزمة خانقة داخل المشهد الجمعوي التنموي المخزني، و سيقدم بالمقابل فرصة تاريخية لبروز الحركة الجمعوية الثقافية الجذرية و الحركات الاجتماعية المناضلة.

و يظل بذلك العمل الجمعوي الثقافي الملتزم هو المجال البديل و الضروري لخوض الصراع الثقافي و الفكري ضد الثقافة/الإيديولوجية السائدة التي تكرس الأمية و الجهل و التخلف، و هو فضاء يسمح بالتجذر في أوساط الشبيبة المغربية لتثقيفها و الرفع من وعيها بقضايا المجتمع و تخليصها من الوعي الزائف الذي تنشره مؤسسات إعادة الإنتاج (الأسرة و المدرسة و الشارع و الإعلام) وتروج له "القوات المسلحة الإيديولوجية" (نكاية في مثقفي السلطة حسب تعبير محمد منير الحجوجي).

---------------
هوامش:
- عبد اللطيف اللعبي، "المسألة الثقافية و العمل الجمعوي بالمغرب"، 1983.
- طيب العياد، "العمل الجمعوي بالمغرب"، 2015.
- محمد منير الحجوجي، القوات المسلحة الأيديولوجية، 2015.



#عبد_الكريم_اوبجا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض عناصر الوضع الثقافي بالمغرب
- بدايات طرح المسألة الثقافية بالمغرب
- البيروقراطية العمالية و الديمقراطية النقابية
- الثقافة المضادة في العصر الحديث
- الثقافة كمجال للصراع الاجتماعي
- ما هي النيوليبرالية؟ تعريف موجز موجه للنشطاء
- حول الإضراب العام
- العمل النقابي الديمقراطي الكفاحي
- الديمقراطية النقابية
- الماركسية و العمل النقابي
- جذور العمل النقابي
- مساءلة الوضع الثقافي بالمغرب تخليدا لذكرى مجلة أنفاس
- المناخ: الكارثة القادمة!
- مسائلة الوضع الثقافي بالمغرب تخليدا لذكرى مجلة أنفاس
- جذور القضية الأمازيغية
- أزمة الحركة النقابية بالمغرب
- لماذا يدافع الماركسيون عن حقوق القوميات المضطهدة، و بأي منظو ...
- الوضع الراهن للنضال من أجل الأمازيغية بالمغرب و مهام المناضل ...
- جريمة الدولة المغربية في حق الأساتذة المتدربين سيكون لها ما ...
- دينامية بيان 17 نونبر، تجذير للفعل الأمازيغي أم مجرد انتهازي ...


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد الكريم اوبجا - العمل الجمعوي بالمغرب: الأزمة و البدائل