مؤيد عبد الستار
الحوار المتمدن-العدد: 5230 - 2016 / 7 / 21 - 03:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من المطلوب للمشاركة في التظاهرات
د. مؤيد عبد الستار
قبل بضعة اشهر ، حين اشتدت التظاهرات المطالبة بالقضاء على الفساد واصلاح الهيئات المستقلة وتاليف حكومة نزيهة ، تصاعدت بعض الاصوات مطالبة بتأجيل التظاهرات لان الوقت غير ملائم ، مدعية ان الحرب على الارهاب ومعركة الفلوجة على الابواب ولذلك يجب اخذ هذه الاسباب بنظر الاعتبار وعدم التظاهر .
ومن بين تلك الاصوات التي طالبت بتاجيل التظاهرات لغاية تحرير الفلوجة السيد هادي العامري وهو من اركان قيادات الحشد الشعبي .
الان وبعد تحرير الفلوجة وهروب الدواعش بارتال نحو سوريا والسعودية ، وعدم اعتقال اي قائد من قادتهم ، ونفاد معظم رموزهم من بين ايادي الجيش والحشد الشعبي كما ينفد الجمل من سم الخياط ، لم نسمع من السيد هادي العامري اي تصريح ولم ينبس ببنت شفة متناسيا تصريحه ذاك .
فاذا كانت التظاهرات سببا في تفجير الكرادة او كانت سببا في الهجوم الغادر على مرقد الامام السيد محمد في بلد ، او سببا في هروب الدواعش في ارتال نحو الصحارى وبلدان الجوار ، نطالب السيد العامري ان يكشف لنا العلاقة بين هذا وذاك.
او ان يسحب تصريحه السابق ويتقدم مشاركا قوى التيار الديمقراطي وبقية القوى الاخرى في التظاهر من اجل القضاء على الفساد وتاليف حكومة نزيهة ، والا ستستمر ارتال الدواعش في التسلل من والى الصحراء جيئة وذهابا ، وستكون امامنا فلوجات لاتعد ولا تحصى ، ونأمل ان لا يطلب السيد العامري او العبادي او سواهما مستقبلا ان يتوقف الشعب عن المطالبة بحقوقه المشروعة من خدمات وامن وصحة وعمل وتعليم .. الخ
لم اكن اطلب من السيد العامري هذا المطلب لو علمت انه من الامور التعجيزية ولكن ان يكون السياسي العراقي يوما في موقعه ويحلل ويطالب بايقاف تظاهرة لاجل معين ، عليه ان يستعيد اهمية موقعه حين يحل الاجل وينطق بالحق ان كان لا يخشى في الحق لومة لائم . اما ان كان طلبه من اجل التسويف والمماطلة وحماية الفاسدين والهرب من تأليف حكومة نزيهة من اجل الاستمرار بنهب ميزانية البلد وثرواته دون تقديم اي مقابل ، فذلك ليس من باب الوطنية في اي حال من الاحوال ، بل نستطيع ان نضعه تحت لافتة الخيانة العظمى مثلما وضع السيد العامري انسحاب قطعات من الجيش في الفلوجة الى الموصل تحت لافتة الخيانة .
ان الخيانة ليست كلمة منمقة ، او عبارة طنانة ، او مفاهيم مبهمة ، انها اعمال ونتائج ، وما نهب ثروات الوطن الا عنوان الخيانة ولذلك يصر التيار الديمقراطي والقوى الوطنية الحقة على محاربتها .
الفساد الاداري والمالي خيانة لذلك يجب التظاهر من اجل القضاء عليهما اليوم قبل الغد .
ولا اظن ان احدا من السياسيين بحاجة الى شرح ابعاد هذه الخيانات له لكي لا يكون خائنا .
ان الوطن يحتاج الجميع من اجل التظاهر من اجله والمطالبة بمعاقبة الفاسدين وتنحيتهم عن مراكز النفوذ باسرع وقت والا فلن تنجح جهود الجيش او الحشد الشعبي في تحرير الفلوجات القادمة ولن تستطيع منع الارتال الداعشية من الفرار نحو صحراء الربع الخالي مادام الفساد ضاربا اطنابه في اركان الدين والدولة .
#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟