|
في مفهوم الفساد : أنواعه وأسبابه العامة
كوثر الياسري
باحثة سياسية
(Kawthar Hassan Al_yasiri)
الحوار المتمدن-العدد: 5234 - 2016 / 7 / 25 - 22:30
المحور:
السياسة والعلاقات الدولية
تعد ظاهرة الفساد من المواضيع التي تنال اهتمام كبير من قبل المفكرين والباحثين. لكونه ظاهرة قديمة قدم المجتمعات ، ولا توجد مدة زمنية محددة له بل وجد مع وجود الانسان. وتكاد لا تخلو المجتمعات سواء المتقدمة منها والنامية من ظاهرة الفساد إلا ان بلدان عالم الجنوب تأخذ الحيز الأكبر منه وبكافة أنواعه. ان أهم ما يجب ذكره ان الفساد تتداخل فيه عوامل مختلفة يصعب التمييز بينها تكون مسببا له، إضافة إلى عامل المصلحة الذي يعد العامل الأساس في الفساد. ومن ثم يختلف الفساد من حيث الحجم والنوع والتأثير باختلاف البلدان والعوامل التي تؤثر به.إضافة إلى ما تقدم ، قد يكون الفساد صغير وكبير وكذلك فساد محلي ودولي والذي يجعل للفساد آثار سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة. والفساد بأبسط تعريف له يمثل بكونه مجموعة من الأعمال غير الشرعية والمشبوهة في الوظائف العامة كالرشوة واستغلال النفوذ والمناصب ... الخ ، او استخدام السلطة من اجل المصلحة الخاصة . وللفساد أنواع عديدة يمكن ذكر أهمها أو أبرزها : 1. الفساد السياسي : هو كل ما يتعلق بسوء استخدام السلطة والنفوذ والمناصب الحكومية العليا وما دون ذلك من قبل النخب الحاكمة والأحزاب المسيطرة على مؤسسات الدولة لأجل منافع خاصة ،وكذلك مخالفة القواعد التي تنظم عمل المؤسسات السياسة. والفساد السياسي لا ينحصر على نظام سياسي الديكتاتوري دون غيره اذ انه يتوفر أيضاً في الأنظمة الديمقراطية خصوصا في حالة غياب الرقابة كما يوجد في الانظمة المستبدة وكذلك داخل نظام الحزب الواحد والأحزاب المتعددة ...الخ. 2. الفساد الإداري: يمكن القول ان أهم مظاهر الفساد الإداري بصفة عامة واشهرها هي الرشوة واستغلال المنصب العام والاختلاس، التي يقوم بها الموظف العام مما يجعله مخالفا للضوابط والأحكام الوظيفية ، لتحقيق مصالحة الخاصة على حساب مصالح الجمهور. ومن ثم لابد من ذكر ان القيادة الإدارية الفاسدة تؤدي بالصلاحيات الى افساد تابعيها. 3. الفساد المالي: وهناك مظاهر كثيرة للفساد المالي وأهمها سرقة المال العام والخاص والابتزاز الذي يقوم به الفاسدون من اجل المنافع الخاصة، وبالتالي يعتبر ذلك مخالفة للأحكام والقواعد المالية. 4. الفساد الأخلاقي: وهي الأعمال المخلة بالآداب العامة والمنافية للأخلاق مثل انتهاك حقوق الإنسان بصورة متعمدة وعدم احترام قواعد الوظائف العامة أي عدم احترام موظف الحكومة للوظيفة التي تقع على عاتقه كاستخدامه للتزوير والرشوة ...الخ. وكذلك انتهاك القوانين التي تسود المجتمع. وللتنشئة الاجتماعية للفرد دورا كبير في التأثير على الفساد الاخلاقي وكذلك الحال بالنسبة لخصائصه الشخصية.
من الجدير بالذكر ، ان هناك قاسم مشترك بين انواع الفساد وهو عامل المصلحة الذاتية.وكذلك لابد ان نبين ان انواع الفساد يوجد بينها سلسلة ربط ،اي يمكن ان يؤدي مثلا فساد سياسي إلى فساد مال وأداري هذا يعني ان أنواع الفساد تتأثر ببعضها البعض ومرتبطة ببعضها البعض. اسباب الفساد بشكل عام ، تمثل عملية غياب الرقابة الدستورية وعدم المسألة دور اساس في الفساد من الناحية السياسية اذ يمكن نلاحظ ان عدم الفصل بين السلطات او المؤسسات السياسية التي تؤدي تؤدي إلى ضعف دور المراقبة حيث انه لو كان هناك فصل لقامت كل سلطة بمراقبه اعمال السلطة الاخرى وبالتي يمنع الفساد وكذلك يعزى الى غياب دور المعارضة البرلمانية التي تمثل بكونها الرقيب على الحزب الحاكم وبالتالي الحد من الفساد. من جانب آخر هناك دور كبير لميزانية الدولة في الفساد وخصوصا في حالة التقشف او بصورة عامة عندما يدفع للموظف العام راتبا غير كافيا فانه يلجئ الى وسائل غير شرعية للحصول على مثل الرشوة والاختلاس وغيرها من باب تعويض النقص الموجود لديه، وطبعا هذا الأمر لا يبرر الفساد ولا يشرعنه مهما بلغت الدولة من ضعف في ما يتعلق بموازنتها والمعاشات التي تقدمها لموظفيها. يمكن القول كذلك ان للنظام السياسي دورا في الفساد فان النظام القائم كلما كان يقوم باحتكار السلطة لصالحة كلما ساعد ذلك على الفساد وخصوصا ما يقوم به من الجانب السياسي كتزوير الانتخابات وإعطاء صلاحيات مطلقة للنخب الحاكمة على حساب الجمهور، وهذا ما نلاحظه في النظام الدكتاتوري أو الدول التي تأخذ بنظام الحزب الواحد. اما من الجانب الاقتصادي يمثل بتدخل الدولة في كل مجالات النشاط الاقتصادي واحتكار الاقتصاد لصالحها، حتى وان لم يكن النشاط الاقتصادي بحاجة للدولة. وكذلك يمثل تأهيل غير الكفء لتقليده مناصب أو وظيفة لاتتلائم معه، اي بعيده عن قدراتة العقلية والجسمانية دورا في تفعيل الفساد.وهناك أسباب متنوعة عديدة الا ان ما سبق ذكره يعد اهم الاسباب.وكما تبين فان الفساد افه تدمر المجتمع اذا ما أصيب بها . واذا ما أراد المجتمع التخلص منه على الدولة بشكل خاص والمتجمع بشكل عام توفير كل التداعيات والأسباب التي تحد منه.
#كوثر_الياسري (هاشتاغ)
Kawthar_Hassan_Al_yasiri#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
منظمات المجتمع المدني:المفهوم والمميزات
-
الفواعل من غير الدول في العلاقات الدولية
-
مفهوم العولمة : انواعها - اهدافها
-
البعد الديني في الحرب الأمريكية على العراق عام 2003
-
الولايات المتحدة الأمريكية و العراق : رؤية في أسباب و مسوغات
...
المزيد.....
-
بعد ارتفاع أسهم تسلا عقب الانتخابات الأمريكية.. كم تبلغ ثروة
...
-
وزير الخارجية الفرنسي: لا خطوط حمراء فيما يتعلق بدعم أوكراني
...
-
سلسلة غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت (فيديو)
-
هل تعود -صفقة القرن- إلى الواجهة مع رجوع دونالد ترامب إلى ال
...
-
المسيلة في -تيزي وزو-.. قرية أمازيغية تحصد لقب الأجمل والأنظ
...
-
اختفاء إسرائيلي من -حاباد- في الإمارات وأصابع الاتهام تتجه ن
...
-
أكسيوس: ترامب كان يعتقد أن معظم الرهائن الإسرائيليين في غزة
...
-
بوتين يوقع مرسوما يعفي المشاركين في العملية العسكرية الخاصة
...
-
-القسام- تعرض مشاهد استهدافها لمنزل تحصنت فيه قوة إسرائيلية
...
-
للمرة الأولى... روسيا تطلق صاروخ -أوريشنيك- فرط صوتي على أوك
...
المزيد.....
-
افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار
...
/ حاتم الجوهرى
-
الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن
/ مرزوق الحلالي
-
أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا
...
/ مجدى عبد الهادى
-
الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال
...
/ ياسر سعد السلوم
-
التّعاون وضبط النفس من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة
...
/ حامد فضل الله
-
إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية
/ حامد فضل الله
-
دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل
...
/ بشار سلوت
-
أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث
/ الاء ناصر باكير
-
اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم
/ علاء هادي الحطاب
-
اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد
...
/ علاء هادي الحطاب
المزيد.....
|