كلّ شيءٍ عن الحشرات النطّاطة في العراق السعيد

عماد عبد اللطيف سالم
كاتب وباحث
(Imad A.salim)

الحوار المتمدن-العدد: 5234 - 2016 / 7 / 25 - 23:45
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

كلّ شيءٍ عن الحشرات النطّاطة في العراق السعيد


كلّ هذا الفساد ، ولا شيء يستوجبُ المُلاحقَة ، غير رواتب موظفي الدولة .
كلّ هذا الخراب ، ولا شيء يستوجب التعديل ، غير قانون تقاعد موظفي الدولة .
كلّ هذه التظاهرات ، والاحتجاجات ، والاقتحامات ، وجبهات الاصلاح ، وعشرات القوانين المصيرية المؤجلّة منذ أكثر من عشر سنوات ، ولا شيء يستوجبُ التأطير القانوني ، والتكريس ، غير امتيازات رئيس مجلس النواب ، ونوابه ، و دوائره الخياليّة ، و التصنيف الوظيفي لكبار موظفّيه .. تلك الامتيازات التي لم يسبق لها مثيل ، في أيّ برلمانٍ من برلمانات هذا العالم ( وبإمكانكم مراجعة مسودة قانون "الامتيازات النُوّابيّ" ، الشهير حاليّاً ، و الذي أعدّه مجلس النواب ذاته ، ولذاته ، لتتأكّدوا من ذلك بأنفسكم ).
شخصيات كاريكاتيريّة ، "قراقوزيّة" بائسة ، لا تعرفُ من أين تغرف مليارات المال العام ( بالدينار والدولار) ، ولا أحد يتمّ استهدافه ، ولا شيء ، غير رواتب الدرجات الأولى والثانية للموظفّين العاديّين . أولئك الذين أمضوا أكثر من أربعين عاماً في الخدمة ، و تحصيلهم الدراسي لا يقلّ عن البكالوريوس (عندما كانت الشهاداتُ لا تُباعُ ولا تُشترى ، ولا تُستنسخُ ، ولا تُخلقُ من العَدم) .. و على هؤلاء أن يقبلوا عقوبةً "انضباطيةً" غير مبرّرةٍ بخفض رواتبهم "الهائلة " .. وللتدليس على صغار الموظفين ، ودفعهم للقبول بهذا الاجراء ، يتمُّ "تنويمهم" من خلال ايهامهم بأنّ رواتب الدرجات الأولى والثانية فقط ، و رواتب المدراء العاميّن والدرجات الخاصّة ، ستكون مشمولةً ايضاً بهذا " التخفيض" . و "أهل" و "عشائر" الدرجات الخاصّة ، كما تعلمون ، لا يحتاجون الى الراتب "كلّه" أصلاً ، لأن معظمهم يعتاشُ على "ريع" المنصب ، والفساد المرتبط به ، وليس على راتب المنصب ذاته.
الحاصلون على شهادة الاعدادية يتمتعون بامتيازات الوزراء .. وابناءهم وبناتهم يحصلون على جوازات سفر دبلوماسية لثمانِ سنوات (بعد انتهاء الدورة النيابية لآبائهم وأمّهاتهم) .. بينما تتمُّ ملاحقة اساتذة الجامعات في الشيء الوحيد الذين يملكونه (واتحدّث هنا عن القاعدة العامة وليس عن بعض الاستثناءات) .. وهو رواتبهم أثناء الخدمة ، ورواتبهم التقاعدية بعد نهايتها .
كلّ هذه الأفاعي .. والدولة لا تملكُ "مصلاً" للملدوغين .
كلّ هذه العقارب .. والدولة لا تملكُ "مصلاً" للملدوغين .
كلّ هذه الصراصير ، والحشرات "النطّاطة " ، وزارة الصحة تقولُ : لا تخافوا . فهذه الحشرات تتميّز بخاصيّة "الانتقال بسرعة من مكانٍ الى آخر" ، ولا تنقلُ الأمراض ، بل تلوّث الطعام فقط !!! . سبحان الله . انها تشبه الكثير جداً من الدجّالين الذين تكاثروا في بلدي كديدانٍ وحيدة الخلية ، و ظلّوا "ينطّون" من مكانٍ الى آخر ، ليلوّثوا الماء والهواء والغذاء .. وأشياء أخرى .
أليسَ كذلك ؟؟ .

#عماد_عبد_اللطيف_سالم (هاشتاغ)       Imad_A.salim#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات