أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بير رستم - السياسي الكوردي بين الواقعية السياسية والرغبة الشعبوية!!















المزيد.....

السياسي الكوردي بين الواقعية السياسية والرغبة الشعبوية!!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 5231 - 2016 / 7 / 22 - 22:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بير رستم (أحمد مصطفى)
إن السياسة لغوياً وبحسب الموسوعة الحرة، و(كما أشار ابن سيده، قال: وساس الأمر سِياسة. وقبله الصاحب بن عباد والسياسة فعل السائس، والوالي يسوس رعيته، وسُوِّس فلانٌ أمر بني فلان؛ أي: كُلِّف سياستهم وبعدهما الفيروز آبادي: وسست الرعية سياسة: أمرتها ونهيتها. وهي مأخوذة من الفعل "ساس"، أو هو مأخوذ منها، على خلاف بين النحْويين، ومضارع الفعل "يسوس"؛ أي: إنَّ المادة واويَّة، كما نصَّ على ذلك السرقسطي، مُوردًا الكلمة تحت "فَعَلَ" بالواو سالمًا، و"فَعَلَ" معتلاًّ). وأما إصطلاحاً فهي (تعني رعاية شؤون الدولة الداخلية والخارجية، وتعرف إجرائيا حسب هارولد لاسويل بأنها دراسة السلطة التي تحدد من يحصل على ماذا (المصادر المحدودة) متى وكيف. أي دراسة تقسيم الموارد في المجتمع عن طريق السلطة (ديفيد إيستون). وعرفها الشيوعيون بانها دراسة العلاقات بين الطبقات، وعرف الواقعيون السياسة بأنها فن الممكن أي دراسة وتغيير الواقع السياسي موضوعيا وليس الخطأ الشائع وهو أن فن الممكن هو الخضوع للواقع السياسي وعدم تغييره بناء على حسابات القوة والمصلحة).

والسياسة ليست حكراً على الحكومات والدول فقط، بل هي جزء من حركة المجتمعات في علاقاتها الداخلية والخارجية بمعنى أن كل القوى المجتمعية والمدنية من أحزاب ومنظمات حقوقية وسياسية تتشارك في رسم سياسات البلد، إن كانت داخل الحكومة أو خارجها كمعارضات وطنية وبالتالي فإن كل النخب الثقافية الوطنية هي مسؤولة عن سياسات بلدانها حيث “القيام على الشئ بما يصلحه أى المفترض أن تكون الأجراءات والطرق وسائلها وغاياتها مشروعة فليست السياسة هي الغاية تبرر الوسيلة وليست العاب قذرة فهذا منطق المنافقين الأنتهازين”. وهكذا ورغم أن السياسة وفي جزء منها؛ “العلاقة بين الحكام والمحكومين أو الدولة وكل ما يتعلق بشئونها أو السلطة الكبرى في المجتمعات الإنسانية وكل ما يتعلق بظاهرة السلطة” إلا إنها لا تقتصر على تلك العلاقة فقط، بل إنها تنظم حياة المجتمعات والبلدان في كل مفاصلها الوطنية حيث الإقتصاد والثقافة والعلاقات الخارجية والديبلوماسية، ناهيكم عن قضايا الحريات وحقوق الإنسان وأمن الإنسان والمواطنين وبالتالي فإن السياسة وبإختصار شديد؛ هو العقل الجمعي للمجتمعات والبلدان في إدارة شؤونها وبلدانها وحياتها اليومية في علاقاتها الداخلية المجتمعية أو في علاقاتها الخارجية الدولية.

لكن وبكل تأكيد لا يمكن أن تدار السياسة من قبل كل أبنائها بطريقة مباشرة، بل من خلال نخب سياسية وثقافية يتم تكليفهم من خلال مؤسسات وطنية يتم إنتخاب هؤلاء عبر إنتخابات وطنية شرعية ليتم تمثيل كافة الفئات والشرائح والمكونات وذلك بحسب النظام السياسي لكل بلد وقوانينها ودساتيرها المعمول بها وكذلك للمستوى الحضاري الثقافي وقضايا الديمقراطية والحريات المتوفرة لكل منظومة سياسية من هذه المنظومات الدولتية التي تدير حياة المجتمعات والدول كنظم سياسية معترف بها من قبل مجموعة المنظومة الدولية وشرعية النظام العالمي. وهكذا وبقدر التوافق الداخلي والخارجي على حكومة ما من هذه الحكومات وسياساتها العامة فإنها تمتلك الشرعية الدستورية والقانونية وبالتالي فإن قضية الشرعية هي مرتبطة وبشكل أساسي بقضية التوافق والإجماع الداخلي والخارجي حيث أي حكومة تعتبر شرعية داخلياً عندما تنال على الأغلبية البرلمانية من خلال إنتخابات حرة نزيهة تحترم إرادة مكوناتها الداخلية وتياراتها المجتمعية على إختلاف التباينات الثقافية الأقوامية والدينية وكذلك السياسية والأيديولولجية .. وهكذا فكلما كانت هناك تعددية برلمانية ومعارضات حقيقية في الداخل كلما أمتلكت تلك الحكومة شرعية دستورية حيث تعدد الآراء والقناعات السياسية هي إحدى الشروط الموضوعية للسياسات العقلانية والموضوعية وكما يقال فإن “إجتماع عقلين أفضل من عقل واحد“.

وهكذا فإن إحدى أولويات السياسة الناجحة هي أن تمتلك الموضوعية والعقلانية في إتخاذ مجموع القرارات والتوصيات بصدد قضية ما وبالتالي فإن على العاملين في هذا الحقل الحيوي والمهم في حياة الشعوب أن يمتلكوا عقلاً موضوعياً، رياضياً بحتاً، غير خاضع لرغبات شعبوية أو أيديولوجية سياسية _إلا في إطار المصلحة الوطنية_ تخضع القضايا لمواقف مسبقة مؤدلجة فحينها سوف تلوى عنق الحقائق وذلك بحسب أهواء ورغبات البيئة الإجتماعية أو الأيديولوجية السياسية الخاضعة لها تلك المنظومة الحزبية التي تقود البلاد والعباد بحيث تكون سبباً للكثير من الأزمات والكوارث الداخلية والخارجية .. وللأسف هذا ما نلاحظه في عموم سياسات المنطقة؛ بلداناً وأحزاباً ومنها سياسات أحزابنا الكوردية حيث تجد القيادي الكوردي والنخب السياسية والثقافية عموماً هو خاضع لشرطي الإستقطاب السياسي، ألا وهما؛ الأيديولوجيا السياسية لمنظومته الحزبية من جهة ومن الجهة الأخرى للرغبات الشعبوية المجتمعية بحيث ينقاد وفق المناخ الشعبي لرغبات مجتمعاتها وذلك بدل أن يكون قائداً لتلك المجتمعات.

وكمثال عن الحالة فيمكننا الأخذ بمواقف عدد من السياسيين الكورد بخصوص الموقف من تركيا وسياسات حزب العدالة والتنمية والحكومة التي يقودها رئيسها “أردوغان” حيث ورغم الإختلاف مع الكثير من النقاط والقضايا في سياسات تركيا، إلا إننا لا يمكننا أن ننكر بأنها حكومة غير منتخبة دستورياً وبأنها حكومة غير شرعية؛ كونها قد وصلت إلى السلطة وقيادة البلاد من خلال إنتخابات وطنية حرة وإن تخللتها بعض السلبيات، لكن لم تصل إلى حد الطعن بشرعيتها حتى من أشد المناوئين لها، إن كانت متمثلة في المعارضة القومية التركية؛ حزبي الشعب والأمة التركي أو من اليسار التركي وكذلك الكورد وحزب الشعوب الديمقراطية، بل ها هي الكتل البرلمانية الأربعة تعمل كفريق سياسي تحت قبة البرلمان، إن كانت كحكومة أو كمعارضات وطنية داخل تركيا وقد رأينا موقف هذه الكتل من محاولة الإنقلاب وكيف وقفوا مع الشرعية الإنتخابية في وجه الإنقلابيين وذلك بعكس عدد من السياسيين الكورد والذين زاودوا حتى على المعارضة التركية في مواقفهم وهم يرددون؛ بأن حكومة العدالة والتنمية هي “حكومة غير شرعية” وذلك بمقتضى الإستجابة لرغبة شعبوية من الشارع الكوردي في روج آفاي كوردستان أو نتيجة مواقف حزبوية ايديولوجية مسبقة، مما أفقد قراءاتهم الموضوعية السياسية والتي يجب أن يتصف بها أي سياسي.

كلمة أخيرة نوجهها لكل سياسيّ روج آفاي كوردستان وبكل أطيافنا الحزبية والأيديولوجية؛ إن ما نأمله منكم جميعاً، بأن لا تكونوا “ملكيين أكثر من الملك”، أن لا تكونوا بارزانيين أكثر من بارزاني .. وأوجلانيين أكثر من أوجلان!!

لوتزرن – سويسر
22 تموز 2016ا



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنقلاب تركيا بين -المسرحية- والوقائع الكارثية.
- الفيدرالية جزء من الحل المرحلي.
- الأحزاب الكوردية هي أحزاب قومية وإن كانت بمسميات غير قومية.
- تركيا .. واللعب في الوقت الضائع!!
- بيان ورسالة مثقف عربي للشعب الكوردي.
- سوريا من ثورة شعبية إلى حرب شركات الغاز والنفط العالمية!!
- الدولة القومية هي دولة عنصرية تكويناً ونهجاً!!
- كوردستان ..هل بات إعلان إستقلالها قريباً؟!
- بيان وتوضيح بخصوص موقفي من -الإدارة الذاتية-.
- حقائق وأرقام مروعة .. من الكارثة السورية!!
- الفيدرالية/الإستقلال والقراءات السياسية الواقعية.
- قضية الجهاد والإرهاب وواجب العلماء في الإفتاء والإلغاء!!
- قُلّ من هو مستشارك .. أقل لك ما هي سياساتك!!
- قوات سوريا الديمقراطية تدق المسمار الأخير في نعش مشروع أردوغ ...
- أردوغان .. والخوازيق الأمريكية.
- الأحزاب الكوردية والعلاقة مع الأنظمة الغاصبة لكوردستان.
- مشاركة الكورد ..بتحرير كل من الرقة والموصل.
- أمريكا وولادة الدولة الكوردية.
- السياسي الكوردي وكوارث القراءات الخاطئة!!
- الحروب الصليبية ..حقيقة تاريخية أم كذبة إسلامية!!


المزيد.....




- أمريكا: قبل 16 أسبوعًا من انطلاق التصويت.. نظرة على توقعات ا ...
- أمريكا.. تحذيرات من أعمال عنف انتقامية محتملة بعد محاولة اغت ...
- -يتعرض لضغوط متزايدة ولا يخشى الموت-.. مصدر مطلع يكشف تقييم ...
- ترامب جونيور يطرد مراسلا: -لم يكن بوسعك الانتظار بأكاذيبك وه ...
- -50 طلقة وجهاز تفجير عن بعد-.. تقرير: سلاح مطلق النار على تر ...
- أفغانستان.. 40 قتيلا جراء الأمطار الغزيرة و17 قتيلا في حادث ...
- سجن مؤثرة على انستغرام بتهمة الاتجار والعبودية
- مراسلتنا: الاشتباه بعملية تسلل في مدينة إيلات والشرطة الإسرا ...
- رغم محاولة اغتيال الضيف.. المفاوضون الإسرائيليون يتجهون لمتا ...
- العثور على دليل يؤكد وجود الماء في الغلاف الجوي لـ-إله الحرب ...


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بير رستم - السياسي الكوردي بين الواقعية السياسية والرغبة الشعبوية!!