أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - عندما برأ ابن تيمية بشار الأسد














المزيد.....

عندما برأ ابن تيمية بشار الأسد


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 5236 - 2016 / 7 / 27 - 14:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ليست المرة الأولى التي يستبد بها سلطان أو حاكم ثم يورث السلطان لابنه من بعده فيلاحق هذا الملك العضوض كل معارضيه و يرمي شعبه بالبراميل إذا ثار عليه ( المنجنيق في سابق الأيام لأن البراميل لم تكن قد اخترعت بعد ) و يبيح المدن الثائرة عليه لشبيحته , يومها ادعى ذلك السلطان , الحاكم أو الملك أو الخليفة الخ , أن كل ما كان يفعله إنما كان يقع بقدر الله و أمره , أنه قضاء الله من الأزل , حدث هذا في بلاد الشام أيضا و كان اسم ذلك الحاكم معاوية بن أبي سفيان و اسم ابنه يزيد .. قال أبو هلال العسكري في الأوائل أن معاوية أول من زعم أن الله يريد أفعال العباد , و تذكر كتب التاريخ أن معاوية قال لعبد الله بن عمر بن الخطاب الذي اعترض على تعيين يزيد بن معاوية وليا للعهد : "إني أحذرك أن تشق عصا المسلمين و تسعى في تفريق ملئهم و أن تسفك دماءهم و إن أمر يزيد قد كان قضاء من القضاء و ليس للعباد خيرة من أمرهم" , و يقال أن عطاء بن يسار دخل على الحسن البصري و قال له : يا أبا سعيد إن هؤلاء الملوك ( أي بني أمية ) يسفكون دماء المسلمين و يأخذون أموالهم و يقولون إنما تجري أعمالنا على قضاء الله و قدره فقال له الحسن البصري كذب أعداء الله" , و قتل ولاة بني أمية و جلادوهم كل من خالف هذا القول و قال بأن الناس هم الخالقون لأفعالهم و أن لا قدر بل أن الأمر أنف , من الجعد بن درهم إلى عمرو بن المقصوص و غيلان الدمشقي الخ الخ , و يقال أن هؤلاء صرخوا في وجه ملوك زمانهم و رجال الدين الذين يبررون أفعالهم : هل يوجد عادل يحكم بالظلم و حكيما يعيب ما يصنع أو يصنع ما يعيب , لا تسرقوا الناس و تستبدوا بهم ثم تقولوا أن هذا قضاء من الله .. و مضى الأمر , و ظهرت الفرق المعاصرة , فكرر أهل الحديث القول بأن أفعال العباد مخلوقة لله سبحانه و تعالى , بينما قال المعتزلة أن الناس هم من يخلقون أفعالهم , و أنهم اعترضوا على القائلين بأن الله هو الخالق لأفعال العباد , من رمي للبراميل و نهب للبلاد و العباد , أن هذا يعني أن الله يفعل القبيح لأن أفعال العباد هي بين حسن و قبيح ( كرمي البراميل على الناس أو رميهم بالكيماوي الخ ) فلو كان الله هو الفاعل لأفعال العباد يلزم أن يكون هو فاعل ذلك القبح ( أي رمي البراميل ) ثم يكون الجزاء على فعل تلك القبائح قبيح هو أيضا مع كون فاعله الحقيقي هو الله سبحانه و تعالى .... و يقول القاضي عبد الجبار المعتزلي أنه قد "اتفق كل أهل العدل ( كما يسمى المعتزلة ) على أن أفعال العباد من تصرفهم و قيامهم و قعودهم , حادثة من جهتهم , و أن الله عز و جل أقدرهم على ذلك و لا فاعل لها و لا محدث سواهم و أن من قال أن الله سبحانه خالقها و محدثها فقد عظم خطؤه و أحالوا حدوث فعل من فاعلين" , و يضيف "لو صح الجبر لزمهم التسوية بين الرسول و إبليس , لأن الرسول يدعوهم إلى خلاف ما أراد الله تعالى منهم كما أن إبليس يدعوهم إلى ذلك" , و "يلزم أيضا قبح مجاهدة الكفار , لأن للكفرة أن يقولوا لماذا تجاهدونا ؟ فإن كان جهادكم إيانا على ما لا يريده الله تعالى منا و لا يحبه فالجهاد لكم أولى و أوجب , و إن كان الجهاد لنا على ما خلق فينا ... فذلك جهاد لا معنى له" .... الخ ... أما شيخ الإسلام ابن تيمية فقد أثبت القضاء و القدر و أنكر على من أنكره , و يقال أنه كفر كل من أنكره , و عندما سئل عن أفعال العباد : هل هي قديمة أم مخلوقة , رد رحمه الله : أن أفعال العباد مخلوقة باتفاق سلف الأمة و أئمتها كما نص على ذلك سائر أئمة الإسلام : الإمام أحمد و من قبله و بعده حتى قال بعضهم : من قال أن أفعال العباد غير مخلوقة فهو بمنزلة من قال : إن السماء و الأرض غير مخلوقة . و كان السلف قد أظهروا ذلك لما أظهرت القدرية أن أفعال العباد غير مخلوقة لله و زعموا أن العبد يحدثها أو يخلقها دون الله فبين السلف و الأئمة أن الله خالق كل شيء من أفعال العباد و غيرها . و يقول رحمه الله أنه قد ثبت في الصحيح "أن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة" وكل تلك المقدورات مخلوقة . و ثبت في "الصحيحين" عن عبد الله بن مسعود قال : حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ... إن خلق أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما نطفة ثم يكون علقة مثل ذلك ثم يكون مضغة مثل ذلك ثم يبعث إليه الملك فيؤمر بأربع كلمات فيقال : اكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ثم ينفخ فيه الروح . فالرزق والأجل قدره كما قدر عمله ومعلوم أن الرزق الذي يأكله مخلوق مع أنه مقدر . فكذلك عمله وكذلك سعادته وشقاؤه وسعادته وشقاؤه هي ثواب العمل وعقابه وكل ذلك مقدر كما أن الرزق مقدر والمقدر مخلوق" ... وجد ذات يوم من برر لمعاوية و ابنه يزيد و سائر سلاطين بني أمية الاستبداد بالأمر و ذبح مخالفيهم و ضرب الكعبة بالمنجنيق و استباحة المدينة المنورة و نهب بيت المال و أن كل ذلك قضاء من الله , هؤلاء إنما يبررون اليوم أيضا جرائم و أفعال يزيد بن معاوية الشام اليوم , بشار حافظ الأسد , و كل يزيد في كل الأمصار و الأزمان



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى الأخت عبير النحاس : الأخت التي قدمت أول شهيد من أجل سوري ...
- الزحف المقدس
- تعليق على مقال ياسين الحاج صالح : سورية في العالم , العالم ف ...
- الشتيمة في الثورة السورية
- انتصار الثورة المضادة
- إسلامية إسلامية لا شرقية و لا غربية
- حوار مع مقال أسعد أبو خليل الأخير , عن إسرائيل الأخرى , و ال ...
- تعقيب مهم على تعقيب الرفيق الماركسي يوسف الحبال
- عندما خطب نصر الله
- مواطنون لا أقليات
- عشرة نقاط عن المقاومة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأورو ...
- الفصام المعاصر للهوية * الإسلامية
- لا دولة ديكتاتورية علمانية أو دينية ! بل مجتمع حر دون دولة ! ...
- الخميني و -أولوية الروح- لمكسيم رودنسون
- الكذب
- تسقط مكونات الشعب السوري , تسقط طوائف الشعب السوري , يسقط ال ...
- أسطورة الفاتح أو المنتصر - ماكسيم رودونسون
- رسالة مفتوحة إلى الرفاق الاشتراكيين الأممين * - 27 سبتمبر 19 ...
- قبر لينين - بوريس غرويس ( 1986 )
- فانيا كابلان , التي حاولت اغتيال لينين


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مازن كم الماز - عندما برأ ابن تيمية بشار الأسد