1- تـوطـئـة :
يعتبر حوض البحر الأبيض المتوسط مركز الحضارات القديمة وضمنها الحضارة الأمازيغية التي اصطدمت بالإمبريالية الرومانية خلال القرن الثالث قبل الميلاد في أزيد من قرن من الحروب صمد خلالها الأمازيغ أمام الآلة العسكرية الرومانية وبالتالي أمام جميع التدخلات الأجنبية التي استهدفت استغلال الإنسان والطبيعة وضرب الهوية الأمازيغية, وأبدع الأمازيغ في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية عبر قوى الإنتاج التي ترتكز إلى نمط الإنتاج الجماعي بالأساس الذي افرز علاقات إنتاج تطورت عبر عشرات القرون وساهمت بشكل كبير في تطور اللغة والثقافة الأمازيغيتين عبر التفاعل الحضاري مع الشعوب التي احتك بها الأمازيغ الذين بنوا دولا عظمى كالبرغواطيين والمرابطين والموحدين ... ? حافظوا على المكون الأمازيغي الذي استطاع طبع الثقافات واللغات التي احتكوا بها لضمان استمرارية الأمازيغية كمنظومة فكرية ولغوية وثقافية, رغم تعثر الكتابة الامازيغية وشيوع الشفهية في أوساط الأمازيغ نظرا لما عانته الامازيغية وتعانيه من اضطهاد من طرف الأنظمة المتعاقبة على الحكم خاصة خلال القرون الأربعة الأخيرة بدعوى قدسية اللغة العربية كلغة دين وحكم وتجاهل تنوع مكونات المجتمعات بالدول العربية واعتبار الشرق العربي مركزا للحضارة مما يطرح إشكالية الإزدواجية بين واقع الأمازيغ الملموس المرتبط بالمنطقة المغاربية والمغربية بالخصوص وبين منظور فكري ميتافيزيقي ينبع من الشرق العربي مما بجعل تاريخ الأمازيغ فارغا من محتواه باعتبار الشرق مرجعية فكرية وتاريخية.
أمام هذا الواقع فإن طرح الأمازيغية في واجهة النضال الديموقراطي الجذري يعتبر ضمن أولويات الصراع بين القوى التي لها المصلحة في التغيير وقوى الاستغلال الجديدة المدعومة من طرف العولمة الليبرالية المتوحشة والنظام المخزني التابعة لها، وجعلها من بين المحاور الأساسية في الصراع الطبقي لكون السلطة في يد مرتكبي الجرائم السياسية والاقتصادية الذين يعملون على تهميش موقع الأمازيغية وإبعادها عن الصراع حول السلطة.
2- الامازيعية والصراع الطبقي :
لقد عرفت التكوينات الاقتصادية والاجتماعية التي شهدتها البشرية عبر تاريخها الطويل تطورا متواثرا نتيجة ما عرفته قوى الإنتاج من تطور انعكس على علاقات الإنتاج وبالتالي على حياة الشعوب مما أثر سلبا أو إيجابا على ثقافاتها ولغاتها عبر تفاعل الأنشطة العملية والفكرية التي تم عبرها تحديد هويات الشعوب, وعرفت الامازيغية بالمنطقة المغاربية والمغربية بالخصوص باعتبارها الهوية الأساس لشعوب المنطقة التي طبعت الثقافات واللغات الوافدة عليها عبر التفاعل الحضاري مع الشعوب التي احتك بها الأمازيغ, عرفت تطورا متواثرا عبر العصور أصبحت معها الامازيغية منظومة فكرية ولغوية وثقافية رغم تعثر الكتابة الأمازيغية وانحصارها في المستوى الشفهي نتيجة التدخلات الأجنبية التي حاولت طمس معالمها وشهدت عبر تاريخها الطويل صراعا من أجل السيادة لضمان استمراريتها كهوية للإنسان بالمنطقة الذي خلف تراثا ثقافيا يشهد على إبداع الأمازيغ في المجالات الإقتصادية والاجتماعية/ قوى الإنتاج التي ساهمت بشكل كبير في تطور اللغة والثقافة الامازيغيتين أنتجت علاقات إنتاج جد متطورة )تنظيم الري, تنظيم الملكية الجماعية للأراضي, تدبير الإنتاج الفلاحي والمعدني..( وبالتالي تأسيس دول عظمى كالبرغواطيين والمرابطين والموحدين ... وتأسيس نمط إنتاج يرتكز إلى الملكية الجماعية للأراضي يعمل فيه الفرد لصالح الجماعة التي تقوم بدور الحماية الجماعية للأفراد في ظل النمط الاشتراكي العفوي الذي يعتمد على الممارسة العملية بالأساس والتي لعبت دورا هاما في العلاقات الاقتصادية الدولية عبر الطرق التجارية التي لعبت دورا أساسيا في استقرار الأنظمة السياسية في ظل الدول التي أقامها الأمازيغ باعتبار عامل الاقتصاد/البنية التحتية عاملا أساسيا في بناء الدول وبالتالي الهوية الأمازيغية التي ساهمت بدورها في تركيز نمط الإنتاج الجماعي/الإشتراكية العفوية وبالتالي علاقات إنتاج ذات الخصوصية المحلية التي طبعت نمط حياة الأمازيغ.
استمر نمط الإنتاج الجماعي للأراضي باعتبار الفلاحة الركيزة الأساسية في الاقتصاد بالمنطقة المغاربية والمغربية بالخصوص إلى أن ظهرت الدولة المخزنية التي عملت على إخضاع الأمازيغ بالقوة العسكرية في محاولة لتفكيك نمط الإنتاج السائد وبالتالي تفكيك النظام السياسي القائم في الدول التي بناها الأمازيغ، وهكذا عملت الدولة المخزنية خلال القرون الأربعة الماضية على تهميش اللغة والثقافة الأمازيغيتين بدعوى قدسية اللغة العربية كلغة دين وحكم وبالتالي تقديس الوافدين من الشرق العربي مما يجعل الأمازيغ يعيشون الهوة بين واقعهم الملموس الذي يرتكز إلى الممارسة العملية في ظل نمط إنتاج جماعي يرتبط بالأرض كواقع من جهة وارتباطهم الفكري الميتافيزيقي المفروض عليهم بالارتباط بالمشرق العربي باعتباره مركز القرار السياسي الذي يرتكز إلى قدسية اللغة والدين والحكم من جهة ثانية، مما يجعل الأمازيغ في المرتبة الدنيا بعدما تم إبعادهم عن مركز السلطة التي تحتلها الطبقات السائدة ذات الجذور الشرقية مما جرد الأمازيغ من مواطنتهم وقطع الطريق عليهم للوصول إلى الحكم وبالتالي تجريدهم من حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في ظل الدول التابعة للشرق العربي التي يتم حمايتها بواسطة الأيديولوجية الدينية التي تعتمد الولاء للشرق كمركز للسلطة مما يجعل المنطقة المغاربية والمغربية بالخصوص تابعة للشرق لاستباحة استغلال الإنسان والطبيعة بخلق الهوة بين الانتماء إلى واقع ملموس وتفريغ هذا الواقع من مضمونه بالارتباط الفكري الميتافيزيقي بالشرق العربي مما يسهل استغلال الأمازيغ وضرب نمط الإنتاج الجماعي الذي يعتمد عليه الاقتصاد وبالتالي الوصول إلى الموارد الطبيعية.
استمر الصراع على السلطة بين الأمازيغ والطبقات السائدة لعدة قرون ولم يتم حسمه نسبيا لصالح الدولة المخزنية إلا بالتحالف مع الاستعمار المباشر الذي عمل على القضاء على مقاومة الفلاحين خلال العقود الثلاثة الأولى من القرن العشرين بعد سقوط جبل صفرو سنة 1934 وتركيز تحالف الاستعمار والإقطاع وتفكيك الملكية الجماعية للأراضي وتركيز الملكية الفردية الرأسمالية وبالتالي تفكيك نمط الإنتاج الجماعي للأراضي وتركيز نمط الإنتاج الرأسمالي في اتجاه تصدير المنتوج الفلاحي بعد انتزاع الأراضي من الفلاحين الصغار وتحويلهم إلى عمال زراعيين بالضيعات والمعامل التي تم إنشاؤها على أراضيهم منذ الأربعينيات من القرن الماضي والذين يتعرضون اليوم للاستغلال المكثف في ظل الدولة المخزنية الحديثة بعد تحالف البورجوازية والإقطاع في ظل الحماية القانونية للاستثمار في المجال الفلاحي الذي يعتمد على استغلال واستعباد العمال الزراعيين في ظل الممارسة العملية لمدونة الشغل الرجعية التي تشرعن لاستعباد الطبقة العاملة وخاصة المرأة العاملة وحرمان الفلاحين الصغار من الحق في الأرض والماء واستغلال الثرواث الطبيعية وتنمية اللغة والثقافة الأمازيغيتين.
3( الامازيغية والنضال الديمقراطي الجذري :
إن هجوم العولمة الليبرالية المتوحشة على حقوق الشعوب بقيادة الإمبريالية الأمريكية والذي يستهدف الثرواث الطبيعية والتراث الثقافي والمسار الديمقراطي والهوية, قد بلغ مداه في الآونة الأخيرة خاصة بعدما يسمى بأحداث 11 شتنبر التي تم استغلالها من طرف الإمبريالية الأمريكية باتخاذها ذريعة لغزو الشعوب وضرب مصالحها باسم "الحرب ضد الإرهاب" والتي انطلقت من أفغانستان باعتبارها بؤرة توثر عرفت صراعا مريرا بين المنظومتين الاشتراكية والرأسمالية منذ أواخر السبعينات تم فيها توظيف عنصر الدين/الإسلام السياسي من طرف الإمبريالية الأمريكية لمواجهة السلطة البيروقراطية بالاتحاد السوفياتي ومن خلالها مواجهة المنظومة الاشتراكية في محاولة لوضع الدين/الإسلام السياسي نقيضا للفكر الاشتراكي بدعم من العولمة الليبرالية المتوحشة التي أصبحت القوة المهيمنة في العالم بعد إسقاط التجربة الاشتراكية المطبقة بالاتحاد السوفياتي وشرق أوربا، هكذا عملت الإمبريالية الأمريكية على محاربة القوة الرجعية الإسلامية بأفغانستان والتي تمت تنميتها بالأمس من طرفها لاستغلالها ضد المد الاشتراكي وهرعت الأنظمة العربية الرجعية والتي ساندت قوى الإسلام السياسي بالأمس إلى مباركة المخطط الإمبريالي الأمريكي المدعوم من طرف المؤسسات المالية الدولية لتصفية حركات الشعوب ضد العولمة الليبرالية المتوحشة التي اتخذت عنصر الدين/الإسلام السياسي إيديولوجية لاستباحة استغلال ونهب الثرواث الطبيعية للشعوب وتدمير تراثها الثقافي وبالتالي طمس هوياتها.
أمام هجوم العولمة الليبرالية المتوحشة على مكتسبات الشعوب بمباركة الأنظمة الرجعية الحاكمة تعتبر الخصوصيات المحلية التي تطبع الهوية المحلية من بين آليات الدفاع الذاتية للجماهير الشعبية ضد الاستغلال والنهب والعامل الأساسي في الصراع من أجل الديمقراطية بأبعادها المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، هكذا فإن الأمازيغية باعتبارها المكون الأساس في الهوية المغاربية والمغربية بالخصوص والتي عرفت تهميشا ممنهجا من طرف الحكم في ظل الدولة المخزنية الحديثة في محاولة لإبعادها عن الصراع حول السلطة بعدما تم توظيف مفاهيم المقدسات كخطوط حمراء لا يجب تجاوزها بإضافة البعد الوطني كمكون أساسي في ظل المرجعية الإيديولوجية للقومية العربية التي كذب التاريخ أطروحاتها حول قيادة الصراع ضد الامبريالية الليبرالية المتوحشة لكون منطلقاتها تتجاهل تنوع مكونات المجتمعات بالدول العربية واعتبار الشرق مركزا للصراع تحكمه قدسية الدين واللغة والحكم وأصبحت الهوية العربية ذات المرجعية الدينية إيديولوجية تعتمدها الأنظمة العربية الرجعية في السيطرة وقمع حركات الشعوب.
يعتبر الطرح التقدمي للقضية الامازيغية على ساحة النضال الديمقراطي الجذري بالمنطقة المغاربية والمغربية بالخصوص أمرا مفروضا على قوى اليسار الجذري وعلى النهج الديمقراطي بالخصوص من أجل إبداع أشكال عملية ملموسة وأطروحات فكرية تقدمية لإبراز موقع الامازيغية في الصراع من اجل الديمقراطية في مواجهة للطرح الرجعي الرسمي المدعوم من طرف قوى الحركة الوطنية والذي يرتكز إلى قدسية اللغة العربية والحكم, كما يجب العمل على تفكيك قيود الفكر الميتافيزيقي التي تربط الأمازيغ بالشرق العربي ارتباطا مثاليا والتي فتحت المجال أمام حركات الإسلام السياسي للتغلغل في أوساط الجماهير الشعبية التي ترى في اطروحاتها الطريق الى الخلاص من القهر والفقر اللذان تعيشهما في ظل سيادة الدولة المخزنية الحديثة, والعمل على تعرية أسس النظام المخزني باعتباره نظاما تابعا للرأسمال المركزي ودخيلا على الواقع المادي/التاريخي للأمازيغية ذات البعد المغاربي والمغربي بالخصوص وإعلان الصراع المباشر من أجل بناء أسس الدولة الديمقراطية على أساس دستور ديمقراطي يعترف بحقوق الامازيغية كهوية وثقافة ولغة في ظل الاعتراف الدستوري للمناطق ذات الخصوصيات المحلية بالحكم الذاتي الذي يجب أن يتحكم فيه المنتجون المبدعون في الترواث الطبيعية وتوجيه الإنتاج نحو التنمية المحلية التي ترتكز إلي الحق في التعليم والصحة والشغل والسكن كحقوق أساسية وحماية البيئة الطبيعية التي ترتكز إلى الحق في الأرض والماء والترواث المعدنية والبحرية وتنمية اللغة والثقافة الامازيغيتين.
( الحركة الامازيغية ? النضال الديمقراطي الجذري: :4
انطلاقا مما تم ذكره يعتبر الطرح الديمقراطي الجذري للأمازيغية عاملا أساسيا في الصراع القائم حول السلطة في ظل الهجوم الإمبريالي لليبرالية المتوحشة على مصالح الشعوب بالمنطقة المغاربية والمغربية بالخصوص بدعم من الأنظمة الرجعية القائمة بهاوالتي تعمل على إخضاع الأمازيغ للنظام الراسمالي الليبرالي بعد تفكيك نمط الإنتاج المحلي الذي يرتكز إلى نظام الجماعة داخل المجتمع الأمازيغي الذي افتقد أدواته النضالية الذاتية بعد الانتصار المرحلي للاستعمار المباشر وتحالف البورجوازية والإقطاع في مرحلة الاستقلال الشكلي بعد تجريد البادية من آداتها الدفاعية/جيش التحرير الذي يعتبر الامتداد النضالي لحركة الفلاحين بالبوادي ضد الاستعمار المباشر وعزل البوادي عن المدن التي تعتبر معقل الطبقة العاملة الحليف التاريخي للفلاحين.
بتفكيك تحالف الطبقة العاملة بالمدن والفلاحين الصغار بالبوادي يكون تحالف قوى الاستغلال/البورجوازية والإقطاع قد حقق انتصارا مرحليا مكنه من الاستيلاء على السلطة بعد الاستقلال الشكلي بتواطؤ مع القيادات البورجوازية لأحزاب الحركة الوطنية مما يطرح على اليسار الجذري والنهج الديمقراطي بالخصوص الذي تعرض للقمع خلال سنوات الرصاص في محاولة من النظام المخزني لعزله عن الحركات النضالية للجماهير, يطرح التفكير في وضع آليات التحالف مع الحركة الامازيغية من اجل تقوية المد التقدمي داخلها لبلورة أشكال نضالية متطورة لمواجهة هجوم العولمة الليبرالية المتوحشة التي تسعى إلى القضاء على مفهوم الدولة الوطنية وإفراغها من محتواها وتبرئة النظام المخزني من مسؤولياته عما وصلت إليه الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية للجماهير الشعبية من تدهور، للوصول إلى الاستغلال المباشر للثرواث الطبيعية للشعوب عبر دور المجتمع المدني/الجمعيات التنموية والثقافية التي تسخرها للقيام مقامة الدولة في التنمية المحلية .
إن تحديات المواجهة مطروحة اليوم على الحركة الامازيغية باعتبارها تعمل في مجال عريض يعرف تهميشا ملحوظا ويعتبر مجالا حيويا تستهدفه الإمبريالية الليبرالية المتوحشة مما يطرح على اليسار الجذري والنهج الديمقراطي بالخصوص اعتبار الحركة الامازيغية التقدمية حليفا استراتيجيا في مواجهة النظام المخزني الحديث لإزالة صفة القدسية عليه وتفكيك بنياته ومواجهة الاستغلال الاقتصادي الذي تمارسه الطبقات السائدة التي تملك القرار السياسي من اجل بناء الدولة الديمقراطية التي تتمتع فيها المناطق ذات الخصوصيات المحلية بالحكم الذاتي في ظل دستور ديمقراطي يضمن حق الشعب المغربي في تقرير مصيره وضمان الحقوق الدستورية للغة والثقافة الامازيغيتين.
5- خـلاصــة :
يعتبر دور المجتمع المدني في الصراع القائم على السلطة السياسية في ظل العولمة الليبرالية المتوحشة أساسيا لكونه يحتل موقعا هاما في الحركات الاجتماعية التي يشهدها العالم وهو ذو حدين, فمن جهة يتم دعمه وتمويله من طرف الإمبريالية الليبرالية المتوحشة كما هو الشان بالنسبة لجمعيات السهول والجبال والوديان بالمغرب التي يعتمد عليها النظام المخزني في بلورة مفهومه التنمية الذي يرتكز إلى السياسة التبعية للمؤسسات المالية الدولية (البنك العالمي, صندوق النقد الدولي, منظمة التجارة العالمية( عبر فتح المجال للاستثمار أمام الشركات المتعددة الاستيطان وشرعنة تفويت المؤسسات الإنتاجية الوطنية له على حساب قوة عمل الطبقة العاملة وصغار الفلاحين والكادحين, ومن جهة ثانية نشأت التنظيمات الذاتية للجماهير من نقابات وجمعيات حقوقية ونسائية وثقافية وتنموية والحركة الامازيغية التي أصبحت في الآونة الأخيرة تطرح مطالب دستورية تعبرعن مواقف سياسية واضحة حول نظام الحكم القائم مما دفع بالنظام المخزني إلى محاولة احتواء نضالاتها عبر تأسيس المعهد الملكي للامازيغية الذي انخرطت فيها فعاليات سياسية وثقافية أمازيغية من بينها من كان يرفع بالأمس شعارات بحجم دسترة الامازيغية في الوقت الذي تم فيه تأسيس المعهد خارج الشرعية الدستورية مما يضع الأمازيغية خارج الشأن العام الذي يؤسس فيه الشعب للخط الديمقراطي للهوية الامازيغية باعتبارها مكونا أساسيا في الصراع من أجل التغيير الديمقراطي الجذري.
هكذا يطرح أمام اليسار الجذري والنهج الديمقراطي بالخصوص تكثيف النضال بالتحالف مع الحركة الأمازيغية التقدمية لإقرار دسترة الامازيغية في ظل الحكم الذاتي للمناطق ذات الخصوصيات المحلية في أفق تقرير مصير الشعب المغربي في أبعاده المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية, ولن يتاتى ذلك الا في ظل قطب ديموقراطي جذري يكون في مستوى الطرح التقدمي للامازيغية ويستفيد من تجربة حركات المجتمع المدني المغربي في التعامل مع قضايا في حجم الامازيغية ولعل تامل الاحداث التالية :
مسيرة فبراير 1991 بالرباط تضامنا مع الشعب العراقي. 1-
مسيرة مارس 2000 بالرباط ضد تانيث الفقر. 2-
مسيرة ابريل 2002 بالرباط تضامنا مع الشعب الفلسطيني. 3-
يحيلنا الى ما يمكن القيام به في حق الامازيغية ودور المجتمع المدني في حماية حقوق الانسان باعتبار الاحداث الثلاثة المذكورة اروع ما انجزه المجتمع المدني المغربي لما للقضايا المطروحة من ابعاد تتعدى المستوى الوطني لتدخل ضمن حركة المجتمع المدني الدولي ضد هجوم العولمة الليبرالية المتوحشة على حقوق الشعوب.
هكذا يطرح على اليسار الجذري والنهج الديموقراطي بالخصوص اعتبار الحركة الامازيغية حليفا استراتيجيا في النضال الديموقراطي الجذري مما يطرح العمل في اتجاهين :
1- الإبداع النظري انطلاقا من الاطروحات التقدمية لليسار الجديد حول القومية والامازيغية التي تتجاوز مواقف احزاب الحركة الوطنية التي تساند الطرح الرجعي للنظام المخزني.
2- ابداع اشكال نضالية متطورة لدعم الخط التقدمي داخل الحركة الامازيغية في اطار التحالف مع حركات المجتمع المدني الدولي ضد هجوم العولمة اللبيرالية المتوحشة على حقوق الشعوب.
3- الانخراط المكثف لمناضلي اليسار الجذري والنهج الديموقراطي بالخصوص في صفوف الحركة الامازيغية وتفعيل انشطتها الثقافية والتنموية ونضالاتها من اجل دسترة الامازيغية.
تارودانت في 15 غشت 2002
امال الحسين
مين والمعلمات حول استغلال النفوذ والضغط على الطالبات والطلبة المعلمين للانخراط في حزبهم ويوجد الملف لدى فرع الجمعية المغربية لحقوق الإنسان.