أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن سامي - تشيع المغول الحقيقة الضائعة في الفكر القومي الاسلاموي المعاصر ...















المزيد.....

تشيع المغول الحقيقة الضائعة في الفكر القومي الاسلاموي المعاصر ...


حسن سامي

الحوار المتمدن-العدد: 5228 - 2016 / 7 / 19 - 01:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المغول الحقيقة الضائعة في الفكر القومي الاسلاموي المعاصر

بقلم الدكتور حسن سامي

شأني ِشأن العديد من العراقيين و العرب ، زرع في ثقافتنا ان التتار و من المغول هم اقوام همجية كان لها الدور الابرز في سقوط بغداد ابان الفترة المتخرة من حكم الدولة العباسية .. مازال تلك الصور عالقة في مخيلتي عندما كان مدرس مادة التاريخ الاسلامي يشرح لنا كيف تحول لون نهر دجلة الى اللون الاحمر من كثرة ما سفك هولاكو من دماء البغدادين انذاك . كتاب اخر لمرحلة اخرى تضمن ان كتب مكتبات بغداد الزاخرة بالعلوم المختلفة حولت ماء دجلة الى الازرق لان هولاكو امر بالقاءها في النهر . من الواضح جدا ان المراد توجيه افكارنا تجاه كراهية مطلقة للمغول الغزاة مدمروا حضارتنا الاسلامية التي تسيدت العالم حينها.

لم اكن مقتنعا تماما بما يدلو به اساتذتي ليس دفاعا عن المغول او حبا بهم لاني كنت اجهلهم تماما ، و لكن كنت اتسائل ، كيف لمجموعة من الهمج الرعاع عاشوا في تخوم الصين تمكنوا من اخضاع قبائل التتار ( المغول و الترك و السلاجقة و غيرهم) تحت نفوذهم ليغزو الهند و باكستان و افغانستان و ايران و العراق و غيرها . كما نعلم ان الانسان الهمجي متهور لايملك اي من الفنون العقلية لادارة دولة او امبراطورية و توحيد اراضيها و حكمها سياسيا و اقتصاديا. طيب ، لماذا احرقوا مكتبات بغداد و القاء الكتب في دجلة ؟ هل المراد تدمير بغداد و تركها مهجورة ؟ ام اخضاعها الى نفوذهم و الذي يتطلب كسب ود الناس و التناغم معهم وفق ما يفهمونه و اعتادو عليه . من حيث مخالفة الناس و محاولة تغيير اوضاعهم نحو الاسوء يخلق عدم الاستقرار امني و اقتصادي و هذا مالم تذكره كتب التاريخ اطلاقا بمعنى اخر عدم وجود ما يسمى بالمقاومة المسلحة كما نعرفها الان بل تكن هناك اي نوع من المقاومة بل على العكس بعد نحو ثلاثين سنة من سقوط بغداد حدث مالم يكن متوقعا الا وهو تحول هولاكو و ابناءه و جيشهم الى الدين الاسلامي.

مسلسل هندي يحمل عنوان جودا اكبر ، برز شخصية جلال الدين محمد اكبر احد اعظم الاباطرة في الامبراطورية المغولية .. و هو حفيد همايون احد اهم قادة التتار .. لاحظو معي ان قادة المغول اللذين وحدو الهند و باكستان و افغانستان و الاوزك تحت نفوذهم يحملون اسماء اسلامية صرفة بل انهم يحكمون باسم الاسلام.

هذا المسلسل اعادني نحو ثلاثون سنة من عمري كي اراجع معلوماتي حول المغول و التتار و من حسن الحظ ان الوصول الى المعلومة الان اصبح متيسرا و من خلال بحث بسيط على صفحات الشبكة العنكبوتية وجدت ان الامبراطورية المغولية او التترية كان الاثر البالغ في الكثير من المعنطفات التاريخية و امبراطورية رعت العلم و الثقافة و الفن و احترمت تعدد الاديان و الطوائف و لها منجزاتها الحضارية و العمرانية التي مازالت شاخصة في اكرا و مواقع اخرى في الهند.

اهداف تيمور لنك كانت لا تختلف كثيرا عن اهداف الوحوديون و القوميون و حتى الاسلاميون اليوم الساعون الى توحيد العباد و البلاد تحت راية واحدة .. لعله يتميز عنهم في كثير من مواطن القوة الاخلاقية و الفروسية التي دفعت اليزابيت ان تفتح سفارة بريطانية لها معهم .

لماذا شوه المؤرخون العرب و المسلمون صورة المغول في العقل العربي و الاسلامي و هم ايضا ممن حمل لواء الاسلام الامر الذي لا نراه في التعاطي مع الاحتلال العثماني؟ ربما الاجابة على هذا السؤال سيسلط بقعة ضوء ربما كانت خافية على المثقف العراقي و العربي . فبدلا من دراسة اسباب تهاوي الدولة العباسية و سقوط بغداد و معالجة نقاط الضعف و ابراز مكامن القوة و تنشأة الاجيال عليها و تحصينها مستقبلا ، ذهب ذوي الرأي و المشورة الى اناطة روح الكراهية و النعصب الطائفي و العنصري السيادة و الريادة على العقل العربي و الاسلامي و حبسه في سجون التخلف و الظلامية..

وجدت العديد من المقالات حاولت بشكل او باخر تصوير ان هناك تحالف شيعي - مغولي - تتري لاسقاط بغداد .. و حاولت ان اهضم هذا الرأي الا اني لم اتمكن من حيث في هذه الفترة الزمنية كانت ايران و الاوزبك و العديد من المناطق الخاضعة تحت سيطرة التتار تتبنى الاسلام السني على المذاهب الاربعة و لايشكل الشيعة حتى في بغداد سوى اقلية لا يعتد بها و هي واقعة تحت سيطرة الخليفة العباسي ، فقراء ، مظطهدون لا حول و لا قوة لهم . اذا ما معنى هذا التحالف المزعوم و ماقيمته التاريخية و حقيقته في دالة البحث و التحقق العلمي ؟

الحقيقة الصادمة .. بعد التقصي و التحقق و الاطلاع على العديد من المقالات بهذا الخصوص ، وجدت ان التتار حتى دخولهم بغداد لم يكونو مسلمون اطلاقا و لا تصدقوا اي ادعاء يخالف هذا الراي لانهم لو كانوا كذلك لا توجد المبررات لديهم لغزو العراق و اسقاط الخلافة العباسية ، بل ان المراسلات بين قادة التتار و الخليفة العباسي لا يشير من حيث مضمونها او شكلها ان المخاطب ( بكسر الطاء) مسلما على ملة من ملل المسلمين.

اذا انهم دخلوا الاسلام بعد دخولهم الى بغداد ... بل انهم دخلو الاسلام على يد اثنين من اهم علماء الشيعة و هم الخواجة نصير الدين الطوسي و العلامة الحلي و اول المغول اسلاما هو احمد بن هولاكو و من ثم اسلم جميع اخوته و اسلم هولاكو ( لفظيا فقط) .. هذا ما يدلل الاسباب الحقيقة وراء وقوف مفكري الفكر القومي العربي و الاسلام السني الطائفي خلف تشويه صورة المغول اللذين دخلوا كغزاة الى بغداد فخرجو و الاسلام الشيعي يغزو صدورهم .

بعد خروجهم من بغداد تاركين خلفهم 100 الف جندي رفضوا العودة و البقاء في بغداد و من ثم تولي جلال الدين محمد اكبر الحكم و هو في ربيعه الرابع عشر كان الوصي القائد المغولي بيرم الشيعي الذي منح ابناء طائفته الوزارة و السلطة لتعزيز اركان الدولة الاسلامية المغولية في اسيا.. و من حيث ان المذهب الشيعي يركز على العقل حفز هذا الامبراطور للانطلاق بحرية افكاره الى مدى واسع فهة الامبراطور الوحيد ان عامل الهنود كمواطنين في دولة المغول و ليس مالكي اراضي و هو من اطلق حرية التعبد و التصاهر بين الاديان المختلفة ..

اخيرا لابد لنا من الانتباه ان ما نقل الينا تاريخيا كانت تقف وراءه اجندات طائفية و عنصرية و علينا التحقق من الامور قبل التصديق بها و جعلها من المسلمات او البديهيات ، علينا ان نكون حذرين لكي لا نجعل عقولنا بيد الجهلاء و الدهاة يخضوعونها لاجنداتهم و رغباتهم .. تاريخ المغول ليس بعيدا و ظللنا بهذه الطريقة الوقحة فما بالكم بالاحداث التاريخية التي حدثت حتى قبل عصر التدوين



#حسن_سامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويكليكس ما خفي كان اعظم
- لا تنه عن خلق و تأتي بمثله عار عليك ان فعلت عظيم
- و هم العدالة في المنطق الرياضي
- الباذر باذر
- مخاطر انهيار اسعار النفط على الوضع السياسي و الاقتصادي في ال ...
- الخطاب المرجعي في المرحلة الراهنة و تداعياته على المشهد السي ...
- ما وراء عودة الرئيس
- مقبولية وطنية واسعة ام مقبولية سياسية
- خيوط جريمة المؤامرة الكبرى لتركيع العراق
- تداعيات رفض الولاية الثالثة و مصير العراق
- الف رحمة على روحك شلش ... اكو ناس محتاجة كلات
- معركة العراق ضد الارهاب ما لها و ما عليها ( وجهة نظر)
- تأثير قرارات سد العجز في الموازنة العامة للحكومة الماليزية ع ...
- انت مع الجيش انت مع قائده
- الى كافي مع اطيب التحيات
- ما لم تدركه عقولكم شهدت به ابصاركم
- ايران ستنتخب الاصلاح.... تكبير
- عصف العقل خير من جهاد بلا عقل
- و لكم في القلب - ونة- يا أهل الخصيمة
- اكذوبة الاسلام القومي !!!


المزيد.....




- سقط من الطابق الخامس في روسيا ومصدر يقول -وفاة طبيعية-.. الع ...
- مصر.. النيابة العامة تقرر رفع أسماء 716 شخصا من قوائم الإرها ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى يستخدمها -حزب الله- لنقل الأ ...
- كيف يؤثر اسمك على شخصيتك؟
- بعد العثور على جثته.. إسرائيل تندد بمقتل حاخام في الإمارات
- حائزون على نوبل للآداب يطالبون بالإفراج الفوري عن الكاتب بوع ...
- البرهان يزور سنار ومنظمات دولية تحذر من خطورة الأزمة الإنسان ...
- أكسيوس: ترامب يوشك أن يصبح المفاوض الرئيسي لحرب غزة
- مقتل طفلة وإصابة 6 مدنيين بقصف قوات النظام لريف إدلب
- أصوات من غزة.. الشتاء ينذر بفصل أشد قسوة في المأساة الإنساني ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن سامي - تشيع المغول الحقيقة الضائعة في الفكر القومي الاسلاموي المعاصر ...