أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - حول الانقلاب العسكري والديمقراطية في تركيا















المزيد.....

حول الانقلاب العسكري والديمقراطية في تركيا


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 5235 - 2016 / 7 / 26 - 17:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شدّت ساعات الانقلاب العسكري في تركيا انتباه العالم وأطلقت التكهنات المتعددة والمتناقضة حوله ومستقبل تركيا وكشفت وجها من وجوه الصراعات الداخلية في تركيا، التي تؤكد ان الانقلاب هو راس جبل الجليد، او حالة من حالات الغضب الداخلي في بنية الدولة التركية. كيف يفهم انقلاب عسكري في نظام ديمقراطي!؟. ولماذا تجري المحاولة ويتدخل العسكر في تفاصيلها ويفشل فيها؟!, ولماذا يواصل الرئيس التركي سياساته وأهدافه قبلها وبعدها؟!. وأسئلة كثيرة مثلها وقد تعيد نفسها محملة بأخرى تتبعها، وكلها تشير الى تعقد المشهد السياسي في تركيا ودور شخص الرئيس التركي رجب طيب اردوغان فيه. مما يعني ان كثيرا من المفاهيم المتداولة بحاجة الى اعادة نظر وتفهم يتناسب مع التطورات ويضعها في موقعها الصحيح من معادلات الصراع وقيادة الشعب والدولة.
سياسات تركيا التي يقودها حزب العدالة والتنمية، ذو التوجه الاسلامي، الاخواني الصريح والمبطن، تعمل على تمكين الحزب وفكره ورئيسه على التحكم في مفاصل بلد تحكمه العلمانية الاتاتوركية تاريخيا، والتي يعتبر الجيش التركي نفسه حارسا لها ومعبرا عن وحدة الخيارات التركية الاستراتيجية داخليا وخارجيا، ومنها حماية الدستور ايضا، وهذا ما يتعارض كليا مع نهج الرئيس اردوغان وحزبه ايديولوجيا وأهدافا. وهي تدفع الى التفكير في هذه المحاولة "الغريبة" في إعدادها وانطلاقها وخططها. حيث يرى العديد من المراقبين ان ما حصل في تركيا ولاسيما بعد فشل الانقلاب يفتح ابواب تركيا لأهداف اردوغان في تشديد سياسات الاستبداد والتفرد في الحكم وإحكام قبضته وتشويه ما يدعيه هو ومن ربط مصيره به وبالديمقراطية وحكم الشعب، رغم بعض صور الحراك الشعبي، الذي له اسبابه في الرد على الانقلاب العسكري.
مثلما اثارت محاولة الانقلاب الانتباه تثير الان حملات الاعتقال في أوساط الجيش والشرطة والسلطة القضائية والتعليم وغيرها، والممارسات البشعة التي تقوم بها سلطات حكومية وحزبية ضد من يتهمون بالمحاولة وتأييدها، حيث تتزايد الاعداد يوميا ويبدو انها مفتوحة الى ابعاد كبيرة قد توصف المرحلة القادمة بها.
اشارت صحيفة التايمز البريطانية (18/7/2016) في صفحتها الأولى مصحوبة بتغطية اخبارية تابعت تطورات الأوضاع في تركيا بعد الانقلاب، الى أن الرئيس أردوغان بدأ حملة تطهير غير مسبوقة في الجيش والقضاء إثر محاولة الانقلاب الفاشلة التي فتحت أمامه "طريقا واضحا إلى السلطة المطلقة، ظل يُتهم لوقت طويل بأنه يتوق إليها". وذكرت الصحيفة ارقاما من حملة اعتقالات منذ فشل الانقلاب، شملت ضباطا وجنودا وقضاة، كما أغلقت السلطات خمسة مواقع إخبارية، مدشنة "حملة قمع جديدة على حرية وسائل الإعلام في دولة يزداد تأسلمها"، بحسب الصحيفة. وفي افتتاحيتها التي حملت عنوان "أفضل من الشيطان" قالت التايمز إن انقلابا عسكريا ناجحا ضد الرئيس التركي كان سيشكل كارثة لكن على اردوغان الآن أن يحترس من غواية ممارسة سلطة مستبدة. وترى الصحيفة أن حزب العدالة والتنمية قد جلب لتركيا قوة ورخاء واستقرارا منذ عام 2002، ولكن على حساب الحرية وحقوق الانسان، إذ طهّر اردوغان القوات المسلحة والسلطة القضائية ووسائل الإعلام للقضاء على عدد من المؤامرات المزعومة. ( اشارت وكالات الانباء يوم 7/20/ 2016 ان عدد المعتقلين بلغ اكثر من 50 الفا).
قالت وزارة الخارجية التركية (18/7/2016) إن حصيلة القتلى من جراء الانقلاب ارتفعت إلى 290 شخصا علما بأن أكثر من 100 منهم من المشاركين في الانقلاب. وأفادت تقارير بأن قوات الأمن لقيت مقاومة من بعض المشاركين في الانقلاب عند محاولة اعتقالهم. بينما تنشر الاخبار عن القبض على 8000 شخص منذ محاولة الانقلاب الفاشلة، بحسب ما أعلنه وزير العدل التركي بكير بوزداغ حتى يوم (18/7/2016) وبالتأكيد الحملات مستمرة. وكان قد توقع بوزداغ اعتقال المزيد من الأشخاص، واصفا ما يحدث بأنه "عملية تطهير"!!. (اقرأ اجتثاث كل من خالف اردوغان ونهجه ولاسيما القيادات العسكرية من " العلويين"!!)
هذه الارقام ليست قليلة بحد ذاتها، فكيف سنرى في الايام المقبلة، وهي مؤشر الى خطط عملية التطهير وروح الانتقام والعمل على تحقيق اهداف اردوغان الشخصية وحزبه في تركيا. وقد انعكست ايضا في ردود الفعل والبيانات والإعلانات الى اردوغان شخصيا من بعض ممن يدعون ارتهانهم بسياسات تركيا ومواقفها ازاء ما يجري داخل تركيا وخارجها، ولاسيما ما يتعلق بعلاقات تركيا الخارجية وأدوارها فيما يحصل من تطبيقات وخطط لا تصب في خدمة الشعب التركي. كاشفة اسرارا غير مخفية عن تلك الارتباطات وكذلك عن منهج وايديولوجية المتراهنين من كل الاطراف. ومنها ما قاله أردوغان وما تعنيه المفردات ذاتها وما تحتها كما يقال، خلال حضوره جنازة شقيق أحد أقرب مساعديه في اسطنبول: "إن عملية التطهير ستتواصل في جميع مؤسسات الدولة لأن هذا الفيروس قد استشرى. ولسوء الحظ، إنه مثل السرطان الذي تغلغل في أجهزة الدولة". وكذلك في ما وجده في الانقلاب الفاشل "هبة من الرب" منحته فرصة للقيام بتطهير داخل القوات المسلحة التركية. وكرر أردوغان اتهاماته الموجهة إلى رجل الدين، فتح الله غولن، الذي يعيش في منفاه الاختياري بالولايات المتحدة، وهو حليفه الذي ساعده في الوصول الى الحكم، مكررا ما قام به اردوغان في تعامله مع اولئك الذين دعموه، ولا يحميهم منه انكار او نفي الاتهامات الموجهة اليهم من اردوغان ومؤيديه في تركيا او خارجها.. ( وقد ترأس اجتماعات في 20/7/2016 مع القيادة العسكرية الموالية والحكومة واعلن حالة طوارئ لثلاثة اشهر والحبل على الجرار....).
في كل الاحوال هز الانقلاب الصورة التي كانت عليها تركيا، وأصبحت ما بعد الانقلاب بصورتها الاخرى، وهي التي تحكم على حكم اردوغان منذ الان، وقد تجاوز محاولة الانقلاب ولابد له من العمل في حسم خياراته الاستراتيجية ومصالح شعبه الاساسية، وإعادة النظر في السياسات التي سار عليها سابقا، ولاسيما في حقول الالغام المفتوحة والحرائق المشتعلة في المنطقة وجوارها. وما تطرح من اسئلة الاستقرار والبناء والعدالة والتنمية. التي اعلنها هو وأصحابه تسمية لحزبه الذي قاد الحكم في تركيا منذ عام 2002، ولكن صورة التنمية التي بناها حزب اردوغان لم تقترن بالعدالة من عنوانه واسمه، وها هي الان امام اختبار فعلي، تفضح سر الانقلاب المعلن ومفهوم الديمقراطية في تركيا.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اطفال اليوم في الوطن العربي: أي مستقبل؟!
- ثلاث روايات عراقية تسرد جريمة الاحتلال
- كوابيس الفلوجة او نكبتها
- كاظم الموسوي - كاتب صحفي وباحث سياسي - في حوار مفتوح مع القر ...
- إحتفاء بالكفاح من اجل الحريات وبالشهداء
- كلمات عن ايار والعمال والانتفاضة*
- اليمن: حصاد عام
- دور الليبراليين الجدد في تخريب الوعي العربي
- تحية الى الراحل الاستاذ
- تركيا- العراق: مشكلة الموصل من جديد
- خسائر العراق البشرية: ارقام في ارقام
- الجنود البريطانيون وجرائم حرب واحتلال العراق
- اللاجئون فرصة المستقبل
- رسائل احفاد سايكس بيكو
- تحية الى مارغوت والستروم
- اخبار السويد الحزينة
- لماذا الجمهوريات العربية؟
- مَن يُقرر مصير الاوطان؟
- تحالفات تدمير العرب
- صرخات ضمير وطني


المزيد.....




- لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق ...
- بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
- هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات- ...
- نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين ...
- أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا ...
- الفصل الخامس والسبعون - أمين
- السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال ...
- رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
- مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - حول الانقلاب العسكري والديمقراطية في تركيا