وصفي أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 5235 - 2016 / 7 / 26 - 19:27
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
صدرت كتب عديدة بعد مقتل عبد الكريم قاسم وأكثرها باقلام مناوئيه وفي عهود أعدائه , لكنها لم تستطع أن تحجب الحقيقة , وبرزت من خلالها شجاعته المتميزة . وقد ظهر ذلك واضحاً في تقرير قدمه مرافقه المقدم الركن قاسم أمين الجنابي والذي نجا من الموت بأعجوبة بعد أن خطفه عبد السلام عارف من كرسي الإعدام , وكان لهذا الإنقاذ وقع كبير على الجنابي , وأصبح الجنابي مديناً لعارف , فكتب تقريره في 5 / 4 / 1965 وهي الفترة التي حكم بها عارف , ورغم كل ذلك جاء في هذا التقرير : (( أقولها للتاريخ تجمع الناس في باب وزارة الدفاع وكان هناك في الوزارة مخزن للأسلحة , وطالبوا بالسلاح , ولكن عبد الكريم قاسم رفض توزيع السلاح وقال : أنا لا أريدها حرباً أهلية , سنعالجها )) .
ولم تتوقف الجماهير عن تأييدها له بل تمكنت بسلاحها الشخصي البسيط من تدمير الدفعة الأولى من دبابات الإنقلابيين , ولو أنها امتلكت السلاح المخزون في وزارة الدفاع لتغير ميزان المعركة لصالحه . ولكنه لا يريدها حرباً أهلية , وهو شخصياً لا يميل إلى سفك دماء أبناء شعبه . وعندما تتصل السفارة السوفيتية في بغداد بوزارة الدفاع , وتخبره بأن السوفيت على استعداد للإنزال الجوي على بغداد خلال 24 ساعة او اقل من ذلك والقضاء نهائيا على الإنقلاب ويلحون بطلبهم عليه , من أجل السماح لهم بذلك , لم يكلف نفسه بالرد عليهم , وأمر مرافقه وصفي طاهر أن يقول لهم على لسانه بأنه لا يريد ذلك مطلقاً , وهو غير مستعد لإستبدال الإستعمار البريطاني بالإستعمار السوفيتي , في وقت كان السوفيت لا يصنفون على أنهم استعمار , وهم إلى الأصدقاء اقرب . والنجدة القادمة منهم يمكن تبريرها و كما وجدت اعذار شتى للاحتلال الأمريكي لبغداد , والفارق أن عبد الكريم قاسم رفض النجدة وهو في اخطر مأزق , وقد سبق الجميع في حسه الوطني ووعيه لمسؤوليته بأكثر من أربعة عقود , ودفع ثمن وطنيته حياته .
#وصفي_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟