عبدالجبار عيسى السعيدي
الحوار المتمدن-العدد: 5237 - 2016 / 7 / 28 - 13:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا أعتقد ان شعبا يمر أو مر بمحنة كالتي يمر بها العرب الآن ، بالتأكيد ليس هنالك داع لأن أصف تفاصيل هذه المحنة ، فكل من يقرأ كلامي يعيش فيها صباح مساء ، وعند السؤال : ما الذي أوصل العرب إلى هذه الحالة ؟ لا تجد جوابا واحدا ، وهذا بحد ذاته أحد أوجه المحنة !! فيما يتعلق بي ، لدي جوابي الخاص ولكني أتحرج من نشره لأنني سوف لا أسلم من التهجم والتقذيع والإتهام المتجذر في الثقافة العربية ، فإن قلت إن إبن خلدون يقول ( أينما حل العرب يحل الخراب ) أكون شعوبيا !! وإن قلت لأنهم أضاعوا دين محمد ، أكون إسلاميا بليدا متلبسا بالإسلام السياسي ، وإن قلت إن السبب هو الفرق الباطنية التي تسترت بالإسلام وعدم إتباع السلف الصالح ، أكون سلفيا سنيا ناصبيا !! وإن قلت لأنهم تركوا طريق آل محمد المتمثل بعلي وأبناءه ، أكون شيعيا رافضيا !! وإن قلت لأنهم فقدوا البوصلة نتيجة فقدانهم العروبة لصالح الإسلام ، أكون ( قومجيا ) وإن قلت إن السعودية وحلفائها هم من يعقد عليهم الأمل في إعادة أمجاد العرب في مواجهة الأطماع الإيرانية ، أكون وهابيا مرتزقا عبدا للدولار !! وإن قلت إن مجد العرب لا يأتي الإ عن طريق محور المقاومة الذي تمثله إيران وحزب الله وسوريا وكل الذين يقاومون إسرائيل والشيطان الأكبر أمريكا ، أكون صفويا فارسيا عميلا لإيران !! وإن كنت ( دبلوماسيا ) حتى لا يزعل علي أحد ، أكون توفيقيا منافقا !! وإن قلت ( دع لقيصر لقيصر وما لله لله ) أكون علمانيا كافرا !! هذه هي المحنة بإختصار .. مالعمل ؟ الجواب ببساطة هو إن الحلول الوسطية الترقيعية لا تفيد ، إنها مهمة المثقف ، مطلوب عملية نقدية كبرى يقوم بها المثقفون العرب لمتبنيات الفكر وعلى وجه الخصوص في الإطار الديني ، لماذا الديني ؟ هذا ما لا يتسع المقام لشرحه هنا ، لكنني فقط أصرح بأن العرب لازالوا يعانون من إلتباس بين كونهم إرث لأمة عربية أم لأمة إسلامية ؟! وهذا بذاته سؤال كبير ينبغي الإجابة عنه .
#عبدالجبار_عيسى_السعيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟