أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اتريس سعيد - المشهد الراهن للازمة التركية .... سيناريو الفوضى الخلاقة وبوادر محاكمة نورمبرغ الثانية تخيم في افق المشهد السياسي














المزيد.....

المشهد الراهن للازمة التركية .... سيناريو الفوضى الخلاقة وبوادر محاكمة نورمبرغ الثانية تخيم في افق المشهد السياسي


اتريس سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 5234 - 2016 / 7 / 25 - 23:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


- لقد شارفت الازمة التركية المركبة والمربكة الى حد ما يومها الخامس لتبدوا شمس الحقيقة الغائبة تبزغ جليا في الافق بعد تسلسل العديد من المعطيات والاحداث التي يمكن استقرائها في بعض النقط المقتضبة بايجاز.اولا...
.لا يمكن نعت طبيعة الاحداث التي تعكر صفوا المشهد السياسي في تركيا بالانقلاب العسكري الامر راجع في نظرنا الى عدة اسباب تتحدد في التركيبة المكونة للطبخة التي شاركت في احداث العملية الفوضوية والتي تتحدر من عنصرين مختلفين من النقيض الى النقيض وهم الفصيل العسكري التابع للجهة المتبنية للعملية والتي تضم عددا من الجنرالات والضباط في عدد محدود جدا لا يتجازبضع افراد ليتم تضخيم العدد نتيجة الاعتقالات العشوائية من طرف شرطة التدخل السريع التابعة للاوردغان المدعومة من عناصر الامن الاستخباري ثم ان العناصر الاسلامية المشاركة والمنتمية الى جماعة الفعل الموازي انصار فتح الله غولن والمعروف ان التوجه العسكري الانضباطي للجيش التركي وايدلوجيته العلمانية تختلف تماما عن الافكار التقليدية الدغمائية التي تتحكم في ذهنية جماعة الفعل الموازي كما تجذر الاشارة الى ان الاطراف التي شاركت في احداث الفوضى على مستوى الطرفين لم يحدث بينهم اي تنسيق مسبق في ما يتعلق بخطة الاستلاء على دوليب الدولة والسلطة كالتمكن من الوصول الى الرئيس وباقي رجال مخابراته ووزير داخليته وباقي وزراء حكومته ثم السيطرة على المحطات التلفزية لبث الاعلان الانقلابي الاول للشعب قصد خلق حالة الشلل ازاء الرد الجماهيري الذي يصاب بالذهول والصدمة لضربة العسكر القاضية التي تاسر الالة الاعلامية بيد من حديد لكسر الارادة الجماهيرية العفوية في اكتساح الشارع من خلال زرع التخويف والتثبيط الاعلامي عن طريق اعلان حالة الطوارىء واصدارالاوامر للجنود للتصرف بمنطق البندقية مع الحدث ليتم فتح النار لابسط الشكوك والدواعي على من يتم النظر اليه انه معادي للسلطة الانقلابية اما فيما يخص طبيعة التصرف مع جميع الاحتمالات الواردة في جميع الحالات الممكنة فقد تبين جليا ان الجنود وقفوا مذهوليين امام الزحف الجماهيري الذي اكتسح الشارع التركي دون اطلاق الذخيرة الحية على الحشود الشعبية التي هبت الى الشارع فجر السبت الماضي ناهيك عن عدم التمكن من الوصول الى اوردغان نفسه في منتجع مرمريس من قبل العناصر التي احدتث المناورة كما ان هؤلاء لم يستهدفوا اي من زورائه او باقي عناصر السلطة المدنية والعسكرية التي تقف الى جانب النظام والرئيس اوردغان اضافة ان الانقلابيين لم يعطلوا الانترنيت وبث مواقع التواصل الاجتماعي التي اسعفت اوردغان من خلال اتصاله بقناة ار تي تي التي بثت حديثه الى الشعب التركي ليهب هذا الاخير الى نجدة الديمقراطية والنظام العام الشرعي في كل ارجاء البلاد.
- كما توقعنا سابقا ان فشل مسلسل المؤامرة الدامية الذي تم اجهاضه نتيجة الاسباب التي اوردناها سابقا يجعل المرء يتسائل بذكاء بعيدا عن التاثير الاعلامي الذي يصبغ ذهنية الجماهير بالعماء وبعيدا عن التعاطف الايدلوجي مع البعبع الاوردوغاني الذي رسخ لديه شعبية في العالم العربي من خلال تضخيم الحدث ونعثه بالانقلاب الفاشل ووضع نفسه في خانة الضحية الذي تم التامرعليه لكسب التاييد والتعاطف داخل الاوساط الشعبية الاسلاموعربية فحينما يشير اوردغان في تصريحه الاخير للاعلام بعد انعقاد مجلس وزرائه الى ان هناك اطراف دولية متورطة في الانقلاب على حد تعبيره دون الاشارة الواضحة الى الجهة المسؤولة وقد اشرنا في المقال السابق الى ذالك بوضوح شديد لان الجهة الوحيدة المتورطة في السوابق الانقلابية والتي تفعل فقرات سيناريوا الجرذنة في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا هي امريكا نظرا لطبيعة مصالحها الجيواستراتيجية في المنطقة كذالك قدراتها الاستخبارتية واللوجيستيكية على مستوى القدرة على اختراق المؤسسات العسكرية والاستخبارات الداخلية ناهيك عن استقطاب رجال المال والاعمال النافذين وباقي الجهات التابعة من الاعلام المسيس والاقلام الماجورة الخ لان الاوضاع الاقليمية في منطقة الشرق الاوسط منذ سقوط العراق نتيجة الغزوا الامريكي الغربي وتكرار المشهد نفسه في ليبيا وسوريا ثم المحاولات التي استهدفت مصر والجزائر منذ مرحلة نشوب الربيع العربي هذه المعطيات لا يمكن ان تترك مجالا للمرء لكي يقول ان تركيا ستكون استثناء بالنسبة للاحداث المنطقة كما لا يمكن ان يكون الفاعل الامريكي الذي تورط في جميع الاحداث السابقة ان يكون غيره هذه المرة.
- يشير ليون تروتسكي في كتابه الثورة المغدورة ان في زمن الفوضى السياسية والثورات تصبح الاحداث خاضعة لسرعة قياسية على مستوى التوالي الكرونولوجي السريع لذالك لا يمكن التنبا بطبيعة ما يمكن ان يحدث في اي لحظة وهذا امر ينطبق على الوضع التركي القابل للانفجار نتيجة تتابع التدخلات الاستخباراتية الامريكية التي ستتوالى وما الاعتقالات المجانية وتفعيل قانون الطوارىء الا احدى التحسبات لردود فعل مماثلة كما اشرنا.
- تركيا الايام المقبلة ستكون مختلفة تماما عن تركيا السابقة يظهر امر جليا من خلال تصريحات اوردغان التي تلغي التدخلات الخارجية في الشان التركي تحت ذريعة احترام حقوق الانسان في ارتقاب العودة الى قانون العقوبات القديم الذي سيفعل في ظل حالة الطوارىء المعلنة.-10000 معتقل الى حدود اللحظة الراهنة خلال خمسة ايام مرجحة للارتفاع في غضون الاسابيع المقبلة وربما الشهور والسنين فهل نحن امام محاكمة نورمبورغ ثانية بدات بودرها تخيم في افق مشهد الازمة التركية التي اتبثت انتصارها النسبي الى حد الساعة على فصول المؤامرة الفوضوية التي استهدفت الامن القومي والنظام السياسي العام في تركيا ام اننا امام فصول انقلاب سياسي ناعم يقوده اوردغان على مؤسسات النظام الجمهوري قصد خونجة الدولة التركية

اتريس سعيد
خبير استراتيجي واستاذ قسم الدراسات التاريخية و السياسية في جامعة ب غ ن



#اتريس_سعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما يحدث في تركيا انقلاب عسكري للعناصر الاسلامية التابعة لكول ...
- قراءة هادئة في عملية نيس النوعية (رولاند ابتلع الطعم والفرحة ...
- (الحملة الدولية للتشهير بفضائع القمع والاضطهاد الديكتاتوري ا ...
- خواطر من وجدان الحكمة
- تأملات على هامش الواقع المتعفن
- نصوص في الفلسفة
- كنه الكينونة المتوحشة
- البصيرة
- النبوءة
- لأَحرر وريقة روحي الطليق
- النار التي تلتهب في كياني تلهمني من أكون
- يوم شتوي طويل في يانشوبينغ
- صرخة الموناليزا
- فراديس الجنون البيضاء
- جِِرَاب راعية الربيع
- القاسم المشترك بين الممكن والمستحيل
- عبودية الفراشة في قماشة الموت
- شهوة الورد
- بصمات متوهجة بالضياء على ثدي شمس حالمة
- خطى على درب الفداء


المزيد.....




- -قريب للغاية-.. مصدر يوضح لـCNN عن المفاوضات حول اتفاق وقف إ ...
- سفارة إيران في أبوظبي تفند مزاعم ضلوع إيران في مقتل الحاخام ...
- الدفاعات الجوية الروسية تتصدى لــ6 مسيرات أوكرانية في أجواء ...
- -سقوط صاروخ بشكل مباشر وتصاعد الدخان-..-حزب الله- يعرض مشاهد ...
- برلماني روسي: فرنسا تحتاج إلى الحرب في أوكرانيا لتسويق أسلحت ...
- إعلام أوكراني: دوي صفارات الإنذار في 8 مقاطعات وسط انفجارات ...
- بوليتيكو: إيلون ماسك يستطيع إقناع ترامب بتخصيص مليارات الدول ...
- مصر.. غرق جزئي لسفينة بعد جنوحها في البحر الأحمر
- بريطانيا.. عريضة تطالب باستقالة رئيس الوزراء
- -ذا إيكونوميست-: كييف أكملت خطة التعبئة بنسبة الثلثين فقط


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اتريس سعيد - المشهد الراهن للازمة التركية .... سيناريو الفوضى الخلاقة وبوادر محاكمة نورمبرغ الثانية تخيم في افق المشهد السياسي