السبايا في القرآن والسنة

سامي القسيمي

الحوار المتمدن-العدد: 5230 - 2016 / 7 / 21 - 20:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

بالوقت الذي يزخر بل يعج بها القرآن من آيات القتل والعنف والتحريض والرق.. الخ والتي لاتصلح لأي زمان ومكان نجد آيات تعلمنا عن قانون الإغتصاب وأخص بالذات قانون اغتصاب المرأة أما إغتصاب ( الحيوان) فهذا ليس موضوعنا اليوم. هذا القانون شرّع بمباركة القرآن ورسول القرآن (محمد)، ومباركة كتب التراث الإسلامي وألسنة شيوخنا الذين يشع النور من وجوههم وترى حور الجنة في أعينهم وتتبارك بلمسهم ونهلهل ونذرف الدموع حين يكونوا لنا سادة ونحن عبيدا لهم. يرتلوا لنا الآيات كعادتهم بنغمات حزينة عاطفية مستغلين بذلك السيكيولوجية النفسية للإنسان المسلم مغسول الدماغ ، فهنا وجب علينا حفظها والتفنن بتجويدها فقط حتى يكون لدينا درجات عليا من قراءة القرآن ونزيد منزلة عند الله ونصل إلى أعلى درجات الجنة فهذا ملعبهم في أرضية مسلمة خصبة تنتظر المزيد من الأوهام من سادة الدين وإذا سألت عن معناها أو شرحها المنطقي، حلت عليك لعنة الإله ورسوله وكنت من أصحاب السبعين خريفا.

اخترت تسمية هذه الآيات بآيات الإغتصاب لما تحمله وبدقة طرق الإستغلال الجنسي بالقوة وبما أنها من القرآن فهو يبشكل قانونا تشريعيا الهيا، فهي تحمل إخلاق من سبقونا من السلف والخلف واقتدوا لمثل هذه الآيات . ولكن قبل البدء يجب أن نعرف معنى كلمة الإغتصاب ؟

معنى كلمة اغتصاب

* تعريف الاغتصاب في لسان العرب

الاغتصاب في اللغة افتعال من غصب .
والغصب : أخذ الشيء ظلماً . يقال غصبه منه وغصبه عليه .
وغصب فلاناً على الشيء : قهره,
وغصب الجلد: أزال عنه شعره نتفاً . (1).

وقال في اللسان: (وتكرر في الحديث ذكرُ الغصب , وهو أخذ مال الغير ظلماً وعدواناً . وفي الحديث أنّه غصبها نَفْسَها : أراد أنّه واقعها كرهاً , فاستعاره للجماع ). (2).

يعتقد بعض علماء النفس أن القليل من الرجال هم الذين يرتكبون جريمة الاغتصاب بقصد المتعة الجنسية والباقون يرتكبون جريمتهم معاداة للمجتمع الذي يعيشون فيه. ويرى بعض علماء النفس أن الكثير من المغتصبين لديهم إحساس بالكره أو الخوف من النساء وفي بعض الأحيان يكون الإغتصاب بسبب الانتقام بين العائلات أو الأعداء عامة مما يقودهم إلى الرغبة في إثبات قوتهم وسيطرتهم من أجل إذلال وإيذاء هؤلاء النسوة المغتصَبات.

* آيات الإغتصاب في القرآن

( والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم كتاب الله عليكم وأحل لكم ما وراء ذلكم أن تبتغوا بأموالكم محصنين غير مسافحين فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة ولا جناح عليكم فيما تراضيتم به من بعد الفريضة إن الله كان عليما حكيما). سورة النساء ( 24 ).

إن إباحة سبي واغتصاب النساء في الحروب أسس لها ( محمد ) قواعدا وأصول متينة فالآية السابقة من سورة النساء توضح عددا من هذه القواعد توضح من خلال كبار مفسرينا الأجلاء من تراثنا الإسلامي المتين.
تفسير البغوي» سورة النساء» تفسير قوله تعالى " والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم "

السبايا في الحرب

يحق للمسلمين في الحرب، وطئ السبية حتى ولو كانت متزوجة ويحل للمسلمين نزع قدسية الزواج .

( إلا ما ملكت أيمانكم ) يعني : السبايا اللواتي سبين ولهن أزواج في دار الحرب فيحل لمالكهن وطؤهن بعد الاستبراء ، لأن بالسبي يرتفع النكاح بينها وبين زوجها .

تصريح من ( محمد ) بالوطئ الشرعي القانوني للمسلمين.

قال أبو سعيد الخدري : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين جيشا إلى أوطاس فأصابوا سبايا لهن أزواج من المشركين ، فكرهوا غشيانهن ، فأنزل الله تعالى هذه الآية .

تصريح من ( محمد) بالوطئ حتى ولو كنت متزوجا من أربع بعدد لانهائي من النساء.

وقيل : أراد بالمحصنات الحرائر ، ومعناه : أن ما فوق الأربع حرام منهن إلا ما ملكت أيمانكم ، فإنه لا عدد عليكم في الجواري .

- تفسير الطبري» تفسير سورة النساء» تفسير قوله تعالى " والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم "

واختلف أهل التأويل في " المحصنات " التي عناهن الله في هذه الآية .

فقال بعضهم : هن ذوات الأزواج غير المسبيات منهن ، و " ملك اليمين " : السبايا اللواتي فرق بينهن وبين أزواجهن - السباء ، فحللن لمن صرن له بملك اليمين ، من غير طلاق كان من زوجها الحربي لها .

ذكر من قال ذلك :

8961 - حدثنا محمد بن بشار قال : حدثنا عبد الرحمن قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي حصين ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : كل ذات زوج ، إتيانها زنا ، إلا ما سبيت .

8964 - وحدثني المثنى قال : حدثنا عمرو بن عون قال : أخبرنا هشيم ، عن خالد ، عن أبي قلابة في قوله : والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ، قال : ما سبيتم من النساء . إذا سبيت المرأة ولها زوج في قومها ، فلا بأس أن تطأها .

- تفسير ابن كثير» تفسير سورة النساء» تفسير قوله تعالى " والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم "

وقوله [ تعالى ] ( والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ) أي : وحرم عليكم الأجنبيات المحصنات وهن المزوجات
( إلا ما ملكت أيمانكم ) يعني : إلا ما ملكتموهن بالسبي ، فإنه يحل لكم وطؤهن إذا استبرأتموهن ، فإن الآية نزلت في ذلك .

قال الإمام أحمد : حدثنا عبد الرزاق ، أخبرنا سفيان - هو الثوري - عن عثمان البتي ، عن أبي الخليل ، عن أبي سعيد الخدري قال : أصبنا نساء من سبي أوطاس ، ولهن أزواج ، فكرهنا أن نقع عليهن ولهن أزواج ، فسألنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فنزلت هذه الآية : ( والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم ) [ قال ] فاستحللنا فروجهن .

وهكذا رواه الترمذي عن أحمد بن منيع ، عن هشيم ، ورواه النسائي من حديث سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج ، ثلاثتهم عن عثمان البتي ، ورواه ابن جرير من حديث أشعث بن سواري عن عثمان البتي ، ورواه مسلم في صحيحه من حديث شعبة عن قتادة ، كلاهما عن أبي الخليل صالح بن أبي مريم ، عن أبي سعيد الخدري ، فذكره ، وهكذا رواه عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة عن أبي الخليل ، عن أبي سعيد ، به .

قد يقرأ مسلم هذه السطور ويقول أن كل المفسرين السابقين الكبار مخطئون رغم أنها من أمهات وكتب التراث الإسلامي ولكن ماذا عن ماهو أسوأ. لنلقة نظرة في سنن أبي داود:

- سنن أبي داود» كتاب النكاح» باب في وطء السبايا

2155 حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عن صالح أبي الخليل عن أبي علقمة الهاشمي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث يوم حنين بعثا إلى أوطاس فلقوا عدوهم فقاتلوهم فظهروا عليهم وأصابوا لهم سبايا فكأن أناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تحرجوا من غشيانهن من أجل أزواجهن من المشركين فأنزل الله تعالى في ذلك والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم أي فهن لهم حلال إذا انقضت عدتهن.

فكما هو واضح من الحديث أن رسول الإسلام أنزل الآية وحلل وطئ النساء حتى تقضى عدتهن بمعنى أن لاتكون حاملا . فممارسة الجنس مع النساء المتزوجات حلال حلال وبالقرآن والذي يسمى في هذا القرن القرن الواحد وعشرون بالإغتصاب
الجنسي والعنف الجنسي ولما يتبعه من العنف ضد المرأة بالإضافة إلى العنصرية. وهي صور أخرى من الصور الإخلاقية للمسلمين.

ونلاحظ في السطور السابقة يختلف علماء الإسلام في معنى ومحتوى الآيات وطريقة فهمها ولكن يصبون بفكرة واحدة وهي السبي ومن ثم الوطئ ولكن يختلفون في الطريقة فقط !

فسأل نفسك أيها المسلم، كيف ستشعر لو أن زوجتك أو قريبتك أو أي إمرأه من أسرتك أسرها الأعداء وأجبروها على فسخ زواجها ثم أجبروها على الزواج من أحد جنود المسلمين ثم أجبروها على ممارسة الجنس معه رغم أنها تبغضه طبعا وكل ذلك يحدث والزوج الحقيقي مازال على قيد الحياة .

هل تظن أن زوجتك، إبنتك أو أمك ستوافق وترضى أن يتم إجبارها على هذه الأمور المهينة. لايمكن لأي شخص فيه ذرة عقل أن يدافع عن القرآن أو محمد هنا. هذا التصرف هو الإغتصاب بعينه ولكن تحت غطاء شرعي ومقنن. فلا أعتقد بل ومتأكد أن هذا ليس تشريعا من الله.



مراجع
====
(1) القاموس المحيط (غصب) ص154.
(2) لسان العرب (غصب) [1/648].

#سامي_القسيمي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين