فدوى أحمد التكموتي
شاعرة و كاتبة
الحوار المتمدن-العدد: 5236 - 2016 / 7 / 27 - 04:04
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
فصل إله الآلهة نفسه على ذاته , و سكب النور على رحيق الزهور في الحقول , و عطر فضاء سماء الصحراء بنسمات المسك والعنبر , و هب للرحل أكاليل من الياسمين , و ذهب لأنه مدرك أن أرض المدينة ليست مكانا لأمون , وبث فيها روح العاطفة تسيل من خيالات و تسير مع القوافل في الصحراء , وقال لهم : أعطيتكم من محبتي لا تفارقها تنهدة استكفاء , وترفعكم إلى أعالي المقام في الحياة , سأرسل معكم سبل الحق التي ستحرسكم في طريقكم للعودة إلى أصلكم , فلا المدينة نجوما تضيئ , ولا هي بالحضارة يسكنها خفافيش الظلام , أضع بين يديكم ظلام الحيرة في التجرد المطلق من أنانية المدينة , وبوابة نور البادية التي لا ترى إلا نورا في نور , جنية حضارة المدينة سلبت منكم عقول إدراككم, و ليلى المخملية من هودجها تستحيي رؤية الشمس فسكنت الخيام , الآن آن لي أن أودعكم لأنكم عرفتم طريق هدايتكم , عبلة تنتظركم في خيمة بني ثغلب ,فلا تتركوها تتنتظركم كثيرا , طبخت لكم من كل أصناف الخير ، الحب ، المحبة , والأصالة، كثيرا لا يمل من يتذوق طعمها , هيا ارحلوا , مقامكم وديرتكم في مرحلة المخاض تنتظر مواليدها الجدد , فاخرجوا للدنيا بولادة طبيعية , فالرحم الذي احتضنكم نقي ولا يشوبه تلوث.
ابتسم إله الآلهة وبكى , وشعر بمحبة تبعد ما بعد المدى , لأنه جمع بين الإنسان وإنسانيته , فرحل بعدما تأكد له أن المواليد الجدد العَلمانيون بذور نسل إنسانية الإنسان تجري في عروق دمائهم وعقولهم ....
فصنعوا عقل الله.
الدكتورة الشاعرة فـدوى أحمد التكموتي
(عصفورة الفن الراقي )
#فدوى_أحمد_التكموتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟