|
جاء دور إيران
أسعد العزوني
الحوار المتمدن-العدد: 5227 - 2016 / 7 / 18 - 18:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مخطيء من يظن أن مصير العرب وحدهم إلى زوال في هذه المنطقة المتنازع عليها عالميا ، بسبب الفراغ من كافة الأنواع التي تعاني منه ، رغم وجود كائنات حية فيها ، تسبح صبح مساء بحمد الحاكم الذي لا يدري إن كانت موجودة أم لا ، وهذا ما يفسر سوء حالنا في المنطقة الممتدة من الماء إلى الماء ، عكس الشعوب الأخرى ، وفي المقدمة الشعب التركي الذي هجر النوم بعد منتصف الليل ، ولبى دعوة رئيسه رجب الطيب أردوغان في ساعة العسرة ، ورد الإنقلابيين الذين قادهم ، الملحق العسكري الأسبق في تل أبيب في الفترة ما بين 1996-1998 الخائن أقين أوز تورك قائد سلاح الجو الذي يعد أحد أصدقاء مستدمرة إسرائيل في تركيا . كان هذا الظن الخاطيء مستندا على ظهور فرع خدمات المخابرات السرية الإسرائيلية"ISIS" داعش ، الذي تولى تدمير ما عجزت عنه مستدمرة إسرائيل ، حيث وضعته عدوا جديدا للعرب غيرها ، ليقوم بمهام كانت بالنسبة للعامة مستحيلة وهي بطبيعة الحال ، تقسيم الوطن العربي من 22 كيانا إلى ما يريد على 55 كيانا ، حتى يتسنى لمستدمرة إسرائيل أن تتسيد المنطقة الممتدة بين الشاطيء الشرقي للبحر الأبيض المتوسط حتى الشاطيء الغربي لبحر قزوين ، بعد إعلان يهوديتها . بعد إنطلاقة داعش لتدمير ما تبقى قائما في العالم العربي وتمركزه في العراق وسوريا ، وإعلانه المشبوه عن إقامة "دولة الخلافة الإسلامية " فيهما بداية العام الحالي 2016، صرح مسؤولو وكالة الإستخبارات الأمريكية "السي آي إيه"مرارا وتكرارا ، أن تنظيما إسلاميا آخر في الطريق إلينا ، وسيكون أشد خطرا وإرهابا من داعش وإسمه خراسان ، وأن هذا التنظيم سيكون مناطا به العبث في إيران لتفتيتها ، ومن ثم إحتلال الكويت لتكون بنكه المركزي وبئره النفطي ، وأن قائده هو الكويتي عبد المحسن الفضلي التي أعلنت أمريكا انها قتلته مرتين في سوريا. لا يخفى على أحد أن داعش صنيعة السي آي إيه والمخابرات البريطانية والموساد الإسرائيلي ، قد أنجز ما أسند عليه ، وحقق المراد الإسرائيلي ، وها هي أمريكا تعد العدة لتنفيذ الجزء الثاني من الخطة الجهنمية ، وهي العبث في إيران ، من خلال التمهيد لإنطلاق تنظيم خراسان ، بعد طي صفحة داعش الذي إنبثق عن القاعدة التي تحالفت مع أمريكا في أفغانستان لمحاربة الشيوعية السوفييتية وتحرير تورا بورا ، ناسية أو متناسية أن القدس والأقصى محتلان من قبل مستمرة إسرائيل منذ زمن. الدلائل على ذلك نافرة وهي أن الحملة العسكرية للقضاء على داعش تتكثف يوما بعد يوم ، ومثال ذلك ما يحدث في العراق ، حيث نشهد لعبة عكسية عنوانها "سلّم وإستلم2 "، فبعد أن تسلم داعش الموصل والأنبار بسهولة ، ها هو ينسحب من الأنبار ، وجاري التحضيرات لإستلام الموصل منه ، ولكن بعد الموافقة الأمريكية بطبيعة الحال ، وللتذكير فإن شيوخ العشائر العراقية في الأنبار أكدوا انهم شاهدوا مروحيات أمريكية وهي تلتقط كبار قيادات داعش وتنطلق بهم إلى مناطق مجهولة. هناك دليل آخر في هذا السياق ، وهو أن الصراع العربي- الإيراني الذي تعمق بعد الإتفاق النووي الإيراني مع الغرب وامريكا مؤخرا ، قد عجل في عملية الحسم في إيران ، وللتذكير فإن هذا الصراع قد كشف عن تحالفات عربية - إسرائيلية ضد إيران ، وقد نجم عن ذلك تحولات دراماتيكية في المنطقة ، صبت في مجملها لصالح مستدمرة إسرائيل ، وللشفافية فإن الموقف الإيراني من مستدمرة إسرائيل بات غير مفهوم ، وإقتصر الأمر على شعارات براقة بدأت تفقد وهجها مفادها "الموت لإسرائيل " و"أمريكا الشيطان الأكبر "، وهذا يعني أن كافة الأمور عربيا وإسلاميا تصب في مصلحة مستدمرة إسرائيل . التحول الخطير في هذا السياق بعد الإشارات المتعلقة ب"هزيمة " داعش ، هو ما نراه من تداعيات سلبية بعد مؤتمر المعارضة الإيرانية الذي إحتضنته باريس قبل أيام ، بمشاركة شخصيات عربية رفيعة المستوى يتقدمهم رئيس جهاز المخابرات السعودي الأمير تركي الفيصل الذي أطلق تصريحات نارية مست التوجه المعلن لإيران ، وتتعلق بالمقاومة التي لا وجود لها على ارض الواقع ، ووفد يمثل السلطة الفلسطينية ، وبرلمانيون مصريين ووزير الإعلام الأردني الأسبق صالح القلاب ، إضافة إلى شخصيات أمريكية وأوروبية ، وشخصيات أخرى من القارات الخمس جاؤوا لمناقشة مشاريع وبرامج المعارضة الإيرانية. بعد مؤتمر المعارضة الإيرانية في باريس ، رأينا تداعياته تترجم إلى إنفجارات في إيران ، وبات الحديث عن عروبة الأهواز يأخذ منحى آخر أكثر جدية وعمقا ، كما أن الحديث عن القوميات الإيرانية أخذ يأخذ منحى آخر . عموما نحن العرب والمسلمين لم نحسن التعامل مع قضايانا المشتركة ، وكل منا غنى على ليلاه ، وكانت إسرائيل هي محراك السوء الذي يشعل التوتر بيننا ، وبالتالي عملنا إما بحسن او بسوء نية لمصلحتها ، وأهملنا مصالحنا ، لذلك فإن النتيجة المرتقبة سوف لن تكون غريبة علينا ، لأننا عربا وعجما آثرنا الإنقسام بدلا من التوافق لأننا نحن اهل المنطقة ، وهذا سر بقاء مستدمرة إسرائيل حتى يومنا هذا ، واندثارنا نحن .
#أسعد_العزوني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الإنقلاب التركي الفاشل .. كلام يجب أن يقال
-
تفجيرات نيس الفرنسية ..فتش عن الموساد الإسرائيلي
-
كش داعش..2016
-
المنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر تشيد بجهود مركز
...
-
جولة نتنياهو الإفريقية..المغزى والهدف
-
النظام السوري .... جردة حساب قومية
-
بشار -الج......- إذ ينتصر على شعبه؟؟!!
-
-العربية للهلال والصليب الأحمر -تندد بتفجيرات بغداد
-
البغداديون لا يتناولون -الموطة- عصرا في شارع الرشيد
-
مستدمرة إسرائيل لها دور وظيفي مثلنا
-
تركيا تنتحر في حضن إسرائيل مجددا
-
-إسرائيل-..من المتوسط إلى قزوين
-
اللاجئون السوريون والعيد ..كلام خارج النص
-
النائب عبد الهادي المحارمة: مدينة سحّاب أردنية وأهلها مصريون
...
-
توطين اليهود الأكراد في العراق..قنبلة الموسم
-
الصليب الاحمر البريطاني يستضيف المنظمة العربية للهلال الأحمر
...
-
لماذا لم ينتصر العرب ؟
-
الأمين العام للمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر -ا
...
-
اليسار العربي حالة هلامية وتشبيك إنتهازي
-
أورلاندو ليس داعشيا
المزيد.....
-
بالصور..هكذا يبدو حفل زفاف سعودي من منظور -عين الطائر-
-
فيديو يرصد السرعة الفائقة لحظة ضرب صاروخ MIRV الروسي بأوكران
...
-
مسؤول يكشف المقابل الروسي المقدّم لكوريا الشمالية لإرسال جنو
...
-
دعوى قضائية ضد الروائي كمال داود.. ماذا جاء فيها؟
-
البنتاغون: مركبة صينية متعددة الاستخدام تثير القلق
-
ماذا قدمت روسيا لكوريا الشمالية مقابل انخراطها في القتال ضد
...
-
بوتين يحيّد القيادة البريطانية بصاروخه الجديد
-
مصر.. إصابة العشرات بحادث سير
-
مراسل RT: غارات عنيفة تستهدف مدينة صور في جنوب لبنان (فيديو)
...
-
الإمارات.. اكتشاف نص سري مخفي تحت طبقة زخرفية ذهيبة في -المص
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|