أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ناجي الزعبي - عبدالله نعتذر من انسانيتنا














المزيد.....

عبدالله نعتذر من انسانيتنا


ناجي الزعبي

الحوار المتمدن-العدد: 5231 - 2016 / 7 / 22 - 03:38
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


عبد الله .. نعتذر عن انسانيتنا ! / ناجي الزعبي

تموز 22
عبد الله .. نعتذر عن انسانيتنا ! / ناجي الزعبي


ناجي الزعبي ( الأردن ) الجمعة 22/7/2016 م ...

كان الطفل الفلسطيني الشهيد عبدالله يدرك حجم ضعفه وفقره وانكساره ووحدته وطغيان قتلته وهو ببن يدي الوحوش البشرية

كانت أقصى أمنياته ان يقتلوه برصاصة وقد أشار الى رأسه حين سألوه عن آخر أمنياته ليقتلوه بطلقة ولا يجزوا عنقه النحيل بسكين صدئة تطيل عذاباته ونسمع صريرها يجتث الراس المفزوع , لم يكن يملك ترف ان يكون لامنياته واحلامه بداية ب ... فهل لمثله اماني واحلام , وهل لمثلنا خيارات حتى كيف يمكن ان نقتل , نحن نستحق نهاياتنا فقد انسقنا لها وصفقنا طويلا لجزارينا وجلادينا !!

في وطني المثقل بالعار والذل والانكسار حتى الثمالة لا يقاوم الفقراء الطغيان ولكن يتوسلون تخفيف وطأته , ويتسولون شكل الموت

قضى هذا الطفل البرئ مكسورا مجرداً من طفولته مثقلاً بعارنا العربي رسمياً ام شعبياً كان سيان ، نموذجا لنا كلنا لأبنائنا لأخواتنا لزوجاتنا لشقيقاتنا لحبيبتتنا لامهاتنا ولأسرنا ، لنا كلنا ، كل حسب دوره المهم اننا جميعاً عراة بلا اوطان بلا قيم واخلاق كلنا تائهين في غابات وحشية تسمى بلداناً

هي زرائب نقتات بها ونمارس الحياة بصورها البدائية ، لن يهز ضمائرنا مظهر شفتي عبدالله الجافتين بفعل الرعب واليأس والاسى ولا عينيه الحائرين الكسيرتين ولا مظهره الذي يفصح عن افتقاده لطفولته المبددة على موائد العهر العربي

كانت أقصى اماني عبدالله الذي لم يملك ترف ان يحلم وان يأمل ويتمنى ان - يقوصوه - في راْسه

لا ان يأكل او يشرب زجاجة عصير او ان يحضى برؤية والده او عزيز ربما ، فقد كان بحسه العفوي يدرك طغيان القتلة وافتقارهم لإنسانيتهم تماماً كوحش يلتهم عصفور

اه .. هذه اوطاننا زرائب نمارس فيها أحقادنا وهمجيتنا وتوحشنا فمن قال اننا بشر.

ولدي عبدالله

اعتذر من عينيك التائهتين ، من يتمك ، من حيرتك من ضعفك من ذلك وانكسارك وهزيمة روحك الغضة من عظامك التي كادت ان تتقصف بيد وحش بشري ، من وميض قلبك الذي اكاد اسمع خفقاته والذي كان يرفّ بالرعب والاسى والمصير المبهم بدلاً من الفرح والإقبال على الحياة ، حين كانوا يحدون عنقك بالسكين المثلوم كنت اشعر بالالم الصارخ المستحيل الذي يساورك وروحك تنتفض تمهيداً للفراق ، وكانت أعناقنا تتمرغ بالذل وعار الهوان والصمت المشين ، ونعتذر معاً من انتسابنا لوطن يذرف ابنائه وتاريخه وشرفه وارثه المبدد في مواخير العهر وأقبية المتآمرين

اعتذر من حزني الذي لم يرتق ولم يليق بحجم الاسى والفجيعة , اعتذر من إنسانيتي لأنني ادعي زورا انني احد منتسبيها فأنا مثقل بالعار من قمة راسي لاخمص تاريخي الذي داسوه بأقدامهم .



#ناجي_الزعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي
- حقائق وليست تحليلا-
- تغيرت الوجوه والنهج باقي
- التحاق السعودية بكامب ديفيد
- زيارة سلمان للسيسي
- اللعبة الاميركية القذرة
- بيان تضامن مع حزب الله
- السعودية فك وتركيب
- اتفاق كيري لافروف
- الصدمة والرعب
- من كامب ديفيد لاسوار دمشق
- قواعد تركية عسكرية في الصومال
- الدولار والنفط شراكة آفلة
- الزورقين والرسائل الايرانية
- ممر اميركي اجباري
- تحولات اقليمية ودولية
- هل حزب الله طائفي
- تحالف اسلامي
- حرب الاستنزاف
- العالم الى اين


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ناجي الزعبي - عبدالله نعتذر من انسانيتنا