|
المرأة العاملة العربية - هموم وتحديات
حنان منادرة
الحوار المتمدن-العدد: 4788 - 2015 / 4 / 26 - 23:31
المحور:
ملف - حقوق المرأة العاملة في العالم العربي - بمناسبة ايار عيد العمال العالمي 2015
-;- هل يمكن فصل مسألة عمل المرأة عن المجتمع؟ هل المرأة مستغلة فعلا، في ميدان عملها؟ ما هو اثر النظام الاجتماعي والاقتصادي القائم على عملها؟ هل مجرد خروجها الى العمل يعني تحقيق كامل حريتها ومساواتها التامة مع الرجل؟! -;- -;- مسألة استغلال المرأة العاملة غدت مسألة اجتماعية. وكأي ظاهرة اجتماعية يجب تبيان جذرها الاجتماعي ومسببها الأساسي. اولا، ليس هناك تشجيع لخروج المرأة العربية الى العمل. مها طيبي من جامعة حيفا تقول في بحثها الاجتماعي بعنوان "مكانة المرأة العربية العاملة في اسرائيل": "ان الرجل في مجتمعنا العربي يعتبر خروج شقيقته او زوجته للعمل اهانة له، خاصة انه يعتبر نفسه المعيل الاساسي للعائلة". -;- كونها "زوجة" ليس حرفة منع المرأة احيانا كثيرة من العمل يكون بحجة ان "المرأة بطبيعتها ام وزوجة". انعم واكرم! وما هو الرجل، ان لم يكن" بطبيعته ابا وزوجا"؟ فبأي حق نحول مهمة كونها "زوجة" الى حرفة ومهنة؟ ولماذا لا تمنعه حقيقة كونه "زوجا" من العمل والعلم، ولا تصبح حرفته؟ ويصيح المجتمع التقليدي: "لكنها هي التي تحمل!"، ونقول: حسنا، لتأخذ اجازة ولادة ولنفتح لها الحضانات والمرافق العامة الاخرى التي تسهل عليها حياتها، وليشاركها الرجل بتربية الاطفال ورعايتهم". بهذا الصدد، تضيف طيبي قائلة: "عند توجه المرأة للعمل للمساهمة في زيادة دخل العائلة فانها لا تتلقى مساعدة زوجها لها، سواء في الاعمال البيتية او تربية الاطفال. لذا فان عدم تحريرها من العمل البيتي وثقل مسؤولياتها كأم وزوجة، يجعل عملها شاقا وقاتلا لقدراتها الجسدية والفكرية. فهي منهكة في المصنع او المكتب او المستشفى او المدرسة... وفي البيت، وعمل البيت يقضي الى حد بعيد على امكانية علو مهاراتها ودرجتها في العمل". لذلك نسبة عالية من النساء، بسبب اعباء العمل البيتي، لا يتجهن للعمل، حتى لو كن على قدر من العلم والكفاءة. العديد من الآباء والأزواج والأخوة انفسهم، دعاة الأمس لتحريم عمل المرأة هم الذين يدفعون ببناتهم، نسائهم واخواتهم اليوم الى سوق العمل. لكن يبقى جزء كبير من المجتمع لم ينفذ ذلك بعد. فيبقى المجتمع العربي بمدنه وقراه، رغم كل شيء، مجتمعا "رجوليا" غير متطور. فهو لا يتيح للمرأة فرصة العمل بأجر معقول. كما ان النقص الشديد في امكانيات العمل المتاحة في الوسط العربي، يؤثر سلبا على خروج المرأة الى العمل. كل ذلك يقلل ليس فقط من مكانة المرأة الاجتماعية والاقتصادية معا، بل يضر المجتمع العربي برمته. -;- استغلال العاملة العربية تعد المرأة العربية العاملة يدا بشرية رخيصة، لكون امكانيات العمل المفتوحة امامها محدودة جدا. تشير الاحصائيات الصادرة عن المؤسسة العربية لحقوق الانسان للعام 1999، ان معدل اجر المرأة العاملة في مختلف الدول، بالمقارنة مع اجور الرجال، يتراوح بين 30 الى 70% من اجورهم. فيما يخص المرأة العربية في اسرائيل فان الاحصائيات تثبت وجودها في ادنى درجات سوق العمل المحلي، حيث يبلغ معدل دخل المرأة العربية في الدولة 56.7% من دخل الرجل. كما ان استثمارات الدولة في الوسط العربي شبه معدومة، الامر الذي يؤثر على نسبة عمالة المرأة العربية بشكل خاص، اذ ان نسبة النساء العربيات العاملات لا تتعدى ال20% من النساء في سن العمل (معطيات سجل الاحصاء المركزي 1999). وقد جاء نقل المخيطات من اسرائيل الى الاردن جراء اتفاقيات اوسلو مع السلطة الفلسطينية ووادي عربة مع الاردن لتقليص فرص العمل. زد على ما تقدم، فان العاملة تعاني من شروط عمل صعبة للغاية فيما يخص قانون دفع مخصصات التأمين الوطني، وحقوق اخرى مثل العطلة السنوية وفقا للقانون، ساعات العمل القانونية. مجتمعنا ينمي ما يسمى "بالوظائف الرجالية الطبيعية"، و"الوظائف النسائية الطبيعية". لذلك يجري تشغيل المرأة بالاساس في القطاع الخاص كالنسيج والاعمال المكتبية والخدمات، من طباعة وسكرتارية وتعليم وتمريض وتنظيف. مع العلم ان الاجور في هذا القطاع لا تصل الى الحد الادنى. بينما قادة المصانع والورش من مدراء الانتاج، الحكام ، الوزراء، القضاة، العلماء والكتاب…، فهم بغالبيتهم الساحقة رجال. -;- المرأة تحتاج للتنظيم النقابي ان العمل يعد الشرط الاساسي للاستقلال الاقتصادي ولبدء طريقها في الصعود نحو المساواة التامة مع الرجل، ولكنه لا يكفي. ففي احيان كثيرة يتحول ارتباط العائلة بدخلها الى عبء على الفتاة التي لا تستطيع التحكم براتبها وتقوم العائلة بمصادرته. ان العمل يحرر المرأة من خبل السجن البيتي ويعمق وعيها الثقافي من خلال ممارستها واتصالاتها الانتاجية والاجتماعية، الا انها تبقى بحاجة الى الدفاع عن حقوقها من خلال التأطر في تنظيم نقابي، كخطوة اولى باتجاه تحقيق المساواة الاجتماعية. بناء على ما تقدم، يمكننا القول ان مفهوم عمل المرأة لا يمكن فهمه بمعزل عن مسألة تحررها من آفة ملكية المجتمع لقدراتها. هذا التحرر وحده الذي يعد الظروف والامكانيات لبدء مشوار حل مسألة استغلال المرأة في العمل حلا جذريا. بما في ذلك تحقيق المساواة التامة – الفعلية وليس القانونية فقط –في كافة مجالات الحياة، ومشاركتها الاجتماعية الفعالة في حل قضاياها وقضايا مجتمعها بدون ادنى انتقاص لحقوقها او تمييز بحقها كامرأة. -;-
#حنان_منادرة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تحليل لـCNN: كيف غيرت الأيام الـ7 الماضية حرب أوكرانيا؟
-
هل الدفاعات الجوية الغربية قادرة على مواجهة صاروخ أوريشنيك ا
...
-
كيف زادت ثروة إيلون ماسك -أغنى شخص في العالم- بفضل الانتخابا
...
-
غارة عنيفة تهز العاصمة بيروت
-
مراسلة RT: دوي انفجارت عنيفة تهز العاصمة بيروت جراء غارة إسر
...
-
عاجل .. صافرات الانذار تدوي في حيفا الآن وأنباء عن انفجارات
...
-
أوستن: القوات الكورية الشمالية في روسيا ستحارب -قريبا- ضد أو
...
-
ترامب يكشف أسماء جديدة رشحها لمناصب قيادية في إدارته المقبلة
...
-
البيت الأبيض يبحث مع شركات الاتصال الاختراق الصيني المشتبه ب
...
-
قمة كوب29: الدول الغنية ستساهم ب 250 مليار دولار لمساعدة الد
...
المزيد.....
-
الاتفاقيات الدولية وحقوق المرأة في العالم العربي
/ حفيظة شقير
-
تعزيز دور الأحزاب والنقابات في النهوض بالمشاركة السياسية وال
...
/ فاطمة رمضان
المزيد.....
|