أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بنلحسن - الانقلاب على الديموقراطية من أجل العلمانية في تركيا















المزيد.....

الانقلاب على الديموقراطية من أجل العلمانية في تركيا


محمد بنلحسن

الحوار المتمدن-العدد: 5228 - 2016 / 7 / 19 - 16:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشفت مراسلات الانقلابيين على الانترنيت وعلى مجموعة مغلقة بالواتساب؛ والمسربة من لدن إحدى القنوات العربية المشهورة، أن انقلابيي يوم الجمعة 15 يوليوز 2016 بتركيا، كانوا سَيُعلنون في الناس؛ بعد نجاح تآمرهم المكشوف على الشرعية؛ ممثلة في الرئيس المنتخب بواسطة الصناديق الزجاجية؛ رجب طيب أردوغان؛ مسوغات مفادها؛ أنهم قاموا بالانقلاب من أجل الدفاع عن العلمانية التي يعتبرها العسكر مجالا حصريا له يحتكره؛ ورثوه عن مؤسس الدولة مصطفى كمال أتاتورك :
( 19مايو/ 1881 10 نوفمبر1938(
وهذا الانقلاب العسكري الفاشل، ليس الأول والأخير، فقد جرب العسكر هناك، الانقلاب على الشرعية الدستورية والانتخابية، كما حصل مع الزعيم نجم الدين أربكان سابقا؛ والذي تولى رئاسة حزب الرفاه الإسلامي، ورئاسة وزراء تركيا من الفترة بين 1996 و1997، وفي عام 1998 تم حظر هذا الحزب، وتوبع نجم الدين أربكان بتهم غليظة؛ منها انتهاك طابع علمانية الدولة، ومنع من مزاولة النشاط السياسي لخمس سنوات، لكن أربكان لم يغادر الساحة السياسية فقام بتأسيس حزب باسم الفضيلة بزعامة أحد معاونيه، وبدأ يديره من خلف الكواليس، لكن هذا الحزب تعرض للحظر أيضا في عام 2000 م. ومن جديد يعود أربكان ليؤسس بعد انتهاء مدة الحظر في عام 2003م حزب السعادة، لكن خصومه من العلمانيين، تربصوا به؛ ليتم اعتقاله ومحاكمته في العام نفسه، وقد كانت الانقلابات تتم دائما؛ عن تحت ذريعة الدفاع عن العلمانية؛ التي يرى الجيش أن تجربة الأحزاب الإسلامية تمثل تهديدا قويا لها.
ولكن الإشكال التي يجلي تهافت هذا الزعم المردود، يتمثل في جرأة هؤلاء؛ أي المجموعة الانقلابية داخل الجيش التركي، على مكتسبات الشعب التركي، وعلى رأسها إرساء نظام ديموقراطي؛ أعاد العسكر للثكنات، وزج بسلاح الدبابات والطائرات، في أتون السياسة؛ مما يعد انتكاسة خطيرة للتجربة التركية التي تعتبر متميزة في منطقتها وفي العالم، ليس من خلال تعايش الإسلام والحداثة بين مفاصلها فحسب، ولكن من خلال حصائلها الاقتصادية والاجتماعية، ونسب النمو التي لاشك لمسها يلمسها الشعب التركي؛ الذي خرج قاطبة للتنديد بالانقلاب؛ وأعلن رفضه وتمسكه بالخيار الديموقراطي...
لكن سؤال الأسئلة التي يتبادر ههنا، هل الدفاع عن العلمانية يمر قطعا عبر إنهاء المسار الديموقراطي، والانقلاب على رموزه المنتخبين أصحاب الشرعية السياسية المخولة من أعلى سلطة في البلاد وهي الشعب التركي، بغض النظر عن انتماءات المنقلَب عليهم بفتح اللام؟؟؟
أليست الديموقراطية بمفهومها الغربي، أي الصناديق الزجاجية، والانتخابات البرلمانية، واختيار الرئيس من الحزب الذي يحصل على أغلبية الأصوات، أليست من ثمار العلمانية التي أرساها العالم الغربي المتقدم؟
ثم، ألا تعتبر اختيارات الشعب التركي، تجسيدا لإرادته التي يجب على الجيش الدفاع عنها وحمايتها ؟
لماذا يعتبر الجيش نفسه دائما وصيا على العلمانية ؟
أي علمانية يجب حمايتها، إذا كنا سنهدم أبرز معالمها وخصائصها وثمارها؛ ممثلة في الديموقراطية ؟
ألم يكن حريا بالجيش التركي، أو بالأصح المجموعة الانقلابية داخله التي قادت الانقلاب الفاشل، وتلطخت أيديهم بدماء الأبرياء، الاقتداء بالجيوش العالمية للدول الكبرى ؟
هل يمكن للجيشين الأمريكي أو الروسي أو أي جيش أوروبي؛ وهي من أعتى الجيوش في العالم ، الانقلاب على الرئيس المنتخب دستوريا، وإخراج الدبابات والطائرات لإرهاب الشعب وحظر التجوال؟؟
إن ذريعة حماية العلمانية من التهديد الإسلامي الذي يمثله حزب العدالة والتنمية، بقيادة رجب طيب أردوغان، لا يمثل في رأيي، سوى شماعة أرادت الطغمة العسكرية المتسلطة أن تعلق الانقلاب عليها، من أجل تسويغه وتسويقه ونيل الاعتراف به ...
إن الجيش التركي أو بالأصح المجموعة الانقلابية داخله، أرادت تصفية حسابات شخصية مع الرئيس رجب طيب أردوغان، ومع حزب العدالة والتنمية، بعدما شعرت بانحسار مجال تدخلها ومناوراتها داخل الساحة السياسية التركية ...
إن تهديد العمل السياسي لرجب طيب أردوغان وحزبه، للتوجه العلماني للدولة التركية؛ يجب أن يكون محل انتقاد وشجب من لدن الشعب التركي وحده؛ الذي يملك السيادة في الاختيار، والتي يمارسها عن طريق الانتخابات وبواسطة ممثليه في البرلمان ومؤسسات الدولة...
إن خروج جميع أطياف الشعب التركي والأحزاب السياسية، والمعارضة منها أيضا لرجب طيب أردوغان وحزبه، من الأحزاب اليسارية والعلمانية في مظاهرات عارمة استجابة لنداء الزعيم في أشد اللحظات حرجا في تاريخ البلاد الحديث، دليل ساطع على أن الديموقراطية التركية، قد قطعت أشواطا كبيرة، وأصبحت ناضجة وراسخة؛ لا يمكننا أن نخشى أحدا على مستقبلها القريب والبعيد أيضا؛ بحيث لا يمكن العبث بها من أي جهة كانت؛ وإذا كانت السياسة الحكومية الحالية ٍ لرجب طيب أردوغان، وحزبه ومعاونيه، ضارة بتاريخ تركيا، وتوابثها المتوارثة، فعلى الشعب أن يمارس حقه في معاقبة ممثليه في مؤسسات الدولة الشرعية؛ وذلك بعدم التصويت عليهم من جديد في الانتخابات التشريعية والمحلية والرئاسية ...
إن تسبب الجيش التركي والفصائل التي قادت الانقلاب في مقتل حوالي 264 تركيا، من بين القتلى 104 من مؤيدي الانقلاب و161 غالبيتهم من المدنيين والشرطة، كما أن مشاهد طائرات الهيلوكبتر والدبابات وهي تقصف قوات الشرطة التي رفضت الانقلاب؛ كل ذلك لا صلة له بالعلمانية كما يفهمها الغرب، ولا علاقة له بالعالم المتحضر اليوم، العلمانية هي التي أنتجت في الغرب المتقدم ، مفاهيم الديموقراطية والحداثة وحقوق الإنسان ، بالأمس القرب جدا، ضربت بريطانيا للعالم مثالا رائعا في الديموقراطية واحترام إرادة الشعوب، كاميرون يعلن عن تنظيم استفتاء البقاء في الاتحاد الأوروبي، ظن أن نتائجه ستكون كما يريد، لكن نتائج التصويت أتت مفاجئة ؛ فلم يقرر رئيس الوزراء الخلود في منصبه ، كما أن الجيش البريطاني لم ينقلب على سلطته السياسية من أجل إملاء خيار البقاء في الاتحاد الأوروبي أو الانسحاب منه ، في هذه الدول الرائدة على جميع الأصعدة تتم الاستجابة لنبض الشارع والاحتكام لقرارات الشعب وإرادته وأي مخالفة لها تعرض المسؤولين للمحاسبة الأليمة والقاسية ...
على الجيش التركي أن يعي موقع بلاده وبعدها الأوروبي وأن لا يستفيد من الجيوش المجاورة خبرتها القتالية وعتادها المتقدم والرائد فقط؛ بل عليه أن يأخذ العبرة من حراسة هذه الجيوش المتحضرة لإرادة الشعوب في العيش الكريم؛ والتمتع بثمار الديموقراطية ؛ والتداول السلمي على السلطة ....وحماية الحدود



#محمد_بنلحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتصام
- توقيع مجموعة - حب فايس بوكي القصصية - للكاتب محمد بنلحسن بال ...
- المثقفون يشجبون التعنيف عبر فايس بوك
- فصل التكوين عن التوظيف في المغرب المنافع والأضرار
- لماذا توني بلير ليس عمر البشير؟
- استعجال ثمار الديموقراطية في بلادنا العربية


المزيد.....




- صدق أو لا تصدق.. العثور على زعيم -كارتيل- مكسيكي وكيف يعيش ب ...
- لفهم خطورة الأمر.. إليكم عدد الرؤوس النووية الروسية الممكن ح ...
- الشرطة تنفذ تفجيراً متحكما به خارج السفارة الأمريكية في لندن ...
- المليارديريان إيلون ماسك وجيف بيزوس يتنازعان علنًا بشأن ترام ...
- كرملين روستوف.. تحفة معمارية روسية من قصص الخيال! (صور)
- إيران تنوي تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة رداً على انتقادات لوك ...
- العراق.. توجيه عاجل بإخلاء بناية حكومية في البصرة بعد العثور ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا استعدادا لضرب منطقة جديدة في ضا ...
- -أحسن رد من بوتين على تعنّت الغرب-.. صدى صاروخ -أوريشنيك- يص ...
- درونات -تشيرنيكا-2- الروسية تثبت جدارتها في المعارك


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد بنلحسن - الانقلاب على الديموقراطية من أجل العلمانية في تركيا