|
معرفة اجيالنا لحضارة العراق
حسن علي خلف
الحوار المتمدن-العدد: 5230 - 2016 / 7 / 21 - 03:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
معرفة اجيالنا لحضارة العراق حسن علي خلف ماذا يعرف ناشئتنا عن كنوز العراق وحضاراته عبر التاريخ . ماذا يعرفون عن اوريدو وحضارة العبيد .. وتلفارة واور ولارسا وآيسن واوما ولكش ونمرود وكالح .. ماذا يعرفون عن سنطرق والحضر ونينوى وآشور وانبياء الله في ارضها ، بل ماذا يعرف اعلامنا عن الالهة .. ايا ، و إنليل، وتموز، وأنكيدو، وأتونابشتم، وسرجون، وآشور بانيبال، وأورنمو، وسنحاريب، وأسرحدون، وجلجامش، ونسروخ، وسميراميس ، وشولكي ، وموآبي ، ولوكال زاكيزي، واتوحيكال والملك الراهب كوديه .. ماذا يعرفون عن الطقوس العبادية والتهاليل والتسابيح والترانيم السومرية ومجالس الشيوخ والبرلمان والديمقراطية والشورى .. وعن الاكتشافات الاولى للعجلة والنظام العشري والارقام وحساب الوقت والنجوم والكواكب والعلاقة مع الله .. ماذا يعرفون عن كلكامش ونوح الطوفان وعن حمورابي وابراهيم الخليل اللذان هما في حقبة واحدة وربما هما شخصا واحدا كلاهما كان يدعوا الى توحيد الالهة باله واحد .. ماذا يعرف اعلامنا عن القوانين الاولى لاوركاجينا واورنمو ولبث عشتار وقوانين حمورابي التي لم تزل قائمة لحد الان .. كيف يقرأون الادب السومري والملاحم الشعرية والاغاني والقصائد والعلاقات الانسانية الحميمية .. ايعرفون لماذا غضبت الالهة على الانسان واحدثت الطوفان وندمت على ذلك وكيف ان عشتار علقت قوس حربها على السماء ليذكرها بعدم قتال اهل الارضثانية و الذي يسمونه قوس قزح ..؟ ايعرف ناشئتنا قصة الخليقة السومرية ..؟ او قصة الخليقة البابلية .. ؟ ايستطيع باحثنا ومفكرنا من ان يفرق بين تراثنا الاصيل ومادسته الاسرائيليات بين طيات حضارتنا ..؟ كل هذا وذاك هو مسؤولية الجامعات والمثقفين والباحثين لانه آن الوقت لكي يعلم العراقيون حضارتهم بعد ان وضعوا اقدامهم في ركاب مسيرة حضارة العالم . في حين ان الذي يدرس في مدارسنا هو حضارة اوربا .. ومغامرات نابليون وجوزوفين .. وايفان الرهيب وهنري الرابع ولويس السادس عشروماري اطوانيت .. واذا سألت شابا عراقيا ماذا تعرف عن امس العراق الغابر .. ربما ستكون اجابته لاشيء .. عدا خلافات بني امية مع ال البيت .. وتنكر بني العباس للعلويين ابان سقوط الدولة الاموية . والعزف على هذه الاسطوانات المزعجة التي ادت بنا الى الكوارث التي نعيشها .. والى تخريب شعبنا المتآلف المتحاب بعد تكريس الطائفية والعشائرية بين صفوفه . وما سبق ذلك من تمجيد القومية على حساب الوطن حتى ان احدنا كان يستحي ان ينتمي الى العراق دون ان يذكر انه ينتمي الى اكبر من العراق ... فضاع العراق ... وضاعت معه القيم الوطنية والحضارية .. وبما ان العراق محط اطماع دول العالم ودول الجوار بشكل خاص لغزارة ثرواته ووفرة مياهه وارجحية عقل مواطنه ، تعرض للغزو والاحتلال منذ بدء الخليقة ولم يزل .. بل ان اوربا كرست جهودا كبيرة بالبحث عن اثار العراق وحضاراته السابقة وبتمويل من الصهيونية العالمية المتمثلة بالاكاديمية النمساوية سيئة الصيت .. التي كانت تمول رجال المخابرات على هيئة آثاريين وكذلك البعثات التبشيرية التي تعاون معها ضد العران الذين نعرفهم لتكون سباقة لتزييف اللقى والوثائق والالواح والرقم الطينية او استبدالها باخرى طمرت في ارض العراق في غفلة من الزمن تمجد الصهيونية وترسم حدود دولتها على امد العودة لاستخراجها مجددا على انها لقى عراقية قديمه ولكن هيهات .. وكذلك تزييف التاريخ لصالح الصهيونية والتعتيم على قراءة الحرف العراقي القديم الا بما يتناسب مع توجهاتهم العنصرية .. وتحت مسمع وانظار اهل العراق .. لانهم كانوا في سبات هيمنة الدولة العثمانية الغاشمة ... والتي قطعتهم طرائق قددا ،وعطلت عقولهم الفذة ، وشغلتهم بحروب وتناقضات لاناقة لهم فيها ولا جمل . وزرعت بين ابناء البلد الواحد نعرات لانزال نعاني منها الى اليوم .. عبر سياسة فرق تسد ، التي كان ينفذها ولاة غاية في التخلف همهم فقط نهب ثروات العراق والايفاء بالتزاماته امام الباب العالي والصدر الاعظم الذي نسبه سيفا مسلطا على رقاب العراقيين واقتصادهم ، واذلال الانسان وخاصة الفلاح البائس ، من خلال تنمية طبقة من خدم الوالي تحت اسم الاقطاعي او الشيخ او السركال .. لكي تضمن الضريبة والكودة الودي .. وكذلك عزف على اوتارها المحتل الانكليزي في الفترة اللاحقة ، ويعزف عليها الاميركان والصهاينة الان بل ويراهنون عليها ... والان بعد ان امتلكنا الجرأة وقلنا للعالم اننا العراقيون وهذه جذورنا وهذه انجازاتنا ، ونحن اصحاب اول حرف خط على الارض ، وارضنا مهبط الانبياء وموئل الرسالات وبلاد العلم والعلماء بما حبا الله انسانها من عقلية راجحة وخيرات وفيرة .. ينبغي ان نضع البرامج ، ويتنبه اعلامنا وجامعاتنا بكل تفاصيلها وهيئاتنا ومؤسساتنا الثقافية والاعلاميية وحتى الرسمية منها الى ان تضع برامج تثبت للعالم ان العراقيين فعلا اصحاب حضارة من خلال تسويق ماضيهم وحاضرهم وانجازاتهم والالتفات الى اعادة البنى التحتية للاثار واستثمار المعالم السياحية والمزارات الدينية ومراقد الاولياء والصالحين والانبياء بالشكل الامثل .. لكي تكون نفطا ظائما يصب في خزينة العراق احادية الريع .. والحمد لله رب العالمين .
#حسن_علي_خلف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجهد الاستثنائي لادراج الاهوار ضمن لائحة التراث العالمي
-
العراق البلد المسلم
-
عادل فهد الشرشاب الوزير الهاديء
-
نعيم عبد مهلهل
-
المناضل دلي مريوش مسلم
-
قناة الشرقية الفضائية وصناعة الاعلام
-
حكاية اغنية وقصة مدينة
-
حصاد انتخابات 2014
-
نعم
-
فهد وذاكرة الجماهير في العراق
-
سيادة القانون .. وقانون العشيره
-
الحكومه المقبله –واتفاقات المياه المعلقه مع تركيا
-
ننتظر: رجالا يصنعون التاريخ
المزيد.....
-
لثاني مرة خلال 4 سنوات.. مصر تغلظ العقوبات على سرقة الكهرباء
...
-
خلافات تعصف بمحادثات -كوب 29-.. مسودة غامضة وفجوات تمويلية ت
...
-
# اسأل - اطرحوا أسئلتكم على -المستقبل الان-
-
بيستوريوس يمهد الطريق أمام شولتس للترشح لفترة ثانية
-
لندن.. صمت إزاء صواريخ ستورم شادو
-
واشنطن تعرب عن قلقها إزاء إطلاق روسيا صاروخا فرط صوتي ضد أوك
...
-
البنتاغون: واشنطن لم تغير نهجها إزاء نشر الأسلحة النووية بعد
...
-
ماذا نعرف عن الصاروخ الروسي الجديد -أوريشنيك-؟
-
الجزائر: توقيف الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال
-
المغرب: الحكومة تعلن تفعيل قانون العقوبات البديلة في غضون 5
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|